الفاتنة المجهولة فتينة : مثال الحرية و الشجاعة

أحمد صبحى منصور   في السبت ٠٢ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً


أولا

1 ـ تعددت الأسباب في نكبة البرامكة في عهد الرشيد.ويقال إن من ضمن الأسباب أن الخليفة هارون الرشيد طمع في الجارية فتينة التي كانت في  ملك جعفر البرمكى, وكانت مشهورة بالجمال وحسن الصوت ولكن فوجىء الرشيد برفض جعفر التنازل عنها للخليفة فغضب، وكان ذلك من أسباب نكبة جعفر وآله من البرامكة. يؤيد هذا الرأى  أن هارون الرشيد كان مشهورا بحب امتلاك الجوارى اللاتى يملكهن غيره ، ولا يرضى حتى ينتزع الجارية من صاحبها ليستحوذ عليها الرشيد وحده!..ونرجع إلى سطور التاريخ لنتعرف على هذه الفاتنة "فتينة" وسبب ولع الوزير  جعفر البرمكى بها.. وقصتها معه ومع الرشيد بعده..

2 ـ كان جعفر بن يحيى البرمكى يتشبه بسيده الخليفة هارون الرشيد في كل شيء ما أمكنه , وكان قصره يعج بعشرات الجواري من كل نوع ومن كل جنس, وكان التنافس بينهن شديدا على جذب انتباه الوزير الشاب الوسيم, وكان يحلو له أن تكون الجارية عنده قمة في الجمال والظرف والثقافة الأدبية والعلمية وجودة الغناء والعزف, وكان اسحق الموصلي وأبوه إبراهيم من المتخصصين في شراء الجواري الفاتنات ثم تثقيفهن بالآداب والفنون والإتيكيت حتى يصلحن لقصور الخلفاء والوزراء.. ولذلك كانت هناك صداقة متينة بين جعفر البرمكى  وإبراهيم الموصلي وابنه اسحق.

3 ـ وحدث- كما يروى ابن الجوزى- أن جعفر البرمكى أدى فريضة الحج مع الخليفة هارون الرشيد,وذهب معه إبراهيم الموصلي , وكانت المدينة المنورة مشهورة في ذلك الوقت بالجواري الممتازات في العزف والغناء, وقد طلب جعفر من إبراهيم الموصلي أن يعثر له على جارية غاية في الحذق بالغناء والعزف والظرف والجمال..ونزل إبراهيم الموصلي إلى سوق الجواري فى المدينة المنورة وسأل وعرف من السماسرة أن هناك مطلبه, ولكن ليست معروضة في السوق وإنما هي في بيت صاحبها الذي يحتاج إلى بيعها بسبب ظروف فقر طارئ. ودخل إبراهيم الموصلي على الرجل في داره فرأى آثار النعمة .. وخرجت إليه الجارية فلم ير إبراهيم الموصلي أجمل منها ولا أصبح وجها, ثم أمرها سيدها فغنت من الحان إبراهيم الموصلي فرآها إبراهيم ممتازة في الغناء والعزف,ثم ساوم إبراهيم صاحبها في شرائها, فطلب منه الرجل أربعين ألف دينار, فرضى إبراهيم الموصلي على شرط أن يعطيه مهلة للتفكير, واتفقا على ذلك, ثم عاد إبراهيم إلى الوزير جعفر البرمكى وأخبره بالخبر ومدح له الجارية حتى ازداد جعفر بها شغفا, وصحبه جعفر إلى البيت مستخفيا كأنه أحد الخدم .. ومعهما المال , فأعطى إبراهيم المال لصاحب الجارية, وحين علمت الجارية بكت, فاعتذر لها سيدها بالفقر.. فانخرطت في بكاء أشد وهى تقول له إنها لو ملكت الدنيا وما فيها في نظير أن تفارقه ما تركته, وبكى الرجل,وأعلن أمام الحاضرين أنها حرة وأنه قد تزوجها وأعطاها داره صداقا ومهرا.. وضاعت الصفقة..

4 ـ رأى جعفر أن كل ما يملكه من جوار وسلطان لا يقارن بما يملكه ذلك الرجل الذي أعطته جاريته الوحيدة كل ما تملك وفضلته مع فقره واحتياجه على كل مباهج بغداد ومفاتنها.كان جعفر يتمنى أن يعثر على جارية تحمل ذلك القلب المخلص له وحده الذي يحبه لشخصه غنيا كان أم فقيرا.

5 ـ والذي لم يعرفه جعفر أنه كانت توجد في قصره إحدى الجواري الصغيرات من القادمات الجدد, ومرت عليه هذه الجارية مثل كثيرات,لم ينتبه إليها, ولكنها انتبهت إليه وتعلقت به,وعزمت بكل ما لديها من عزم أن تجذب انتباه حبيبها الشارد إليها .. وعرفت غرامه بالطرب والغناء فتعلمت وأجادت .. وشيئا فشيئا بدأ يصغى إليها ويهتم بها وأحست أنها على وشك أن تفوز به خاصة بعد أن أطلق عليها لقب"فتينة",إلا أن مكائد الجواري الأخريات كانت أحيانا ما تباعد بينها وبينه. وكان يسعد فتينة أن ترى حبيبها جعفر يطرب لغنائها, وكان يسعدها أيضا أن يأتى ندماء جعفر معه فيزدادون معه طربا. ورأت فتينة أن اهتمام مولاها بها مقترن باهتمام ندمائه بغنائها فكانت تبذل كل ما تستطيع لتجيد الغناء في حضرة أصحابه.. وبالتالي ازدادت شهرتها.وازداد جعفر بها اهتماما وإعجابا.                                                                                     

6. ووصلت شهرة فتينة إلى الرشيد..فطلبها من جعفر ، أي طلب أن يهبها له جعفر، لتكون إحدى جواري الخليفة . ولكن جعفر رفض طلب الخليفة, وهو يعلم الخطورة في الرفض.واستعظم الرشيد أن يرفض وزيره وصديقه له طلبا. وأصبحت تلك نقطة سوداء في علاقة الخليفة بالوزير ، أضيقت  إليها نقاط سوداء أخرى ،وكانت نكبة البرامكة..

7 ـ ولكن ماذا حدث لفتينة بعد مصرع حبيبها جعفر؟ بعد مقتل جعفر صادر الرشيد أمواله وأموال أسرته، وضم الرشيد إلى قصره كل جواري جعفر, ومنهن فتينة.وعقد الرشيد مجلسا استعرض فيه جواري جعفر وأمر كل واحدة منهن أن تعرض فنّها عليه.. إلى أن جاء دور فتينة. وكانت المفاجأة .. أمرها الرشيد أن تغنى ، وكان متشوقا لسماع غنائها، ولكنها نكست رأسها للأرض وسكتت. وتكهرب الجو، وتصاعدت أنفاس الجواري  وهن يعلمن أن غضب الرشيد ساحق ماحق, وأنه يتطرف في عقوبته. ارتفعت أصوات الجواري لفتينة وهن يرتعدن ( ويحك..غن!!).وانهمرت دموع فتينة ونظرت للرشيد تتحداه وتقول :( أما بعد السادة فلا..).! أي بعد السادة  جعفر البرمكى وآله لن تغنى لأحد حتى لو كان الرشيد نفسه..

وسقطت قلوب الجواري في أقدامهن، وانقطعت أنفاسهن، وانتظرن تحول فتينة إلى جثة هامدة مختلطة الملامح..ونظر الرشيد إلى أقبح خادم في القصر واسمه الحارث بن بسيحر،وقال له : (خذها..قد وهبتها لك..) فأخذها بيده ومضت معه. فلما ولت دعا الرشيد الحارث بن بسيحر وأمره أن لا يقربها, وأنه إنما أراد إذلالها ولم يعطها له على الحقيقة.. وبعدها بأيام استدعى الجميع، وسأل عن الحارث بن بسيحر وأمره باستدعاء فتينة، فحضرت وجلست ، وأخذت الجواري في الغناء والألحان, ثم قال الرشيد لفتينة : (هيه .. غنى ..)،  فانهمرت دموعها وقالت نفس مقالتها الأولى: ( أما بعد السادة .. فلا..)!!وهنا ثار الرشيد..وصرخ:سيف ونطع..(والنطع هو قماش غليظ يوضع تحت المحكوم عليه بالإعدام حتى لا يلوث دمه المكان)..ووقف السياف فوق رأسها. وأجلسوها على النطع ..وقال لها الرشيد: غنى .. فبكت وقالت :(  أما بعد السادة.. فلا..)،  وذهبت عقول الحاضرين من الخوف.وصاح الرشيد بالسياف: أنظر إلى يدي.. فإذا عقدت لك بالخنصر إلى اثنين فلا تضربها.. فإذا عقدت لك بالوسطى ثلاثا فاضرب عنقها..

ورفع السياف سيفه فوق رأسها.. وقال لها الرشيد: غنى.. فقالت: أما بعد السادة فلا.. وعلا بكاؤها.. وقال لها للمرة الثانية.. غنى .. فقالت:أما بعد السادة ..فلا.. وقال لها للمرة الثالثة والأخيرة: غنى .. فأقبلت عليها الجواري يستعطفنها ويناشدنها الله في نفسها.. فاندفعت تغنى باكية على حبيبها جعفر وتندبه قائلة:

لما رأيت الديار قد درست

                                  أيقنت أن النعيم لم يعد

آي غنت.. ولكن لكي تغيظ الرشيد!!

