رقم ( 3 )
الباب الثانى : دواعش الأزهر

 

كتاب : ( دين داعش الملعون )

  الباب الثانى  : دواعش الأزهر

الفصل الأول : ( السيدة زينب ..والحمار .. وداعش  )

الفصل الثانى : ( أكثر من 100 ألف إله يقدسهم دواعش الأزهر )

مقالات متعلقة :

الفصل الثالث : ( دواعش الأزهر والبلبلة )

الفصل الرابع : ( دعوة دواعش الأزهر للتوبة )

 

الفصل الأول : ( السيدة زينب ..والحمار .. وداعش  )

مقدمة : جاءنى هذا السؤال ضمن باب ( فاسألوا أهل الذكر ) فى موقعنا ( أهل القرآن )، يقول السائل : ( السيدة زينب بنت الرسول لماذا لحقت السيدة زينب من قبل الأمويين والعباسيين وقريش من بلد الي بلد ومن اجل ماذا ولماذا ؟ أرجو من سيادتكم القرأة في التاريخ لمعرفت الأسباب الحقيقية من وراء ذلك. هل كانت السيدة زينب تحمل الوصية المكتوب للرسول عليه السلام  ) . الاجابة على هذا السؤال هى تعليق وخاتمة لهذا الفصل ، يصل الحاضر البائس بالماضى التعس  .

أولا : السيدة زينب

1 ـ ظهرت زينب بنت على بن أبى طالب فى صفحات التاريخ الحقيقى فى موقعة كربلاء ، وفى اللقاء المشهور مع يزيد بن معاوية فى دمشق ، ثم رجعت الى المدينة ، ومعها من بقى من مذبحة كربلاء من أقاربها ، ومعها رأس الحسين التى تم دفنها فى البقيع . وبعدها كانت ثورة المدينة على الأمويين ، وارسال جيش أموى قضى  على هذه الثورة واستباح المدينة إغتصابا وسلبا ونهبا وقتلا . هى موقعة ( الحرة ) فى العام التالى لموقعة كربلاء . وأشرنا لهذا فى بحث لنا منشور عن ( الفقيه الناقم سعيد بن المسيب ) . نقول هذا لنؤكد أن ( زينب بنت على بن أبى طالب ) أخت الحسين لم يسمع عنها أحد بعد كربلاء ، وصمت عنها التاريخ بعد رجوعها الى المدينة ، حتى إن التاريخ الذى سجل تفاصيل ما حدث فى المدينة ( الثورة على الأمويين / موقعة الحرة ) لم يذكر شيئا عنها . أى لم يكن لها دور استدعى إنتباه التاريخ فى هذه الوقائع التى هزت المسلمين بعد كربلاء .

2 ـــ  يتناقض هذا مع الخرافات التى تمت كتابتها بعد مذبحة كربلاء بعدة قرون ، وقتها أصبح تقديس الحسين وأخته زينب ( السيدة زينب ) من معالم الأديان الأرضية الثلاثة للمسلمين ( سنة / شيعة صوفية ) فصار بعضهم يشيع ان ( السيدة زينب ) سافرت الى دمشق أو الى العراق أو الى مصر ، وتُقام أضرحة مقدسة لها هنا وهناك . وبالمثل يُقال عن رأس الحسين ، وتُقام أضرحة على رءوس الحسين ، مع المعروف أنه كانت له رأس واحدة تم دفنها فى المدينة . كل ما قيل وما يُقال عن رأس الحسين و( السيدة زينب ) وأضرحتها هنا وهناك هو مجرد ( هجص ) . وكم فى الأديان الأرضية من هجص .

3 ــ الغريب ان مصر لم تشهد طوال تاريخها بناء ضريح ( للسيدة زينب ) . لم يكن موجودا فى العصر الأموى والعباسى والمملوكى . تم إنشاؤه فى العصر العثمانى على يد وال عثمانى فى القرن التاسع عشر بناءا على رؤيا منامية ، يعنى أن أحد الأولياء الصوفية رأى فى المنام أن السيدة زينب ( هبطت روحها هنا ) فأقيم المسجد المشهور ( مسجد السيدة زينب ) فى هذا المكان .   وقد ناقشت هذا فى كتابين قررتهما  على طلبة قسم التاريخ بجامعة الأزهر عام 1984 ، وهما: ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية )، وفى كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى )

4 ـ ــ كتاب (  البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية )،  لم يتم نشره هنا بعدُ . وقد كان فتحا جديدا غير مسبوق فى مجال البحث التاريخى ، يؤسس لكيفية البحث فى التاريخ الدينى للمسلمين ( وهو بالمناسبة مجال مجهول كنت أول من إقتحمه ) ويتعرض  كتاب (  البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية ) للمصادر التاريخية لهذا التاريخ ، مشفوعا بتحليل لهذه المصادر ، وتطبيقات عملية فى إستخلاص المادة التاريخية منها . ومعظم مصادر التاريخ الدينى للمسلمين مجهولة للباحثين ، وقد ركّز الكتاب على أهمها مثل ( كتب المناقب الصوفية ) وكتب ( المزارات ) التى كانت تصف المدافن وقبورها المقدسة ، والحياة الاجتماعية والدينية التى دارت حولها . ومنها فى العصر المملوكى فى مصر كتابا ((الكواكب السيارة ) لابن الزيات و( تحفة الأحباب ) للسخاوى الصوفى .  قلت فى هذا الكتاب : ( ومن الطريف أن (الكواكب السيارة ) و( تحفة الأحباب ) ما تركا ضريحاً مشهوراً أو مغمورا إلا ذكراه وترجما لصاحبه أو صاحبته خصوصاً إذا كان من الأشراف, أو آل البيت, ومع ذلك فإننا لا نجد أثراً في الكتابين لما يعرف الآن بضريح ( السيدة زينب) كما لم تذكره كتب الخطط السابقة مثل (الانتصار) لابن دقماق و ( خطط المقريزي) التي وصفت كل شبر في القاهرة ومصر . وذلك لأن ضريح ( السيدة زينب ) أخترع في العصر العثماني على أساس رؤيا منامية رآها صوفي معتقد وذلك سنة 955 هجرية سنة 1548 ميلادية ثم جُدّد الضريح سنة 1173 هجرية سنة 1759 ميلادية وأقامت وزارة الأوقاف المسجد الحالي سنة 1940 ميلادية على أنقاض المبنى القديم. وأشاعوا أن (زينب بنت على ) قدمت لمصر في أواخر حياتها مع أن كتب التاريخ المؤلفة حتى العصر المملوكي لم يرد فيها ذكر مطلقاً لتوافد السيدة ( زينب بنت على ) لمصر وما كان لأحد أن يتجاهل قدومها من المؤرخين , خصوصاً وأن المقريزي في ( المقفى ) و ( الخطط ) ذكر جميع من وفد لمصر من الصحابة والتابعين , وتابعه السيوطي في ( حسن المحاضرة ) فذكر جميع من ورد من الصحابة والتابعين لمصر بالترتيب الأبجدي . كما لم يرد ذكر مطلقاً لقدوم السيدة زينب في جميع مصادر التاريخ على تنوعها وكثرتها واهتمامها بآل البيت .) .

