«مصارعة الإخوان» بين الحرس القديم وجيل الوسط

مجدى عبدالرسول   في الأحد ١٥ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


حالة من التناقض تبدو واضحة على السنة كبار قيادات الإخوان «فعصام العريان» أحد قيادات الإخوان وأبرز وجوه جيل الوسط.. اسقط عمداً من انتخابات تصعيده لمكتب الإرشاد - العريان - طلب من «العربي» أن تسأل المرشد عما جرى.. والأخير نفى وجود خلافات واصفاً «العريان» بالابن البار.. وكاشفاً أن «المرشد» عكس ما يتصور الآخرون.. أن خيوط الجماعة جميعاً يحركها كيف يشاء وهى معلومة خاطئة.. نظراً لوجود هياكل ومؤسسات وهيئات هى صاحبة القرار الأخير وعلى «المرشد» الاستجابة للقرار حتى إن كان معارضاً له.

مقالات متعلقة :

الكتاتنى عضو مكتب الإرشاد الجديد.. اعترف بوجود انتخابات عكس ما نفاها «المرشد» برغم تأكيد «العريان» بحدوثها ليتفق مع الكتاتنى الذى، أعلن أنه حتى هذه اللحظة لم يصله خطاب رسمى بأنه تم تصعيده لعضوية الإرشاد.. وأكد الكتاتنى أنه قام بالتصويت لصالح الخمسة الصاعدين.. رافضاً الكشف عن محتوى الانتخابات.
غير أنه اعترف بأنها لجنة شكلها المرشد أو نائبه «!!» مطالباً «العريان» بالتظلم إلى تلك اللجنة، إذا استشعر الأخير بأن هناك ظلماً وقع عليه.،.
مفجراً مفاجأة أن هذه الانتخابات لم تنص عليها لائحة الإخوان وهو ما يعنى من سياق «كلامه» أنها انتخابات باطلة.. وهو قد يؤدى إلى تفجر خلافات جديدة بين الحرس القديم بزعامة حبيب وجيل الوسط بقيادة العريان وأبوالفتوح«؟».
كعادته معنا بالصدق والصراحة اختص المرشد العام للإخوان المسلمين مهدى عاكف «العربي» للرد على تساؤلات الشارع فيما يجرى من أحداث ساخنة ومتصاعدة داخل الإخوان.. معتبراً الصحيفة الناصرية ذات منهج مهنى وأخلاقى وهو من الأسباب التى جعلته يستجيب للتساؤلات المطروحة على الساحة.. برغم رفضه لطلبات مماثلة قدمتها.. وكالات عالمية وقضائية.
وأزاح «المرشد» الستار للمرة الأولى عما يدور داخل الإخوان .. بأن هناك مؤسسات وهيئات ومكاتب وأشياء أخرى.. هى صاحبة القرارات النهائية.. وأن «المرشد» بما له من مهام لا يستطيع تجاهلها لأن القرار لا يتخذ بشكل فردى أو عشوائى.. ولكن يتم اتخاذه بشكل منهجى منتظم.
فهذه الهيئات والمؤسسات، تدار بشكل ديمقراطى «راق» وهى تشكل «الجسم» الأكبر لجماعة الإخوان.. فأى قرار يخص الأعضاء أو القيادات؟.
فيما يخص الإحلال أو التصعيد يخضع لهذه الهيئات، ويجب تمريره من خلال القنوات الشرعية ولوائح الجماعة، نافياً وجود انشقاق كما تسميه الأجهزة الإعلامية التى تديرها الأجهزة الأمنية بالدولة - بحسب وصفه - بأن هناك مخططاً إعلامياً استهدف «العريان» والذى وصفه بالابن الخلوق وبأنه أحد النماذج المشرفة بصفوف الإخوان، لما يتمتع به من صفات الرجولة.. ولكن هناك مؤسسات من بينها مجلس شورى الإخوان.. يملكون القرار النهائى.. وعلى الجميع احترامه بما فيهم المرشد العام.
«عاكف» شدد على أن ما يدور بالجماعة شأن داخلى، لا يهم أحداً سوى أعضائها لأن هناك قواعد أخلاقية وتربوية ومؤسسية يلتزم بها الجميع.. فالذين يحاولون «الآن» تناول ما يدور بالإخوان، كان عليهم الدفاع عنهم حينما تعرضوا للاعتقالات ومصادرة الأموال والمحاكمات العسكرية.. وبدلاً من الدفاع بالحق.. وجدناهم يهاجمون الجماعة ويتساءلون إذا كان هناك انقلاب بداخلها أم مخطط لإجهاض الشباب.
