تنحي الرئيس اليمني وانسحاب الحوثيين وتنصيب"بحاح" رئيسا توافقياً ..وسلطنة عمان بطل "اللقطة الأخيرة"

في الأربعاء ٢٢ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

  • "بحاح" يخلف هادى في رئاسة اليمن ويقود الحوار الوطني لحل الأزمة طبقا للمبادرة العمانية
  • "إعادة الأمل" تتضمن استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية
  • مبادرة عمانية من 7 بنود لوقف العنف واستئناف الحوار حقنا لدماء اليمنيين
  • مسقط الوحيدة المؤهلة لجمع كل الأطراف بسبب علاقتها الطيبة مع الخليج واليمن وإيران



هدأت العاصفة ومازال اليمن يحلم بالامل فبعد 27 يوما من الضربات الجوية المكثفة على ميليشيات الحوثيين وفلول على عبد الله صالح والنجاح إلى حد كبير فى تقويض قوتهم ووقف تدفق السلاح لهم بنسبة كبيرة لتعويض خسائرهم مازال أهل اليمن يمنون أنفسهم بعودة الهدوء إلى بلادهم التى مزقها الخلاف وصدعتها مخالب الفتنة من جميع الأطراف حيث يسعى كل طرف إلى تدعيم مركزه والسيطرة على الامور منفردا دون مراعاة لمصالح شعب اليمن الحزين .

هدوء العاصفة لا يعنى بالضرورة عودة الهدوء إلى اليمن ولكن يفتح الباب امام محاولات لرأب الصداع وتضميد الجراح ووقف نزيف الدم والخاسائر فى بلد اكثر من نصف عدد سكانها تحت يعيش تحت خط الفقر ولكن نجاح عملية إعادة الامل المرتبطة بتوقف عاصفة الحزم سيتوقف على مدى التزام أطراف الازمة والصراع فى اليمن على تغليب المصلحة الوطنية على مصالحهم الشخصية الضيقة .


• المبادرة العمانية

السعودية أعلنت أمس بشكل مفاجئ عن توقف عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الامل بشكل مفاجئ ودون سابق انذار بعد ان تم الاعلان عن نجاح العملية فى تحقيق أهدافها .

وظهرت سلطنة عمان الدول الخليجية الوحيدة التى تنتهج سياسة الحياد الدائم وتعلب دور رمانة الميزان عند حدوث أى توتر فى منطقة الخليج لتخطف المشهد وتكون بطل اللقطة الاخيرة بعد الإعلان عن مبادرة لوقف العنف والعودة لطاولة الحوار يجرى التجهيز لها فى هدوء وبعيد عن الشو الاعلامى .

وكشفت مصادر إعلامية يمنية، عن بنود المبادرة العمانية التى ستطرح خلال الساعات المقبلة، لوقف عملية عاصفة الحزم ضد اليمن ووفقا لهذه المصادر، فإن دول المنطقة تترقب إعلان السلطنة عن المبادرة التي يجرى التجهيز لها بهدوء للوصول إلى حالة التهدئة وايجاد حل سلمي للأزمة اليمنية المعقدة ومتعددة الاطراف.
 
وحسب المصادر تجرى حاليا مشاورات من جانب السلطنة مع أطراف الأزمة، لبلورة الموقف من مبادرتها تحاشيا لأي رفض من أي طرف معني في الصراع.

وتتبلور بنود المبادرة العمانية التى تم الكشف عنها فى 7 نقاط رئيسية تتضمن: 

أولا: انسحاب الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح من جميع المدن اليمنية، وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري، الذي استولوا عليه من مخازن الجيش اليمني.

ثانيا: عودة السلطة الشرعية إلى الجمهورية اليمنية المتمثلة في الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وقيادة الحكومة اليمنية وممارسة عملها.

ثالثًا: المسارعة إلى إجراء انتخابات برلمانية، ورئاسية في أقرب وقت.

رابعا: التوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه.

خامسا: أن تتحول جماعة الحوثي إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية اليمنية بطرق شرعية.

سادسا: عقد مؤتمر دولي للمانحين بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني وتنفيذ مشاريع استثمارية.

سابعا: الاقتراح بإدخال اليمن ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

• أوراق مسقط

ويتوقع مراقبون ومتابعون للشأن الخليجي نجاح المبادرة العمانية، بسبب ما تملكه مسقط من أوراق تؤهلها لدور الوساطة، حيث رفضت المشاركة في عملية عاصفة الحزم، فضلا عن علاقاتها المتميزة مع كافة من دول الخليج، إضافة إلى ما يربطها من علاقات وثيقة مع إيران.

