كتب: هاني ضوَّه
شهدت مدينة الإسكندرية منذ مساء الأربعاء وحتى صباح الخميس ما يشبه الانتفاضه حيث نظمت جماعة الإخوان المسلمين عشرات المسيرات الليلية الغاضبة التي طافت جميع شوارع الإسكندرية ضمت ما يقرب من 25 ألف متظاهر، كما تظاهر ما يقرب من 3 آلاف أمام سراي الحقانية بالإسكندرية، وذلك احتجاجا على عرقلة الأجهزة الأمنية لمرشحي جماعة الإخوان فى المحافظة من تقديم أوراقهم.
وردد المتظاهرين العديد من الهتافات "الإسلام هو الحل شرع المولى عز وجل ، حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ، لا لا للتزوير " مطلب واحد للجماهير انتخابات من غير تزوير ، واللى يزور يبقى جبان الحل أيه الإسلام ، شرع المولى عز وجل الإسلام هو الحل".
وحمل المتظاهرين لافتات تحمل عبارات مثل " لا للتزوير ، والإسلام هو الحل ، الإسلام دين ودولة ،نعم ..نعم للإسلام هنعدى الصعاب ،ضد الفساد للإصلاح البلاد.
ففي دائرة الرمل احتشد آلاف المواطنين من أبناء الدائرة في مسيرة غاضبة انطلقت من ميدان الساعة إلى منطقة باكوس خلف نائبى ومرشحى الإخوان المسلمين بالدائرة صبحى صالح والمحمدى السيد أحمد مرددين هتافات منها (بالإيجابية ييجى التغيير .. مصر بلادنا واحنا كتير – الإسلام هو الحل .. شرع الله عز وجل – مش حنسلم مش حنطاطى .. إحنا كرهنا الصوت الواطى – ضحكوا علينا بفكر جديد .. والفساد عمال بيزيد).
ومن جانبه أكد صبحى صالح – مرشح الجماعة على مقعد الفئات – في بيان صحفي - تلقى مصراوي نسخة منه - على أن المسيرة التى احتوت على قرابة العشرة آلاف لا تعدو كونها رسالة أن الشارع لن يسكت على عدم ترشح الإخوان المسلمين وقال: أحذر من أن تتحول الرسالة إلى مسيرة لن يستطيع أحد وقتها أن يوقفها ووصف عدم استقبال أوراق مرشحى ال×وان فى لجنة تقديم الأوراق بأنه مؤامرة سخيفة ليست على الإخوان كأشخاص ورموز فقط ولكن جزء من محارية شعار الإسلام هو الحل منهجا وتطبيقا .
وأضاف: رئيس اللجنة الشرفة على الانتخابات كان فى وضع المعتقل فتم احتجازه فى الدور الثالث بمديرية الأمن ولم يتمكن أحد من الصعود إليه وتسائل: لماذا تحول الدولة بيننا وبينه إلا لأنها لا تريد انتخابات ولكن أعمال بلطجة .
وشدد صالح على أن عمل الشرطة دستوريا أنها فى خدمة الشعب كما ينص الدستور وقال: "الشرطة تعمل لدى الشعب ومن لا يريد من الشرطة أن يعمل فى خدمة الشعب فعليه أن يقدم استقالته ويترك المكان الذى يعمل فيه موضحا أن السيادة للشعب وهوم صاحب القرار الذى يمتلك الأمور ومن له رأى آخر حتى لو كان فى رأس الدولة فليترك مكانه ويرحل وقال: إحنا الشعب يا حكومة وإرادة الشعب لا يمكن أن تخضع لإرادة فرد أو حزب" .
وعرض للمواقف التى حدثت فى تقديم الأوراق ومهزلة إيقاف المرشحين لساعات على باب مديرية الأمن دون تحرك الطابور وقال: إذا كانت مرشحة الإخوان دخلت مقر ميدرية الأمن الساعة التاسعة صباحا ولم تخرج منه إلا الساعة الثانية ظهرا وقال لها المزظف "ورقك مش كامل" رغم أنها مستكملة كل الأوراق التى نص عليها القانون واللجنة العليا للانتخابات وقال: فهل يعد هذا إلا إجراما واضحا مشيرا إلى أن نواب الإخوان كان بإمكانهم الدخول إلى المديرية من أبواب مختلفة بصفتهم النيابية إلا أنهم حرصوا على يلتزموا بالقانون الذى لا تقوم الحكومة نفسها بتطبيقه على المخالفين وتجار المخدرات وسارقى أموال الدولة ومروجى الفتن والموبقات .
وقال صالح: "أقول لكل اناس لننسمح لأحد بأن يعتدى على حقوقنا وإرادتنا مهما كان هذا الشخص وسنقدم التضحيات وسنبذل الدماء ولأرواح فى سبيل إرادتنا وأكمل: أقسم بالله العظيم لو لم يتم قبول أوراقنا غدا فلن نغادر مقر اللجنة وليتحمل الحزب الوطنى
وحكومته مسئولية ما سيحدث ولكل حدث حديث فم يولد بعد من يحاول أن يسلبنى إرادتى أو يهدر كرامتى زمن يتعرض لنا فليتحمل العاقبة كاملة وأقسمت بالله أن أحصل على حقى حتى لو كلفنى هذا رقبتى".
ووجه رسالة إلى الحكومة قال فيها: لا تلعبوا بالنار والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها والإخوان ليسوا مواطنون درجة ثانية أم أنكم تتعاملون معهم بمنطلق أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون وأضاف: لإإن كان الأمر كذلك فأذكركم بفرعون الذى علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا فماذا كانت عاقبته ؟!
وفي دائرة المنتزة تظاهر الآلاف من مؤيدي النائب مصطفى محمد مصطفى - عضو الكتلة ونائب الدائرة ومرشح الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب 2010 عن نفس الدائرة على مقعد العمال , وانطلقت المسيرة الضخمة من أمام مسجد الصالحين بشارع القاهرة مروراً بحي المنتزة ووصولاً إلى شارع مسجد سيدي بشر لتعلن رفضها للتعنت الواضح ضد مرشحي الجماعة ،واعترضت المسيرة قوات الأمن الذي حاولوا منع استكمالها .
وعلت الصيحات والهتافات منها : "ياحرية فينك فينك منع الترشيح بينا وبينك " و " الإخوان نازلين نازلين رغم أنف المزوريين " و " منعونا نقدم أوراقنا مش حنفوت يوم في حقوقنا ".
وشهدت المسيرة تواجد أعداد غفيرة من أهالي المنطقة المتضامنين والمؤيدي للإخوان كأهالى شارع القاهرة وشارع مسجد سيدي بشر وغيرها .
من جانبه وجه المحمدى السيد أحمد – مرشح الإخوان بالدائرة على مقعد العمال – الدعوة إلى أهالى الرمل أن يحتشدوا أمام مديرية الأمن فى الصباح الباكر لإعلان رفضهم لما يحاول النظام إجراؤه والتعامل به مع نواب الإخوان وأضاف: إن من يخطئ فى الانتخابات تحاسبة اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات ولكن إذا أخطأت اللجنة العليا للانتخابات فمن الذى يحاسبها خاصة وأن معظم أعضائها ممن ينتمون إلى الحزب الوطنى .
وشدد على أن أهالى دائرة الرمل دائما ما يقفواامام الفساد ورفضوا الحزب الوطنى وأسقطوه قبل ذلك فى الدائرة وأوضح أن الزب الوطنى عجز عن مواجهة الإخوان فى الدائرة فبحث عن محافظ سابق ووزير للمنافسة ثم على مرشح على مقعد الفئات قلب أوراقه وحولها إلى صفى فلاح وأضاف: الحزب الوطنى اعتاد دائما أن يخدع المواطنين بكل الأشكال لكن أهل الرمل أصبحوا يعرفونه جيدا .
وحمل المحمدى على اللجنة العليا للانتخابات بشدة موضحا أنها تحولت إلى أداة فى يد الداخلية وتحول بموجبها رئيس لجنة الإسكندرية إلى معتقل داخل مديرية الأمن حتى أن قوات الأمن أصبحت مسيطرة عليها حتى باتت تابعة لها وقال: لذلك علينا أن ننتفض من أجل أن نجحرر مصر من هذه الفئة التى اغتصبت مصر واغتصبت مقدراتها حتى أحدثت هذا الكم الهائل من البطالة والفقر والحاجة فى الشعب المصرى أو أن تتقدم هذه اللجنة الوهمية باستقالاتها وتعلن تبرأها من هذه الأفعال حتى لا يتم التزوير باسمها .
وتسائل المحمدى: لماذا كل هذا الحرب على نواب الإخوان ومرشحيهم رغن أنهم قدموا أداءا برلمانيا متميزا وافتتحوا المقرات وتواصلوا مع أهالى دوائرهم وقدموا نموذجا ناجحا للنائب فى البرلمان المصرى أم أن الحكومة ترفض الإصلاح والمصلحين وتحارب من يرفعون شعار الإسلام هو الحل الذى بات يشكل رعبا فى قلوب من يكره الإسلام كله وليس من يرفعون الشعار فقط .
وفي دائرة مينا البصل قاد الدكتور حمدي حسن مسيرة حاشد ضمت أكثر من3 آلاف متظاهر جابت شوارع منطقة القباري والورديان، وأكد د. حمدي في كلمته " أن القبضة الأمنية هي المتحكمة في العملية الانتخابية ، وأن نواب الإخوان لن يستسلموا لتلك الآعيب .
وفي دائرة باب شرق ألتف الآلاف من أبناء الدائرة حول النائب صابر أبو الفتوح عضو الكتلة ومرشح الإخوان بالدائرة, وأكد النائب أبو الفتوح في كلمته لأهالي الدائرة استمرار هذه المسيرات الغاضبة حتى يتمكن جميع المرشحين من تقديم أوراقهم ، ويحصلوا على حقوقهم القانونية والدستورية، حتى إن استمر ذلك طوال أيام فتح باب الترشيح .
وطافت المسيرة التى حضرها الدكتور علي بركات – مرشح الإخوان فى انتخابات مجلس الشوري الماضية - بدءأ من مستشفى جمال عبد الناصر بشارع أبو قير مروراً بميدان الإبراهيمية وصولاً بمنطقة سبورتنج , ثم كان الختام عند نفق كليوباترا .
وتخلل المسيرة هتافات غاضبة منها: الحزب الوطنى باطل و الفساد باطل و التزوير باطل و أمن الدولة باطل و يا حرية فينك فينك ؛ قوات الأمن بنا وبينك .
وفي دائرة غربال احتشد الآلاف من أبناء الدائرة في مقدمتهم طاهر عبد المحسن – مرشح الإخوان بالدائرة مقعد الفئات ؛ وانطلقت المسيرة من أشهر شوارع الدائرة شارع الإسكندرانى ثم شارع شجرة الدر ثم شارع المهدي عباسي وكانت نهاية المسيرة بشارع محسن .
وألقي طاهر كلمة طالب فيها اللجنة العليا للانتخابات بالقيام بدورها وواجبها الوطني والدستوري في تمكينهم من تقديم أوراق ترشيحهم، وإزالة كل المعوقات التي وضعتها مديرية أمن إسكندرية أمامهم وأمام العشرات من المستقلين؛ لمنعهم من التقدم بأوراق ترشيحهم.
وردد المتظاهرون هتافات منها: الحزب الوطني عايزها زريبة للحرمية والهليبة
وشهدت المسيرة التفاف أهالي الدائرة حول طاهر عبد المحسن وألقى العديد من امهات الدائرة الشوكولاتا من البلكونات أثناء سير المسيرة .
لم يختلف المشهد كثيراً في دائرة كرموز التى طاف فيها آلاف الإخوان في مقدمتهم نائب الدائرة محمود عطية الذي ندد في كلمته بالتعنت الحكومى المتمثل فى منع مرشحى الجماعة من تقديم أوراقهم ، و الطوابير الأمنية المحتشدة أمام شبابك تقديم الأوراق لمنع النواب من تقديم أوراقهم ،وأكد أن نزول الإخوان للإنتخابات أتى لمكافحة فساد الحزب الوطنى وأعضاءه .
وانتقد عطية تحكم الداخلية فى سير العملية الانتخابية ، وطالب الأهالى بالوقوف بجانب الإخوان كالعادة لمزيد من الإصلاح وللقضاء على الفساد .
وردد المتظاهرين العديد من الهتافات منها : يالله يالله شل الظالم واللى معاه ، ومطلب واحد للجماهير ..لا لا للتزوير، والإسلام هو السبيل "؛ ورفعوا لافتات تحمل صور النائب محمود عطية , ولافتات أخرى تحمل صورة بشرى السمنى مرشحة الجماعة على مقعد الكوتة ، وقاموا بتوزيع بيان تنديد على الأهالى , فمن أبرز المشاهد فى مسيرة كرموز المشاركة النسائية الضخمة .
كما شهدت منطقة رأس التين وبحرى ومنطقة سيدي جابر وسموحة ومنطقة العجمى والعامرية والدخيلة مسيرات غاضبة ضمت الآلاف من المحتجين علي سياسة الأجهزة الأمنية فى التعنت ضد مرشحى الإخوان ومحاولة إقصاءهم من الشارع السكندري، ولاقت كل هذه المسيرات تأيد واضح وتضامن ملحوظ مع مرشحى الجماعة بالإسكندرية.