وأضاف «المرشد» أن اللائحة الداخلية للجماعة أمر يخصها ولا شأن لأحد بها، وإن كان يتمنى أن يطلق عليه المرشد السابق، وتكون دورته الحالية هى الأولى والأخيرة حتى يعلم الجميع أننا جماعة تطبق مبدأ «الشوري» والديمقراطية فى كل ما يخص شؤننا وأن لدينا رجالاً وشباباً، لديهم القدرة والمقدرة على العمل الخدمى والوطنى، خاصة أن البلاد تحتاج إلى عقول أبنائها المخلصين والذين يرغبون فى إرضاء «ربهم» وليس حاكمهم.. بعد أن آلت البلاد إلى مرحلة شديدة الخطورة، وقيام «مجموعة الحكم» بالإمساك بجميع الأمور.. مما أدى إلى ابتعاد مصر عن قضاياها الوطنية والقومية وبدلاً من تقدمنا للأمام.. وجدنا أنفسنا نتراجع عشرات الخطوات إلى الخلف.. وعندما نعلن رفضنا هذه السياسية «يتهمونا» بالباطل بالتآمر على البلد.. وعندما نطالب بالإصلاح الشامل والكامل على أرض الواقع وليس عن طريق التصريحات الإعلامية والقضائية - كما يفعلون - نجدهم، يصفونا، بأننا نسعى للفوضى ونشرها.
وأشار «عاكف» إلى أنه يتوقف عن إبداء «الرأي» فى بعض القضايا، نظراً للظروف الخطيرة التى تمر بها مصر - لأن المسألة فى هذه الحالة أخطر مما يتصور البعض - لافتاً الانتباه بأنه لا يزال ممسكاً بعجلة قيادة الإخوان، حتى لا تنجرف بقوة «التيار» إلى ما لا يحمد عقباهم.. برغم المصادرات والاعتقالات ولكن الجماعة متماسكة وصابرة ولن نندفع إلى ما يخططون له.
واختتم المرشد بقوله: إن الذين يدفعون باسم «العريان» بهدف إظهار «الإخوان» جماعة منقسمة على نفسها «واهمون» لأن «عصام» داخل أو خارج التشكيلات يقدم عمله بإخلاص لصالح الإخوان.. فمن يراهن على التشتت فهو خاسر ومن لا يصدق ما أقول: عليه الرجوع للتاريخ الذى أثبت توحيد صف الإخوان، بسبب انتشارهم وقوتهم.
كشف عضو بارز بجماعة الإخوان - رفض الكشف عن اسمه - بعض أوراق العمل التنظيمى للجماعة، وأزاح بعض الغموض حول تهميش دور «العريان» خلال المرحة المقبلة، والذى وصفه بأنه عملية إبعاده «بالتأميم» عن طريق الانتخابات التى جرت أخيراً داخل الآلة التنظيمية للجماعة.
وقال المصدر: إن من أسباب هذا الإبعاد هو الشهرة التى حققها «العريان» إعلامياً وأغرت صدور العديد من الحرس القديم، بل بعض أبناء جيله.
الدكتور عصام العريان، القيادى البارز بجماعة الإخوان وأحد قيادات جيل الوسط قال: أن الأمور داخل «الجماعة» تسير بشكل طبيعى ومنظم ولا توجد «مشاكل» على خلفية الأحداث الأخيرة والتى جرت وقائعها الأسبوع قبل الماضى، وانتهت باستبعاده من عضوية مكتب الإرشاد.
فما «جري» يسأل عنه «المرشد» أو نائبه الأول ونفس الأمر ينطبق على الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، فهؤلاء أو غيرهم من أعضاء مكتب الإرشاد.. يحق لهم «الجواب» عما تطرحه الوسائل الإعلامية.
«العريان» كان يحاول من خلال «ضحكاته» العالية عبر هاتفه، إجهاض التفسيرات الإعلامية الأخيرة.. بوجود «صراعات» داخل الإخوان.
