رقم ( 5 )
رابعا : الاسناد يناقض المنهج القرآنى


رابعا : الاسناد يناقض المنهج القرآنى
ان اسناد قول ما للنبى (صلى الله عليه وسلم) يعنى تحويل ذلك القول او الحديث او الخبر الى حقيقة دينية يكون المسلم مطالبا بالايمان بها والعمل وفقا لأحكامها.

مقالات متعلقة :

وهذا لا يتأتى الا للقرآن وحده ،فالقرآن كتاب محفوظ بقدرة الله تعالى له بداية وله نهاية ،ينقسم الى 114 سورة،وكل سورة تضم آيات محددة مرقمة . والله تعالى يقول للمشركين عن القرآن ((وان كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله:البقرة 23 )) وبغض النظر عن موضوع الآية وهو تحدى المشركين بأن يأتوا بسورة مثل سور القرآن فان الاية تؤكد ان مانزل على النبى هو سور فقط . ولا توجد تلك السور الا فى القرآن الكريم فقط ، اذن ما نزل عليه هو القرآن فقط . وليس هنالك من وحى آخر يقال عنه وحى السنة عند من يعتقد ان الأحاديث والسنن كانت وحيا الاهيا. وليس هناك فى الاسلام حديث الا حديث الله تعالى فى القرآن.أما تلك الاحاديث التراثية واسفارها فلا اول لها ولا اخر .وهى تتناقض حتى فى الكتاب الواحد ،وربما فى الصفحة الواحدة.
ان اسناد قول ما للنبى (صلى الله عليه وسلم ) وجعله حقيقة دينية هو اتهام للنبى (صلى الله عليه وسلم )بأنه فرط فى تبليغ الرسالة ،ولم يبلغ بنفسه تلك الاحاديث المنسوبة اليه ،ولم يقم بتدوينها وكتابتها كما حدث مع القرآن .لأن تلك الاحاديث لو كانت جزءا من الدين ولم يبلغه الرسول للناس ولم يقم بتدوينه فان النبى (صلى الله عليه وسلم)ـ على ذلك ـلم يبلغ كل الرسالة ،وانه ترك جزءا منها يتناقله الناس ويختلفون فيه الى ان تم تدوينه بعد النبى بقرون ولا يزالون يختلفون فيه.
الا اننا نؤمن ان النبى عليه السلام قام بتبليغ الرسالة كاملة وهى القرآن ولم يكتم منه شيئا ونزل قوله تعالى يزكى النبى ((اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا :المائدة3 ))فاكتمل الاسلام باكتمال القرآن ،بل ومات النبى(صلى الله عليه وسلم )بعدها مباشرة،وتروى الاسانيد والاحاديث نفسها ان النبى (صلى الله عليه وسلم)نهى عن كتابة اى شئ غير القرآن ،وان ابابكر وعمر وعثمان وعليا قد نهو ا عن رواية وكتابة اى حديث منسوب للنبى،ولذلك امتنع تدوين مانسب للنبى (صلى الله عليه وسلم)الى ان جاءت الدولة العباسية وعصور الفتن والاضراب العقائدى والمذهبى فتم تدوين احاديث نسبوها للنبى(صلى الله عليه وسلم) عبر ذلك الاسناد ،وهى تحمل كل معالم التناقض مع القرآن وعصر النبى عليه السلام . الا ان ذلك الاسناد اعطى لها قدسية وحصنها من النقد والنقاش فعاشت حتى الان بيننا تنشر بيننا التطرف والتخلف وكل مايسئ للاسلام العظيم.
-
وعليه فان الخروج من هذا المأزق يحتم الغاء ذلك الاسناد،اى قطع الصلة بين تلك الاحاديث والنبى عليه السلام،رحمة بالاسلام وتماشيا مع المنطق والمنهج العقلى والعلمى . ثم ننظر الى متن الحديث وموضوعه فى ضوء انه ثقافة تعبر عن العصور التى تم تدوينها فيها .ثم نبحثها من خلال ثقافة عصرها تاريخيا وحضاريا بما فيها من خطأ او صواب ،اى تصبح تراثا معدوم التقديس ، كأى تراث بشرى تنعكس عليه احوال البشر من ارتفاع وهبوط وصلاح وفساد . واذا نظرنا للبخارى مثلا بهذا المقياس فقط انصفنا الاسلام ورسول الله عليه السلام ،والا كنا فى عداد اعداء النبى (صلى الله عليه وسلم )الذين سيتبرأ منهم يوم القيامة (الانعام112 :116/الفرقان.30 :31
نقول هذا عن علم ودراسة بما يحتويه البخارى من احاديث تطعن فى النبى والاسلام،وظلت محصنة من النقد بسبب حماية الاسناد وما اضفاه الاسناد على البخارى من تقديس ورهبة.