صح النوم يا مفتي :
هزيمة الارهاب

محمد البدري   في الجمعة ٠٥ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً



في مفاجأة غير متوقعة انتقد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة السعودية بحزم غير معهود الإرهابيين السعوديين ممن غادروا المملكة تحت مسمي الجهاد. قال الرجل عملهم يسيء للإسلام وأنهم ينفذون عمليات قذرة بسبب التغرير بهم.


http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=3&article=439518&issue=10535

ونسال بدورنا أين كنتم عندما ذهب المجاهدين ليحاربوا تحت إمرة الصليبيين والكفرة وأهل الصليب ونيابة عنهم في أفغانستان؟ كانت الحرب ضد السوفييت وكان التبرير لا ينطلي إلا علي البلهاء بان الأمريكان أهل كتاب أما السوفييت فهم كفرة؟ وقال آخر ان الروم غلبت الفرس الوثنية قديما والان مثلما غلبت فارس غلبت السوفييت وهم من بعد غليهم سيغلبون. اليست هذه اقوالكم واقوال الذين قيل فيهم " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء " فهل حديثكم ما زال قائما ام انها خشية من الارهاب المضاد؟
واين كنتم عندما بدا المجاهدون في قتل الناس ونشر الفساد في اندونيسيا والفلبين وعلي الارض الافغانية ومصر وباكستان والجزائر والمغرب؟ واين كنتم عندما خرج 19 مجاهدا ليضربوا برجي التجارة في نيويورك؟ واين كنت عندما ارتكبوا مذابح العراق واخيرا في نهر البارد الذي يعج بالسعوديين علي طريقة غزوة خيبر وبني قريظة او كما دمروا وخربوا مصر او الاندلس قديما؟ ولماذا لا نسمع صوتك لما فعلته العائلة الهاشمية في الاتراك المسلمين تحت إمرة لورنس العرب الصليبي؟ الم يكونوا مجاهدين ضد الاتراك المسلمين حسب تصنيفكم وتصنيف من قبلكم لها؟ واين كنت عندما خرج ال سعود لتدمير المراقد المقدسة بالعراق وهو يؤسس المملكة السعودية الوهابية في ثلاثينات القرن الماضي؟

وما مصير اموال الزكاه والابتزاز الديني لاموال المسلمين التي صرفت علي الارهابيين ومعها اموال الحج والصدقات.

توقفت طويلا عند كلمات مثل قذرة وتغرير، وكيف اصبح الجهاد الذي روجوه لاكثر من ثلاثين عاما قذارة بل ويصدر من مشايخ الجهاد وقتل النفس التي حرمت كل الشرائع العلمانية والكافرة بما فيها شريعة الله قتلها الا بالحق. والاكثر غرابة ان يقول بيان المفتي الاتي: " لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية إلي الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله، وهؤلاء الشباب لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه، لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل. لوحظ ...!! ياله من لفظ مشبوه. الم نقل انها ثقافة عربية مؤسسة علي خيانة العقل والمنطق.


فتاوي عمليات التجنيد والتعبئة لمجاهدين اكثرهم من الجهلة والعوام والبسطاء من الناس كانت تجري بفتاوي يصدرها هؤلاء المشايخ. وكان نصيب من يدعوا للتفكر فيما يجري هو التكفير وتعطيل اهم فريضة اسلامية واعظمها وهي الجهاد التي اصبحت قذرة بعد ثلاثين عاما من ممارستها. كان بسطاء الناس وقليلي التعليم يرجعون لهؤلاء المشايخ من اجل فتوي دينية لمشاكل لا حل لها الا بالعلمانية وليس لا بالاسلام او أي دين آخر. فصدقوهم باعتبارهم علماء. فما رأيهم الان في هؤلاء العلماء ؟ لفظ لوحظ هو نوع من الغفلة التي تنبهوا منها الي ما يجري كما لو أن ما كان يجري لم يكن بعلمهم وبتاييد وتنظير وعمل مؤسساتي تحت سيطرتهم ومولوه هم بالاموال والانفس والايات القرآنية المؤيدة والوعود بالجنة. فهل كان القرآن ايضا في غفلة؟

ثم يستمر الرجل فيقول" فكان هذا سببا لاستدراجهم والإيقاع بهم من أطراف مشبوهة، فكانوا أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، يحققون بهم أهدافهم المشينة، وينفذون بهم مآربهم، في عمليات قذرة هي أبعد ما تكون عن الدين، حتي بات شبابنا سلعة تباع وتشتري لأطراف شرقية وغربية، لأهداف وغايات لا يعلم مدي ضررها علي الإسلام وأهله إلا الله عز وجل"


وهي المرة الأولي التي نعلم فيها أن الله هو الوحيد الذي يعلم بينما المفخخين من الإرهابيين لم يكونوا يعلمون والذين أرسلوهم لم يكونوا يعلمون والنظم الراعية لهم لا يعلمون. كان كل هؤلاء في الحقيقة يعلمون عليم اليقين، فهم المدبرين لها والممولين والمنظرين، وما فكرة العلم الإلهي إلا كستار لإخفاء الأعمال الإجرامية التي يدبروها بخفاء وينسجون أسبابها ولا معطل لها في الكون من شئ لان لكل شيئا سببا مدبرا بمؤامرة كان ام تلقائي وعفوي. فما حدث لم يكن عفويا. كانت فرق المتطوعين تمر علي بيوت الآمنين من المواطنين لجمع الاموال من الناس بحجة الجهاد الافغاني، ولم يكن الناس علي علم ان اموالهم سترتد اليهم في ارهاب آخر ان اجلا او عاجلا بتفجيرات واغتيالات.

وتستمر كوميديا الشيخ بالقول " انه ترتب علي عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمي بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة منها عصيان ولي أمرهم، والافتئات عليه، وهذا كبيرة من كبائر الذنوب . ومن المفاسد الاخري وقوع هؤلاء السعوديين فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض، واستغلال حماستهم حتي جعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة".


فماذا يريد هذا الشيخ قوله؟ ام انه يخاطب أناس من المفغلين يتحدثون بلغة لا تعبر عن شئ اللهم الا طمس عقول المتكلمين بها. ام انه وقع في شر الاعمال التي جرت علي رقاب اهل المنطقة مجانا. وكأن ولاه الامر والولاية أثناء خروج الارهابيين كانوا نياما وتسلل هؤلاء القتلة المجاهدين في غفلة منهم لعمل افعال جهادية لحسابهم الخاص" فالشيخ لم يكن حاذقا في تبريره ولا حصيفا في حججه لانه يعتبر الامة جماعة من القطيع عليها الطاعة اثناء ارسال الناس للاعمال القذرة حتي ولو كان الولاه في غفلة!! وعليهم التنصل مما فعلوه عندما تصدر عكس الاوامر السلطانية. فلماذا لم تصدر الاوامر بالتجريم والقذارة علي مدي الثلاثين عاما الماضية؟؟ ولم يتطرق الشيخ الجليل الي هذا الاهمال الجسيم الذي ارتكبه اولي الامر في إهمال مهام الولاية العظمي التي منعوها عن المسيحيين واليهود والكفار والبوذيين والبهائيين او من لا دين لهم. فهؤلاء بلا جدال لم يكونوا من المفرطين في شباب الامة بقتل الناس في الخارج والعدوان علي اكبر دولة في العالم. هذه الفئات الاخري من المواطنين استبيحت اموالهم اسلاميا في اعمال هي فعلا قذرة حسب قول الشيخ، دون استشارتهم عملا بمبدا الشوري الذي رفعوه درجات فوق الديموقراطية فلم تتحقق الديموقراطية واستبيحت الاموال واعراض الناس عبر شوري اهل الحل والعقد الذين ما فتؤا نائمين ثم نادمين علي جريمة تجنيد المرتزقه. ما يريد الشيخ قوله ان اولي الامر المطلوب طاعتهم اما في غفلة نائمين واما نادمين. فهل ننتظر تصحيحا من مفتي المملكة لاعاده الامور الي نصابها وتوليه الاكثر حرصا علي مصالح العباد بعد ان اثبت المسلمون ان جدارة اولي الامر موضع شك وان امن العالم في خطر بسبب تلك الايديولوجية الجهادية ووجود دول وممالك اسلامية هم علي راس السطة فيها لكنهم اما في غفلة واما انهم لم ينجحوا في تنفيذ مخططاطهم واصبح العالم اليوم يترصد تلك الافعال وعلي استعداد للجهاد هو ايضا بطريقته دفاعا عن نفسه. فلا يفل الجهاد الا الجهاد. ام ان الجهاد المضاد وانتصار الحلفاء مجددا كان وراء فتاوي تضرب وتخون النصوص المتولده عنها تلك القتاوي.


ان مشكلة هذا الصنف من الناس انهم يلتحفون بالمقدس ليقولوا ما يبغون من ورائه شرا للناس ومصلحة لهم. وعندما تحبط اعمالهم فانهم يلجاون ايضا الي المقدس للافلات من العقاب وحكم القانون. بهذا فانهم اول من يضر بالدين الذين ينتمون اليه بجعل النصوص تخون بعضها بعضا. يخرجون نصا لكل حالة ويستخدمون نفس النص للافلات من عقوبة الاستخدام السئ. فالمجتمع العلماني الذي طالما نادينا به لا يقوم ولا يقر هذه الافعال والتنظيرات ولا يكيل بمكيالين. فالعلمانية لا كتاب لها سوي العقل ولا شريعة لها سوي القانون المؤسس علي المنطق. لهذا فهي تحترم مواطنيها في السلم والحرب. ولا ترسلهم كجماعات ارهابية للخارج ثم تتنكر لهم وتتركهم يواجهون مصيرا مظلما تحت عباءة من الخداع الديني بانهم مجاهدون في أول الامر ومخدوعون واصحاب اعمال قذرة في نهايته. فهل عندما كانوا مجاهدين منذ نهاية السبعينات كانت لهم جنات عدن والتي اغلقت بقرار من آل الشيخ واصبحت النار مثوي وبئس المصير؟


لكن الاكثر مدعاة للسخرية هو تحذيرهم من التحول كما في قوله الي "أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، مشيراً إلى أنه يتم استغلال هؤلاء الشبان لتنفيذ "أهداف مشينة" والقيام بـ"عمليات قذرة"، هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل". وهو ما يستدعي فكرة المرتزقه واعاده فهمها فيما جري عندنا

اكثر من ربع قرن ظلت افكار الجهاد تشنف آذان الشباب، وتغري العاطلين وتجند الفاشلين وتؤجج غريزة العدوان حتي تبعدها النظم عنها الي اهداف اخري علقت عليها صفات كاذبة اطلقها مشايخ ومثقفون حاضرون كل الموائد. كانت الهدف اناس ومجتمعات اشد فقرا واكثر بؤسا واحوج للتنمية والتعليم باكثر من حاجتهم للعبادة وقراءة الايات البينات.


هكذا ندرك ان الجهاد له زبائن ومروجين من داخل ومن خارج العالم الاسلامي من غير المسلمين ايضا. فهو تكئة لارباح السلاح وتدمير المجتمعات، وكأن دور الفقهاء والمشايخ والعلماء الذين يخشون الله هو تمرير ورعاية التخريب والعبث بثروة من البشر لا يعترفون هم بها كثروة انما عبيدا غاية ما يتمنوه لهم هو الموت في سبيل الله؟ فهل اصبحت الة الحرب الامبريالية مسلمة ايضا تشارك المشايخ وتعتمد شرائعهم وفتاويهم؟

ثم يمضي الشيخ علي خطا ثابتة قائلا ان هؤلاء الشبان لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل. لكنه لم يتطرق ان وظيفته كمفتي للمملكة ومصدقا لما قبله من مفتين كانوا يكفرون من بلغوا من العلم مبلغا من وقالوا ان ما يجري باسم الجهاد هو ارهابا واعمال مرتزقة. وان الذين يسالهم الناس عما ينبغي عمله عملا بالايه فاسالوا اهل الذكر هم الجهلة القابلين للتضليل. الستم اهل الذكر كما تدعون في الفضائيات فضللتم الشباب. فكم من مرة صدعتم رؤوسنا وسمعنا منكم ان الطبيب للطب والمهندس للهندسة لتبرير جلوسكم في موقع الفتوي بان العلماء للدين. فهل ممارستكم للمهنة كانت صادقة؟ واذا كانت صادقة فلماذا تتبرأوون منها؟ واين هي الايه التي تعتمدون عليها في اثبات القذارة للعمليات الاستشهادية ( حسب اقوالكم سابق) وارهابية حسب اقوالنا كعلمانيين سابقا ولاحقا. كانت اتعس الحوادث عندما نشرت الصحف عن رجل عجوز وزوجته دبرا اموالا للحج وللدعاء لابنهم الوحيد بان يكلل الله مسعاه ويرزقه من خيراته. بعد عودتهم وجدوه مقتولا ضمن ضحايا احد العمليات الارهابية. فهل كان الدعاء مستجابا ام ان فتواكم ضللت ليس فقط الشباب بل ومن بلغ من العمر ارزله وضللت الدعاء من الوصول الي السماء العلا.

اجمالي القراءات 7494
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق


فيديو مختار
د. أحمد صبحى منصور: لحظات قرآنية 447 : يسعون فى القرآن معاجزين