أهالى المقبوض عليهم فى تظاهرات تحرير سيناء: «مش هنتكلم فى السياسة تانى

في الأربعاء ٢٧ - أبريل - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

كتب ــ مصطفى حمدى:
نشر فى : الأربعاء 27 أبريل 2016 - 3:00 م | آخر تحديث : الأربعاء 27 أبريل 2016 - 3:06 م

• العشرات يبيتون أمام القسم فى انتظار أبنائهم.. اشتباك بالأيدى بين محامٍ وأمين شرطة..

• 85 محبوسًا يواجهون 8 اتهامات.. وقرار بحجز المتهمين لحين ورود التحريات

أمام قسم شرطة الدقى بالجيزة، ينتظر العشرات من السيدات والرجال من أهالى المقبوض عليهم فى تظاهرات «ذكرى تحرير سيناء»، ويصلون الليل بالنهار ترقبا لتحديد مصير أبنائهم سواء بالحبس أو الإفراج.

«الشروق» رصدت مشهد الأهالى ومحاولاتهم للتواصل مع أبنائهم المقبوض عليهم، وأمام القسم وقف والد الشاب سامح عبدالعاطى، كما لو كان يحدث ابنه المقبوض عليه، وقال فى أسى: «نبهت عليه أكثر من مرة ملكش دعوة بالسياسة لكنه لم يسمع كلامى»، وأضاف الأب: «أنا أعمل باليومية وابنى المحبوس دائما مشغول بصفحات الفيس بوك، وحاولت أكثر من مرة منعه من التحدث فى السياسية».

وطالب الأب رجال الأمن بالإفراج عن نجله متعهدا: «لن أسمح له بالخروج من المنزل إلا تحت إشرافى وسنترك الحديث فى السياسة لأهلها.. والله لو خرج تانى فى مظاهرات لا هو ابنى ولا أعرفه».

وبينما كانت عقارب الساعة تتجاوز الثانية عشرة ليلا، حضرت أم فى الخمسين من عمرها، والدة الشاب المحتجز، شعبان محمد، وبدت على وجهها علامات القلق والتوتر، فيما كانت تصرخ فى أمناء الشرطة المتواجدين حول القسم: «ابنى فين عاوز اطمن على ابنى؟»، وبعدها دخلت فى نوبة بكاء مرير، إلى أن اصطحبها أحد الضباط إلى الدور الثانى بالقسم، ودخلت فى لهفة تنادى على ابنها، فرد عليها فأسرعت إليه ثم دخلا سويا فى نوبة بكاء، وبعدها بدقائق طالبها رجال الأمن، بضرورة ترك المكان حتى يتمكنوا من متابعة أعمالهم.

وخلال جولة لـ«الشروق» بين المحامين وأهالى المحبوسين، رصدت اشتباكات ومشادات بمحيط قسم الدقى بسبب قيام محامٍ من دفاع المضبوطين بالاشتباك مع فرد شرطة، لرفض الثانى دخول المحامى للقسم، وتم فض النزاع بينهما وتهدئة الموقف، وقال عبدالرحمن الخوجلى، المحامى، إنه كان يريد دخول القسم لمتابعة موقف المتظاهرين الذين تم القبض عليهم، لافتا إلى علمهم أن النيابة ستنتقل إلى القسم للتحقيق معهم مضيفا: «نظمنا أنفسنا كمحامين وكتبنا ورقة بأسماء المحامين لندخل القسم، فاعترض أمين شرطة دخولنا، ومزق القميص الخاص بى وتعدى على بشكل لا يليق بالمحامين ولا مهنتهم، فحررت محضرا ضد أمين الشرطة، وقام هو الآخر بتحرير محضر ضدى».

وعقب فض المشاجرة سمحت أجهزة الأمن وأعضاء النيابة، للمحامين المفوضين بالدفاع عن المحبوسين بالدخول إلى القسم ومقابلة ذويهم، وراجع أعضاء النيابة قوائم المقبوض عليهم بالأسماء أمام المحامين، وكان عددهم 85 متهما بينهم سيدة واحدة، وأعمارهم بين 15 و30 عاما.

وأمام النيابة تم عرض المحتجزين، وأصدرت النيابة قرارها بحجز المتهمين على ذمة تحريات المباحث حول الواقعة، ونقلت أجهزة الأمن المحتجزين داخل سيارات الترحيلات فى الرابعة فجرا إلى معسكر قوات الأمن المركزى بطريق مصر ــ إسكندرية، الكيلو 10 ونصف، لحين ورود التحريات، وسط هتافات الأهالى وصراخ عدد من الأمهات الموجودين فى محيط القسم.

وحصلت «الشروق» على نص التحريات التى أشرف عليها اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وأشارت لتجمع مجموعه من العناصر بمنطقة المساحة بالدقى يوم الاثنين الماضى، وقاموا بالتظاهر والتحريض على التظاهر لإثارة الرأى العام ضد الدولة، وذلك فى أعقاب اتفاقية ترسيم الحدود السياسية بين مصر والسعودية.

وأكدت التحريات، أن تلك العناصر نشرت أخبارا كاذبة ومغلوطة لإسقاط القيادة السياسية للبلاد والادعاء بتنازل النظام القائم عن بعض الأراضى المصرية مقابل معونات اقتصادية، كما دعت تلك العناصر للخروج فى مظاهرات والاعتصام ببعض الميادين العامة وأمام المؤسسات.

ويواجه المقبوض عليهم 8 اتهامات أبرزها التظاهر بدون تصريح، وتعطيل الحركة المرورية والتجمهر فى التظاهرات، والادعاء بقيام النظام بالتنازل عن جزء من الأراضى المصرية مقابل معونات.
اجمالي القراءات 1125