السلفى ياسر برهامى يؤكد انفراد «التحرير»: انسحابنا من السياسة وارد

في السبت ٢٤ - أغسطس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

برهامى يؤكد انفراد «التحرير»: انسحابنا من السياسة وارد

ياسر برهامى
- صلاح لبن - أحمد صبحى
نشر: 24/8/2013 1:22 ص – تحديث 24/8/2013 1:22 ص

نائب رئيس الدعوة السلفية: ندرس تقديم استقالة إبراء ذمة أمام الله والناس

الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، أكد ما انفردت به «التحرير» فى عددها، أمس، تحت عنوان «دعوات داخل الدعوة السلفية إلى هجر السياسة»، وقال فى رسالة له أمس، ردا على موقف الدعوة السلفية من إلغاء الأحزاب القائمة على أساس مرجعية دينية، وهل تعنى استقالة الدعوة من العمل السياسى: إن «هجر الحياة السياسية من الأمور المطروحة للتشاور»، مبديا تحفظه على الأسلوب الذى ينتهجه الإعلام، قائلا: «ولكن دعْ عنك التشنج والمواقف الإعلامية التى لا تنظر إلى الأمور إلا بعين واحدة».

برهامى برر مسألة التفكير فى هجر السياسة، قائلا: «هناك حشد شعبى ضد ما هو إسلامى بسبب ما ذكرت من الخطاب المنحرف المسمى الإسلامى، والأفكار التكفيرية، والتصرفات غير المسؤولة المستهينة بالدماء التى تدفع إلى مسارات الفوضى والدمار»، وأنهى رسالته قائلا: «أظن أن الانسحاب وما أسميتَه استقالة إبراء للذمة، هو غاية أمانى القوم المتطرفين، ولماذا أُسلم ما فى يدى إن أُخذ منى شىء؟ فإن عجزت عن شىء، فلا يكلف الله نفسا إلا وُسعها»، مشيرا إلى أنها ستكون استقالة إبراء للذمة أمام الله وأمام الناس، وإحراج هؤلاء المجرمين وإظهارهم على صورتهم الحقيقية أمام الشعب أنهم لا يريدون أى راية تعلو للإسلام.

وكانت مصادر مهمة داخل مجلس إدارة الدعوة السلفية قد كشفت لـ«التحرير» أن الدعوة السلفية طرحت فى عدة اجتماعات عقب أحداث 30 يونيو التركيز فى العمل الدعوى وهجر الحياة السياسية، وأن الدعوة تقف موقف المراقب لمتابعة تطورات الحالة السياسية، مشيرا إلى أن عددا من أعضاء مجلس الإدارة طالب بأهمية أن يتم الانسحاب من الحياة السياسية حتى لا يتم التضييق على الدعوة، وأن يتم التعلم من أخطاء جماعة الإخوان المسلمين، وأكد أنه فى ظل عدم قدرة «النور» على الإبقاء على دستور 2012 وعدم المساس بمواده وفى ظل التعديلات التى لا تتوافق مع أفكار الدعوة، فإنه لم يعد هناك أى مبرر للبقاء والعمل فى هذه البيئة، كما أن هناك قرارا داخل الدعوة بعدم الدخول فى مصادمات وعدم توجيه الدعوة إلى القواعد للنزول إلى الشارع، حرصا على سلامة المنهج.

يأتى ذلك فى ظل انطلاق دعوات من شباب الدعوة السلفية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تطالب مشايخ الدعوة السلفية بالعودة إلى الدعوة والاهتمام بالنشء السلفى، وذلك بعد اكتشاف التأثير السلبى للسياسة على المنهج السلفى وكم الأخطاء التى وقعت نتيجة التحول إلى المسار السياسى. من جانبه قال الشيخ هشام أبو النصر، أحد المنتمين إلى سلفية القاهرة والمستقيل من «النور»: إن «العودة إلى المسجد قرار حكيم، فالتيار السلفى تعرض لنوع من التحول، حينما انحرف إلى السياسة، وجاء بناء على ما تقتضيه الظروف والإحساس بالمسؤولية، حيث كنا نعتقد أن دخول السلفيين فى العمل السياسى سيؤدى إلى التزام الجميع بثوابت شرعية والاحتفاظ بصحة وسلامة المنهج، وكان هدفنا هو تطبيق الشريعة، لكن بعد اقتحامنا لمجال السياسة، وجدنا أنها تعتمد على الميكافيلية والمراوغة والمداهنة، وأحيانا على الكذب وخرجت بنتيجة أن السلفيين كان ينبغى أن لا يتجهوا إلى العمل السياسى».

أبو النصر أشار إلى أنه «ترتب على دخولنا عالم السياسة فقدان بعض المشايخ جزءًا من هيبتهم وحشمتهم، وتجرأ بعض السلفيين على المشايخ وقد تعرضت شخصيا لهذا الأمر، حيث أدت المشاركة فى العمل السياسى مع عدم اكتمال النضج السياسى لدى السلفيين إلى بعض الخلافات التى لم تكن لتنشأ أبدا بين السلفيين»، وأشار إلى أن السلفيين لا يمتلكون علم ثقافة الحوار ومعطياته وأدبياته، وبناء عليه كان قرارى بالانسحاب من العمل السياسى تماما والعودة إلى مجال الدعوة.

وأضاف: «كنت أتمنى أن لا نقترب جميعا من السياسة، فمن لم يدخلوا إلى عالم السياسة لم يذكرهم أحد بسوء مثل الشيخ محمد إسماعيل المقدم، أما مَن تداخلوا مع السياسة فكان من الطبيعى أن يتعرضوا للنقد، وإن كنت مستاءً جدًا من مثل هذه الجرأة وهذا التطاول الذى وصل إلى حد التلفيق للمخالف».

اجمالي القراءات 3701