دراسة هامة: تهافت ملف التوريث ..

صبري الباجا   في الثلاثاء ١٠ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


موجة جديدة من الأخبار عن توريث ( نجل) الرئيس مبارك تكاد تنفرد بها الصحف المستقلة والمعارضة ، وهو الأمر الذي يساهم بشكل وافر في ترديد اسمه في الشارع المصري وما يحدثه ذلك التكرار من الاعتياد وبالتالي إلغاء الدهشة أو الصدمة ، كما أن ذلك حقق له شهرة ما كانت تحققها أية حملات إعلانية ، حتى وان أنفق فيها ثروته وثروة أبيه والغريب في الأمر أن المهتمين بمتابع مبارك (النجل) يغيب عنهم ذكر أمرين هامين :ـ



الأول وعود وتصريحات مبارك (الأب) النافية نفيا قاطعا لعملية التوريث وقد كرر ذلك
مرارا أمام وسائل الإعلام المحلية والأجنبية

الثاني : مبارك ( النجل ) ذاته وفي أكثر من من حديث صحفي أو علي شاشات التلفاز المحلي والأجنبي أكد وكرر أنه ليست لديه النية أو الرغبة حاليا أو مستقبلا في تولي منصب الرئيس ، حتي عندما كررت احدي المذيعات السؤال : ولا في عام 2011 ، اكد ولا في عام 2011
والسؤال إذا ما كان السادة كتاب الصحف ومن المهتمين بمتابعة (النجل) لماذا يهملون أهم ما في الموضوع تصريحات الأب ، والنجل ) ؟ ) أليس من الأجدي والأنفع هو تذكير الناس بوعود كل من (ألأب و النجل) وتكرارها ونشرها علي أوسع نطاق محلي وعالمي بدلا من تكرار قصة التوريث ؟؟؟
وثمة سؤال آخر يجب طرحه

هل مبارك ( الأب) يمكن أن يترك المنصب الذي اعتاد علية لقرابة 28 عام طواعية ؟ وما الذي يدفعة لذلك ؟ هل لينال شرف لقب الرئيس السابق؟ أو والد الرئيس الحالي ؟ وحتي اذا وافق هو ووثق في نجله .. هل من حوله يوافقونه علي ذلك ؟ وهل يمكن لهم أن يثقوا في مبارك (النجل) وهل يأمنوا علي مصالحهم وثرواتهم ومراكز نفوذهم ادا ما ورث )النجل( سلطة
أبيه ؟؟؟
هل من الممكن أن يحـكم مبارك (النجل) مصــر ..!!؟
اذا ما تجاوزنا عن المقصد السياسي لتلك النكتة التي أطلقا الشعب المصري عشية تردد فكرة توريث مبارك (لنجل) حكم مصر ، ومفادها : ا ن فضيلة المفتي افتي بعدم جواز قيام الابن بعد ابيه بحكم مصر وذلك لأسباب متعلقة بفقه ( النكاح) أو ذلك الشعار الذي رفعته وقامت بتوزيعه علي نطاق واسع حركة " كفايـة" عشية زواج مبارك (النجل ) من خديجة الجمال ونصــه
“ خـديـجـة آه …. مصــر لأ “
ورغم دلالة تلك التعبيرات ومغزاها الرافض لفكرة التوريث ، الا أننا سنحاول أن نتبع نهجا موضوعيا في تحليل فكرة التوريث ، يعتمد علي نتائج مصفوفة تقيم كل من نقاط القوة والضعف ، وكذلك الفرص والتهديدات
:1ـ نقاط القــــوة
• هو ابن الرئيس المستمر في الحكم منذ 28 عام ، وهو ما منحه قوة ونفوذ مستمد من سلطة
ابيه وليس بسبب شخصه لطبيعة النظام الشمولي وسلطة الرئيس المطلقة وانصياع كافة الأجهزة والمؤسسات لرأي السيد الرئيس ، وما تكتسبه أسرته بالتبعية من نفوذ ، حظي النجل مؤخرا بهذا النفوذ بصفته نجل الرئيس ، وان كانت والدته ( حرم الرئيس ) قد حصلت علي نفوذ يفوق ما حصل عليه (النجل) وفي وقت مبكر، ومن هنا تكون طاعة السلطات له بصفته صوت أبيه

• توليه رئاسة لجنة السياسات بالحزب الوطني بقرار من والده رئيس الحزب ، وضم عناصر موالية أو طامعة أو مستفيدة من رؤساء بعض المؤسسات ، أو من اساتذة الجامعات ، ورؤساء قد يمكن له من وجود بعض الصحف القومية ، وتصعيد من يضمن ولائه الي مناصب وزارية شلة مستفيدين يؤيدون عملية توريثه

• رئاسته لجمعية المستقبل والمدعمة من الدولة ومن أموال المعونات الخارجية ، والتي يذكي منسوبيها لتولي الوظائف المتاحة أو الحصول علي المنح والمشروعات ،مما ادي الي تسارع بعض الشباب الباحث عن وظيفة او سكن الي الانضمام اليها ، وقد يعبر منسوبي هذه الجمعية من أنصاره ومؤيديه.

• نفوذ والدته علي المجلس القومي للمرأة ، والكثير من جمعيات المجتمع المدني ، وعلاقتها القوية ببغض الوزارات ، تعتبر من نقاط القوة الي تصب في رصيده.

• محاولته وأصدقاؤه في الترشيح للمجالس المحلية الأخيرة لأشخاص يضمن ولائهم عن الحاجة اليهم قد نجحت في سيطرة الحزب الوطني علي أغلبية مقاعد المجالس المحلية ، ولا ينكر دورها في حصول المرشح للرئاسة علي نسبة من هذه الأصوات

2ـ نقــاط الضــعف
جميع نقاط القوة السابق الاشارة اليها مرهونة يوجود والده

• نظام حكم والده بات مكروها من كافة الفئات الشعبية ، ولم يتبق له رصيد محبة أو احترام يساند ( النجل ) أو يزكي توليه منصب الرئاسة.
• رئاسته للجنة السياسات المتبنية لبرامج اقتصادية بعينها ، زادت من صعوبة المعيشة لغالبية فئات الشعب ، وانحيازها الواضح لرجال الأعمال والأغنياء ، تجعله مرفوضا بشكل شبه تام من جموع المواطنين

: عن شخصيته
• لا تتوافر فيه صفات الزعامة أو القيادة ، ويغلب عليه الطبع الحاد كموظف روتيني سابق ، حيث لم يعرف له أي ممارسات أو اهتمامات سياسية قبل هبوطه علي لجنة السياسات بقرار من والده ،كما لم يقترب في حياته من أفراد الشعب بحكم نشأته في القصر الرئاسي ، وتعليمه بالمدارس الأجنبية والجامعة الأمريكية والتحاقه بالعمل كموظف بأحد البنوك الانجليزية في بريطانيا.
• غير قادر علي الظهور الجماعيري بدون الحراسة المكثفة ، ويستحيل عليه المشاركة في غير اللقاءات المجهزة مسلقا حيث لم يسبق له التمرس علي العمل السياسي والحزبي ولم يتمكن حتي من الاحتكاك المباشر مع قواعد الحزب الذي يشغل أمانة لجنة السياسات فيه
• احتكاكه بالعالم الخارجي العربي أو الأجنبي محدود للغاية ، فلم يسمع عــن .
• مشاركات سياسية ، أو أراء في المشكلات الدولية أو الاقليمية ، باستثناء مشاركته في مؤتمر ديفوس ، ومن المدهش أن اصطحب في الوفد المرافق له في احدي المرات السابقة كل من الراقصة دينا والمغنية روبي للمشاركة في تمثيل مصر !!!!!!!؟؟؟
3ــ الـــفرص

• وجود والده في السلطة وموافقته علي الاعتزال هي الفرصة الوحيدة لعبوره الي الحكم الذي لن يكون استمراره فيه بالأمر الهين

• حالة اليأس العام التي تسود بين الكتلة الصامته من جماهير مصر، وانصرافها وعزوفها عن المشاركة السياسية، يمكن أن تكون أهم الفرص المتاحة لتوير انتخابات تنتهي بحصولة علي أغلبية كبيرة تمكنة من الوصول الي الحكم

• أصحاب المصالح من بقايا نظام والده أو من اصدقائه من رجال الأعمال الجدد أو الطامعين في تحقيق مكاسب من وراء تأييده ، سيحاولون الوقوف معه ومساندته ، ولن يتورعوا عن رفع شعارات التغيير والاصلاح ووصفه بصاحب الفكر الجديد للشوشرة علي ألأصوات المعارضة، واستمالة بعض الجماهير التي يسهل خداعها

• لعبة التوازنات التي قد تمارسها بعض الجماعات أو الأحزاب المغمورة مقايضة مساندتها وتأييدها بتخفيف القبضه الأمنية من عليها ، أو مقابل بعض المزيا والمناصب

• التأييد الاسرائيلي خاصة اذا ما قلصت الولايات المتحدة من اهتمامها بالمنطقة ، وهو أمر وارد في حالة فور الديمقراطيون في الانتخابات الأمريكية القادمة ، وترك اعادة تخطيط المنطقة لاسـرائيل

4ــ التـــــــــهـديـدات
• من أهم خصائص الشأن السياسي المتصل بالجماهير المصرية أن مظاهر ما يجري علي السطح ليس بالطرورة هو تعبير عن الحقيقة ، وكثيرا ما فاجئت حركة الجماهير توقعات المحللين ، وبالتالي فليس ما نراه علي السطح ، هو ما سيكون ردود الفعل التي يمكن أن تنجم حال قيام مبارك (الأب) بنقل السلطة الي مبارك (النجل) ؟

• الجماهير التي احتملت في غالبية الأوقات سياسات نظام الأب ، والتي أضاع فيها المكتسبات الشعبية في التعليم والصحة وفرص العمل والهامش الديموقراطي ، وبيع ثروته القومية الممثلة في قطاع الأعمال ، وتزايد حجم الدين الداخلي والخارجي ألمر الذي سيرهق الأجيال القادمة ، اضافة الي حالة الفساد الذي شمل كافة مناحي الحياة في مصر لن تحتمل استكمال المسيرة بواسطة ( النجل ) أو غيره ممن ينتمون الي نفس النظام وفكره الخرب ، والذي أوصل البلاد الي هذه الحالة من البؤس والفقر والتبعسة

• قـد يكون مبارك (الأب) قد نجح في اقصاء منافسيه ، وواصل حكمة تحت ادعاء انه يكتسب شرعيته بصفته امتداد لشرعية ثورة يوليو 1952 ، وهو أمر جـد مختلف بالنسبة لمبارك (النجل) !!؟ وأي مقارن ستكون محسومة لصالح منافس جمال مبارك !!!؟

• سيكون لرفض جماعة الأخوان المسلمين لعملية التوريث أثرة القوي والمباشر لافشال عملية التوريث ، وحسم القضية بصرف النظر عن مدي رغبة مبارك ألأب أو الابن ، او القوي المؤيدة والمساندة لعملية التوريث

اجمالي القراءات 7221
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق