شيعة السعودية في لحظة حاسمة: الاحتواء او القمع

عثمان محمد علي   في الأربعاء ٢٥ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً



 



السلطات السعودية لا تزال تشيح بوجهها عن الشيعة

شيعة السعودية في لحظة حاسمة: الاحتواء او القمع

مقالات متعلقة :

 
مد اليد الحكومية للشيعة السعوديين يتيح سحب البساط من تحت النفوذ الايراني وكبح فتنة طائفية يصعب إخمادها.

ميدل ايست اونلاين
باريس - من حبيب طرابلسي

قوبل عرض باراك أوباما التاريخي لطهران بتجاوز ثلاثين سنة من العلاقات الأميركية-الإيرانية العدوانية بحذر في السعودية حيث انطلق نقاش حول السلوك الذي ينبغي اتخاذه تجاه الناشطين الشيعيين السعوديين الذين اتهموا بولائهم لملالي إيران.

 

الأمير نايف "غير مرغوب فيه"

إن اليد الممدودة من باراك اوباما باتجاه قادة إيران الشيعية، الذين يخشى النظام السني السعودي جهودهم "التبشيرية" في كثير من الدول العربية والإسلامية، دفعت أحد أهم الناشطين السعوديين، علي آل أحمد، المعارض المقيم في واشنطن، إلى أن يطلب من السلطات الأميركية اعتبار وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، شخصا "غير مرغوب فيه".

واتهم المعارض عبر موقعه "وكالة الأخبار السعودية" (واسم) الوزير باستخدام الأراضي الأميركية لإصدار أوامر للقيام بعمليات قمع ديني واعتقالات لأطفال وانتهاكات حقوقية متعددة يعاقب عليها القانون الأميركي. ويقول الناشط السعودي أنه سيبعث الاثنين برسالة تتعلق بهذه "الانتهاكات" إلى العديد من كبار مسؤولي الحكومة الأميركية.

ففي الأسبوع الماضي، قام الأمير نايف بإصدار الأوامر من نيويورك، حيث تواجد لعيادة ولي العهد ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي يقضي فترة نقاهة بعد إجرائه عملية جراحية، إلى الأقلية الشيعية في المملكة باحترام النهج السني السلفي (الوهابي)، عقب مواجهات شهدتها المدينة المنورة في فبراير/شباط بين الشرطة الدينية وحجاج شيعة حمّلهم الوزير مسؤولية المواجهات.

 

مطاردة الشيخ نمر النمر

 

منذ انطلاق أحداث المدينة المنورة، نظم الناشطون الشيعيون ">فالعديد من كاتبي الافتتاحيات في السعودية، التي دعت مؤخرا البلدان العربية إلى الاتحاد من أجل رفع "التحدي الإيراني"، يتساءلون اليوم إذا كان الإيرانيون سيقبلون يد أميركا الممدودة وبالتالي يوقفون تصدير ثورتهم إلى البلدان المجاورة.

"الكرة اليوم بملعب إيران، ومن مصلحتها التعامل بالمرونة المطلوبة مع الدعوة الأميركية"، كما جاء في افتتاحية الوطن السعودية السبت.

ودعت الصحيفة الإيرانيين إلى "إبراز حسن نيتهم وطمأنة المجموعة الدولية". ولكن في افتتاحية الاثنين تخف نبرة التفاؤل وتقول الصحيفة "أقفلت إيران إحدى أذنيها واستمرت من موقع 'المنتصر' في فرض شروطها للحديث مع واشنطن".

من جهتها، أكّدت صحيفة الرياض الأحد أن مبادرة أوباما "هي فرصة لإيران لأن تشيع التعاون ليست فقط مع أميركا، وإنما مع محيطها العربي والإسلامي".

 

مرحلة "القوة الناعمة"

من جهة أخرى يرى كاتبو افتتاحيات آخرون أنه لا ينبغي التوهم فإيران لن تتخلى أبدا عن "نزعتها التبشيرية وهيمنتها".

كذلك يرى عبد الرحمن الراشد، في صحيفة "الشرق الأوسط"، أن "نعومة أوباما هي أخطر من شراسة بوش، موضحا أن "أوباما برسائله الإيجابية والذكية جرد الإيرانيين من كل مبررات الرفض الدائمة للتعاون، وجرد أيضا خصومه السياسيين من أي حجة لمنعه، لو قرر غدا مواجهة إيران سياسيا أو حتى عسكريا".

 

 

 

حماية الشيعة.. من إيران

أما الدكتور سعد بن طفلة العجمي، ومن موقف عملي، دعا في مقال في "الشرق الأوسط" الدول العربية المجاورة لإيران إلى "حماية الشيعة من أجل مواجهة إيران"، أي سحب البساط من تحت أقدام الإيرانيين، وتساءل "وهل الشيعة العرب في حاجة إلى حماية من طرف ما"؟

وأضاف العجمي أن "الشيعي العربي الذي يشعر بالمواطنة والاستقرار والمساواة والحرية الدينية والمذهبية، لن يتطلع إلى مساعدة من الخارج لنيل حقوقه بل سيتصدى لأي تدخل خارجي (...) علينا أن نعمل على الدفاع عن حقوقهم كمواطنين وعلى تعزيز الحقوق المدنية كبديل للأطروحات الطائفية".

 

لا دارفور آخر، ولا بشير آخر

أثارت مبادرة أوباما التاريخية أيضا نقاشا حادا حول جدوى قمع السعوديين الشيعة أو ضرورة منحهم حقوقهم. ومما هو أكثر إثارة للدهشة كون أن هذا النقاش صدر في موقع "الساحات العربية" السعودي المعروف بدعواته الصريحة لطرد المواطنين الشيعة من المملكة أو إبادتهم عن بكرة أبيهم.

من جهته، كتب مستخدم انترنت تحت اسم مستعار، "نجران"، أي اسم مدينة سعودية مجاورة لليمن، قائلا "العالم تغير. كما تغير ميزان القوة الإقليمي لصالح إيران التي نرى كيف عجز العالم عن منعها من تطوير برامجها النووية. فإيران مثلما زرعت حزب الله في لبنان تستطيع أن تزرع أكثر من حزب في القطيف. يجب على الإخوة السلفيين (السنيين) إذن أن يكفوا عن تهميش المواطن الشيعي وقمعه واستفزازه".

كما توجّه "نجران" إلى الشيعة قائلا "يجب أن تدرك أخي المواطن الشيعي أن ليس لك وطن إلا هذا الوطن وليس لك انتماء إلا إلى هذه الأرض ولا تكن ألعوبة في أيدي أعداء هذا الوطن يوظفونك كيف يشاؤون وهم لك كارهين".

وأضاف قائلا "العالم الغربي لا يعترف إلا بحقوق الإنسان ولن يكتفي بالتفرج إذا تحولت مظاهرات القطيف إلى أحداث دامية مثلما حدث في الماضي"، في إشارة خاصة إلى الأحداث العنيفة التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني 1979 في المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية والتي قمعها الحرس الوطني السعودي بشراسة.

واختتم "نجران" قوله "هكذا لن تصبح القطيف دارفور، ولن يكون الملك عبد الله بشيرا آخر"، في إشارة إلى الرئيس السوداني عمر البشير الذي اتّهمته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

 

 

 

الضرب بيد من حديد!

ولكن دعوة "نجران" قوبلت بالرفض من عديد القراء الذين اتهمه البعض بالانتماء إلى الأقلية الشيعية الإسماعيلية المتمركزة في مدينة نجران، بينما اتهمه أحدهم بمحاولة "بث السم بالعزف على أوتار الوطنية".

من جهته، أكّد عبد الرحمن بن محمد بن علي الهرفي في مقال مطول على الموقع الموالي للسنّة "لجينيات"، أن الشيعة السعوديين لا ينقصهم شيء ولكن شيوخهم هم اللذين "يريدون تجديد تجربة حزب الله اللبناني في المملكة العربية السعودية".

كما كتب الهرفي أن "القطيف تتمتع بما لا يوجد في غيرها من المحافظات، فالشيعة يشغلون مناصب في مختلف الوزارات والسفارات والحرس الوطني وكذلك شرطة المرور"، إلا أنهم "يصرخون بأنهم مظلومون (...) وهذا الصراخ الشيعي هو من صميم العقيدة الشيعية. أليسوا هم الذين يلطمون صدورهم ويضربون رؤوسهم بالسيوف (خلال عاشوراء) لمقتل الحسين رضي الله عنه؟" الذي تم اغتياله من قبل السنّة في سنة 680.

 

وأضاف "قد تستمر أحداث القطيف بل ستسعّر على وتيرة منسقة مدروسة، إلا إذا اتخذت الدولة موقفا أكثر حزما ممن يؤجج الأحقاد".

 

ويعقب مستخدم انترنت آخر من جهته "بعبارة أخرى، يجب الضرب بيد من حديد"!

اجمالي القراءات 7307
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق