الإخوان: ترشح صباحي "ديكور" تفرضه التعددية!

في الإثنين ٢١ - أبريل - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

في وقت حصر السباق الرئاسي بين السيسي وصباحي، اعتبر مرشحون سابقون أن ما يحصل هو استفتاء خامس لمصلحة المشير الذي تدعمه كل أجهزة الدولة، كما شكك الإخوان في جدية صباحي في المنافسة معتبرين إياه ديكورًا فرضته الديمقراطية الشكلية.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: دخلت الانتخابات الرئاسية المصرية مرحلة جديدة وجدية، وسيخوض مرشحان فقط السباق نحو القصر الجمهوري، وهما عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، وحمدين صباحي، المرشح السابق، إلا أن التوقعات تشير إلى أن المنافسة محسومة مقدمًا لمصلحة السيسي، لاسيما في ظل حصوله على دعم شعبي واسع، فضلًا عن الدعم الذي يحظى به من قبل أجهزة الدولة، وعلى رأسها الجيش، إضافة إلى رجال الأعمال المتنفذين.

حسم الإنتخابات للسيسي مقدمًا، يطرح سؤالًا مهمًا: هل مشاركة حمدين صباحي في الإنتخابات الرئاسية، ليست إلا ديكورًا، حتى يكون محللًا للسيسي، ولا تتحوّل إلى استفتاء على طريقة الرئيس السابق حسني مبارك؟.

صباحي واثق بنفسه
الجميع في مصر، والمراقبون في مختلف أنحاء العالم، لديهم يقين ثابت بأن الإنتخابات الرئاسية في مصر محسومة مقدمًا لعبد الفتاح السيسي، الذي تدخل بوصفه قائدًا للجيش وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي. وليس هناك أدنى شك في ذلك، إلا من شخص واحد، هو حمدين صباحي، الذي يؤكد أنه سوف يفوز في الانتخابات بنسبة 52%، رغم أنه حصل على 31 ألف توكيل للترشح رسميًا، بشق الأنفس، بينما ترشح السيسي رسميًا بموجب 200 ألف توكيل. وهذا الفارق في عدد التوكيلات يؤشر إلى الفارق في المنافسة بين الرجلين.

المرشح السابق أحمد شفيق، المقيم في دولة الإمارات العربية، وصف تلك الإنتخابات بأنها "مهزلة". وأضاف في تسريب صوتي، بث على شبكة الإنترنت في 12 مارس/ آذار الماضي، أنه قرر عدم خوض الإنتخابات، لأنها ستكون "هزلية"، مشيرًا إلى أن الدولة سوف تحشد كل طاقتها لمصلحة السيسي. وقال: "طلعت نفسي من الدايرة دي لأنها حتبقى مهزلة شوية". وتابع: "لأني أعلم إن همّا حيوضبوله كل الصناديق.. حيوضبوله الدنيا".

ورفض شفيق أن يخوض الإنتخابات على طريقة صباحي، وقال: هل من الشطارة إني أخش وأجيب 10% وأطلع؟. الشطارة أخش وأجيب 8% وأطلع؟. إيه الشطارة في كده بقى؟. إذا كانت مواجهتي حتعمل نتيجة ماشي، لكن العملية ملعوب فيها، إيه الرجولة اللي فيها يعني؟ هل هي يعني معركة شريفة؟".

مسرحية هزلية
الموقف نفسه اتخذه المرشح الرئاسي السابق خالد علي، الذي رفض الترشح، معللًا موقفه بأن الإنتخابات "مسرحية هزلية"، وقال: "لن نشارك في تمثيلية، ولن نقوم بدور المحلل"، متهمًا قادة الجيش المصري بخداع المصريين والطمع في السلطة، وقال: "ما تضحكوش علينا، واقفلوا مسرح العرايس، إحنا مش هندخل في أي صفقة". وتابع: "مطالبنا مش لمواجهة الجيش، مطالبنا لمواجهة أطماعكم الشخصية في السلطة".

وفي إشارة منه إلى أن السيسي هو الحاكم الفعلي لمصر من وراء الستار، قال: "العروسة حامل، وعايزين يكتبوا كتابها". المرشح الرئاسي أبو العز الحريري، من جهته، يرى أن الإنتخابات الرئاسية المقبلة سوف تكون بمثابة "التفويض الخامس للسيسي". وقال لـ"إيلاف" إن نتيجة المنافسة محسومة مسبقًا لمصلحة السيسي، مشيرًا إلى أنه مرشح "الضرورة"، ولفت إلى أن السنة التي حكم فيها الإخوان مصر، تركت شعورًا خطيرًا لدى المصريين بأن دولتهم تضيع، فلجأوا إلى الجيش بهدف حماية بلدهم من الإنهيار.

أضاف الحريري: "الناس يريدون الآن رئيسًا له ظهر، ووراءه سلطة، يستطيع أن ينفذ بها موقفًا في مواجهة الإرهاب، كما إن الأحداث التي تمت خلال الأشهر الستة الماضية من مقاومة الجيش والشرطة أشعرت الناس بأن الانتخابات المقبلة ليست إلا الحلقة الخامسة من التفويض، الذي سيمنحه الشعب للسيسي، من أجل أن يصبح رئيسًا للجمهورية.

وتابع: "الانتخابات الرئاسية المقبلة ليست انتخابات، ولكنها تفويض للجيش والسيسي، لذلك ستظل البلاد لسنوات في انتظار رئيس جمهورية بانتخاب حقيقي ومجلس شعب حقيقي". ويتوقع اندلاع ثورة جديدة، وقال: "أتوقع ألا يكمل الرئيس المقبل فترته، وأتوقع أن تكون هناك موجة ثالثة للثورة خلال عام ونصف عام أو عامين".

ديكور لإضفاء التعددية
ورغم وصف الحريري للإنتخابات بأنها "تفويض للسيسي والجيش"، إلا أنه يرى أن مشاركة صباحي فيها جيدة، لكي لا يتسم المشهد الانتخابي بالفجاجة، مشيرًا إلى أنه ليس من المعقول أن تعود مصر إلى عصر الاستفتاءات، بعد قيام المصريين بثورتين.

التيار الإسلامي في مصر، بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، يرى أن صباحي "كومبارس" أو محلل للسيسي في الإنتخابات الرئاسية. وقال هشام كمال، عضو التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب، لـ"إيلاف" إن التحالف يرى أن أية إجراءات تالية مما وصفه بـ"انقلاب 3 يوليو"، غير قانونية وباطلة، مشيرًا إلى أن "قادة الإنقلاب" يسعون إلى إطفاء شرعية زائفة على السلطة الحالية.

ولفت إلى أن مشاركة صباحي في الإنتخابات ليست إلا جزء من الديكور لإضفاء صبغة التعددية عليها. ونبه إلى أن التحالف لن يدعم أي مرشح، وسوف يقاطع العملية برمتها، لأنه يؤمن بأن محمد مرسي مازال الرئيس الشرعي للبلاد.

هبة ياسين، القيادية في حملة حمدين صباحي، ترفض القول إن صباحي ديكور للسيسي. وقالت لـ"إيلاف" إن صباحي وأعضاء حملته يتعرّضون لهجمات شرسة من فلول النظام السابق، ويخوضون حربًا شديدة، مشيرة إلى أنه ليس من المعقول أن يتعرّض صباحي وأعضاء حملته وأنصاره لكل هذه الهجمات من أجل أن يكون ديكورًا لمرشح آخر.

وأضافت أن تاريخ صباحي النضالي لا يعرف المواءمة أو الصفقات، لافتة إلى أن صباحي مرشح ثوري، يشارك في الإنتخابات، بهدف أن يكون رئيسًا للجمهورية، وليس من أجل أن يكون محللًا للمرشح الآخر، على حد قولها.

الاستفتاء مرفوض

الرغبة في عدم تحول الإنتخابات الرئاسية المصرية إلى الإستفتاءات تدفع صباحي إلى منافسة السيسي، وقال حسام مؤنس، مدير حملة صباحي: "لن نترك الانتخابات تتحول إلى استفتاء، ووجودنا فيها يهدف إلى أن يكون هناك تعدد وتنوع أمام المصريين لاختيار جاد وحقيقي، وهذا لا يعني أبدًا أننا سنقبل أن نكون ديكورًا أو محللين كما يتصور البعض".

ورأى مؤنس في تصريحات تلقت "إيلاف" نسخة منها أن "عمل مؤسسات الدولة لمصلحة مرشح لا يليق بالديمقراطية ولا بنزاهة الانتخابات"، معتبرًا أن "هناك توجه إلى أن تتحول الإنتخابات الرئاسية رغمًا عن الجميع إلى استفتاء على شخص واحد، وهذا لن يكون مقبولًا".

صباحي شخصيًا يعلم أن المنافسة مع السيسي قوية جدًا، وأن أجهزة الدولة تدعمه بكل قوة، وقال في تصرحات له: "أجهزة الدولة المصرية تمارس دعمًا منهجيًا ومستمرًا للمشير، وهناك العديد من الوزراء والمحافظين أعلنوا تأييدهم له". ورفض صباحي وصفه بأنه ديكور، وقال: "الحديث عن أنني ديكور انتخابي لا يلائم طبيعة ما قمنا به من ثورات".
 

اجمالي القراءات 3888