٤ يحكمون من وراء الستار.. أزالت الفضائيات ملك أحدهم.. عُقبال الباقيين

ماجد الشقري   في الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


كثيرًا ما أتبادل الحوار مع أشخاص يرفضون الديمقراطية ويدافعون عن الاستبداد السياسي، وحجتهم في ذلك أن شعوب العالم الثالث بصفة عامة، ومن بينها الشعب المصري، لا يستقيم فيها الحكم إلا إذا كانت سلطات الدولة كلها في يد شخص واحد. ويري هؤلاء أن الديمقراطية تفتح الباب علي مصراعيه أمام التدخلات الخارجية والمصالح الشخصية، التي قد تؤدي إلي فوضي شاملة تهدد وحدة وأمن واستقرار تلك البلاد.



أما الديمقراطية من وجهة نظري، فهي توازن بين القوي الفاعلة في المجتمع يزيد من استقراره وقدرته علي التماسك أمام الضغوط الخارجية.. فلا تستطيع أكبر قوة في العالم أن تضغط علي شعب بأكمله، ولكنها تستطيع أن تضغط علي شخص واحد مهما كانت قدرته علي الصمود أمام تلك المحاولات. كذلك فإن الأهواء الشخصية والنوازع الذاتية قد تؤثر علي قرار شخص بعينه، لكنها حتمًا لا يمكن أن يمتد تأثيرها علي قرار يمثل إرادة المجتمع كله.

ولكي لا يكون كلامي نظريا فسأضرب لكم مثلاً من الواقع الذي نعيشه.. هل يتصور أحد أن مصر تحكمها (من وراء الستار) حكومة خفية تتكون من أربعة أشخاص.. أحدهم كان مسيطرًا علي جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وكان
منصبه الذي شغله لسنوات طويلة يسمح له بأن يتحكم في كل ما يصل إلي عقول المصريين، حتي أنعم الله علينا بالقنوات الفضائية فزال ملكه وفقد سلطانه.

الثاني كان يقوم بدور المايسترو خلال جلسات مجلسي الشعب والشوري.. كما يسميه نواب الحزب الوطني


ويوزع عليهم الأدوار ويحافظ علي إيقاع الجلسات لتخرج بالشكل، الذي ترضي عنه السلطة. الثالث شخص يستمد النفوذ والقوة من منصبه، الذي يجعله دائمًا قريباً من الرئيس فلا يصدر الرئيس قرارًا إلا ويمر من خلاله إلي الوزراء والمسؤولين، ولا تعرض علي الرئيس معلومة إلا بعد أن تمر عليه، أما الرابع فرجل أعمال شاب يمسك بيديه مفاتيح الثروة والسلطة.

هذه المجموعة هي التي تسمي الوزراء ورئيسهم وهي التي تشكل الحرس القديم والجديد وما الصراع السياسي الذي يعيشه البلد حاليا إلا صدي لمحاولة بعض أطراف داخل هذه المجموعة ترجيح كفتهم علي حساب الآخرين. أود أن أسأل في النهاية أليس التنافس بين الأحزاب السياسية أفضل من التنافس الشخصي؟ أليست الانتخابات الحرة أفضل من غيرها من الوسائل، التي يلجأ إليها هؤلاء لتصفية حساباتهم؟! أليست الديمقراطية أفضل من الاستبداد؟!
 

اجمالي القراءات 6963
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق

اخبار متعلقة