ثغرات قاتلة بالجهاز الأمنى.. استخدام المتطرفين فكرة التشتيت.. وضرب أهداف غير متوقعه فى أوقات مختلفة.
5 حقائق كشفتها العمليات الإرهابية فى العاصمة والمحافظات..

في الإثنين ٠٧ - أكتوبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

بالتزامن مع احتفالات نصر السادس من أكتوبر خرج العقيد أحمد على، المتحدث الرسمى للقوات المسلحة فى تصريح صحفى مفاده قضاء قوات الجيش والشرطة على كل البؤر الإرهابية فى سيناء، وقبل أن تكتمل فرحة المصريين بعملية تطهير سيناء التى استغرقت 3 شهور، وقع انفجار مدوى بسيارة مفخخة بمديرية أمن جنوب سيناء فى عملية إرهابية غاية الخطورة تزامن معها 3 عمليات إرهابية فى 3 محافظات مختلفة، الأولى بمقر الأقمار الصناعية بحى المعادى بمحافظة القاهرة، والثانية بمدينة الصالحية بمحافظة الشرقية، والثالثة بأحد كمائن الجيش فى شارع الهرم بمحافظة الجيزة. 

العمليات الإرهابية الأربع تعكس 5 دلالات فى غاية الخطورة بشأن منفذى العمليات الإرهابية أهمها هو تطور الفكر الإرهابى وانتقاله على الأرض من محيط العمليات الأساسى بشمال سيناء، وتحديدًا بالجورة والشيخ زويد ومنطقة الوسط والمنطقة المحيطة بمطار العريش، وهى مناطق تمركز الجماعات الجهادية وأنصار بيت المقدس إلى مناطق متفرقة بأنحاء الجمهورية أهمها منطقة جنوب سيناء وهى المحافظة الأكثر دخلا فى عوائد السياحة لما تضمه المحافظة من مدن يقبل عليها الأجانب مثل رأس سدر ونويبع وسانت كاترين ودهب وشرم الشيخ وطور سيناء. 

أما الدلالة الثانية فتتعلق بوجود ثغرات فى الجهاز الأمنى المصرى، يستغلها منفذو العمليات الإرهابية فى تحقيق مخططاتهم، والدليل الأكبر على الثغرة الأمنية هو دخول سيارة مفخخة محيط مديرية أمن جنوب سيناء وعلى بعد أمتار قليلة من مدخل المديرية وانفجارها بشكل غريب ترتب عليها إصابة العشرات 48 من أفراد الشرطة. 

الأكثر أن وقوع العملية فى محيط ديوان مديرية الأمن هى رسالة واضحة من الإرهابيين لوزير الداخلية بأنه يدهم طائلة، وأنه كما اخترقوا موكبه قبل شهر وأحدثوا تفجيرًا مدويًا به، اخترقوا أيضًا عقر داره وفجروا سيارة بمديرية أمن جنوب سيناء، محققين ثانى اختراق حقيقى لجهاز الأمن المصرى فى أقل من شهر. 

الدلالة الثالثة من العمليات الإرهابية هى الانتقاء النوعى للمنشآت التى يتم استهدافها، فالمعتاد طيلة الأيام الماضية هو استهداف أقسام الشرطة أو بعض الوزارات أو البنوك، ولكن استهداف مقر الأقمار الصناعية بحى المعادى بالقاهرة، هو أمر جديد لم يكن فى الحسبان. 

اختيار مقر الأقمار الصناعية يعكس طريقة التفكير الإرهابية التى تستهدف ضرب مقر القمر الصناعى ومن ثم التأثير على عمليات البث الفضائى، والتى قد يترتب عليها مثلا انقطاع الاتصالات الدولية بين مصر وكافة دول العالم، وهو أمر لو حدث سيكون غاية النجاح بالنسبة للإرهابيين أن تكون مصر غير متصلة بالعالم فى صباح اليوم التالى لنصر السادس من أكتوبر. 

الدلالة الرابعة فى العمليات الإرهابية هى نوعية الأسلحة المستخدمة فى العمليات، فعملية القمر الصناعى بالمعادى استخدم فيها الإرهابيون قذائف "آر بى جى" وكذلك واقعة الهجوم على ميدان الرماية بالقرب من حدائق الأهرام استخدم فيها "آر بى جى"، وهو أمر فى غاية الخطورة، لأن تلك الواقعتين سجلتا كأول واقعتين يتم استخدام "آر بى جى" فى القاهرة والجيزة منذ واقعة اقتحام قسم كرداسة.

دخول "آر بى جى" للقاهرة والجيزة يعكس مدى تسلح الإرهابيين بنوعيات مختلفة من الأسلحة الثقيلة منها والخفيفة وانتقالها داخل أحياء القاهرة والجيزة بسهولة بعد ساعات الحظر حاملين تلك الأسلحة ومستخدمين طرق لا يعترضهم فيها أى من كمائن الجيش أو الشرطة.

الدلالة الخامسة والأخيرة من العمليات الإرهابية الأربع فى صباح يوم 7 أكتوبر، هى أن العقلية الإرهابية حاليًا تعمل بقاعدة التشتيت لقوات الأمن فانتشار العمليات بين 4 محافظات وتنوعها بين سيارة مفخخة وإطلاق "آر بى جى" وهجوم على كمين ثابت واستهداف سيارة جيش متحركة، فضلا عن اختيار أماكن متباعدة لتنفيذ العلمليات الارهابية بما يحقق الخلل لدى الجهاز الامنى ولو لبعض الوقت، فاختيار الهجوم على ميدان الرماية فى الواحدة والنصف صباحًا، ثم بعدها بأربع ساعات استهداف سيارة جيش بالصالحية ثم بعدها بساعة واحدة الهجوم على القمر الصناعى بالمعادى ثم بعدها بنصف ساعة تفجير سيارة بمحيط مديرية أمن جنوب سيناء، يعكس تنوع وسائل الإرهابيين فى تنفيذ مخططاتهم وقدرتهم على إرهاق الجهاز الأمنى وتشتيت مجهوده بين أماكن مختلفة. 

القلق والتوتر لدى الجهاز الأمنى ظهر بالفعل بعد وقت قليل من العمليات الأربع، حيث نقل رئيس الوزراء اجتماع المجلس إلى التجمع الخامس بناء على طلب أمنى، وعقد الاجتماع بالتجمع الخامس هو الأول من نوعه، فالمعتاد دائمًا فى مجلس الوزراء بوسط القاهرة أو بهيئة الاستثمار.

اجمالي القراءات 5328