وسط اتساع الصدامات بين الحكومة والجنوبيين
دراسة أمريكية: اليمن "الفاشلة" ستصبح "أفغانستان القادمة"
وكالات
تظاهرة لمجموعة من اليمنيين يطالبون بحقوقهم (أرشيف)
صنعاء– شهدت محافظة "أبين" جنوب اليمن اليوم الخميس مواجهات بين القوات الحكومية ومحتجين من تجمع "الحراك الجنوبي" خلال تظاهرة مؤيدة لانفصال الجنوب؛ ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص، وجرح عشرات آخرين.
يأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه دراسة لمؤسسة "السلام للأبحاث" (منظمة غير حكومية في واشنطن) بأن اليمن يواجه أزمة خطيرة تنذر بتحوله إلى "دولة فاشلة" يمكن أن تجعل منه "أفغانستان" أخرى.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن التظاهرة انطلقت في مدينة زنجبار عاصمة أبين؛ وذلك بدعوة من الناشط الإسلامي طارق الفاضلي الذي انضم مؤخرا إلى التجمع الذي يدعو لانفصال الجنوب.
ورغم التدابير الأمنية التي اتخذتها قوات الأمن لمنع التظاهرة، فقد أطلق مسلحون مؤيدون للفاضلي النار باتجاه مركز الشرطة، وباتجاه مبان حكومية أخرى، بحسب الوكالة.
طالع أيضًا:
10 قتلى في خلاف "طائفي" على مسجد باليمن
حملة أمنية واسعة باليمن بعد تحول القاعدة لتنظيم إقليمي
في ذكرى وحدة اليمن.. البيض يتعهد بانفصال الجنوب
وردت القوات الحكومية بالرصاص الحي بهدف تفريق المتظاهرين، بحسب الشهود الذين أشاروا خصوصا إلى أن الجيش أطلق قذيفة أصابت منزل الفاضلي في زنجبار مباشرة.
وأسفرت المواجهات عن أربعة قتلى بينهم نائب قائد الشرطة في "أبين"، فضلا عن إصابة 37 بجروح غالبيتهم من المدنيين، بحسب معلومات غير مؤكدة وردت من المدينة المطوقة من قبل رجال الأمن، والتي قطعت جميع الاتصالات منها وإليها.
ونظم الحراك الجنوبي، وهو تجمع سياسي فضفاض، الاحتجاجات في محافظة "أبين" للمطالبة بإطلاق سراح محتجزين ألقت السلطات القبض عليهم مؤخرا.
وتصاعدت حدة التوتر خلال الأشهر الماضية في جنوب اليمن مع تنظيم تظاهرات، واندلاع اضطرابات، وتصاعد النزعة الانفصالية وسط تشدد من السلطات.
وقتل 22 شخصا على الأقل في هذه الاضطرابات، دون احتساب الضحايا الذين قد يكونون سقطوا اليوم الخميس في "أبين".
ويطالب قسم من المواطنين الجنوبيين بانفصال اليمن الجنوبي الذي توحد مع الشمال في 1990؛ إذ يعتبرون أنهم يعانون من التمييز السلبي في المعاملة من جانب السلطة المركزية.
"دولة فاشلة"
وفي إطار متصل، ذكرت دراسة "مؤسسة السلام للأبحاث"، التي نشرتها مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية اليوم، أن "عاصفة هوجاء حصادها الفشل تلوح الآن في أفق اليمن.. وهناك كثيرون قلقون من أن يكون اليمن أفغانستان القادمة، فيخلق مشكلة عالمية مغلَّفة بدولة فاشلة".
ونسبت دراسة المؤسسة، التي تعمل لمنع الحرب وظروف اندلاعها، أسباب الأزمة باليمن إلى "اختفاء احتياطات النفط والماء.. ورهط من المهاجرين الذين يُشتبه بأن لبعضهم ارتباطات بتنظيم "القاعدة"، وحكومة ضعيفة تزداد عجزا عن تسيير الأمور".
وتنشر مؤسسة السلام ومجلة "فورين بوليسي" كل عام، على امتداد الأعوام الخمسة الماضية، "مؤشر الدول الفاشلة" الذي يصنف سائر بلدان العالم من الأشد تعرضا إلى خطر الفشل إلى أبعدها عن هذا الخطر.
ويقول خبراء سياسيون: إن "الدولة الفاشلة أو المقبلة على الفشل تشكل خطرا على السلام العالمي؛ لأنها تصبح ملاذا لنشاطات محظورة تمتد من الجريمة إلى إنتاج المخدرات والإرهاب ، كما أنها تشكل خطرا على السكان في هذه الدول؛ حيث تؤدي إلى هجرة واسعة وأزمات نزوح".