5 ـ ــ أما  كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) فهو منشور هنا . وهو يثبت أن الفتح الاسلامى لمصر لم يقدم جديدا فى مصر من الناحية الاسترتيجية السياسية لموقعها ، ولم يقدم جديدا للمصريين فى حياتهم الدينية ، إذ قام المصريون بتمصير ( الاسلام ) وإرجاع العقائد الفرعونية تحت مسميات اسلامية ، خصوصا عبادة ( ايزيس ) ، وأوضح الكتاب الجذور الفرعونية فى تقديس المصريين للسيدة زينب ، وكيف أنهم وصفوها بنفس الصفات التى كان أجدادهم فى مصر القديمة يضيفونها الى ( إيزيس ) ومنها ألقاب ( السيدة ، صاحبة المحكمة ، نصيرة الغلابة ..الخ ) .  قلت فى هذا الكتاب :

6 ــ ( وأشهر ثالوث عرفه المصريون وتأثر به غير المصريين كان ( اوزيريس / إيزيس / حورس /) وقد استمر هذا الثالوث في العصر البطلمي تحت ر عارية البطالمة تحت اسم ( اوزيريس / إيزيس / حورس ) وكان القسم الرسمي للدولة البطليمة ( اقسم باوزيريس وإيزيس و بسائر الآلهة الآخر) وانتشرت في اليونان – قبل غزو لاسكندر – عبادة إيزيس وعرف من أصول الديانة اليونانية ( أسرار الوزيس ) وهو ليس إلا أسرار الالهة إيزيس المصرية لابسة ثوبا أغريقا كما أن الإله الإغريقي ( ديونيوس ) ليس إلا ( اوزيريس ) المصري ولكن بثوب إغريقي . ثم دخل في الثالوث المصري الإله الإغريقي ( زيوس ) مع ( سيرابيس ) الذي حمل محل ( اوزيريس ) وبقيت معهما ( إيزيس)  [1]  .          

إلا أن ( إيزيس ) بالذات كانت لها مكانتها الخاصة لدى المصريين وغيرهم , فانتشرت خارج مصر محتفظة بطابعها المصري دون تغيير , وربما يرجع ذلك إلى المسحة الإنسانية في اتخاذها باعتبارها ( أم الإله ) التي  تشقي من أجل ابنها وزوجها . فغزت إيزيس روما وانتشرت عبادتها بسرعة البرق داخل الإمبراطورية الرومانية وخارجها بعد أن سهلت المواصلات البرية والبحرية سبل الاتصال بين أجزاء العالم المعروف وقتها . فمن الإسكندرية كانت السفن الرومانية البعيدة تحمل معها صورة إيزيس وتنشر عبادتها . وليس أدل على ذلك من بردية مشهورة من البهنسا ترجع إلى القرن الثاني الميلادي تذكر ألاماكن التي انتشرت فيها عبادة إيزيس في إرجاء المعمورة . هذه ألاماكن تشمل معظم مدن مصر إذ أن هناك ذكرا لسبع وستين مدينة في الدلتا فقط أما خارج مصر فتذكر أسماء خمس وخمسين مدينة مرتبة حسب البلاد التي تقع فيها . ومن دراسة هذه البردية نتبين   أن سلطان الآلهة إيزيس شمل الهند وبلاد العرب شرقا وسينوب على البحر الأسود شمالا وروما وايطاليا غربا , وانتشر معها حورس بصفته أبن إيزيس الملتصق بها , وأن دخل اسمه بعض التحوير بخلاف أمه التي ظلت محتفظة باسمها وشخصيتها [2]  .               

ويذكر القرآن الكريم أن الجاهلين كانوا يعبدون ( ألعزي) ضمن ثالوث ( اللات – ألعزي – مناة ) (أفرا يتم اللات والعزي ومناة الثالثة الاخري النجم 18 , 19 ، واضح أن( ألعزي ) هي ( إيزيس) ولابد أن المصريين القدامى كانوا ينطقون ( إيزيس ) ( بالعزي ) ثم نطق اليونان حرف العين بالهمزة نظرا لخلو اللغة الأغريقية من حرف العين، ثم أضافوا لها السين على عادة اللغة اليونانية فصارت ( إيزيس ) . ونقلنا نحن الترجمة اليونانية كما هي ( Isis)  وأصلها ( عزي ) .  

ومن روما انتقلت عبادة إيزيس إلى أجزاء كثيرة في أوربا واحتفظت الشعائر اليومية في المعابد الاوربية لإيزيس بالصيغ القديمة التي كانت لها في مصر من طقوس الكهنة والأعياد والأغاني الدينية [3] , ولم يكن في الإمبراطورية الرومانية الواسعة الأرجاء مقاطعة واحدة لم تعبد فيها الآلهة المصرية من شمال أفريقيا إلى الدانوب إلى فرنسا وانجلتره والألب وألمانيا واستمر سلطانها حتى نهاية القرن الثاني لميلاد المسيح [4] , ثم تدهور سلطانها بعض الشيء , إلا أنها عادت بعد انتشار المسيحية متجسدة شخصية العذراء التي تحمل طفلها ( يسوع ) ابن ( الله) تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , وذلك الانقلاب في المسيحية كانت مصر الرائدة فيه . يتحدث مؤرخ أوربي عن صورة إيزيس التي انتشرت بها من مصر إلى العالم  فيقول ( أما إيزيس فهي أيضا هاتر .. وتحمل إيزيس طفلا هو حورس .. وصورة إيزيس تمثلها وهي تحمل بين ذراعيها طفلها الرضيع حورس وقد وقفت في وسط الهلال ) تلك الصورة لإيزيس تتطابق مع صورة العذراء وطفلها يسوع عند المسيحيين في مصر وخارجها يقول ( أما إيزيس فكانت تجتذب إليها كثيرا من الأنفس المتعبدة القانتة وتماثيلها المقامة في معابدها كانت تمثلها في صورة ربة السماء وهي تحمل بين ذراعها طفلها حورس , وكانت الشموع  توقد أمامها كما كانت النذور تقدم إليها , على حين أن الكهان الحليقين  الناذرين أنفسهم للعزوبة كانوا يقومون على خدمة هيكلها) [5] .            

وبعد انتشار المسيحية في مصر انتشرت معها المعابد الخاصة بالعذراء التي تحمل طفلها الإلهي على نفس النسق الذي ألفه المصريون آلاف  السنين قبل المسيحية حين عبدوا إيزيس ونشروا معابدها في مصر وخارجها . وقد اشرنا إلى أن عبادة إيزيس شملت معظم مدن مصر وشملت سبعا وستين مدينة في الدلتا فقط , وبعد انتشار المسيحية عادت إيزيس في صورة العذراء وأنشئت لها عشرات الكنائس والأديرة . وقد عد المقريزي في الخطط المقريزية عشرات الأديرة والكنائس المقامة على اسم العذراء في العصر المملوكي وقبله على امتداد العمران المصري وقد صورت فيها صورة العذراء والطفل والهالة التي تحيط برأسيهما , وكانت تقام موالد سنوية لهذه الأديرة والكنائس ويقصدها المصريون من أقباط و مسلمين [6] بنفس النمط الذي اعتاده أسلافهم مع معابد إيزيس وأعيادها . ولتعزيز الصلة بين إيزيس والعذراء يعتقد المسيحيون المصريون أن العذراء قد هربت إلى مصر بطفلها الرضيع بسبب اضطهاد الوالي الروماني هيرودس , ويجلعونها في رحلتها في البلاد المصرية تمر على أهم الأديرة [7] التي أنشئت فيما بعد بقرون , ثم عادت إلى فلسطين , ومعناه أن العقل المصري المتأثر بعقيدة إيزيس مدة ألاف السنين يريد أن يضفي على العذراء المسحة المصرية , وبهذه المسحة المصرية تحولت ( مريم ) عليها السلام إلى ( إيزيس) في اعتقاد المصريين وانتقلت بهذا الشكل إلى خارج مصر في آسيا وأوربا .   

وفي العصر العثماني انتشر التصوف وتسيد الحياة المصرية وحظيت الخرافات بالتقديس فأتيح للعقل المصري أن يستعيد ( إيزيس ) في صورة إسلامية , كما استعادها قبلا في صورة مسيحية , وبهذا كان الادعاء بقدوم ( زينب بنت على بن أبي طالب ) إلى مصر وأقيمت على ذكراها مقبرة سنة 955 هـ سنة 1548 ولقبوها ( بالسيدة ) وهو اللقب الفرعوني لإيزيس . هذا مع أن حقائق التاريخ تنكر قدوم ( زينب ) رضي الله عنها إلى مصر لقد انتقلت إلى دمشق مع رأس الحسين بعد مصرعه ثم عادت إلى المدينة , وحين عدتها ثارت المدينة على الأمويين وحدثت موقعة الحرة , وظلت ( زينب بنت على ) معتكفة عن الناس تعتني بالبقية الباقية من أولاد أخويها الحسن والحسين الذين نجوا من مذبحة كربلاء . إلى أن ماتت ودفنت في البقيع سنة 62 هـ وطيلة العصور الإسلامية التي توالت على مصر لم يرد ذكر ( لزينب بنت على ) على أنها قدمت إلى مصر أو ماتت فيها , وعلى كثرة وكتب الطبقات المصرية التي تؤرخ للصحابة المشاهير وكتب المزارات التي تصف الأضرحة الشهيرة وكتب الخطط التي تختص بالآثار والتراجم  لم يرد ذكر لضريح منسوب ( لزينب بنت على ) في العصرين الفاطمي والمملوكي , وهما أكثر العصور اهتماما بتشييد الأضرحة والتأريخ لها . على سبيل المثال لا يوجد ذكر ضريح ( السيدة زينب) في تحفة الأحباب و( الكواكب السيارة ) وهما أشهر الكتب في المزارات في العصر المملوكي , كما لا يوجد ذكر لذك الضريح في ( خطط المقريزي ) وهو عمدة هذا  الباب , كما لم يوجد في كتاب السيوطي ( حسن المحاضرة ) وقد عد فيه من أتي لمصر من الصحابة وآل البيت والتابعين والأضرحة والمزارات , وقد توفي السيوطي في أواخر العصر المملوكي سنة 911 . 

وكان اختراع مجيء السيدة زينب قد بدأ في العصر العثماني في صورة رؤيا منامية  رآها صفي مشهور يحظى باعتقاد الوالي العثماني فأنشأ على ذكرها ضريحا سنة 955 ثم جدده عبد الرحمن كتخدا سنة 1173 هـ سنة 1759 , ثم جددته وزارة الأوقاف سنة .1940  .ومع أن ضريح ( السيدة ) لا يتجاوز في عمره أربعة قرون ونصف القرن إلا أنه حظي بالتقديس وكثرت إليه الوفود والحجيج , وعم التوسل به وأصبح معلما دينيا هاما في التدين المصري , بل ما لبثت ( السيدة ) أن صارت رئيسة الديوان في العقيدة المصرية , وذلك يذكرنا ( بديوان المحكمة )  محكمة ( إيزيس واوزيريس ) التي تفصل بين الناس ويحتكم إليها الآلهة والأولياء . بل أن العقل المصري يطلق عليها لقب ( السيدة ) وإذا ذكر لقب ( السيدة ) ينصرف المعني إلى ( زينب بنت على ) وضريحها في حي ( السيدة ) . ولقب ( السيدة ) ورئيسة المحكمة كانا أهم ما يميز إيزيس في المعتقدات الفرعونية التي انتقلت بحذافيرها إلى أوربا , فكانوا يقولون عنها هناك أنها سيدة جميع العناصر الآلهة العليا ، وملكة الموتى ورئيسة أهل السماء [8]  . والمصريون أولي بعقيداتهم المحلية لذا أطلقوا – في العصر المسيحي – علي العذراء لقب ( السيدة ) وعلى العائلة لقب ( العائلة المقدسة ) ثم فيما بعد في العصر العثماني أشاعوا أسطورة مجيء ( زينب بنت على ) وأطلقوا عليها لقب (السيدة ) ومنحوها اختصاصات إيزيس وهي لا شأن لها بإيزيس ولم تر مصر طيلة حياتها . )    

ثانيا : الحمار :

1 ـ ــ فى نفس العام 1984 كنت ألقى محاضرة فى كلية التربية جامعة الأزهر ، فسألنى طالب :  ( هل جاءت السيدة زينب الى مصر ؟ ) فقلت : ( لا . والذى يقول أنها جاءت الى مصر فهو حمار ) فقال الطالب : ( إن الدكتور الطيب النجار يقول انها جاءت الى مصر ) فقلت بسرعة : ( يبقى حمار ) .لم يكن هذا شتما فى الدكتور الطيب  النجار . هو فقط توصيف قرآنى لمن يكون مجاله التخصص فى التراث وأسفاره وكتبه ، يحملها على كاهله دون أن يفقه منها شيئا . هو كالحمار يحمل أسفارا ، هكذا قال رب العزة على الضالين من علماء بنى اسرائيل : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة ). أفظع وصف قرآنى فى حق هؤلاء ( العلماء المُضلّين الجهلة ) قوله جل وعلا : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف ).

وقت أن سئلت هذا السؤال كان الطيب النجار محتفظا بنفوذه فى الجامعة . وأُكرر : لم أقصد شتمه ، بل وصفته بما يليق به . فالباحث فى المجالات الاسلامية التاريخية والتراثية إما أن يكون باحثا حقيقيا وإما أن يكون حمارا .. ليس هنا ألقاب ومناصب . بل كفاءة علمية ، وبدونها يكون المُشتغل بالتاريخ والتراث.. حمارا ..وهذا الصنف من الحمير يزداد بالملايين بين الشيوخ و ( الباحثين ) فى بلاد المحمديين. ينشرون الجهل فيصدقهم العوام ..

 2 ـ ـ د . محمد الطيب النجار   نموذج  لشيوخ الأزهر أرباب المناصب . كان استاذا لى وأنا طالب فى السنة الأولى فى قسم التاريخ الاسلامى عام 1969 . وبسببه كتابه ( تاريخ الأنبياء ) قررت عدم الحضور فى الكلية ، وعدت الى بلدى لأعمل مدرسا فى مدرسة خاصة بمدينة ههيا محافظة الشرقية ، ثم بعدها قائما بأعمال الناظر فى معهد ابتدائى فى بلدنا أبوحريز ( 1971 : ) الى أن تم تعيينى معيدا بعد أن تخرجت فى قسم التاريخ بمرتبة الشرف الأولى ، وتم تعيينى معيدا فى القسم فى شهر ديسمبر عام 1973 . صعقنى جهل الطيب النجار ورفاقه ، ورأيت أن معيشتى فى القاهرة من أجل حضور دروسهم هى مضيعة للوقت ، فكنت خلال السنوات الثلاث ( 1971 : 1973 ) أكتفى بشراء الكتب ومذاكرتها قبيل الامتحان ، وأحضر الامتحان وأنجح فيه بتقدير جيد جدا ، وظللت محتفطا بالمركز الأول على قسم التاريخ الى أن تخرجت فيه معيدا .

 كان الطيب النجار رئيسا لقسم التاريخ الاسلامى  ( 1969 : 1973 ) ، ثم إختاره السادات و كيلا لجامعة الأزهر عام 1978 ، وفى أزمتى مع الجامعة بسبب رسالتى للدكتوراة انتهى الأمر بحذف ثلثى الرسالة ومناقشة الثلث فقط ، وكان وكيل الأزهر ( الطيب النجار ) عضوا فى اللجنة التى ناقشت رسالتى للدكتوراة فى اكتوبر 1980، ومدحنى فقال : ( إنك أتعبت من سيأتى بعدك ) ولأننى قمت بتقديم فحوى رسالتى من الذاكرة مرتجلا وبلغة عربية سليمة بلا أدنى خطأ فقد أعلن الطيب النجار أنه يتعين على كل من يناقش رسالة أن يرتجل موجزها كما فعلت . بعدها أصبح الطيب النجار رئيسا لجامعة الأزهر عام 1981 ثم عضوا في مجمع اللغة العربية عام 1984 .

3 ــ فى أول عام لى طالبا فى قسم التاريخ 1969 ، قرر علينا د الطيب النجار كتابه فى مادة ( تاريخ الأنبياء ) لم يعجبنى حينئذ ، ثم فى الدراسات العليا قرّر علينا نفس الكتاب فى تاريخ الأنبياء بكل ما فيه من جهل ، فأحسست بإهانة شديدة وأنا وقتها معيد فى القسم ، مفروض أن أذاكر هذا الجهل وأن أُمتحن فيه . كان الطيب النجار محتكرا تدريس هذه المادة يقررها على الطلبة فى السنة الأولى وعلى طلبة الدراسات العليا ، لا يعنيه إلا بيعه الكتاب للطلبة فى الكليات الأزهرية . واستمر هذا الكتاب الفضيحة مقررا ، وكل استاذ فى قسم التاريخ يدرس مادة ( تاريخ الأنبياء ) مُرغم على تدريس هذا الكتاب خوفا من سطوة الطيب النجار ، خصوصا وبعد أن ترك رئاسة جامعة الأزهر أصبح استاذا متفرغا فى قسم التاريخ الاسلامى والحضارة الاسلامية . وفى سنة 1985 أسند لى القسم تدريس مادة ( تاريخ الأنبياء ) فرفضت تدريس كتاب الطيب النجار ، وقلت وكتبت علنا إن هذا الكتاب كنت أخجل من قراءته وأنا طالب فى قسم التاريخ عام 1969 ، فكيف أدرسه وأنا مدرس على وشك الترقية لاستاذ مساعد عام 1985 . ألفت كتابى ( الأنبياء فى القرآن الكريم ــ دراسة تحليلية ) مع أربعة كتب أخرى ، وقامت القيامة ، وحدث ما حدث من وقف على العمل وإحالة للتحقيق ومنع من الترقية والسفر ، وإحالة الى المحاكمة داخل الجامعة متهما بإنكار  حقائق الاسلام ، وأننى ارتكبت ما يُزرى بمكانتى كعالم فى الأزهر ..أى إن الاجتهاد القرآنى فى توضيح حقائق الاسلام تطبيقا لقانون الأزهر نفسه يكون إنكارا لحقائق الاسلام وارتكابا لعار لا يليق بعالم فى الأزهر .

4 ــ كان الطيب النجار أكبر المُحرّضين علىّ وقتها . كانت العلاقات وقتها مقطوعة بين السعودية ومصر إثر مؤتمر الصمود والتصدى الذى دعا اليه صدام حسين وعزل به مصر . وتسللت السعودية ( رابطة العالم الاسلامى الوهابية ) الى مصر عن طريق شيوخ الأزهر للضغط على الحكومة المصرية لتقيم علىّ ( حد الردة ) أو على الأقل لتضعنى فى السجن . فتم عقد مؤتمر فى ( إسلام أباد ) برعاية وحضور  الرئيس الباكساتى ( الوهابى )ضياء الحق ، عام 1987 ، وهذا المؤتمر رعته السعودية (رابطة العالم الاسلامى الوهابية )، وحضرة أئمة الوهابية مع لفيف من شيوخ الأزهر ، وفى مقدمتهم الطيب النجار . ، وناقش المؤتمر كتاب الطيب النجار عن ( تاريخ الأنبياء ) كما ناقش كتابى ( الأنبياء فى القرآن الكريم : دراسة تحليلية ) وقرر المؤتمر تكريم الطيب النجار ومنحه جائزة ، كما قرر اتهامى بالردة ، وعاد شيوخ الأزهر بهذه التوصية للرئيس مبارك ، وأقامت السعودية (  رابطة العالم الاسلامى الوهابية ) مؤتمرا آخر فى ( جدة ) حضره الطيب النجار ، وألحّ مؤتمر جدة على نفس الطلب ، وتمت التضحية بى على محراب عودة العلاقات المصرية السعودية . وبعدها صار  الطيب النجار رئيسا للمركز الدولي للسيرة و السنة النبوية بالأوقاف عام 1987، أنشأته له السعودية (رابطة العالم الاسلامى الوهابية ) للردّ علينا ، وتبرعت له بأربعة مليون جنيه وفق ما أعلنته حينئذ جريدة ( اللواء الاسلامى ). ولم يسمع أحد بعدها عن أى نشاط لهذا المركز الدولى للسيرة والسّنة ، وراحت الملايين الأربعة فى جيوب المشايخ . 

أخيرا : داعش

1 ــ وفى النهاية تمخّض الجهل فولد ( داعش ) .

2 ــ داعش تطبق ما كان يطمح اليه إخوان عبد العزيز .

3 ــ ثقافة داعش الوهابية يقوم على حفظها ورعايتها والدفاع عنها شيوخ الأزهر . خلال ثلاثين عاما تربى طلبة الأزهر على ثقافة داعش ، فأصبحوا إرهابيين يقتلون ويدمرون ويحيسبون أنهم يحسنون صُنعا . والمضحك أن الدولة المصرية تنفق عليهم بلايين الجنيهات لتعلمهم ثقافة داعش ، ثم تطاردهم وتضعهم فى السجون لأنهم يريدون ويحاولون تطبيق دين داعش .

4 ــ من يهاجم ثقافة داعش فى مصر تضعه الدولة المصرية فى السجن متهما بإزدراء دين داعش .

5 ــ وكل داعش وأنتم بخير. 

 

الفصل الثانى : ( أكثر من 100 ألف إله يقدسهم دواعش الأزهر )

أولا : تأليه الصحابة فى الدين السنى الحنبلة الوهابى الداعشى

1 ـ تراثيا يقولون إن عدد الصحابة مائة ألف ، وأن الصحابى هو من رأى النبى محمدا عليه السلام . ويجعلون الصحابة مصدر الدين السّنى ، اليهم تنتهى العنعنة فى الاسناد : ( روى فىن عن فلان ... الخ ..عن ( الصحابى فلان ) عن النبى أنه قال  )، وهم فى فحص السند ومعرفة الراوى هل هو ضعيف أو ثقة يقفون عند الصحابة ويحكمون أنهم جميعا ( عُدول ) أى معصومون من الخطأ . وهذا تأليه للصحابة ، لأن الذى لا يخطىء هو الله جل وعلا فقط ، ولأن أشرف البشر وهم الأنبياء وقعوا فى اخطاء ذكر رب العزة بعضها فى القرآن الكريم . بذلك فإن أهل الدين السُّنى يرفعون الصحابة فوق الأنبياء ، أى يؤلهونهم . وإذا كان عدد الصحابة مائة ألف فإن عدد آلهة السنيين مائة الف ، يضاف اليهم أئمة الدين السّنى وفقهاؤه من أئمة المذاهب الفقهية ومؤلفى الأحاديث ، من مالك والشافعى الى البخارى ومسلم الى ابن تيمية وابن القيم ..الى ابن عبد الوهاب .

2 ـ هذا يؤكده دواعش الأزهر ، الذين يحكمون بكفر من ينتقد الصحابة لأن الصحابة عندهم آلهة لا تخطىء ، ومن ينتقدهم فهو كافر بالدين السّنى . ويتردد فى أقوال دواعش الأزهر وبياناتهم التنديد والتهديد لكل من ينتقد الصحابة ، او يهاجمهم ، وهذا متواتر على ألسنتهم وبأقلامهم لا يستطيعون إنكاره . وما يقوله دواعش الأزهر وما يفعلونه فى تقديس وتأليه  100 ألف صحابى يعنى أنهم يكفرون بالقرآن الكريم ويكذبون رب العزة جل وعلا ، لأنه جل وعلا ذكر فى مئات الآيات القرآنية ما فعله المنافقون ( وهم صحابة ) وما فعله غير المنافقين ، ووصفهم بالكذب والخيانة ، وجعل المنافقين فى الدرك الأسفل من النار .

3 ـ هنا قضية لا تحتمل الرأى الوسط : فإما أن تؤمن بالله جل وعلا ورسوله وتؤمن أن الصحابة بشر فيهم السابقون وفيهم من خلط عملا صالحا وآخر سيءا ، وفيهم منافقون وخائنون وكذابون . وإما أن تُكذّب الله جل وعلا وتكفر بكتابه وتؤمن بأن الصحابة كلهم ( عُدول ) معصومون من الخطا ، لا يأتيهم الباطل بين أيديهم وما خلفهم .

4 ـ التاريخ نفسه ـ الذى لا يستطيع دواعش الأزهر إنكاره ـ يسجل الحروب الأهلية بين الصحابة منذ قتل الخليفة عثمان ، وماتلاه من مواقع ( الجمل ) و ( صفين ) و ( النهروان ). دواعش الأزهر يسيرون على سُنّة السلف فى تجاهل هذه الحروب الأهلية ، وما أسموه بالفتنة الكبرى . وبسبب هذا التجاهل لا يزال المسلمون يعيشون فى نفق الحروب الأهلية حتى اليوم . وما تفعله داعش فى سوريا والعراق وما ستفعله فى غير سوريا والعراق هو إستمرار للفتنة الكبرى المسكوت عن بحثها . معروف ان سكوتهم عن بحث الفتنة الكبرى يرجع الى تأليههم للصحابة ، وللتاكيد على انهم ( عدول ) لا يخطئون ، وليذهب التاريخ الى الجحيم.  من المضحك أن أئمة السُّنة صنعوا أحاديث تنهى عن بحث الفتنة الكبرى مثل حديث ( الله الله فى أصحابى ، لا تتخذونهم غرضا بعدى ) وأحاديث أخرى تبشر بعض الصحابة بالجنة ( مع انه عليه السلام لا يعلم الغيب ) وأحاديث من نوعية ( أصحابى كالنجوم بأيهم إهتديتم إقتديتم ) .وفعلا فقد إقتدوا بهم فلا يزالون فى الفتنة الكبرى يعمهون . ولأن أحاديث السنيين مؤسسة على الكذب والتناقض فهناك أحاديث تتناقض مع ما سبق ، ومنها حديث ( إذا إلتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار ) . هذا الحديث يحكم على رءوس الصحابة وأتباعهم من الصحابة بدخول النار أجمعين ..

