إبراهيم عيسى يكتب كمل يا عم الشيخ !

في الجمعة ٢٧ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

كنت جالسًا في الجامع، أبتلع كلمات الخطيب الشاب غصبًا عني ، كان غاضبًا لسبب غامض وعصبيًا لدرجة أكثر غموضًا لكنه لم يقل شيئًا جديدًا عن أي قديم مما تسمعه، بعض المصلين متدربون علي تجاهل نبرة الخطيب الزاعقة ويأخذون تغفيلة أثناء الخطبة حتي توقظه إقامة الصلاة، والبعض الآخر يترك نفسه للسرحان حتي تعيده إقامة الصلاة إلي سجادة الواقع، لم أغفل لحظة في خطبة جمعة خلال هذا العمر من الجلوس أمام خطباء لا أكاد أصدق كم هم مخلصون جدًا في بث الجهل والتعصب في المصلين، في تلك اللحظة بدأت أنتبه إلي الخطيب وهو يهاجم الدكتور طه حسين بشيء ما لم أتبينه بدقة، غلوشة في ألفاظه وحروفه مع غضبه المتصاعد منعتني من الفهم وبحثت عن أي تأثر أو امتعاضة أو اندهاشة من المصلين لكنهم استمروا في تغفيلتهم الخاشعة، فجأة تعالي الخطيب بصوته مجلجلا وهو يقول متهكمًا وساخرًا وشامتًا: ولقن الشيخ الجليل درسًا بصلابة دينه لهذا الطه حسين المشكك المتآمر الأعمي الكفيف الضرير.

حاولت أن ألجم نفسي لكنني فشلت بنجاح ساحق فاندفعت أصرخ فيه: اخرس خلاص!

انتفض الجامع وبهت الخطيب وصحا المصلون وواصلت أنا : كيف تقول هذا الكلام عن عالم عظيم لا تساوي حبة تراب في علمه وكتاباته وكتبه عن الإسلام ؟ ثم تعاير رجلا بأنه ضرير !

سطا الصمت علي الجامع لم ينطق الخطيب وتوقفت همهمة وغمغمة المصلين وتوقفت صنابير المياه عن الانسياب للوضوء، همس أحدهم لي : يا أستاذ متحرقش دمك أهي خطبة وخلاص !

رفعت نظري إلي الخطيب وقلت :

كمل يا عم الشيخ !

اجمالي القراءات 3441