فوثب إليها الرشيد فأخذ العود من يدها وأخذ يضرب به وجهها ورأسها حتى تفتت العود وغطى الدم وجهها وجسدها ، وحملوها من بين يديه مقيدة تنزف دما فماتت بعد ثلاثة أيام...

بهذه النهاية الحزينة وبهذا الاخلاص النادر والشجاعة المثالية استحقت تلك الجارية ان تتسلل ـ من بين ملايين الجوارى ـ الى سطور التاريخ ..

أخيرا

1 ـ نحن نشقى فى البحث بين سطور التاريخ لنحكى خفاياه ، ليس للتسلية ولكن للعبرة. والعبرة من هذه القصة تعطى مثلا لما يحدث اليوم . كان الخليفة يعتقد أنه يملك الأرض ومن عليها ، وأن أملاك البرامكة هى منه واليه رجعت ، ومنها الجوارى. الجوارى فى هذه القصة التاريخية هن مثال الشعب أو الأمة التى يتحكم فيها مستبد شرقى باسم الدين أو القومية. ومعظم الجوارى ارتضين الذل وتبارين فى إرضاء نزوات الخليفة المستبد . جارية واحدة تمسكت بحقها فى إختيار من أحبّه قلبها ومن أجل حريتها فى الاختيار وقفت أمام المستبد تتحداه .. وماتت عزيزة كريمة .

2 ـ السؤال الآن ..هل تثور شعوبنا لتتخلص من مبارك وبن على و على صالح والقذافى لكى يحل محلهم فى الحكم الشيخ حمكشة السلفى الذى يحلم باستعادة استبداد هارون الرشيد ؟

3 ـ أفيقوا أيها الناس ..!!

هذه المقالة تمت قرائتها 480 مرة

 


التعليقات (4)
[58722]   تعليق بواسطة  رضا عبد الرحمن على     - 2011-06-29
امرأة حرة حقا وتستحق التقدير والثناء ، (قصة رائعة وجاءت في وقتها)

أعتقد أن التاريخ ليس مادة للتسلية ، وتضييع الوقت ، وإنما التاريخ هو مليء بالقصص والعبر ، ودليل أكبر على هذا أن القرآن الكريم به جزء كبير جدا من القصص القرآني عن السابقين من الأمم والأنبياء ، وكلها جاءت في القرآن ليس من باب التشريع وإنما من باب العبرة والموعظة للناس إلى يوم القيامة ، مع الفارق طبعا بين التاريخ البشري الذي يحتمل الصدق والكذب مهما كان اسمه أو كاتبه أو الشخصيات التي يتحدث عنها ، وبين القرآن الكريم كتاب رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يضاهيه كتاب آخر ..


وبخصوص هذه القصة أقول إنها قصة تحتوى على عبرة رائعة ، والجميل فيها أن البطلة امرأة ، وهذه صفعة لكل من يظن أن المرأة ضعيفة أو ناقصة أو لا تصلح لكذا أو كذا ، ورغم استبداد هارون الرشيد وسطوته وقسوته وطمعه في حب التملك لكل شيء ، لكن جاءت هذه المرأة التي وصفها المؤرخون بأنها جارية ورفضت أن تكون ضمن أملاك او ممتلكات هارون الرشيد ووقفت في وجهه ، وضربت مثالا رائعا في الثقة بالنفس والإحساس بالقوة لصاحب الحق ، رغم ضعفها وعدم وجود من ينصرها او يدافع عنها ، وهي وحدها ، فهي أفضل من كل كهنة الدين الذين عاصروا هارون الرشيد ، وحقيقة ألوم على من أرخ لهذه الفترة ووصف هذه المرأة بالجارية .


وأخيرا جميل جدا ما قاله الدكتور منصور عن أن مصر تحررت من مبارك ، وليس من المنطق أن نسلمها للشيخ السلفي زيط أو نعيط او نطاط الحيط ليركب ظهور المصريين على حساب الثورة التي راح ضحيتها ألف شهيد وأصيب عشرة آلا بطل ..

 

[58723]   تعليق بواسطة  رضا عبد الرحمن على     - 2011-06-29
امرأة حرة حقا وتستحق التقدير والثناء ، (قصة رائعة وجاءت في وقتها)

أعتقد أن التاريخ ليس مادة للتسلية ، وتضييع الوقت ، وإنما التاريخ هو مليء بالقصص والعبر ، ودليل أكبر على هذا أن القرآن الكريم به جزء كبير جدا من القصص القرآني عن السابقين من الأمم والأنبياء ، وكلها جاءت في القرآن ليس من باب التشريع وإنما من باب العبرة والموعظة للناس إلى يوم القيامة ، مع الفارق طبعا بين التاريخ البشري الذي يحتمل الصدق والكذب مهما كان اسمه أو كاتبه أو الشخصيات التي يتحدث عنها ، وبين القرآن الكريم كتاب رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يضاهيه كتاب آخر ..