4 ـ لو قلت هذا الكلام لدواعش الأزهر فلن يردوا عليك سوى بالتكفير وقانون إزدراء الدين ـ الدين الداعشى الوهابى الحنبلى السنّى .

ثانيا : لمحة قرآنية عن الصحابة

 كتبنا سلسلة مقالات عن الصحابة ننصح بالرجوع اليها هنا . ونكتفى هنا بالآتى:

1 ـ  وصف الله جل وعلا بعض الصحابة خارج جماعات المنافقين بأنهم (خونة ) ، كانوا قد خدعوا النبى عليه السلام ، وجعلوه يدافع عن مجرم ، فنزل قوله جل وعلا ينهاه أن يكون مدافعا عن الخائنين ، وأن الله جل وعلا لا يحب من كان خوانا أثيما : ( النساء 105 ـ 113 ) . جدير بالذكر أن الله جل وعلا حذّر قبلها الصحابة المؤمنين من الوقوع فى خيانة الله والرسول ( الأنفال 27 )

2 ـ عشرات الآيات القرآنية تكلمت عن المنافقين الصحابة ، تقريبا فى معظم السور المدنية ، وخصوصا فى أواخر ما نزل منها . ومن تدبرها نرى نوعين من المنافقين : نوعا فضح نفسه بكلامه ومواقفه ، فنزلت الآيات تعلق عليه . ونوعا أخطر كتم نفاقه فى قلبه وضبط جوارحه وحافظ على سلوكه متظاهرا بالايمان فكان بسلوكه هذا قريبا من النبى ومن كبار القوم ، وبعد موت النبى وانتهاء الوحى نزولا أصبح آمنا من نزول القرآن يفضحه فإنطلق عدوا لله جل وعلا ورسوله . هذا الصنف توعده الله جل وعلا فى سورة التوبة بعذاب دنيوى مرتين ، ثم عذاب عظيم يوم الدين . يقول جل وعلا : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ) . نلاحظ أن الآية الكريمة نزلت وهم أحياء يصحبون النبى عليه السلام ، ومع ذلك يؤكد رب العزة مقدما أن أولئك الذين مردوا على النفاق سيموتون على كفرهم ونفاقهم بحيث سيتعرضون مرتين لعذاب دنيوى ، ثم عذاب عظيم أخروى .

3 ـ الصحابة المنافقون الذين فضحوا أنفسهم بسلوكهم تكرر وصفهم بأنهم فى قلوبهم مرض ( أى مرض الكفر ) ، منهم من كان يخادعون الله جل وعلا ورسوله وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ( البقرة 8 : 15 )، وكان مرضهم ( القلبى ـ الكُفرى ) يظهر فى أوقات المعارك ، بعد ( بدر ) : ( الأنفال 49 ) وموقعة الأحزاب ( الأحزاب : 12 ، 61  ) وفى غير ذلك ( محمد  20 ، 29 )( التوبة 125 )

4 ـ الصحابة المنافقون إتخذوا الحلف كذبا بالله جل وعلا وسيلة يدافعون بها عن أنفسهم ، أو بالتعبير القرآنى (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) المجادلة ). ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) المنافقون ).

وبعضهم كان يدخل على النبى يقدم له فروض الطاعة ثم يخرج من عنده يكذب عليه :( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) النساء )، أى بدأ الكذب على النبى عليه السلام مبكرا فى حياة النبى ، ثم انتشر بعد موته .

ووصف رب العزة بعضهم بالكذب وهم يحلفون بالله جل وعلا كذبا ( يهلكون أنفسهم ) : ( وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) التوبة ) هنا تكرر وصف أولئك الصحابة مرتين بالكذب .

 5 ـ هؤلاء الصحابة الكذابون كانوا يجدون من يصدق ويسمع لأكاذيبهم ، حدث هذا فى موضوع حديث الإفك الذى صدقه المؤمنون ورددوا هذا الإفك دون أن يتحروا الحقيقة ، فقال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) النور ) الى أن يقول جل وعلا : ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) النور ).

وفى خداعهم ومؤامراتهم كان اولئك الصحابة المنافقون يجدون من يسمع لهم بين المؤمنين ، يقول جل وعلا ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)  التوبة ).

6 ـ أكثر من هذا أن رب العزة ( يشهد ) بذاته على أن أولئك الصحابة كاذبون . لم يأت هذا مرة واحدة فى شأن هؤلاء الصحابة ، بل تكرر فى مناسبات شتى : فى كل منها يقول جل وعلا: ( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) ، يقول جل وعلا : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) التوبة ) ( أَلَمْ تَرى إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) الحشر ) ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) المنافقون ).

 الله جل وعلا يشهد بأنهم كاذبون ، ودواعش الأزهر يكذبون شهادة رب العزة ، أى يتهمون رب العزة بالكذب ، لأنهم يؤكدون أن كل الصحابة ( عُدول ) لا يكذبون . وإذا دافعت عن رب العزة فإن دواعش الأزهر يتهمونك بإزدراء الدين ( السُّنى )

سؤال أخير :

المؤمن يقول ( صدق الله العظيم ) لو تعارض القرآن مع الثوابت . فماذ يقول دواعش الأزهر لو تعارض القرآن الكريم مع ثوابتهم وما وجدوا عليه آباءهم ، ومع (المعلوم عندهم بالضرورة )؟

أصدق الحديث :

يقول جل وعلا  عن القرآن الكريم : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) الواقعة ) ويقول بعدها في من يتاجر بالدين : ( أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)  الواقعة ) .

ودائما : صدق الله العظيم.. ولو كره الداعشيون .

 

الفصل الثالث : ( دواعش الأزهر والبلبلة )

 

 دواعش الأزهر والبلبلة :

 الشيوخ المتبلبلون ( 1 / 5 )

مقدمة :

1 ـ عندما أثير موضوع ( إنكار عذاب القبر ) سارع شيوخ داعش المتحكمين فى الأزهر باصدار بيان باسم الأزهر ( بشأن ما نشر من أغاليط دينية فى الإعلام، مثل إنكار عذاب القبر وغيرها من الأحاديث التى أحدثت لغطا فى الفترة الماضية. ) ونددوا بما يظهر على الساحة الاعلامية من ( مقالات تبلبل أفكار الناس؛ مثل ما قيل عن إنكار عذاب القبر ونعيمه، وما قيل عن الصحابة الأجلاَّء، ومحاولة الانتقاص من مكانتهم العظيمة. ) واعتبر هذا النقاش أمرا خطيرا ، وأنه محاولة لشغل الأزهر عن رسالته وعن قضايا الأمة التى يحملها على كاهله (  وهو ليس فى حل لكى يترك مهامه الكبيرة تجاه دينه وبلده وأمته ويتفرغ للرد على مقالات لا تعبر من قريب أوبعيد عن هموم الأمة وآلامها ).