ولمحت مصادر إعلامية يمنية إلى إن نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء اليمني خالد بحاح سيحل مكان عبدربه منصور هادي في رئاسة اليمن، وسيقود الحوار الوطني لحل الأزمة بالبلاد طبقا للمبادرة العمانية التي تم إيقاف عاصفة الحزم على أساسها.

وذكرت المصادر أن بحاح تقدم بالفعل بطلب للعاهل السعودي الملك سلمان طالب فيه بإيقاف عملية عاصفة الحزم والرجوع للحوار بين كافة الأطياف والأحزاب والالتزام وفق المبادرة الخليجية كونها المخرج الوحيد.

• تطور إيجابى 

وفى تطور إيجابى لنتئج توقف عاصفة الحزم بادر الحوثيون اليوم إلى محاولة لإظهار حسن النوايا حيث أفرجوا اليوم عن وزير الدفاع اليمني محمود الصباح وعن شقيق الرئيس عبدربه منصور هادي وعن مسؤول عسكري آخر، بعد ساعات من إعلان التحالف العربي انتهاء عملية "عاصفة الحزم" ضد المتمردين، بحسبما أفاد أحد الوسطاء.

وكان الحوثيون اعتقلوا الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي وكيل جهاز المخابرات في جنوب اليمن وقائد اللواء 119 العميد فيصل رجب بعد مواجهات في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج في جنوب اليمن نهاية مارس.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه دول التحالف انتهاء عملية عاصفة الحزم، وبدء عملية "إعادة الأمل"، بناءً على طلب من الرئيس عبدربه منصور هادي، تواصل مليشيا الحوثي-صالح، استغلال توقف العمليات العسكرية للتحالف في إعادة الانتشار، بالمخالفة لقرار مجلس الأمن بشأن اليمن.

• خطة الميليشيات والفلول 

وكشف الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، في خطاب له أمس عن خطة التحركات التي سيسير عليها خلال الفترة المقبلة حتى تنتهي الأزمة اليمنية تمامًا، فاضحًا الاتفاق الذي تم توقيعه بين الحوثيين وصالح.

وقال إن عملية "إعادة الأمل" تتضمن سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية، واستمرار حماية المدنيين، وتكثيف جهود تقديم المساعدات الإغاثية والطبية لليمنيين، والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين ومن تحالف معهم.

وستركز على منع الحوثيين من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة، وإيجاد تعاون دولي لمنع وصول الأسلحة جوًّا وبحرًا إلى الحوثيين، وتكثيف عمليات المراقبة والتفتيش لمنع وصول أسلحة إلى الحوثيين وأنصار صالح.

وأكد الرئيس هادي أنه سيعود إلى بلاده دون تحديد وقت، مضيفًا: "سنعود إلى عدن وصنعاء؛ لنبني ونعمر ونداوي الجرحى، وستعود البسمة في اليمن، في وطن للجميع، ولا مجال للمتطرفين إلا أن يجنحوا للسلم".

وقال إنه سيجري العمل على إعادة الهيبة للجيش اليمني، و"سيرى الجميع، قريبًا، كثيرًا من المواقف الشجاعة للقادة والضباط الذين سيلبون نداء وطنهم ويعيدون إلى الجيش هيبته وريادته ومسؤوليته، لنعمل معًا للوصول إلى بناء جيش وطني بهوية وطنية وبناء مؤسسي حديث، لكل اليمن".

وطالب جميع موظفي الدولة (الوزارات والهيئات)، في كل مكان، بالحفاظ على مؤسسات الدولة وتأمين احتياجات أبناء الشعب، وقال إنه على قناعة تامة بتعيين خالد بحاح نائبًا له، بالإضافة إلى مهامه رئيسًا لمجلس الوزراء وقدرته على تحمل المسؤولية الصعبة، في هذه المرحلة الاستثنائية.

وعن فرص نجاح الحوار بين الفرقاء في اليمن فإن قرار مجلس الأمن حدد معالم مرحلة جديدة فيها كثير من الفرص لجميع اليمنيين وتؤسس لحوار إيجابي فاعل بعد إزالة مظاهر الانقلاب كافةً على العملية السياسية، ودعا جميع القوى السياسية دون استثناء إلى التعامل الإيجابي مع هذا القرار والتنفيذ الفوري لفقراته دون انتقائية، مقدمًا شكره إلى الجهود المخلصة كافةً، في دعم وتنبي هذا القرار الذي بذله الأشقاء والأصدقاء.

وكشف هادي لأول مرة عن اتفاق جرى بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومسلحي الحوثي قائلًا: "كان هناك اتفاق سابق بين صالح والحوثيين من 10 نقاط لتقاسم السلطة استنساخًا للتجربة الإيرانية، مشيرًا إلى أنهم مضوا في مناورات عسكرية استفزازًا للجيران وكابروا وتعنتوا ودمروا الممتلكات العامة والخاصة واستقدموا معدات حربية من إيران لإذلال الشعب ولم يتركوا للشعب إلا طريقًا واحدًا هو طريق المقاومة لوقف عبثهم".

• الحصاد

وبعد إعلان دول التحالف المشاركة في عملية "عاصفة الحزم"، مساء الثلاثاء، إنهاؤها وبدء عملية جديدة أسمتها "إعادة الأمل"، استجابة لطلب "الحكومة الشرعية" التي يمثلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي واستنادا لتصريحات مسؤولين سعوديين ويمنيين ودوليين، ووسائل الإعلام السعودية، نرصد ، حصاد العملية التي استمرت 27 يوما حيث شارك في العملية السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر ومصر والأردن والمغرب والسودان.

ثانيا: تفاصيل مشاركة الدول في العملية العسكرية

• السعودية تشارك بأكثر من 100 طائرة مقاتلة و150 ألف مقاتل ووحدات بحرية.

• الإمارات (30 مقاتلة)، الكويت (15 طائرة مقاتلة)، البحرين (15 طائرة مقاتلة)، قطر (10 طائرات مقاتلة)، الأردن (6 طائرات مقاتلة)، المغرب (6 طائرات مقاتلة)، السودان (3 طائرات مقاتلة)، مصر (قوات بحرية وجوية)

• الولايات المتحدة أعلنت استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي للتحرك العسكري الخليجي في اليمن.

• رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف"قال إن بلاده لم تتخل عن الدول العربية، وستقف معها كتفا بكتف في حال تعرض أمنها لأي خطر.

• النتائج

أسفرت عاصفة الحزم عن تحقيق مجموعة من النتائج الاساسية فى عدة مجالات أبرزها : ففى المجال السياسى صدر القرار 2216 لعام 2015 عن مجلس الأمن ، يوم 14 إبريل الجاري، تحت الفصل السابع وبتصويت 14 دولة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن فيما امتنعت روسيا عن التصويت، ينص في أهم بنوده أنه يفرض عقوبات على زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي ونجل الرئيس السابق أحمد علي صالح وفرض حظر على توريد السلاح لجماعتيهما (الحوثيين والعسكريين الموالين لصالح) ودعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتفتيش السفن المتوجهة إلى اليمن.

ودعا القرار جماعة الحوثي والموالين لصالح للانسحاب من المدن التي سيطروا عليها بما فيها العاصمة صنعاء، وتسليم السلاح للدولة، ووقف العنف في اليمن، وتلبية الدعوة الخليجية للحوار في الرياض تحت سقف المبادرة الخليجية وهو القرار الذي اعتبرته الدول المشاركة في التحالف تأييدا دوليا لها وانتصارا للشرعية في اليمن.

وتم دحر قوة الحوثيين الأمر الذي يعزز من موقف الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي والموالين له في أي حوارات سياسات مستقبلية.
ومن الناحية العسكرية : تم تنفيذ 2415 طلعة جوية وتحييد من 95 إلى 98% من الدفاعات الجوية التي استولى عليها الحوثيين من الجيش اليمني وتدمير ما يفوق 80% من مستودعات الأسلحة ( المعلومات لدى قوات التحالف وتدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني وإزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة من قبل ميلشيات الحوثي وسقو ط طائرة سعودية عسكرية من نوع F-15S في البحر الحمر بعد إصابتها بعطل فني.

رفم ان هناك تضاربا كبيرا فى الاحصائيات الخاصة بعدد الضحايا الذين سقطوا خلال عمليات عاصفة الحزم و لا يوجد رقم محدد لعدد القتلى في صفوف الحوثيين واليمنيين، ولكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعلن في 12 إبريل "مقتل نحو 600 شخص وإصابة 6000 آخرين من جراء تلك العمليات كما تم خلال العمليات مقتل 11 جنديا سعوديا منذ بدء العمليات 8 تم الإعلان عنهم رسميا، و3 أعلنت صحيفة الرياض السعودية أنهم استشهدوا على الحدود مع اليمن ونشرت صور تشييع جثامينهم دون ان يتم الإعلان عنهم رسميا".
اجمالي القراءات 3567