وبخصوص هذه القصة أقول إنها قصة تحتوى على عبرة رائعة ، والجميل فيها أن البطلة امرأة ، وهذه صفعة لكل من يظن أن المرأة ضعيفة أو ناقصة أو لا تصلح لكذا أو كذا ، ورغم استبداد هارون الرشيد وسطوته وقسوته وطمعه في حب التملك لكل شيء ، لكن جاءت هذه المرأة التي وصفها المؤرخون بأنها جارية ورفضت أن تكون ضمن أملاك او ممتلكات هارون الرشيد ووقفت في وجهه ، وضربت مثالا رائعا في الثقة بالنفس والإحساس بالقوة لصاحب الحق ، رغم ضعفها وعدم وجود من ينصرها او يدافع عنها ، وهي وحدها ، فهي أفضل من كل كهنة الدين الذين عاصروا هارون الرشيد ، وحقيقة ألوم على من أرخ لهذه الفترة ووصف هذه المرأة بالجارية .


وأخيرا جميل جدا ما قاله الدكتور منصور عن أن مصر تحررت من مبارك ، وليس من المنطق أن نسلمها للشيخ السلفي زيط أو نعيط او نطاط الحيط ليركب ظهور المصريين على حساب الثورة التي راح ضحيتها ألف شهيد وأصيب عشرة آلا بطل ..

 

[58735]   تعليق بواسطة  elsayed hassan     - 2011-06-30
 

أعتقد أن التاريخ ليس مادة للتسلية ، وتضييع الوقت ، وإنما التاريخ هو مليء بالقصص والعبر ، ودليل أكبر على هذا أن القرآن الكريم به جزء كبير جدا من القصص القرآني عن السابقين من الأمم والأنبياء ، وكلها جاءت في القرآن ليس من باب التشريع وإنما من باب العبرة والموعظة للناس إلى يوم القيامة ، مع الفارق طبعا بين التاريخ البشري الذي يحتمل الصدق والكذب مهما كان اسمه أو كاتبه أو الشخصيات التي يتحدث عنها ، وبين القرآن الكريم كتاب رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يضاهيه كتاب آخر ..

 

[58737]   تعليق بواسطة  عائشة حسين     - 2011-06-30
جارية ..ولكنها تفوقت على الحرائر

هذه جارية ولكن تفوقت على حرائر كثيرات كن في هذا الموقف الصعب سيتصرفن بطريقة مختلفة ، نعم جارية  يملكها الرشيد ولكن مع ذلك  ملكته  هي بإصرارها على الوفاء لجعفر البرمكي   ،  وعدم خضوعها  له حتى وهي تحت السيف ..  وتنتظر الموت !! هو درس  أيضا للحفاظ على الكرامة والتخلص من الذل الذي جبل عليه الإنسان العربي بفعل حكامه المستبدين .. فبوسع أي إنسان امرأة كان أو رجل ان يحافظ على حقوقه مهما كان التهديدوالوعيد !

 


اجمالي القراءات 15300
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ١٥ - أبريل - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[74122]

نعم تحقق الحلم


تمنى المقال أمنية قد  تحقق نصفها تقريبا  ، فقد قامت الثورة المصرية   ، ولكن لم تكتمل بعد   ... نتمنى  للثورة المصرية النجاح الكامل ، وأن تستكمل كل ما ينقصها من عوامل  النجاح .ز وان تنعم مصرنا الحبيبة بكل الأمن  إنه سبحانه قريب مجيب الدعاء ..



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب دراسات تاريخية
بقدمها و يعلق عليها :د. أحمد صبحى منصور

( المنتظم فى تاريخ الأمم والملوك ) من أهم ما كتب المؤرخ الفقيه المحدث الحنبلى أبو الفرج عبد الرحمن ( ابن الجوزى ) المتوفى سنة 597 . وقد كتبه على مثال تاريخ الطبرى فى التأريخ لكل عام وباستعمال العنعنات بطريقة أهل الحديث ،أى روى فلان عن فلان. إلا إن ابن الجوزى كان يبدأ بأحداث العام ثم يختم الاحداث بالترجمة او التاريخ لمن مات فى نفس العام.
وننقل من تاريخ المنتظم بعض النوادر ونضع لكل منها عنوانا وتعليقا:
more