بسيوني: زعيم عربي أبلغ إسرائيل بساعة الصفر.. وأشرف مروان كان عميلا مزدوجا

في الخميس ٠٧ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

القاهرة- قال السفير محمد بسيوني، سفير مصر السابق لدى إسرائيل وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973 إن أشرف مروان كان له دورا بارزا في خطة الخداع الإستراتيجي مع العدو الإسرائيلي أثناء الحرب وكان عميلا مزدوجا لصالح مصر.

وأكد بسيونى خلال الحوار الذي أجراه مع جابر القرموطي على قناة "اون تى في " مساء الأربعاء، في الحلقة الخاصة للقناة احتفالا بانتصارات أكتوبر، أن مروان سرب معلومتين أولهما استحالة إقدام الجيش المصري على الحرب إلا بعد الحصول على سلاحي طائرات وصاروخ طويل المدى والثانية إخبار إسرائيل أن موعد الحرب في السادسة مساء في الوقت الذي كان محددا لها الثانية ظهرا مما افقد إسرائيل القدرة على رد الفعل المناسب للهجوم المباغت للجيش المصري .

وأضاف بسيوني ، الذي لعب دوراً أساسيا في التنسيق للهجوم المشترك بين مصر وسوريا ضد إسرائيل أثناء الحرب، أن اشرف مروان ساهم في هذه الخطة حينما اخبر الإسرائيليين أن الرئيس السادات سيحارب لكنه لن يستطيع إلا بعد وصول الطائرات والصاروخ التي يعانى الجيش منها؛ مما أدى إلى تركيز المخابرات الإسرائيلية على موعد وصول السلاحين، اللذين يحتاجان إلى فترة تدريب لا تقل عن 6 أشهر بعد وصولهما ،  وفى إطار خطة الخداع أرسل السادات إلى الاتحاد السوفيتي  يطلب التوازن في الأسلحة بما لا يخل بتوافق السوفيت مع أمريكا طالبا سلاحي الطائرات والصاروخ  حتى تكون خطة الخداع محكمة .

وكشف بسيوني أن زعيم عربي اخبر الإسرائيليين أن السادات والرئيس السوري حافظ الأسد سيحاربوا في أكتوبر وأن الهجوم سيبدأ في الثانية ظهر 6 أكتوبر لكن الإسرائيليين لم يصدقوا هذا الزعيم لثقتهم الكبيرة في ما يقوله أشرف مروان  - رافضا ذكر اسم هذا الزعيم – مؤكدا أنها معلومة مؤكدة وأن هذا الزعيم كان كثير اللقاءات مع الإسرائيليين.

وأشار بسيوني إلى أنه تم اختيار الساعة 2 الظهر عكس كل نظريات القتال التي تقتضي أن تكون بداية القتال مع مطلع النهار أو نهايته ، وقبل يوم القتال ابلغهم اشرف مروان أن الحرب ستكون في السادسة مساءً فكان الفرق 4 ساعات لم تستطع إسرائيل وقتها أن تستعد وتقوم بحركات مسبقة لرد هجوم الجيش المصري.

وشدد بسيوني على أن الدور القوي الذي ساهم به مروان في خطة الخداع الاستراتيجي، وبعد الحرب كان الإسرائيليين يتصوروا انه عميلهم تحت اسم "النسيب" لأنه نسيب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ثم اكتشفوا انه يعمل ضدهم وقال بسيوني :" أشرف مروان لم يكن عميلا.. بل قام بدور مشرف".

وأضاف بسيوني أن الصحف الإسرائيلية حاولت أن تشوه صورة الانتصار عن طريق "الثغرة"  التي نفذت بعد الحرب رغم أنها لم تؤدي إلى نتائج فعلية أثناء الحرب سواء نتائج عسكرية أو سياسية لكن كان الهدف من ذلك رفع الصورة المعنوية للجيش الإسرائيلي وواجهتها القوات المصرية بخطة تسمي "خطة شامل" بالهجوم من الجانبين لإفساد الثغرة وكانت على وشك الإتمام لولا تدخل وزير الخارجية كيسنجر لإنقاذ ماء وجه إسرائيل حيث طالب السادات بوقف الهجوم العسكري على أن ينسحب الإسرائيليين لأنه لا يقبل أن يهزم السلاح الأمريكي الذي تحارب به إسرائيل على يد الروسي الذي تحارب به مصر . .كما أن الحرب حققت أهدافها بالفعل وتم تحرير كامل سيناء على مراحل بمعنى تحرير الأرض المصرية وهو ما تم  كنتيجة للحرب.. وأي جوانب أخرى يستند إليها الإعلام الغربي للتقليل من الانتصار هي مزاعم جوفاء لا أساس لها  وهؤلاء واهمون.

وأضاف بسيوني أن مصر بذلت جهودا دبلوماسية مكثفة منذ 67 حتى نهاية 72 لحل الأزمة بالطرق السلمية لكن موقف من الرئيس الأمريكي نيكسون بالانحياز لأمريكا وإيقاف كل محاولات المفاوضات وإرسال كل الأسلحة لإسرائيل والإعلان عن أن الولايات المتحدة لن تبدأ أي جهود إلا بعد التنسيق مع إسرائيل لتتحول أمريكا إلى أسيرة لإسرائيل فكانت مصر أمام اختيارين إما أن تقبل بالمهانة العسكرية والموقف الاقتصادي والسياسي الصعب أو تحارب بالأسلحة الموجودة ، ورغم عدم وجود سلاحين هامين في الحرب اتخذ السادات  قرار بدء القتال بما يتوفر لديه من أسلحة فكانت الحرب حتمية في 73 في الوقت الذي تستند فيه إسرائيل إلى قناة السويس التي تعتبر ثاني اكبر مانع بعد قناة بنما إلى جانب خط بارليف الذي عبره الجيش المصري ب30 ألف جندي لذلك كان لابد من تحقيق عنصر المفاجأة بالقتال.

وقال بسيوني ان التقديرات التي كانت محتملة للشهداء كانت على الأقل 15 ألف شهيد أثناء عبور قناة السويس لكن  كان العدد 250 شهيد فقط ، لافتا إلى أن محاولات تشويش الانتصار من خلال الثغرة ليس إلا ازدواج معايير للإعلام الغربي الذي يعمل لصالح إسرائيل ، وآخرها ما قاله وزير خارجية بريطاني أسبق في محاضرة له في القاهرة بدعوة من أحد الصحفيين البارزين في مصر من أن مصر لم تحقق نصرا في أكتوبر.

وأشار بسيوني إلى أن الرئيس السادات قال إن حرب أكتوبر هي آخر الحروب لو تحقق السلام الشامل وانسحبت إسرائيل من كل الأراضي العربية المحتلة وإيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين هنا يمكن إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل وأمن أمريكا القومي واستقرارها من المفترض أن يشجع على هذا التوجه في ظل عدم وجود أي ضغط سياسي أو اقتصادي أو حتى معنوي من الرأي العام ، وأكد أن العرب على استعداد لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل في حال تنفيذ الشرط السابق.

اجمالي القراءات 7384