رقم ( 7 )
سادسا : موضوعات المسند

سادسا : موضوعات المسند 
الاسناد هو سلسلة الرواة والعنعنة وقد عرضنا لها....اما المسند فهو موضوع الحديث من الحديث .والان نشير الى موضوعات المسند او ما جاء به الاسناد الينا من موضوعات تخالف القرآن والاسلام.


ان الاحاديث كلها تصب فى ثلاثة موضوعات رئيسية،وهى ( 1 ) الغيبيات(2 ) التشريعيات (3 )الاخلاقيات او الترغيب والترهيب 
فى الغيبيات : اسندوا للنبى احاديث يخبر فيها عن غيوب الماضى قبل عصره ، وعن غيوب المستقبل فى الدنيا ،غيوب الاخرة من علامات الساعة ووقائع القيامة ،والحشر والشفاعة والعرض واحوال الجنة والنار .وكلها اكاذيب لان القرآن يؤكد على ان النبى عليه السلام لا يعلم الغيب ،ولو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير وما مسه السوء ،وانه عليه السلام لايدرى ما سيحدث له او لغيره ،وانه لايعلم شيئا عن علامات الساعة او علم الساعة ،وليس له ان يتحدث عن كل تلك الغيبات(الانعام 50 ،الاعراف 187 ،188 ، الاحقاف9 ،النازعات 5:42 ،الجن 27:25 مجرد امثلة).
ويرتبط بالغيبيات ما نسبوه للنبى (صلى الله عليه وسلم) من احاديث الشفاعة يوم القيامة،وهى تناقض القرآن الذى يجعل الشفاعة لله وحده تقوم بها الملائكة حين تقدم العمل الصالح للصالحين يوم الحساب،اما النبى نفسه فلا يملك لأحد نفعا او ضرا(البقر 255،354،133،48 ،طه109 :110 ،الانبياء 26 :28 ،النجم 26،الزخرف86 ،ق21 ،الزمر19 ،لقمان34:33 ) ومع ذلك فان اكاذيب الشفاعة البشرية يوم القيامة قد جعلها الاسناد من المعلوم من الدين بالضرورة مع خطرها الشديد فى تدهور اخلاق المسليمين.
وفى التشريعات:اسندوا للنبى (صلى الله عليه وسلم )انه كان يفتى فى امور التشريع ،وهذا يناقض حقيقة قرآنية اساسية وهى ان النبى (صلى الله عليه وسلم ) كان اذا سئل عن أى شئ كان ينتظر الاجابة من الوحى ،فينزل عليه الوحى (يسألونك عن كذا فقل لهم كذا ) ...ومن تدبر الموضوعات التى سئل فيها النبى (صلى الله عليه وسلم) وانتظر الاجابة من السماء يتضح لنا انه كان يمكنه ان يجيب بنفسه من واقع معلوماته العامة ،مثل سؤاله عن الاهلة(يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج:البقر 189 ) ومثل سؤاله عن موضوعات اليتيم،وقد تكررت آيات القرآن فى الحض على رعاية اليتيم ،ومع ذلك كانوا يسألونه عن اليتيم ،الا انه لم يبادر بالاجابة وانتظر الوحى فينزل الوحى يؤكد ما سبق قوله في رعاية اليتيم كقوله تعالي ( و يسالونك عن اليتامي قل اصلاح لهم خيرا و ان تخالطوهم فإخوانكم: البقرة 23).
وفي موضوع الظهار- وهو احد انواع الطلاق – اصرت امرأة علي ان يفتي لها النبي ( صلي الله عليه وسلم) و تعجلت الحكم ورفض النبي و انتظر نزول الوحي ونزل قوله تعالي (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الي الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير: المجادلة 1 ) فالمرأه تعجلت و اخدت تجادل النبي (ص) تطلب منه حكما فلما يئست منه اشتكت الي الله تعالي فنزل الحكم ، و هكذا كانوا يستفتون النبي فلا يفتيهم ، و انما ينتظر حتي تنزل الفتوة وحيا من السماء ، كأن يقول تعالي ( ويستفتونك في النساء فالله يفتيكم فيهن : النساء 127 ) لم يقل (قل افتيكم ) بل ان الله تعالي هو الذي كان يفتي و يشرع (( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة : النساء 176).
بايجاز .. كانت مهمة النبي (صلي الله عليه وسلم ) مقتصرة علي التبليغ دون الافتاء، و حين كانوا يسألونه او يستفتونه كان ينتظر الاجابة من الوحي حتي في الامور المعروفة لديه، وكانت سنته هي في تطبيق ما ينزل عليه وحي بإمكاناته البشرية وبامكانات عصره ، هذا ماكان في عصر النبي (صلي الله عليه وسلم ) وهذا ما يؤكد ان للاسلام مصدرا وحيدا هو القرآن. اما نحن فمن حقنا ان نجتهد في تطبيق تشريع القرآن وفق ظروف عصرنا و اجتهادنا يقبل الخطأ والصواب ونحن مسئولون عنه ، وبهذا يعلو الاسلام فوق الزمان و المكان محفوظا بتشريعه الي قيام الساعة وبعيدا عن اخطاءنا وخطايانا .. الا ان الاسناد نسب للنبي تشريعات تخالف القران مثل الرجم و حد الرده والحسبة و جعل من حق الحاكم ان يمتلك الارض و من عليها ... و بالاضافة الي اختراع الاسناد لتلك التشريعات المخالفة فان العصر العباسي اخترع مفهوما جديدا لالغاء التشريعات القرآنيه تحت دعوي النسخ . مع ان النسخ في القران واللغة العربية معناه الاثبات و الكتابة و ليس الحذف والالغاء ( راجع كتبنا عن : النسخ ، وحد الردة ، والحسبة ، و القرآن و كفي مصدرا للتشريع).
وفى الاخلاقيات : نسبوا للنبى (صلى الله عليه وسلم)احاديث فى الترغيب والترهيب أفسدت اخلاق المسلمين اذ كانت ترتب الجزاء العظيم على مجرد كلمة او قراءة سورة او صلاة ركعتين ،وبمجرد ان يقول الانسان ذلك او يفعله فقد ضمن الجنة مهما ارتكب من ذنوب وآثام ،وبالتالى فعليه ان يسعى فى الارض بالفساد ثم يضمن الجنة بمجرد ان يقول لااله الا الله...وهذا يخالف منهج القرآن الاخلاقى الذى يجعل الجنة من نصيب الذين امنوا وعملوا الصلحات ،اى حفلت حياتهم بالايمان والعمل الصالح النافع وليس مجرد كلمة او تبرع من مال حرام وسط حياة حافلة بالاثام.
وعن طريق أحاديث الغيبيات والتشريعات والاخلاقيات أقام الاسناد دينا جديدا مخالفا للقرآن مناقضا له ، واكسب ذلك الدين المخالف قدسية حين نسبه للنبى .ومن اسف فإنه اذا تعارضت 150 أية قرآنية كلها تنفى شفاعة النبى مع حديث الشفاعة فى البخارى فان الناس ينحازون للبخارى ضد القرآن ...اليس كذلك ؟