المصريون .. فرقتهم السياسة .. وجمعهم الميكروباص

في الثلاثاء ٠٨ - يوليو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

يا «علي» قول «للبرديسي» ايه تاخد من تفليسي!

فى 1804 عاد المماليك والعثمانيين للصراع على ولاية مصر بعد خروج الحملة الفرنسية وترقب انجلترا، هروب محمد بك الألفى وإنتظار محمد على لفرصة مواتية، أخلى سدة الحكم لصالح المملوكى عثمان بك البرديسى.

بالتزامن مع تعرض البلاد لأزمة إقتصادية طاحنة نتيجة جفاف النيل، لم يكتفى جنود البرديسى وواصلوا ارتكاب جرائم السلب والنهب والقتل، وتفنن حاكمهم فى فرض ضرائب باهظة لم تكفه لسداد رواتب جنده المتأخرة، ففرض الإتاوات على المواطنين وظهرت الضرائب العقارية قبل قرنين من عودتها فى عهد بطرس غالى، استغل محمد على إنتفاضة المصريين وازاح البرديسى وممالكيه، ولكن التفليسة لم تترنح.

رحل البرديسي و جاء علي و بقى الغلاء .. فقال المصريين عندها .. يا «علي» قول «للبرديسي» ايه تاخد من تفليسي .. في إشارة الى تساوي الحاكمين امام المواطن الفقير الذي لا زال متضرراً .

إيش تاخد الريح من البلاط!

في 17 يناير عام 1977 اعلن نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية الدكتور عبدالمنعم القيسونى في بيان له أمام مجلس الشعب بمجموعة من القرارات الاقتصادية منها رفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية، وبذلك ارتفعت أسعار الخبز والسكر والشاى والأرز والزيت والبنزين و25 سلعة أخرى من السلع الهامة.

اجتمع الناس بشكل تلقائي على قرار واحد و هو رفض القرارات و خرجوا ضدها بمظاهرات واسعة فخرجت الصحف الثلاث الكبرى تتحدث فى 19 يناير عن مخطط شيوعى لإحداث بلبلة وإسقاط الدولة، ألغيت القرارات لتهدئة المواطنين، وأعلنت حالة الطوارئ ونزل الجيش إلى الشوارع، فرص حظر التجوال وتم إلقاء القبض على الآلاف.

قرارات «السيسي» التى اعادت لركاب الميكروباص وحدتهم!

2014 .. الايام الأولى لحكم عبد الفتاح السيسي و بعد عام من حكم المعزول مرسى الصورة لم تتغير كثيراً عن ما كان فى عهخد البرديسى و السادات .

فيحدث الآن داخل ميكروباصات مصر و اتوبيساتها ان يتشارك الركاب أحدث قفشات السخرية و الغضب من رئيسهم و قراراته ، يس جميعهم و لكن أغلبهم و هو ما يعطى انطباع واضح ان المصريين جمعهم الميكروباص وفرقتهم الإنتماءات السياسية.

فبعد 3 يوليو أصبح البعد عن أحاديث تنتهى بشجار بين مؤيدى السيسى ومعارضيه مكرمة وراحة بال، خصوصا مع تكاثر الركاب على شخص او اثنين جهروا بمعارضتهم فنالوا ما استحقوه، وأنتهى الأمر بصلوا على النبى يا جماعة.

قرارات خفض دعم الطاقة أعادت للركاب وحدتهم، لا أحد يتحدث عن السياسة، الجميع يشكو لقمة العيش، السائق ليس فى حاجة لتبرير زيادة الأجرة، والركاب بيضربوا أخماس فى أسداس، مع إحتساب قدرة الميزانية على الصمود أمام الزيادات المعلنة يوميا فى أسعار السلع والأغذية، نتيجة خفض دعم الطاقة، وقرار رفع ضريبة السجائر والخمور.

اجمالي القراءات 2932