شيخ الأزهر: لا يمكن حذف لفظ «الجهاد» من الثقافة العربية والإسلامية.. وإلا سنلغي وزارات الدفاع

في الأربعاء ٣٠ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

أكد شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب على ضرورة التفاهم بين المذاهب الإسلامية، حفاظًا على وحدة الأمة، مشيرا إلى سعى الأزهر الدائم إلى وحدة الصف ونبذ الفرقة والخلاف، وفي الوقت ذاته وقوفه بحزم ضد كل ما يعكر صفو هذه الوحدة من محاولات بعض دعاة التشييع لاختراق الصف العربي، والتشويش على الأمة العربية باستحداث بؤر تَوتر هنا وهناك لفرض مذاهب معينة؛ ولذا فإن الأزهر يرفض رفضًا باتًّا المساس بالوحدة والأمن الفكري للأمة العربية.

جاء ذلك خلال لقاء شيخ الأزهر مع العلامة المغربي محمد بن شريفة عضو مجمع اللغة العربية، والدكتورة عصمت دندش أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة محمد الخامس بالرباط، والعلامة الجزائري الدكتور عمار طالبي عضو مجمع اللغة العربية، لبحث العديد من القضايا التي تخص الوضع الثقافي والعلمي في الأمتين العربية والإسلامية.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن منهج الأزهر الذي يتميَز باستيعابه للمذاهب الفقهية الأربعة في الفروع، والمذهب الأشعري في الأصول، وهذا هو الذي أهَّلَه ليكون المعبِّر تعبيرًا صادقًا عن الأمة الإسلامية قديمًا وحديثًا.

وبالنسبة لقضية التراث والتجديد، قال الطيب، إن التجديد لا يكون إلا بهضم التراث القديم واستيعابه استيعابًا جيدا ثم بعد ذلك نجدد فيه بالضوابط المعلومة عند أهل العلم، فلا يمكن قبول قول من يدعي أنَّ لفظ الجهاد ينبغي حذفه من منظومة ثقافتنا العربية الإسلامية، فقائل مثل هذا الكلام لا يعرف المدلول لهذا المصطلح الذي استعمل منذ بزوغ الإسلام للدفاع عن النفس والأعراض والأوطان، ولم يكن في يوم من الأيام أداة لقتل المُخالف أو ترويعه، ولو جارينا هذا القائل بحذف الجهاد لألغينا وزارات الدفاع على أرض العروبة.

من جانبه، أشاد العلامة عمار طالبي بعمق العلاقات بين الأزهر وزعماء النهضة الجزائرية، مقدما لشيخ الأزهر صورة رسالة في ثلاثينات القرن الماضي من الشيخ عبدالحميد بن باديس، رئيس جمعية العلماء المسلمين إلى الأمام الأكبر وقتها مصطفى المراغي شيخ الأزهر، ذكر فيها ابن باديس أنّه مع غروب الخلافة الإسلامية فإن الأزهر الشريف كفيل بأن تنقل إليه الخلافة العلمية للدول الإسلامية.

بدوره، دعا العلامة محمد بن شريفة إلى ضرورة التنسيق بين الجامعات الثلاث (الأزهر بالقاهرة - القرويين بالمغرب - الزيتونة بتونس) من أجل الحفاظ على الطاقة الإسلامية الأصيلة والمنظومة التربوية القديمة التي لخصها العالم المغربي ابن عاشر في منظومته الشهيرة التلاميذ من أقصى المغرب الأقصى إلى جزر الأرخبيل في إندونيسيا، جاء في هذه المنظومة: وفي عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجنيد السالك.

اجمالي القراءات 4560