رقم ( 9 )
القاموس القرآنى ( صدق ):(7 ):(إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ )،( إن كنت من الصادقين)

القاموس القرآنى ( صدق ):(7 ):(إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ )،( إن كنت من الصادقين)

القاموس القرآنى ( صدق ):(7 ):(إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ )،( إن كنت من الصادقين )

مقدمة :

مقالات متعلقة :

1 ـ  من حق رب العزة جل وعلا ـ وهو الذى أنزل الصدق فى كتبه ـ أن يقول للبشر ما معناه : إفعلوا كذا إن كنتم صادقين أو إن كنتم مؤمنين . ذلك أنه من السهل على الانسان أن يزعم الايمان أو أن يزعم الصدق ، ولكن المحك هو إثبات صدقه وإثبات إيمانه . على أن الكافرين فى تكذيبهم للرسل كانوا فى تكذيبهم للرسل يطلبون منهم أشياء ويقولون لهم إفعلوها إن كنتم صادقين . وبالتالى فعبارة (إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ) قالها جل وعلا فى حواره مع البشر . وقالها أيضا الكافرون فى عنادهم وتكذيبهم للرسل .

2 ـ ونعطى بعض التفصيلات :

أولا : الصدق بمعنى الايمان :( إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ) قد تعنى:( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )

1 ـ ضمن حُجج الكافرين من أهل الكتاب فى رفض القرآن الكريم أنهم يؤمنون بما أنزل عليهم ولا يؤمنون بما نزل فيما بعد . وكانت الحجة عليهم أنه إذا كان الأمر كذلك فلماذا قتل أسلافكم الأنبياء ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة ) . قال هنا جل وعلا (إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ) .

وفى موضع أخر جاء  فى نفس الرد عليهم قال :( الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) آل عمران ). قال هنا جل وعلا : (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ  ). فالايمان هنا يعنى الصدق ، والصدق يعنى الايمان .

ثانيا : ملاحظات حول (إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ) فى حواره جل وعلا مع البشر

1 ـ المستبد الشقى الشرقى ـ حتى الآن ـ يستنكف من الحوار مع ( الرعية ) لاعتقاده أنه يملكهم فلا يستحقون شرف الحوار معه.هذا مع أنه مثلهم مخلوق من ( ماء مهين ). الخالق جل وعلا يجرى فى القرآن الكريم حوارا مع البشر ، من مؤمنين وكافرين . هذا الحوار ليس فقط دليلا على حرية البشر المطلقة فى الدين ومشيئة الهداية أو الضلالة ، ولكنه أيضا دليل على مسئوليتهم ، فإذا كان العزيز الجبار يحاورك ليهديك الى الصراط المستقيم فإن رفضت وإستكبرتك فأنت مستحق للخلود فى الجحيم .

2ـ وحوارات رب العزة للبشر جزء هام من التنزيل القرآنى ، منه ما جاء مسبوقا بكلمة ( قل ) ومنه ما جاء بدونها . ومنها ما جاء تحديا لهم أو ردا على زعم منهم ، وهنا قد تأتى عبارة (إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ).

3 ـ وطالما أنه ( حوار ) فالمفهوم أنه كان حوارا وقت نزول القرآن ، أى كان معاصرا للناس ، يرد عليهم ويتجاوب معهم . أى لاشأن له بالأمم السابقة . ولكنه أيضا صالح لعصرنا ، حيث يكرر المحمديون معظم ما قاله الكافرون من قريش وغيرهم . وبالتالى فهذا الحوار لنا أن نستشهد به فى وعظ قومنا .  

ثالثا : حوار رب العزة جل وعلا ب (إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)

مع مشركى العرب : عن آية القرآن الكريم :

1 ـ رفضوا (آية ) القرآن أو ( معجزة القرآن ) وزعموا أن ( محمدا إفتراه ) ولأن ( محمدا ) رجل منهم فقد جاء التحدى لهم بأن يأتوا بمثل القرآن إن كانوا صادقين : قال جل وعلا :  (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) الطور:34 ).

2 ـ  وإستمروا فى تكرار نفس الاتهام مع عجزهم عن الاتيان بمثله ، فنزل التحدى بأن يأتوا بعشر سور مثله مع من يستطيعون إحضاره من الشهداء ( إن كانوا صادقين ) ، قال جل وعلا : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)هود:13 ).

3 ـ وعجزوا مع إستمرارهم فى نفس الزعم أن محمدا إختلق القرآن ، فنزل التحدى لهم بأن يأتوا بسورة واحدة من شخص مثل ( محمد ) ( من مثله ) ، قال جل وعلا : (وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)البقرة:23 )، أو بسورة مثيلة لسور القرآن ( بسورة مثله ) قال جل وعلا : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) يونس:38 ). وفى كل مرة يكون التحدى بقووله جل وعلا لهم (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ).

مع المنافقين :

1 ـ فى موقعة أحُد قُتل فيها كثيرون ،فانتهزها القاعدون من المنافقين فرصة ليقولوا أن المقتولين لو أطاعوهم ما قُتلوا ، ونزل الرد عليهم بأنهم لا يستطيعون الفرار من الموت إن كانوا صادقين . (الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)آل عمران:168 )، وقبله جاء رد آخر بأن موعد الموت ومكانه مقرر سلفا لا محيص عنه ، قال جل وعلا : (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) آل عمران  )

2 ـ بعضهم كان يمُنُّ باسلامه على النبى . يعنى بإسلامه الظاهرى بمعنى السلام ، وهذا لا يعنى إيمانهم القلبى بالله جل وعلا وحده إلاها لا شريك له.وجاء الرد عليهم فى قوله جل وعلا :( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)الحجرات:17 ). يعنى إن كانوا صادقين فى إيمانهم فلن يمنوا عليك إسلامهم .

مع أهل الكتاب

1 ـ كانوا يزعمون أنهم شعب الله المختار ، وأنهم وحدهم أولياء الله ، فقال جل وعلا يتحداهم :  (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)الجمعة:6 )، وكانوا يزعمون أنهم وحدهم أصحاب الجنة فنزل قوله جل وعلا يتحداهم بتمنى الموت : (قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)البقرة:92 ). وعلى نفس الطريق يسير المحمديون ـ خصوصا الصوفية ـ يزعمون أنهم وحدهم أولياء الله .!

2 ـ وتنازع اليهود والنصارى كل منهم يحتكر الجنة لنفسه ، ونزل الرد بأنها أمانى ، وكان التحدى بأن يأتوا بالبرهان إن كانوا صادقين : (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)البقرة:111 ). ونفس الحال مع المحمديين ، يزعمون إحتكارهم للجنة بالشفاعات التى إخترعوها .

3 ـ فى موضوع الطعام حرّم أهل الكتاب ما أحلّه الله جل وعلا ونسبوا هذا التحريم فى أحاديث الى اسرائيل ( يعقوب عليه السلام ) فتحداهم رب العزة أن يقرأوا التوراة إن كانوا صادقين ، قال جل وعلا : (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)آل عمران:93 )

 مع كفار العرب

1 ـ حقيقة تاريخية كشف عنها القرآن الكريم أن بنى اسرائيل فى فترة التيه تجولوا فى الجزيرة العربية ودخلوا مكة ، ودعا موسى وهارون أهلها الى ( لا إله إلا الله ) ورأوا الآيات معهما فكفروا واتهموهما بالسحر . ثم بعدها كانوا يتمنون أن يرسل الله جل وعلا لهم رسولا كما أرسل الرسل الى أهل الكتاب ، وقد نسوا ما فعلوا بدعوة موسى وهارون ، قال جل وعلا : ( وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمْ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)) وتحداهم رب العزة جل وعلا الإتيان بكتاب من عند الله أهدى من التوراة إن كانوا صادقين،هذا مع كفرهم بالقرآن الكريم الذى جاء مصدقا للتوراة،قال جل وعلا: (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)القصص:49 ).

2 ـ وفى زعمهم أن الملائكة بنات الله نزل الرد العقلى من رب العزة،ومنه:( فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمْ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) أَاصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156) الصافات ) ، ومنه الاتيان ببرهان إن كانوا صادقين : ( فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (157)الصافات: 157 )

3 ـ ونفس طلب البرهان جاء فى قوله جل وعلا لهم فى تخريفهم فى تحريم الطعام : ( ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنْ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)الأنعام:143 )

4 ـ وفى طلبهم العذاب تحدّاهم رب العزة بأنه إذا حل بهم العذاب فلن يستغيثوا إلا بالله جل وعلا وحده :( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) الانعام )

 مع الكفار عموما:

هنا حوار ينطبق على من يقدس البشر والحجر والقبور المقدسة فى كل زمان ومكان بعد نزول القرآن الكريم ، لا فارق بين المحمديين والبوذيين والمسيحيين والاسرائيليين والهندوس ..الخ .

1 ـ كلهم يعبدون الموتى الذين أصبحوا ترابا ، لذا فالتحدى لهم : هل يستجيب لهم التراب ، قال جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)الأعراف:194 )

2 ـ ثم هل يستطيعون إستحضار هذه الآلهة الموتى ؟ هل يستطيع الشيعة إستحضار الحسين أو أبيه أو أمه أو ذريته ؟ هل يستطيع السنيون إستحضار البخارى أو غيره من أئمتهم ؟ هل يستطيع المحمديون الذين يحجون الى الرجس الذى ينسبونه ظلما وإفتراء لخاتم النبيين أن يستحضروا إلاههم المصنوع الذى أسموه محمدا . يقول جل وعلا : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ)القلم:41 )

3 ـ ثم هم لا يعبدون الله جل وعلا وحده ، لا بد أن يعبدوا مع الله جل وعلا إلاها آخر ، لا بد أن يجعلوا آلهة أو إلاها مع الله ، لذا يتحداهم رب العزة بالاتيان ببرهان إن كانوا صادقين ، قال جل وعلا : (أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)النمل:64 ). ويتحداهم بالاتيان ببرهان على ملكية هذه الآلهة المزعومة لما خلق الله جل وعلا : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)الأحقاف:4 ).

4 ـ ثم هل يستطيع أحد إرجاع النفس إذا بلغت الحلقوم ، يقول جل وعلا لمن يكذّب بحديثه جل وعلا فى القرآن مؤمنا بحديث آخر معه : ( أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (87) الواقعة )َ. عند الموت سيعرف المحمديون الذين اتخذوا القرآن مهجورا كيف أضاعوا أنفسهم ، لذا نعظهم بالايمان بحديث القرآن وحده قبل أن يأتيهم الأجل ، ونذكرهم بقول رب العزة جل وعلا : (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف ).

رابعا : ( إن كنتم صادقين ) فى حوار الكفار مع النبى المرسل اليهم

فى طلب آية :

1 ـ طلب قوم ثمود من النبى صالح آية معجزة ، قالوا له :(مَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ)الشعراء:154 ). وقال فرعون لموسى : ( إِنْ كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ)الأعراف:106 ).قالوا ( إن كنت من الصادقين )

2 ـ وطلبت قريش والعرب من النبى محمد آيات متعددة وكثيرة ، وأحيانا كانوا يقرنون هذا بقولهم للنبى ( إن كنتم صادقين )، منها الإتيان بآبائهم : ( فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)الدخان:36 )(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)الجاثية:25 ). وبعضهم طلب الاتيان بالملائكة وقالوا :  (لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ)الحجر:7 ).

طلب العذاب  :

وأيضا كانوا يطلبون العذاب تحديا للنبى قائلين له ( إن كنت من الصادقين ):

1 ـ قالها قوم نوح : (قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ)هود:32 )، وقالها قوم عاد للنبى هود (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ)الأعراف:70 ) (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ)الأحقاف:22 ) ، وقالتها مدين للنبى شعيب (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِنْ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ)الشعراء:187 )، وقالها قوم لوط : ( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ)العنكبوت:29 )

2 ـ وقالتها ـ كثيرا ـ قريش لخاتم النبيين:( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) يونس:48 ) (الأنبياء:38 ) (النمل:71 ) (سبأ:29 ) (يس:48 ) (الملك:25 ) (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)السجدة:28 ) .

ودائما : صدق الله العظيم .!!

( الاسلام دين الصدق )
هذا الكتاب : ( الاسلام دين الصدق )
1 ـ جاءنى سؤال عن لماذا أقول ( ودائما : صدق الله العظيم ) ، ورددت بمقال جعلته ضمن باب ( القاموس القرآنى ) عن مصطلح ( صدق ) ومشتقاته فى القرآن الكريم . ثم إتسع البحث فى مادة ( صدق ) لتصبح مقالات متعددة ، رأيت أن أجمعها فى هذا الكتاب ( الاسلام دين الصدق ) .
2 ـ منهج هذا الكتاب هو نفس المنهج فى باب ( القاموس القرآنى ) الذى لا يتوقف مع كل آية بالتحليل والتدبر ولكن استعراض معنى المصطلح خلال القرآن كله ، وبهذا يكون ( القاموس القرآنى ) مجرد بداية وتمهيد لأبحاث لا حقة وتيسير على الباحثين القرآنيين . وتحويل هذه المقالات الى كتاب لا يستلزم التغيير فى المنهج ، لأن معظم ما جاء فى هذه المقالات سبقت الاشارة اليه فى
more