تقاعست المؤسسات الدينية الرسمية مثل الأزهر والأوقاف
ابن الدولة يكتب: الذين خذلوا الرئيس فى ملف تجديد الخطاب الدينى.

في الخميس ١٦ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

يبدو أن الرئيس لا ينسى، وتلك إشارة جيدة، لأنها تعنى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لن يغفل أبدا عن تحقيق ما وعد به الناس. فى احتفالية ليلة القدر قبل يومين، قال الرئيس السيسى فى كلمته للحضور: إن الإسلام دين السلام والتسامح، ولا يمكن قبول من يدعون للقتل والتدمير تحت راية الإسلام، وشدد على أهمية ترجمة تعاليم الإسلام فى دستور حياة ومنهج عمل، من أجل رفعة شأن الأمة الإسلامية، ثم تطرق لوعده السابق الخاص بالعمل على تجديد الخطاب الدينى، وقال: عندما تحدثت العام الماضى فى ليلة القدر عن تحقيق ثورة دينية لم يكن الهدف اتخاذ إجراءات عنيفة، ولكن إحداث ثورة فى الفكر تتناسب مع العصر الذى نعيش فيه وتوضيح صورة الإسلام الحقيقية القائمة على أن الدين المعاملة، ثم وجه كلمته للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قائلاً: «أنتم مسؤولون عن الخطاب الدينى، وسيسألنى الله عن تصويب الخطاب الدينى، وسأقول إننى قد بلغتكم أمام الأشهاد»، ولكن الجهد المبذول فى هذا الشأن ليس كافياً. وأشار الرئيس إشارة واضحة إلى البطء فى هذا الملف، وأوضح تقصير شيخ الأزهر فى هذا الملف الحيوى والمهم، وهو التقصير الذى تكلمنا عنه من قبل، وقلنا إن المؤسستين الدينيتين فى مصر الأزهر والأوقاف كل واحدة فيهما تعمل على حدة، بدلا من أن تتعاونا فى سبيل تحقيق الهدف المنشود الخاص بتجديد الخطاب الدينى، وقلنا، إن عدم التعاون وهذا التقصير سيؤدى إلى وفاة الملف، أو دخول تيار جديد على الخط ووقتها سيتم تغيير الخطاب الدينى خارج مظلة الأزهر والمؤسسات الرسمية. بطء الأزهر والأوقاف فى ملف الخطاب الدينى يعيدنا إلى الحديث عن فكرة الشراكة، عن خطوة الرئيس الأسرع من خطوات باقى الأجهزة والوزارات، فى قضية تجديد الخطاب الدينى، هذا الملف الشائك الذى تطرق الرئيس للحديث عنه أكثر من مرة، وأعلن عشرات المرات أنه السبيل الوحيد لإنقاذ مصر من التطرف، وإنقاذ الدين ذاته ممن يستغلونه لتحقيق مصالحهم الشخصية، فعلها رئيس الجمهورية وتصدى لهذا الملف الشائك بشجاعة، ودعا مؤسسات الدولة الدينية والفكرية لأن تتخذ خطوات جدية فى طريق تجديد الخطاب الدينى ومواجهة الأفكار المتطرفة بخطاب فكرى ودينى جديد، لأن المواجهة الأمنية لن تجدى بمفردها نفعا أمام هذه الأفكار، دعك من الفكرة التى تقول بأن دعوة تجديد الخطاب الدينى كان يجب أن تسبق بها مؤسسات كبرى مثل الأزهر ووزارات الأوقاف والثقافة والتعليم، دعك من فكرة أن الرئيس سبق الجميع، وركز فيما فعله الجميع لإعانة الرئيس السيسى فى هذا الملف الشائك. الرئيس طلب من كل المؤسسات الدينية أن تضطلع بتنفيذ مهامها فى هذا، وقال لهم أمام الشعب المصرى، إنه سوف يحاججهم يوم القيامة أمام المولى عز وجل، ومن بعد دعوة الرئيس انتظرنا أن نشهد تحركات على قدم وساق، بحماس، وتنسيق وتعاون بين جميع الجهات لبدء معركة تجديد الخطاب الدينى، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، تلكأ الكل وتباطأ، بل وتواطأ البعض، وظل الرئيس بمفرده وحيدا ينادى بتجديد الخطاب الدينى، ويؤكد أنه لا سبيل للمضى قدما للأمام بدون رؤية دينية جديدة بعيدة عن التطرف. تقاعست المؤسسات الدينية الرسمية مثل الأزهر والأوقاف، واكتفت وزارة التعليم بالإعلان عن لجان غير مدروسة لتنقية المناهج من التطرف لم نحصد من ورائها شيئا حتى الآن، بينما استغلت أطراف أخرى باحثة عن الشهرة دعوة الرئيس، وانطلقت بشكل مهووس تتحدث عن تجديد الخطاب الدينى لدرجة دفعت كل طرف فيهما، سواء الأزهر أو الأوقاف أن يتحرك منفردا، والحركة المنفردة فى ملف شائك مثل تجديد الخطاب الدينى لا يمكنك أن تحصد من ورائها أى خير أو أى عوائد محترمة، ومرت علينا أيام نسمع فيها عن مؤتمر لتجديد الخطاب الدينى تعقده وزارة الأوقاف ولا يعرف عنه الأزهر شيئا، والعكس صحيح، وأيام أخرى نسمع فيها عن خطة يضعها الأزهر لتجديد الخطاب الدينى، ولا تسمع عنها وزارة الأوقاف شيئا والعكس صحيح. هل أدركت الآن الظرف الصعب الذى يعمل به الرئيس؟ هل أدركت الآن أن من تحسبهم سندا وصهرا للدولة ولرئيسها لا يتعاونون بالشكل الكافى لتنفيذ أحلام هذه الدولة بسبب صراعاتهم الشخصية؟ 

اجمالي القراءات 5250