2 ـ دواعش الأزهر يبررون عجزهم عن الدفاع عن خرافات عذاب القبر وتقديس الصحابة التى يؤمنون بها بأنهم مشغولون بقضايا الأمة التى يحملها على كاهله . أول مرة نعرف أن دواعش الأزهر يحملون قضايا الأمة على كواهلهم . ولعل هذا هو السبب أن هذه الأمة تحمل الأزهر معها وهى تهبط من قاع الى قاع الى أن وصلت أسفل سافلين حين تمخض جهل شيوخ الأزهر فولد ( داعش ). وبسبب ( إنشغالهم بقضايا الأمة ) فقد أنتجوا جيلا إرهابيا من الطلبة والطالبات ، هم دواعش اليوم والغد . إنشغل شيوخ الأزهر خلال أربعين عاما فى نشر الفكر المتطرف وفى الدفاع عنه ،وعندما إنطلق صوت فى الاعلام ينتقد بعض الخرافات التى يحميها دواعش الأزهر من النقاش هبوا يهاجمون ويهددون ، بينما صرخات ضحايا داعش فى العراق وسوريا لم تحرك فيهم ساكنا. تحركوا فقط حين هوجم ( ثعبانهم الأقرع ) لأن الثعبان الأقرع هو الذى يعبر عندهم عن ( هموم الأمة وآلامها ).

بعد موت كبار نجوم الكوميديا من الريحانى واسماعيل ياسين وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى وفرقة ساعة لقلبك ، وبعد قلة النصوص الكوميدية فإن أى عاقل يقرأ بيان دواعش الأزهر هذا قد يموت من الضحك ومن الغيظ معا .

2 ـ قالوا فى البيان ( مقالات تبلبل أفكار الناس ). نناقش هنا كلمة ( البلبلة ) التى وردت فى بيان الدواعش الأزهريين ، وهى تُفصح عن عقيدتهم وعقليتهم ، و تتكرر فى ( ادبياتهم ) يرفعونها سلاحا يحتمون به من النقد . وجاء أوان تمحيص ( البلبلة ) فى هذا المقال البحثى لنعرف من القرآن الكريم موقف دواعش الأزهر الحالى من الاسلام .

أولا : منبع البلبلة وأين توجد : أصناف البشر من حيث الايمان : 

1 ـ فى بداية سورة البقرة ذكر رب العزة ثلاثة أصناف من البشر من حيث الايمان القلبى : المؤمنون المتقون الموقنون ، والكافرون الصرحاء ثم المنافقون . قال جل وعلا عن صفات المؤمنين المتقين : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5))

وقال جل وعلا عن صفات الكافرين الصرحاء : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)).

وقال جل وعلا عن صفات المنافقين فى كل زمان ومكان فى أى مجتمع يكون فيه (ناس ) فمن الناس : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) البقرة ). المحصلة أن لدينا نوعين من البشر : متقون ، وكافرون ( صرحاء ومنافقون ) . 

2 ـ نفهم هنا منبع ( البلبلة ): فالايمان القلبى نوعان : يقينى ، ومرتاب . والبلبلة تكمن فى القلوب المرتابة وليس فى القلوب التى تؤمن بالله جل وعلا وبكتابه وباليوم الآخر إيمانا يقينيا . الايمان المرتاب هو الذى يعانى من ( البلبلة ) حين تتعرض الخرافات التى يؤمن بها للنقد والنقاش . 

ثانيا : لا توجد البلبلة فى إيمان المتقين الموقنين

1 ـ : الإيمان اليقينى لا يأتيه الريب ولا الشك ولا الظن ( أى لايتبلبل ) أى لا مجال فيه للبلبلة . نعيد قراءة آيات سورة البقرة عن المتقين :  ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5)). المتقون يؤمنون بأن القرآن ( لايب فيه ) ويؤمنون بما جاء في القرآن من غيوب لأنه لا يعلم الغيب إلا الله جل وعلا الذى أنزل الكتاب ، وهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة تعبدا مخلصا لله جل وعلا وفى سلوكهم المسالم الصالح مع الناس ، وهم يؤمنون بكل الكتب السماوية إجمالا ، وفى النهاية هم يؤمنون باليوم الآخر ، أى هم بالآخرة ( يوقنون ) . بإختصار هم يؤمنون أن القرآن ( لا ريب فيه ) وأن اليوم الآخر ( لا ريب فيه ) .

2 ـ فى إيمانهم بأن القرآن لا ريب فيه لا يؤمنون بغيره حديثا ، طبقا لقوله جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف ) ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات ) ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية ).

3 ــ وهم يؤمنون بأن اليوم الآخر( لا ريب فيه) بمعنى أنهم يؤمنون ( قلبيا ) بأن الله جل وعلا ( وحده ) هو ( مالك يوم الدين ) وأنه ( وحده ) الشفيع ، وأنه لا تملك نفس لنفس شيئا يوم الدين :( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) الانفطار ) ويؤمنون ( سلوكيا ) بما يتبع هذا القلبى اليقينى ، أى سلوك يتقى الله جل وعلا وعمل صالح ونفس تتحسّب للقاء الله جل وعلا يوم الحساب ، تتقيه جل وعلا فى السّر وفى العلن ، تقول الحق إبتغاء مرضاة جل وعلا ولا تأخذها فى حق الله جل وعلا لومة لائم ، ولو كره الكافرون المبطلون الداعشيون . هؤلاء المؤمنون المتقون الموقنون لا يمكن أن تلحقهم البلبلة .

4 ـ  يؤمن المتقون بأن القرآن الكريم بصائر وهدى ورحمة لمن يوقن فى ايمانه بالله جل وعلا كتابه وباليوم الآخر ، يقول جل وعلا  عن القرآن الكريم : ( هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) الجاثية )، ويقول جل وعلا عن كتابه الحكيم الذى هو هدى وبشرى للمؤمنين الذين يوقنون بالآخرة : (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) النمل ).

5 ـ وبينما يحتكم الكافرون الى شرائع جاهلية وضعية فإن المؤمنين المتقين الموقنين يؤمنون بأن شريعة الله جل وعلا هى الأحسن، قال جل وعلا عن شرعه القرآنى الذى لا يؤمن به الداعشيون  : ( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) المائدة ).

