الملائكة تعترض علی الخلیفة الداعشيّ السفاك!

د. رضا جلالی-الباحث الایرانی   في الجمعة ١٨ - سبتمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً


 

{و إذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعلٌ في الارض خلیفةً قالوا أتَجعل فیها من یُفسد فیها و یَسفك الدّماء} (البقره 30)

الیوم، یقول المستكبرون الإنسانيّون (اومانیست[1]) والعدمیّون ( نیهیلیست[2]) الذین جعلوا أنفسَهم إلهًا مکانَ ربّ العالمین، لعملائهم المستکبرین (استكبارْ زَدِهْ[3]) :" أنا أرید أن أولّي خلیفة في الأرض المقدسة ومهبط أنبیاء الله والبلاد الإسلامیة." فیقول عملاؤه حکّام هذه البلاد:" إجعلْ في هذه الأرض من یفسد بیده وبدلًا منك ویسفك الدماء نیابةً عنك."

قال الله عز وجل في أمس الأول من التاریخ ( پریروز تاریخ[4]) ردًّا علی الملائكة: { إنّي أعلم ما لا تَعلمون}. الیومَ "یشبّه الإستكبار نفسه بالله" و"یصبح العدميّ"، ویجیب آلهة عملائه (أي الحکام في منطقة الإسلامي العربي): " أنا أعرف ما أنتم تعرفون!" 

ضرورة العدمیّة هي أساس سفك الدماء، كلّ عمیل عدمي، هو نفسه مهیِّئ أعمال الفساد والسفك. إنّ وجه الشبهِ بین کلام کلٍّ من مجموعة ملائكة في أمس الأول من التاریخ وآلهة الیوم، هو "فساد الخلیفة وسفكه للدماء". لكن أین الثری من الثریا؟ ملائكة الله في أمس الأول من التاریخ لم یعرفوا أمر عمل ربّهم، ولا مقام آدم خلیفةً لله. بینما الیوم یعرف العملاء الإستكباريّ سرّ عمل ربّهم العدميّ (أي الإستکبار العالميّ) ویعرفون ماهیة خلیفته، البغداديّ!

هذا الخلیفة ركّبه ید العدمیّة الفعّالة[5] وهو نتیجة عمل السیاسیّین. ویکون تثبیتهُبعد إنكار كلّ القیم الإلهیّة السابقة. فالخلیفة البغدادي أتی بعد إنکار هذه القِیَم، وهو فقد قیمته أیضًا! ولم یعد لدیه عمل سوی الانتحار وقتل الآخرین؛ وعندما لا تبقی أيّ قیمة والعدمیّون یصبحون أرباب الجمیع، یکون كلّ عمل مجازًا؛ ویوضَع الخلیفةَ البغدادي العدمّي باسم الله ورسوله! فهو یرتكب كل الجرائم باسم الله ورسول الإسلام. ولکنّه في الواقع یرتكبها نیابةً عن الأرباب الجدد، فتجاوزَ كلّ الحدود ویدعو نفسه بالربّ. ثم یعترض الاستكبار وعملاؤه. فإذا تری بذكاء، الجمیع یزوّرون ، كما یقول حافظ الشیرازي:

مِی خور كه شیخ و حافظ و مفتی و محتسب

                                                      چون نیکبنگری همه تزویر میكنند

[إشرب الخمر(خمر المعنی)، لأنّنا إذا نظرنا بعین الاعتبار فالجمیع یزوِّرون: الشیخ والحافظ و المفتي والمحتسب]

بالحقیقة لا یوجد مكان آمن في أيّ زمانٍ مع وجود خلیفة سفّاك كهذا. صدّقوا یسقط المؤمن بالله والعدميّ معًا في الخطر. الخلیفة السفّاك والفاسد الذي یشتغل بانتحار وقتل الآخرین هو الشیطان آخر الزمان الذي یسلّط علی الجمیع. صدّقوا أن یعرف الجمیع كلّ ما یعرف الإستكبار حول هذا الخلیفة، وقد أخبرت عنه القرون الماضیة في المأثورات الإسلامیّة. وسرعان ما سیعترض المؤمن بالله والعدميّ معًا أو بشکل منفصل علی رفع علم هذا الخلیفة السفاك والفاسد الذي یدعمه العالم!   



[1]
) Humanist: من یعتقد إلی مذهب إصالة البشر.

[2])Nihilist

[3]) استكبارْ زَدِهْ، هذا التركیب باللغة الفارسيّة، یعني: من یتّصف بالصفات الإستكباریّة ولكن لم یتّحد مع ذاته / أو من یشبه الإستكبار ولیس هو.

[4]) هذا المصطلح باللغة الفارسیّة الذي جعله الحکیم الإیراني الدکتور السید أحمد فردید (رحمه الله تعالی).

[5]) "العدمیة الفعالة" جُعل في وجه "العدمیّة المنفعلة" أي العدمیّة في مستوی عامّة الناس

اجمالي القراءات 4814
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق