الخطايا الامريكية الثلاث فى العراق

ابراهيم الجندى   في السبت ٠٦ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


اعتقد ان الادارة الامريكية ارتكبت ثلاث خطايا اساسية فى العراق
اولها : البقاء فى العراق بعد سقوط صدام حسين ، وثانيها : حل الجيش العراقى بعد قرار البقاء بهذا العدد الكبير من القوات المسلحة ، وثالثها : قرار الكونجرس الاخير بتقسيم العراق الى ثلاث مناطق شيعية وسنية وكردية.


فقرار البقاء فى العراق كان هدفه الاساسى الكشف عن الانياب الامريكية لكل من ايران التى بدأت تعلن بكل جرأة عن دخولها النادى النووى ،والصين التى تغزو العالم بما فيه امريكا بمنتجاتها وتطمع فى المزيد من النفوذ فى بعض مناطق الشرق الاوسط ومنها العراق بطبيعة الحال . وردع سوريا التى تساهم فى خلق المزيد من القلاقل لاسرئيل بدعمها بعض الفصائل داخل الاراضى المحتلة فى فلسطين ، بالاضافة طبعا الى تأمين ما يقارب من نصف احتياطى النفط فى العراق .
الا ان الرياح تاتى بما لا تشتهى السفن فى الغالب ، فقد تجمع فى العراق كل خصوم الولايات المتحدة وعلى رأسهم تنظيم القاعدة لسوء الحظ وقرروا تصفية الحساب على ارض الرافدين .
أما الخطيئة الثانية فكانت قرار حل الجيش العراقى ، والشىء الذى لم تدركه الادارة الامريكية ان هذا الجيش مدرب على اعلى مستوى وبه عناصر جيدة تقاتل باحتراف ولديها خبرة ثمان سنوات مع ايران !!
السبب الذى دفع الادارة الى حل جيش بهذه الضخامة والقوة والاحتراف هو فقط اعتقاد أن ولاؤه لصدام حسين والبعث .... وهو امر غير صحيح !!
ولو افترضنا صحته فان مؤسسة كالجيش تخضع بطبيعة الحال وبشكل فنى بحت لأوامر قيادتها ، وبالتالى كان يمكن الاكتفاء بتغيير القيادة وترك تشكيلات الجيش كما هى دون مساس مع تدعيم اجهزة المخابرات بعناصر موالية للنظام الجديد .
المشكلة الكبرى ان اسلحة الجيش بعد قرار الحل اصبحت بدون تحكم او سيطرة وتم توزيعها على جماعات من كل الطوائف لمحاربة المحتل !!
الكارثة ان هذه الجماعات وجهت الاسلحة الى صدور بعضها البعض لاسباب طائفية بحتة لا علاقة لها بالاحتلال .
ومن فشل الى فشل وخسارة الى اخرى وافق الكونجرس على تقسيم العراق الى ثلاث دويلات طائفية ... شيعية وسنية وكردية !!
ان قرارا خطيرا بهذا الشكل لا يحق لاحد اتخاذه الا من اصحاب الشأن وهم العراقيين وحدهم ، بالاضافة لذلك فان قرار التقسيم يؤكد الشك العربى فى نية الادارة تفتيت المنطقة لصالح اسرائيل ، او ما يسمى بنظرية المؤامرة المتجذرة فى العقل العربى منذ وقت طويل .
اعتقد ان مراكز الابحاث الامريكية – تضم خبراء عرب - التى تقدم المعلومات للادارة لتتخذ على اساسها القرار ..هى السبب فى الفشل الذى لحق بادارة بوش فى العراق ، فهل سترتكب الادارة نفس الحماقة فى ازمتها الحالية مع ايران ؟
بمعنى ... هل ستأخذ برأى الخبراء العرب مرة ثانية فى الحرب القادمة مع طهران؟



 

اجمالي القراءات 7757
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق