العين والحسد

د . عمار عرب   في الأحد ٢٣ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً


كثير من المصطلحات القرآنية تم التعمية عليها عبر التاريخ إلى مصطلحات أخرى تدعم الخرافات و الغيبيات التي جاء بها أصنام وكهنة المذاهب الأرضية وهي مما لم يأت الله بها من سلطان وما ذلك إلا ترسيخا لمنصب الكاهن الذي سموه زورا وبهتانا رجل أو عالم دين و الذين ما هم في الحقيقة إلا حكواتية يعبدون ويعيدون اجترار  تراث مزور ادخلوه غصبا في الدين بدعم السلاطين الذين لهم مصلحة كل حسب دينه الأرضي في دعم مؤسساتهم الفقهية الكهنوتية لتطويع الناس و إغتصاب عقولهم ومن هذه المعاني الخلط الفاضح المنتشر كالنار في الهشيم في مجتمعاتنا  بين مصطلحي الحسد والعين ...وللأسف لازال يخلط بينها حتى بعض من يدعي التنوير الديني عن جهل وعدم إلمام في كثير الأحيان عن نية طيبة ..


فالحسد هو مصطلح قرآني وهو يعتبر من فواحش بواطن الإثم ...فعندما يقول الله جل وعلا ( ومن شر حاسد إذا حسد ) ...فالشر المقصود هنا هو الأعمال السلبية المادية التي يقوم بها الحاسد ضد المحسود ليتسبب له بالضرر المادي كالإساءة  إلى سمعته ونشر الأكاذيب وتخريب ممتلكاته وصولا إلى أقصى الشر الذي قد يبلغ به حد قتل المحسود أو ايذاءه جسديا ...و هو ما نهى القرآن عنه و دعانا للتعوذ منه ...
أما ما سموه عبر تراثهم المزور بالعين فهو شيء آخر تماما لا يمت بصلة للحسد واخترعوا كلاما على لسان النبي محمد ص ليقولوا انه موجود كعبارة ( العين حق وهي تضع الجمل في القدر والرجل في القبر ) ...وما إلى ذلك من خرافات و خزعبلات فقهية أرضية فهل تصيب العين الجمل و تطبخه ؟؟
الإيمان بالعين يا سادة هو شرك بالله عز وجل فهي تعني حسب مفاهيمهم أنه يوجد قدرة خفية غيبية عند أناس معينين خارجة عن قدرة الله تضر المحسود وتؤذيه والله تعالى هو الوحيد الذي لديه هذه القدرة ..فالإيمان بهذه القدرة الإلهية عند بعض الناس هو شرك بالله عز وجل و لا أدري كيف جعلوها هي نفسها الحسد ...فلو ناقشت أحدهم عن العين لقال لك مباشرة بكل حماقة أو جهل تكراري ببغاءي الحسد مذكور في القرآن! وسبحان الله هذه القدرة الخفية غير موجودة إلا بين المسلمين ولا تصيب سكان الدول المتقدمة معرفيا و الحكام العرب محميون من الإصابة بها ..
من المحزن و المخزي كم أسيء إلى هذا الدين بإسم سيدنا محمد ص من قبل الكهنة ..فهلا إلى تعقل و صحوة دينية علمية راقية نرد بها الإساءات عن نبينا الذي لم يرسل إلا رحمة للعالمين ...
ألا هل بلغت؟  اللهم فاشهد

د. عمارعرب 22.08. 2015

اجمالي القراءات 7565
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق