مسلسل الدم فى عشر سنوات من خلافة أبى جعفر المنصور ( 136 : 145 )
عام 156
1 ـ حين بويع بالخلافة عام 136 ، أظهر ابوجعفر المنصور لأبى مسلم الخراسانى تخوّفه من عمه ( عبد الله بن على ) فقال له ابو مسلم : ( لا تخفه فأنا أكفيكه إن شاء الله، وإنما عامة جنده ومن معه أهل خراسان وهم لا يعصونني. ). عبد الله بن على هو الأحق بالخلافة لأنه مع أبى مسلم الخراسانى أسسا مُلك بنى العباس ، ولأن أبا جعفر المنصور ـ فى تصورنا ـ هو الذى تخلص من اخيه السفاح بالسم وبالتعاون مع عيسى بن موسى ابن أخيه ـ فالمنتظر ان يخشى من عمه القوى عبد الله بن على ولذا اراد ان يستعين عليه مقدما بقائد يوازيه فى المقدرة الحربية وهو ابو مسلم الخراسانى .
وكان عبد الله بن على يقود جيشا ليغزو الروم ، فلما بلغه موت السفاح والبيعة لأبى جعفر رجع بالجيش وبايع لنفسه . كان عبد الله بن على هو والى الشام ، بينما كان عيسى بن موسى هو والى الكوفة عاصمة العباسيين وقتها ، لذا سلّم عيسى بن موسى كل خزائن الأموال والدواوين لرفيقه فى المؤامرة أبى جعفر المنصور .
عام 137 :
1 ـ خطب عبد الله بن على فى جيشه معلنا أن السفاح وعد بأن يكون ولى عهده هو من يهزم مروان بن محمد ، وأنه صاحب الحق فى الخلافة ، ووافقه جيشه .وسار بجيشه فحاصر والى حران الذى عينه أبو جعفر المنصور ، فأرسل أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراسانى . وعندما علم عبد الله بن على بقدوم أبى مسلم لحربه خشى من الجنود الخراسانيين فى جيشه أن ينضموا لسيدهم أبى مسلم الخراسانى فاقام لهم مذبحة وقتل منهم 17 ألفا . وانسحب عبد الله الى نصيبين وحاصرها ، وأرسل ابو جعفر المنصور بالحسن بن قحطبة بجيش يساعد أبا مسلم الخراسانى . وكى يخدع عبد الله بن على، فقد بعث ابن قحطبة الى عبد الله يقول له : ( إني لم أومر بقتالك ولكن أمير المؤمنين ولاني الشام فأنا أريدها. فقال من كان مع عبد الله من أهل الشام لعبد الله: كيف نقيم معك وهذا يأتي بلادنا فيقتل من قدر عليه من رجالنا ويسبي ذرارينا؟ ولكن نخرج إلى بلادنا فمنعه ونقاتله. فقال لهم عبد الله: إنه والله ما يريد الشام وما توجه إلا لقتالكم، وإن أقمتم ليأتينكم. فأبوا إلا المسير إلى الشام، وأبو مسلم قريب منهم، فارتحل عبد الله نحو الشام، وتحول أبو مسلم فنزل في معسكر عبد الله بن علي في موضعه وغوّر ما حوله من المياه وألقى فيها الجيف.وبلغ عبد الله ذلك فقال لأصحابه: ألم أقل لكم؟.! ..فاقتتلوا خمسة أشهر ) . وفى النهاية انهزم جيش عبد الله وهرب ، ولحق بأخيه سليمان بن على والى البصرة فتوارى عنده. ثم فى عام 138 أخذوا له الأمان من المنصور ، وبايع المنصور .
3 ـ بقى أن يتخلص ابو جعفر المنصور من أبى مسلم الخراسانى ، وكان أبو جعفر يستثقل نفوذ أبى مسلم ويخشاه ، وينقم عليه أنه ( أبو مسلم ) لا يعطى أبا جعفر حقه من التعظيم . وكان أبو مسلم كريما بينما كان ابو جعفر حريصا ، فإكتسب أبو مسلم الكثير من الأنصار على حساب أبى جعفر . وخطط ابو جعفر للإيقاع به بأن ولاه مصر والشام بما يعنى عزله من خراسان وهى موطنه واساس قوته ، فرفض أبو مسلم وغضب ، وسار الى خراسان مُغاضبا ، فكتب اليه ابو جفر يأمره بالمجىء اليه فرفض . وتوالت الرسل بين ابى جعفر وابى مسلم ، وقيل لأبى مسلم من واحد من أتباعه إنه هو الذى أمرهم بطاعة بنى العباس ، وادرك ابو مسلم تصميم المنصور على تسليمه ، وكان أبو مسلم قد ترك نائبا عنه يحكم خراسان ، فجعله المنصور ذلك النائب واليا على خراسان مكان أبى مسلم ، وكتب الوالى الجديد لأبى مسلم : ( إنا لم نخرج لمعصية خلفاء الله وأهل بيت نبيه، صلى الله عليه وسلم، فلا تخالفن إمامك ولا ترجعن إلا بإذنه.) فرضى ابو مسلم بالرجوع لأبى جعفر ، ووفد الى المدائن فى ثلاثة آلاف من أتباعه. وأمر ابو جعفر أن يتلقاه الهاشميون وكبار القوم بالترحيب ليشعر بالأمن . ودخل أبو مسلم على الخليفة ، وكان قد أعدّ رجالا لقتله فقتلوه. تقول الرواية:( وكان أبو مسلم قد قتل في دولته ستمائة ألف صبراً.) .
4 ـ ثورة سنباذ بخراسان يطلب بدم أبي مسلم : كان مجوسيا من أتباع أبى مسلم ، وكثر أتباعه ( وغلب على نيسابور وقومس والري، وتسمى فيوز أصبهبذ،. فلما صار بالري أخذ خزائن أبي مسلم،..، وسبى الحرم، ونهب الأموال ولم يعرض للتجار، وكان يظهر أنه يقصد الكعبة ويهدمها.فوجه إليه المنصور جمهور بن مرار العجلي في عشرة آلاف فارس، فالتقوا بين همذان والري على طرف المفازة، وعزم جمهور على مطاولته، فلما التقوا قدم سنباذ السبايا من النساء المسلمات على الجمال، فلما رأين عسكر المسلمين قمن في المحامل ونادين: وامحمداه! ذهب الإسلام! ووقعت الريح في أثوابهن فنفرت الإبل وعادت على عسكر سنباذ، فتفرق العسكر وكان ذلك سبب الهزيمة، وتبع المسلمون الإبل ووضعوا السيوف في المجوس ومن معهم فقتلوهم كيف شاؤوا، وكان عدد القتلى نحواً من ستين ألفاً، وسبى ذراريهم ونساءهم، ثم قتل سنباذ بين طبرستان وقومس.)
5 ـ ثورة الخارجى : ملبد بن حرملة الشيبانى فى الجزيرة ، وقد هزم عدة جيوش للمنصور ، ثم أعطوه مائة ألف درهم على أن يكف عنهم . ثم هزمه العباسيون فى العام التالى 138 .
6 ـ ويقول ابن الأثير : ( ولم يكن للناس هذه السنة صائفة لشغل السلطان بحرب سنباذ.) أى إنشغل المنصور عن ارسال حملة صيفية للروم هذا العام . أى اصبحت الحملات (عادة ) سنوية ضد ( دار الحرب ) ، فى الصيف وربما فى الشتاء ، مثل رحلتى الشتاء والصيف. لا يتركونها إلا عند إنشغالهم بالقتال الداخلى داخل ( دار السلام ).
عام 138 :
1 ـ ثورة جمهور بن مرار العجلي فى منطقى الرى الفارسية :استولى جمهور على خزائن أبى مسلم ولم يبعث بها الى المنصور ، فأرسل المنصور جيشا يقوده محمد بن الأشعث قام بمطاردة جمهور من الرى الى أصبهان ، والتقى الجيشان فانهزم جمهور وهرب الى أذربيجان ، ثم قتله جنوده وبعثوا برأسه الى المنصور .
2 ـ قاد ثلاثة من أمراء البيت العباسى ( الصائفة ) فدخلوا ملطية التى كان قد أخربها الروم ، فأصلحوا سورها .
عام 139
1 ـ بعد فراغهم من عمارة ملطية دخل العباسيون غزاة فى أرض الروم ، يقول ابن الأثير : ( ثم غزوا الصائفة من درب الحدث فوغلا في أرض الروم، وغزا مع صالح أختاه أم عيسى ولبابة بنتا علي، وكانتا نذرتا إن زال ملك بني أمية أن تجاهدا في سبيل الله. وغزا من درب ملطية جعفر بن حنظلة المرهاني.) وحدث تبادل للأسرى بين الروم والعباسيين ، ويقول ابن الأثير ( ولم يكن بعد ذلك صائفة فيما قيل إلا سنة ست وأربعين، لاشتغال المنصور بابني عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي. ) أى إن الحروب داخل ( دار السلام ) تعيق إستمرار الحروب ضد ( دار الحرب ) .
2 ـ دخول عبد الرحمن بن معاوية ( عبد الرحمن الداخل : صقر قريش ) إلى الأندلس:هرب من مذابح العباسيين لأمويين ، واستمر فى الهرب الى أن دخل الأندلس وأقام بها دولته الأموية ، وعجز المنصور عن ملاحقته فكفّ عنه .
2 ـ أمر المنصور بحبس عمه عبد الله بعد أن أعطاه الأمان.
عام 140
1 ـ تعمير ملطية بالجنود والسلاح والذخائر ، وتعمير المصيصة.
عام 141
1 ـ خروج الرواندية ( من أتباع أبى مسلم )على المنصور وكادوا أن يقتلوه ، لولا أن أنقذه معن بن زائدة ، وكان من قواد الأمويين وهاربا من المنصور ، ورضى عنه المنصور وولاه اليمن .
2 ـ ثورة عبد الجبار بخراسان : وقد قتل بعض القواد فى جيشه ، فأراد المنصور إخراجه من خراسان بأن يرسل اليه جيشا من عنده لحرب الروم فرفض متعللا بالخوف من ضياع خراسان ، ورفض أيضا أن يرسل اليه المنصور جيشا ، فعلم المنصور أنه عازم على ( الخلاف ) ، فأرسل اليه جيشا يقوده ابنه المهدى. وإنضم أهل مرو الى المهدى وحاربوا عبد الجبار ووقع فى الأسر (.. فاخذه أسيراً، فلما قدم خازم أتاه به فألبسه جبة صوف وحمله على بعير وجعل وجهه مما يلي عجز البعير وحمله إلى المنصور ومعه ولده وأصحابه، فبسط عليهم العذاب حتى استخرج منهم الأموال، ثم أمر فقطعت يدا عبد الجبار ورجلاه وضرب عنقه، وأمر بتسيير ولده إلى دهلك ، وهي جزيرة باليمن، فلم يزالوا بها حتى أغار عليهم الهند فسبوهم فيمن سبوا ثم فودوا بعد ذلك.). وفتح العباسيون بعدها طبرستان .
عام 142
1 ـ ثورة عيينة بن موسى فى السند ، وعزله وتولية العتكى مكانه
2 ـ نكث الاصبهذ عهده مع العباسيين، وقتل المسلمين فى بلاده ،فأرسل اليه المنصور جيشا يقوده ابو الخصيب الذى إحتال على الأصبهذ ، ودخل الجيش حصن الأصبهذ : ( فقتلوا من في الحصن من المقاتلة وسبوا الذرية ... وكان مع الأصبهببذ سم فشربه فمات .)
عام 143
ثورة الديلم فى الشرق الفارسى : ( ثار الديلم بالمسلمين فقتلوا منهم مقتلةً عظيمة، فبلغ ذلك المنصور فندب الناس إلى قتال الديلم وجهادهم.) وسار هذا الجيش فى العام التالى يقوده ابن السفاح.
عام 144 :
بدء ثورة ( محمد النفس الزكية : محمد بن عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب )
1 ـ حين إضطرب أمر مروان بن محمد الأموى تشاور الهاشميون فى مكة فيمن يولونه الخلافة ، واتفقوا على البيعة لمحمد النفس الزكية. إشترك العباسيون فى هذا اللقاء السرى وبايعوا محمدا النفس الزكية ، دون أن يقولوا لبنى عمومتهم العلويين أن هناك دعوة لهم تتحرك فى خراسان . بعد تولى السفاح قام ابو جعفر بالحج الى مكة عام 136 وأقلقه أن بعض بنى هاشم قد تخلف عن استقباله ولم يبايعه ، ومنهم محمد النفس الزكية وأخوه ابراهيم ، وسأل عنهما فلم يجد إجابة ترضيه . كان مهما عنده بعد أن تولى الخلافة أن يأتى اليه محمد النفس الزكية ويبايعه هو وأخوه ابراهيم . ودارت مراسلات وحروب تجسس خفية متبادلة بين المنصور وآل محمد النفس الزكية وأتباعه للعثور على محمد والاتيان به آمنا ليبايع المنصور ، وبلا جدوى .وبذل المنصور أموالا فرقها فى العلويين وقتل وحبس وشتم وسبّ ، وايضا بلا جدوى ، ونجح محمد النفس الزكية من الافلات من المطاردة .
2 ـ وفى النهاية أمر المنصور بحبس آل محمد النفس الزكية: ( وكانوا: عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي، والحسن وإبراهيم ابني الحسن بن الحسن، وجعفر بن الحسن بن الحسن، وسليمان وعبد الله ابني داود بن الحسن بن الحسن، ومحمد وإسماعيل وإسحاق بني إبراهيم بن الحسن بن الحسن، وعباس بن الحسن بن الحسن بن علي، وموسى ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن.فلما حبسهم لم يكن فيهم علي بن الحسن بن الحسن بن علي العابد. فلما كان الغد بعد الصبح إذ قد أقبل رجل متلفف، فقال له رياح: مرحباً بك، ما حاجتك؟ قال: جئتك لتحبسني مع قومي، فإذا هو علي بن الحسن بن الحسن، فحبسه معهم) وحُملوا الى العراق : (وجعلت القيود والسلاسل في أرجلهم وأعناقهم، وجعلهم في محامل بغير وطاء ) ( ثم إن المنصور أودعهم بقصر ابن هبيرة شرقي الكوفة، وأحضر المنصور محمد بن إبراهيم بن الحسن، وكان أحسن الناس صورةً، فقال له: أنت الديباج الأصغر؟ قال: نعم. قال: لأقتلنك قتلةً لم أقتلها أحداً! ثم أمر به فبني عليه أسطوانة وهو حي فمات فيها.وكان إبراهيم بن الحسن أول من مات منهم، ثم عبد الله بن الحسن ..) (وقيل: إن المنصور أمر بهم فقتلوا ) .
عام 145 : الحرب بين النفس الزكية والعباسيين
1 ـ إستعمل ابو جعفر المنصور الخداع ، فجعل قواده العسكرييين يرسلون الى محمد النفس الزكية للظهور والثورة ويعدونه بالانضمام اليه ، وإغتر محمد النفس الزكية بهذا فدخل المدينة وغلب عليها وأسر عملاء العباسيين فيه ، وأفتى مالك بن أنس لأهل المدينة أنهم بايعوا العباسيين مُكرهين فلا عليهم إن رجعوا عن بيعتهم وبايعوا النفس الزكية .
2 ـ وشاور ابو جعفر المنصور عمه عبد الله بن على ــ وهو محبوس ـ وشاور آخرين ، وكان موجز نصائحهم أن النفس الزكية مهزوم طالما بقى فى الحجاز ، وأرسل المنصور رسالة الى النفس الزكية يعرض عليه الأموال والأمان إن بايع : (ولك عهد الله وميثاقه وذمة رسوله أن أؤمنك وجميع ولدك وإخوتك وأهل بيتك ومن اتبعكم على دمائكم وأموالكم، وأسوغك ما أصبت من دم أو مال، وأعطيك ألف ألف درهم وما سألت من الحوائج، وأنزلك من البلاد حيث شئت، وأن أطلق من في حبسي من أهل بيتك، وأن أؤمن كل من جاءك وبايعك واتبعك أو دخل في شيء من أمرك ثم لا أتبع أحداً منهم بشيء كان منه أبداً، فإن أردت أن تتوثق لنفسك فوجه إلي من أحببت يأخذ لك من الأمان والعهد والميثاق ما تتوثق به، والسلام.) وردّ عليه برسالة ، يقول في بعضها : ( وأنا أعرض عليك من الأمان مثل ما عرضت علي .. وأنا أولى بالأمر منك وأوفى بالعهد، لأنك أعطيتني من الأمان والعهد ما أعطيته رجالاً قبلي، فأي الأمانات تعطيني؟ أمان ابن هبيرة أم أمان عمك عبد الله بن علي أم أمان أبي مسلم؟ ) .
3 ـ أرسل المنصور أبن أخيه وولى عهده عيسى بن موسى فى حملة الى المدينة لقتال محمد النفس الزكية ، ( وقال المنصور لما سار عيسى: " لا أبالي أيهما قتل صاحبه".). وحين إقترب الجيش العباسى إستشار محمد النفس الزكية أصحابه فى خطة الحرب فإختلفوا ، وقبيل المعركة أذن لمن يشاء من أهل المدينة أن يخرج عنها ، فخرج معظم الناس ، وظل هو فى شرذمة قليلة . وأرسل عيسى بن موسى قائد الجيش العباسى لمحمد يقول له : أن المنصور قد آمنه وأهله ، فرفض ، فقال عيسى ( ليس بيننا وبينه إلا القتال ). وصمد محمد النفس الزكية وأصحابه فى القتال ، وحاقت بهم الهزيمة ، وقُتل محمد وجىء برأسه الى عيسى بن موسى ، فأرسل رأسه الى أبى جعفر المنصور ( فأمر المنصور فطيف برأس محمد في الكوفة وسيره إلى الآفاق. ) . ( وكان قتل محمد وأصحابه يوم الاثنين بعد العصر لأربع عشرة خلت من شهر رمضان. ) . وصلب عيسى بن موسى من بقى من أصحاب محمد : (. وأخذ أصحاب محمد فصلبهم ما بين ثنية الوداع إلى دار عمر بن عبد العزيز صفين ) وصادر عيسى بن موسى أموال بنى الحسن .
هزيمة ومقتل ابراهيم أخ محمد النفس الزكية :
1 ـ تواعد الأخوان على الثورة فى وقت واحد ، أحدهما فى المدينة والآخر فى العراق . وهرب ابراهيم متنقلا بين البلاد تطارده عيون أبى جعفر المنصور ، ثم دخل البصرة وغلب عليها ، ( فصفت له البصرة، ووجد في بيت مالها ألفي ألف درهم، فقوي بذلك وفرض لأصحابه لكل رجل خمسين خمسين.) وجاءه نبأ هزيمة أخيه محمد ومقتله فسار على رأس جيش لمقاتلة المنصور ، وكان ( وكان المنصور بظاهر الكوفة..في قلةٍ من العساكر . ) واستنجد المنصور بعساكره فأتوه ، وولى عليهم عيسى بن موسى وابن قحطبة ، واصطدم الجيشان ، وانتصر جيش ابراهيم فى البداية ، وهرب ابن قحطبة وثبت عيسى بن موسى ، وانتهت الحرب بهزيمة ابراهيم وقتله . ( وحمل رأس إبراهيم إلى المنصور فوضع بين يديه، فلما رآه بكى حتى خرجت دموعه على خد إبراهيم ثم قال: أما والله إني كنت لهذا كارهاً! ولكنك ابتليت بي وابتليت بك! ).
4 ــ ( خرجت الترك والخزر بباب الأبواب فقتلوا من المسلمين بأرمينية جماعة كثيرة.).