- وول ستريت جورنال: السعودية تقاوم بقوة أي مطالب حقوقية أو إصلاح داخلي وهذا ما فعله الجيزاوي
- شريك الجيزاوي: لدينا بلاغات من 34 حالة من المصريين المحتجزين في السعودية دون سبب أو محاكمة
كتب- أحمد شهاب الدين:
تناولت العديد من الصحف والقنوات العربية والأجنبية خبر اعتقال المحامي المصري أحمد الجيزاوي، والناشط الحقوقي خاصة في ملف المعتقلين المصريين في الخارج وسط تقاعس مؤسسات الدولة عن الأخذ بحقهم أو رد اعتبارهم. وأفردت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا عن الاعتقال، تقول فيه إن هذا الحادث أحيا حالة الاستياء من معاملة المصريين العاملين في السعودية، والتي تعد مقصدا لأكثر من مليون مصري يبحثون عن فرصة عمل أفضل، وتضيف الصحيفة أن الحادث أيضا أثار التساؤلات حول أداء الحكومة المصرية إذا كانت تفعل ما يكفي لحماية مواطنيها، أو كما يدعي الناشطين أن الحكومة تتحفظ في انتقادها للسعودية حتى لاتعرض فرص عمل المصريين هناك للخطر.
وسردت الصحيفة ما أعلنته السفارة السعودية من أن الجيزاوي لم يدن في أي قضية، وكان يجري استجوابه من قبل السلطات بعد أن وجد مسئولو المطار أكثر من 20 ألف حبة مضادة للاكتئاب مخبأة داخل حقائبه، كما نقلت ما قالته السلطات من أنه لم يكن يرتدي ملابس الإحرام.
ونقلت الصحيفة جانبا من هتافات المتظاهرين أمام السفارة السعودية “يسقط آل سعود” في إشارة إلى العائلة المالكة في السعودية، و”طظ في ذاتك الملكية ” في إشارة إلى الملك عبدالله، وتضيف الصحيفة أن المتظاهرين طالبوا بطرد السفير السعودي في القاهرة، ووضعوا أحذيتهم على صورة الملك عبدالله، وتقول الصحيفة أن تلك لغة اعتراض شائعة في العالم العربي تدل على الاحتقار.
وأضافت أن مشاعر العداء التي يكنها المصريون للسعودية تصاعدت في السنوات الأخيرة بعد ورود تقارير من المواطنين المصريين تعرضهم لمعاملة سيئة في المملكة التي “تعاني من سوء تطبيق العدالة في المحاكم السعودية”
ونقلت الصحيفة عن محمد نبيل شريك الجيزاوي في مكتب المحاماة، أنه في السنوات الأخيرة تلقوا دعاوى قضائية بخصوص 34 حالة من المصريين المحتجزين في السعودية دون سبب يذكر أو محاكمة.
وتقول الصحيفة أن “الثورات” العربية التي أطاحت بأربع حكام قضوا فترة طويلة في السلطة في الوطن العربي، جعلت السعودية تخشى من أي بادرة تمرد داخل حدودها، وكانت أي محاولة للدعوة إلى مزيد من الحقوق، كما فعل الجيزاوي، أو التشكيك في السلطة الملكية تواجه معارضة قوية من قبل السلطات السعودية.
والتقت “وول ستريت جورنال” بامرأة ترتدي عباءة سوداء طويلة ترفع صورة لابنها والذي احتجز لمدة عامين في السعودية، وتقول المرأة التي رفضت الكشف عن اسمها لأنها من عائلة محافظة “هذا ولدي 48 عاما مسجون منذ عامين، لاأحد يستمع إليه، ولا أحد يراه، ولا أحد يتحدث عن حقوق المصريين”
وفي تقرير نشرته “بي بي سي” الناطقة بالإنجليزية بعنوان “السعودية تحتجز محامي مصري بتهمة التشيهر بالملك”، نقلت عن سيباستيان آشر المحلل السياسي أن كثير من المصريين يعملون في السعودية وهناك حالات كثيرة يقولون فيها أنهم تعرضوا للأذى في ظل القانون السعودي.
وقضية الجيزاوي ليست فريدة، فقد سبق وقامت السعودية باستغلال فريضة الحج لاعتقال آخرين بتهمة الكفر، وتقول “بي بي سي” أن هذه القضية تذكرنا باعتقال السلطات السعودية لعراف ظهر في التليفزيون اللبناني أثناء ذهابه إلى السعودية لتأدية مناسك الحج، وحكم عليه بالإعدام لهرطقته ضد الدين، ولكن الانتقادات الدولية ساعدت على وقف تنفيذ الحكم.
ويقول الموقع أن جزء من الغضب الذي يشعر به المصريون ناتج عن اعتقادهم بأن السلطات السعودية تستغل سيطرتها على الأمكان المقدسة في المدينة المنورة ومكة المكرمة.
ويعيد اعتقال الجيزاوي فتح ملف السجون السعودية التي تعتقل فيها المملكة الناشطين والأجانب، وترفض السعودية أي مراقبة من جهات حقوقية دولية أو محلية لمراقبة أحوال السجون والمعتقلات. وفي حالة شديدة الشبه بما حدث للجيزاوي، تم اعتقال المواطن الكويتي ناصر بن نايف الهاجري في السعودية أثناء تأديته لفريضة الحج عام 2007 لمدة عامين ونصف، في سجن بالعاصمة السعودية الرياض، وفي تصريحات أدلى بها على قناة “حقوق وحريات” الإليكترونية – وتم نشرها على اليوتيوب- يقول الهاجري عن السجون السعودية إنها أسوأ من السجون الإسرائيلية ومن معتقل جوانتنامو بكوبا، وأضاف أنه لم يكن يتوقع أن يتلقى تلك المعالمة الوحشية في دولة إسلامية، ويؤكد المواطن الكويتي بأنه لا يعرف لماذا اعتقل ولم يعرض على قاضي، ولم تعقد له أي محكمة من أي نوع ولم يسمح له بتوكيل محامي ولم يعرف تهمته بالضبط.
http://www.youtube.com/watch?v=J4Izsx2QI-Y
وفي وقت سابق من هذه السنة – 2 فبراير – نشرت قناة فرانس24 على موقعها الإليكتروني تقريرا عن أوضاع السجون السعودية مزودا بالفيديو والصور، وينقل الموقع عن أحد مراقبيها هناك الذي قضى مدة معينة في سجون المملكة أن الوضع يزداد سوءا، ونقل الموقع الإخباري فيديو آخر لسجن بريمان في مدينة جدة – المدينة التي احتجز منها الجيزاوي- ويظهر الفيديو رجال جالسون أو راقدون وقد تكدسوا فوق فراش متهالك في أحد الممرات، وينقل الموقع عن أحد مصادره أن الذي زار المكان أن هذا حال جميع عنابر السجن، ونقل الموقع عن منظمة هيومان رايتس ووتش أن هناك خمسة أثيوبيين ماتوا اختناقا في شهر أغسطس الماضي في أحد السجون.
رابط قناة فرانس24 الذي يوضح ظروف سجن برايمان في جدة
http://observers.france24.com/ar/2012-02-06–human-rights-jail-conditions-saudi-