«العربي» طلبت من قيادى الجماعة تفسير ما حدث له مؤخراً.. غير أن العريان، أصر على أن هناك قيادات «أكبر» لديها الحق فى الإجابة.
نافياً فكرة لجوئه إلى تقديم تظلم إلى الجهة التى أشرفت على الانتخابات بقرار من المرشد وبعيداً عن تطبيق اللوائح التى تنظم إجراء مثل هذه العمليات داخل الجماعة، والتى كانت أهم نتائجها إبعاده عن وصوله لعضوية الإرشاد تمهيداً لمرحلة قادمة بتصعيده لمنصب المرشد، باعتباره أحد قيادات جيل الوسط.
مؤكداً فى الوقت نفسه أن الملفات الرئيسية بالجماعة، لاتزال فى حوزته وأبرزها مسئوليته عن الإعلام بالفضائيات والصحف المصرية والأجنبية، وأن هذه الملفات جميعها حتى هذه اللحظات هو المسئول عنها.. وربما إذا جاءت تعليمات جديدة لن يغير من الأمر شيئاً بالنسبة له، لأنه يعتز بعضويته والانضمام إلى جماعة الإخوان، وأنه لن يتأخر عن القيام بدوره سواء كان من خلال الانتساب للجماعة، أو قيامه بالدور نفسه من خلال «قرار»، فمثل هذه الأمور لا تشغله كثيراً ـ بحسب تعبيره ـ.
«عَّلق» الدكتور جمال حشمت قيادى الإخوان.. بأن ما يحدث داخل الإخوان من الأمور العادية.. لأن الانتساب إلى عضوية مكتب الإرشاد.. يختلف عن الانضمام إلى لجنة السياسات بالحزب الحاكم.. فالانضمام إلى الأخيرة، هدفه المكاسب والمغانم.. لأن الفساد والصراعات يتحكمان فيما يحدث بالنظام.
الأمر يختلف فى عضوية مكتب الإرشاد.. لأننا نملك رؤية تؤيد حمل الأفكار وتطورها من جيل إلى جيل.. وأيضاً الانضمام إلى مكتب الإرشاد يؤدى إلى «المهالك» فالاعتقالات ومصادرة الأموال والانتهاكات مستمرة لكل من يحاول دخول مكتب الإرشاد.
«حشمت» أكد أن هناك بالفعل متغيرات تحدث داخل الإخوان، ولكنها لم تصل إلى الشكل الذى يصوره الإعلام ويضخمه.. فهناك بالفعل عملية تجديد وإحلال لدماء الجماعة.. ولكنها تلتزم بالضوابط، فى الوقت الذى يقوم فيه الإعلام «بتضخيم» المسألة ووضعها فى حجم لا يتناسب مع حجمها الطبيعى.
واعتبر أن تقديم محمد هلال ولاشين أبوشنب لاستقالتيهما جاءت لأسباب صحية وقد طلبا، إعفاءهما من مهام عضويتهما وإفساح الطريق للآخرين من أجل الارتقاء بالإخوان.
وفجر الدكتور جمال حشمت مفاجآته بتأكيده أنه تقرر الإبقاء على عضوية كل من المهندس خيرت الشاطر والدكتور محمد على بشر، داخل مكتب الإرشاد، ليرتفع الأعضاء إلى «91» عضواً خلافاً لما يدور بالأوساط الإعلامية.. مضيفاً أن الجماعة خلال الشهور الماضية ومنذ إجراء أول انتخابات لعضوية مجلس الشورى بجماعة الإخوان.. نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً فى هذا «الطريق» فقد تم انضمام وانتخاب أعضاء من الأساتذة وأصحاب الرؤية.. وهذا لا يمنع أن يمتد التواصل بينهم وبين الأجيال الصاعدة، لأن الهدف الذى يجمع الإخوان هو العمل العام الصالح وليس تحقيق المصالح، كما هو الحال مع النظام ولجنة سياساته والذين يمتلكون «الشهرة» وهو ما يفسد العمل.
واعتبر حشمت خروج «العريان» بالأمر الأفضل، لأنه يتيح له «الحرية» بعيداً عن التقيد باللوائح.. خاصة أن خدمة «الجماعة» لا تتطلب ضرورة إسناد المناصب الرسمية.. ولكن الجماعة تقوم على فكرة تقديم العون للآخر.. والنصح والإرشاد وتدعيم الرأى الذى يصب فى خدمة الشريحة الأكبر للمجتمع، وهى كلها أمور لا تحتاج إلى «الصراعات» من أجل القيام بها.
ومن جانبه اعترف الدكتور سعد الكتاتنى زعيم الكتلة البرلمانية للإخوان.. بإجراء انتخابات وقيامه بالتصويت لصالح خمس قيادات رفض الكشف عنها خلال العملية الانتخابية الأخيرة.. باعتباره عضواً منتخباً بمجلس شورى الجماعة، والتى فاز بعضويتها فى انتخاباتها الأخيرة لعام 5002، والذى على أساس نتائجها جرت انتخابات مكتب الإرشاد.
«الكتاتنى نفى إبلاغه من قبل المرشد بتصعيده لعضوية المكتب، مستشهداً بعدم استدعائه «الأربعاء» الماضى عندما عقد مكتب الإرشاد اجتماعه ـ بعد تشكيله ـ وهو ما يعنى أن مسألة تصعيده ليست رسمية حتى الآن وأن المشهد داخل مكتب الإرشاد لم يصل إلى درجة التصور النهائى.. لأن الأمور «حالياً» أصبحت شديدة الحساسية ـ بحسب تعبيره ـ.
وكشف زعيم الإخوان بمجلس الشعب، أن «الأوزان» داخل الشورى والإرشاد متساوية وجميعهم منتخبون.. وأن هذا «التوازن» لم يجر عليه تغيير.
نافياً تقليص أعضاء مجلس شورى الإخوان بالقاهرة إلى خمسة أعضاء، بدلاً من خمسة وعشرين عضواً.. كما كان فى الماضى.. وجدد رفضه لما تردد عن وجود خطة هدفها إبعاد القيادات الناشطة سواء بمكتب الإرشاد ومجلس الشورى والذين ينتمون لجيل الوسط ـ الحداثة ـ كما هو الحال مع العريان وأبوالفتوح.
ورفض الإفصاح عما دار داخل الانتخابات الأخيرة.. مكتفياً بقوله إنه يؤجل التعليق عليها لحين الوصول إلى تفاصيل دقيقة، والتى لاتزال بعيدة عنه.
واعترف بأن الذى شكل لجنة الانتخابات الأخيرة المرشد أو نائبه الأول الدكتور محمد حبيب وأن قرار صدور اللجنة لم تنص عليه اللائحة الداخلية، ولكن يحق للمرشد أو نائبه فى الوقت نفسه إصدار تشكيلها (!!)
وأكد أن انضمام زعيم الكتلة الإخوانية السابق الدكتور محمد مرسى وتصعيده لعضوية مكتب الإشاد كانت بصفته البرلمانية باعتباره عضواً بمجلس الشعب دورة 0002 وكانت هى المرة الأولى فى تاريخ الجماعة، وربما تكون الأخيرة أيضاً، لأنه ـ أى الكتاتنى ـ لم يصعد لمكتب الإرشاد من خلال فوزه بزعامة الإخوان داخل مجلس الشعب.. فاللوائح تفرض قيوداً على انضمام أعضاء لمكتب الإرشاد، أهمها إجراء انتخابات.
وأضاف «الكتاتني» عضو مكتب الإرشاد الجديد.. أنه بالفعل انتخب خمسة أعضاء جدد، بدلاً من عدد مماثل لأسباب مختلفة بعضها لظروف صحية وأخرى لأسباب متعلقة بمحاكمات عسكرية مثل المهندس خيرت الشاطر والدكتور محمود على بشر، وهو ما ينفى ما كشفه الدكتور جمال حشمت فى السطور السابقة.
واعتبر انضمام سعد الحسينى نائب المحلة لمكتب الإرشاد دليلاً على أن الأمور داخل الجماعة تسير لاختيار الأفضل لكل مرحلة تحياها جماعة الإخوان.
ورفض الحديث عن الرقم الفردى سواء كان للشورى أو الإرشاد، فالأخير «31» عضواً ومجلس الشورى «911» عضواً معتبراً أن الرقم الفردى منصوص عليه باللائحة وتعديله يحتاج تغيير اللائحة نفسها.. وأى نتائج مترتبة على عدم «التوافق» مع اللجنة ويخالفها يعتبر باطلاً (؟!)

اجمالي القراءات 7618
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more