رقم ( 2 )
مقدمة كتاب ملامح من الهجص فى (تفسير القرطبى )

( هجص ) تعبير مصرى ساخر ، يدل على معانى مركبة ، فى الكلام الذى يُقصد به أن يكون محترما وهو فى الحقيقة ( هجص ) أى كلام متخم بالخرافة والافتراء و مستحق للسخرية والاستهزاء . لذا يقول المصريون عن الشخص المشهور بالكلام (الفارغ ) إنه ( هجّاص ) ، يعنى يتكلم فى موضوعات جادة بكلام ساقط  لا يُعتدُّ به .

وإذا كانت شريعة الاسلام فى القرآن الكريم قمة الحضارة ومستحقة للتقديس فإن أئمة الأديان الأرضية من ( المسلمين ) أسسوا لهم شريعة أرضية يضاهئون بها شريعة الرحمن ، ومن أجلعا يحكمون على تشريعات الرحمن بالحذف وا لإلغاء والتعطيل بزعم ( النسخ ) مع أن النسخ قرآنيا وعربيا يعنى الكتابة والاثبات وليس الحذف والإبطال والالغاء . ولنا كتاب منشور هنا عن النسخ . من هنا رأينا إطلاق المصطلح  المصرى :( الهجص ) على التشريعات السنية وعلى ما أسموه بالتفسير ، وكلاهما ممتلىء بالهجص .

ولأنه من الصعب إستعراض كل الهجص فى كل مؤلفاتهم فى الفقه والتفسير والحديث ، فقد إكتفينا هنا بلمحات  مما يسمى بتفسير القرطبى الذى يحتل مكانة هامة لدى السنيين فى بابه ، لذا إقتصرنا عليه فى هجصهم عن الأمثال والقصص .  

أحمد صبحى منصور

فيرجينيا : الولايات المتحدة

اكتوبر 2016