الانفلات يصل الإعلام.. المذيع أصبح قاضيًا وجلادًا

في الخميس ٢٩ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

تشهد مصر انفلاتا جديدا من نوعه فى الفترة الأخيرة، فلم يعد الانقلات مقتصرًا على الجانب الأمني، بل امتد مؤخرًا وبالتزامن مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، لانفلات «إعلامي»، حيث صار المذيع قاضيًا وجلادا، يبرئ هذا ويدين ذاك، وصارات الألفاظ الخارجة منهجا لمتصدرى الشاشات.

يقول أسامة هيكل، وزير الإعلام السابق، إن عدد القنوات الفضائية المصرية في تزايد، دون وجود أي ضوابط، وعلى الرغم من وجود ميثاق شرف إعلامي، إلا أنه غير مفعل.

وأضاف “هيكل”، أننا بحاجة إلى تنظيم الإعلام، ووضع الحدود، وضرورة وجود رادع ومحاسبة من يخطئ، متابعا: «هناك مذيع سب الدين على الهواء من قبل، وأكمل فقرته ولم يعتذر هو وقناته، الأمر الذي يضر بالمجتمع، وكان يجب منعه من الظهور لمدة أسبوع على الأقل».

وأوضح أن الإعلامي أفقد قيمة المعلومة، وقدم ذاته عليها، مضيفا: «في مصر مذيعون يظهرون على الهواء لساعات دون وجود أي ضيف ويتحدثون بأي كلام، ولا أحد يحاسبهم إن أخطأوا بمد المشاهد بمعلومات غير صحيحة، دون أي اعتذار».

وأشار إلى أن إغلاق القنوات المخالفة ليس حلا كما يتصور البعض، فمن السهل أن تعود القناة للبث مرة أخرى من خارج مصر، موضحا: «المذيع يجب أن يكون مسئولًا عن اللقاء الذي يديره والمستوى الراقي للقناة وما تقدمه، لكن للأسف نجد ألفاظا خادشة للحياء تخرج من أفواههم وتدخل البيوت دون محاسبة، الأمر الذي أصبح في تزايد بعد إلغاء وزارة الإعلام».

وتابع “هيكل” أن إلغاء الوزارة فكرة متسرعة، والدستور لم ينص على عدم وجود وزارة الإعلام، وإنما نص على وجود 3 مجالس للإعلام، وكان يجب الانتظار حتى يأتي مجلس النواب لإلغاء الوزارة، حتى يتم وضع قوانين وضوابط للعملية الإعلامي.

من جانبه، قال الدكتور صفوت البياضي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن انفعال المذيع مطلوب في بعض المواقف التي تحتاج إلى أن يعبر عنها، خاصة التي تتعلق بالوطن، لكن هناك ضوابط ومعايير لكل شىء.

ورفض “البياضي” تحريض المذيع على قتل أحد مهما كان فعلته، حتى إن كان الفاعل جهة تنفيذ ومخولة لذلك، مضيفا: «الإعلامي نصّب نفسه قاضيًا يحكم على الناس، ونسى أن من أمامه مجرد متهم، وليس لديه أي يقين حول ارتكابه الجرم من عدمه».

وأكد أن المذيع وظيفته نقل الحدث مع مراعاة الدقة، أما تفسيرها متروك لأهل الاختصاص من النيابة والقضاء، لافتا: «أوضح تقرير الطب الشرعى في واقعة قتل شيماء الصباغ، عضو حزب التحالف الشعبي، أن الخرطوش المستخدم في العملية متاح للشرطة والمواطن العادي، لكن بعض الإعلاميين ألصقوا التهمة بالإخوان، برغم أن النائب العام قال إن الحادثة رهن التحقيق، ولم يتم التعرف على الجاني».

أما عن التجاوز في القول، طالب أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، الإعلامي بألا ينجرف وراء السب والقذف والألفاظ الخادشة للحياء العام، وتعميم المصطلحات، وألا يجزم بأن من فعل هذا الشىء شخص أو جهة بعينها، وعليه أن يترك الأمر للمختص.

نماذج من الانفلات الإعلامي:

مصطفى شردى لعضو 6 أبريل: «بص يلا انتو عرتونا، انتم عار على مصر، انتو شوية عيال رمم».

https://www.youtube.com/watch?v=pARRLFcGxKA

أحمد موسى: «لازم الداخلية تدك المطرية، والضرب بالرصاص في سويداء القلب».

https://www.youtube.com/watch?v=cs0p-806G6M

اجمالي القراءات 1300