وبينما يوقن المؤمنون بأن حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم هو الهدى والرحمة للمحسنين مقيمى الصلاة مؤتيي الزكاة الموقنين بالآخرة فإن المُصابين بالبلبلة يشترون ( لهو الحديث ) ليصرفوا الناس عن القرآن وكى يتخذه الناس مهجورا ، وإذا تتلى عليه آيات الله جل وعلا ولّى كالدواعش مستكبرا ، يقول جل وعلا : ( الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان ).

وبينما يوقن المؤمنون بالله جل وعلا وبكتابه وآياته جل وعلا فى الخلق ، ويوقنون بالله جل وعلا وحده الاها وبحديثه فى القرآن وحده حديثا نرى المُصابين بالبلبلة من الأفاكين الآثمين الدواعشيين يصممون على تكذيب ما يسمع من آيات الله جل وعلا ، يقول جل وعلا فى أول سورة الجاثية :( حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) الجاثية )

6 ـ بيان القرآن يكون مُتاحا فقط لمن يوقن به وحده حديثا إلاهيا ، فالقرآن الكريم ( بيّنة) أى حُجّة  قاطعة للذين يوقنون به ، يقول جل وعلا :( قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) البقرة ). والذى يطلب الهداية فى القرآن الكريم بإخلاص ويقين قلبى ويجاهد فى سبيل الله جل وعلا يبتغى مرضاته جل وعلا ينال هداية الله جل وعلا ، وعلى العكس من هذا أولئك الذين يفترون على الله كذبا ويكذبون بآياته كما يفعل دواعش الأزهر ، يقول جل وعلا فيهم وفى من على ملتهم : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) العنكبوت ) ويقول جل وعلا فيمن يبتغى الهداية (  وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) ) العنكبوت ).

7 ـ وكان محمد رسول الله عليه السلام على ( بيّنة ) من ربه ، ولذا عندما كذبه قومه وطلبوا منه ( الاهلاك ) أى أن يعجل الله جل وعلا بإهلاكهم أمره ربه جل وعلا أن يعلن لهم أنه على بينة من ربه أى متيقن وموقن بربه وكتاب ربه جل وعلا ، وأنهم كذبوا بالله جل وعلا وقرآنه ، وأنه عليه السلام ليس عنده القدرة على تعذيبهم ، فذلك مرجعه لرب العزة جل وعلا : ( قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) الانعام )، ولو كانت لديه القدرة على إنزال العذاب بهم لاستجاب لطلبهم : ( قُلْ لَوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58) الانعام )

8 ـ  نوح عليه السلام قال لقومه إنه ( على بيّنة من ربه ) أى على يقين من ربه : ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ ) (28) هود )، وقال قوم عاد لنبيهم هود عليه السلام أنهم فى ( بلبلة ) من دعوته ، أى أنهم فى شكّ من دعوته ، وفى ريب منها ، إذ كيف يتركوا ( الثوابت ) وما وجدوا عليه آباءهم ، وكيف يتركون ( المعلوم لديهم بالضرورة ) وقد شكّكهم فيها النبى صالح بدعوته البيّنة فحاقت بهم ( البلبلة ) : ( قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) هود ). وردّ عليهم صالح عليه السلام بأنه فى مقابل ريبهم وبلبلتهم فهو ( على بيّنة من ربه ): ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) هود ).

9 ـ وعليه فالبشر نوعان فى مجال الايمان القلبى : مؤمن موقن على بينة من ربّه ، ونوع مُصاب بالبلبلة يتبع هواه متقلبا مترددا ، قد زيّن له الشيطان سوء عمله ، ولا يستوى هذا بذاك ، يقول جل وعلا : ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14) محمد ). وندخل على المتبلبلين أصحاب الشك والظن وعدم اليقين .

 

دواعش الأزهر والبلبلة : 

حقائق القرآن تبلبل دواعش الأزهر ( 2 : 5 )

نذكر بعض هذه الحقائق التى تبلبل قلوب دواعش الأزهر ولا يعرفها دواعش الأزهر:

1 ـ  الذى لا يعرفه دواعش الأزهر أن الواجب على المؤمن أن يكون إيمانه القلبى بألوهية الله جل وعلا وحده خالصا لله جل وعلا وحده، وكذا عبادته ، أى أن مساحة التقديس فى قلب المؤمن يجب أن تكون لله وحده ، ولا مجال فيها لتقديس مخلوق .

2 ـ الذى لا يعرفه دواعش الأزهر أن الكافر يحمل فى قلبه إيمانا  بالله جل وعلا  ولكنه إيمان قليل . إنه يجعل لله جل وعلا شركاء فى التقديس وفى العبادة ، أى يؤمن بالله جل وعلا ويؤمن بآلهة أخرى يقدسهم من البشر ، كما يفعل المحمديون الذين يجعلون محمدا عليه السلام شريكا لله جل وعلا فى الشهادة وفى الأذان وفى الصلاة وفى التشريع وفى الحج ، ويجعلون محمدا الشفيع يوم القيامة بل يجعلونه مالك يوم الدين الذى يُذعن الله جل وعلا لشفاعته ، وفى كل ذلك يجعلون لمحمد (سُنّة ) أى أحاديث كاذبة ينسبونها له بعد موته بقرنين وأكثر ، ويجعلونها ( تنسخ ) أى تُلغى أحكام القرآن . نصيب الله جل وعلا قليل فى هذا القلب الكافر ، لأن الآلهة تتكاثر على حساب التقديس الواجب لله جل وعلا وحده ، بعد تقديس النبى يُضاف تقديس الصحابة والأئمة والأولياء وآل البيت ، يتضاءل مساجة التقديس لله جل وعلا بتكاثر تقديس آلاف المخلوقات . ولكن الأخطر أنهم لا يؤمنون أبدا بالله جل وعلا  (وحده )   ، لا يؤمنون بالله إلا إذا كان معه هؤلاء الآلهة البشر المقدسين . ويوم القيامة سيقال لهم وهم فى جهنم يطلبون الخروج منها ( ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر ).

3 ـ الذى لا يعرفه دواعش الأزهر أن كل رسول جاء برسالة واحدة ، ولكنهم فى كفرهم بالقرآن يخترعون وحيا آخر شيطانيا يرفعونه فوق كلام الله جل وعلا . ولكن الدواعش لا يؤمنون بالقرآن إلا ومعه ( السّنة ) المفتراة. لا يكفيهم كتاب الله ، وتصيبهم البلبلة لو إستشهدت بقوله جل فى الرد عليهم وعلى سلفهم من مشركى قريش : (  أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (52)  العنكبوت ). دواعش الأزهر لا يكتفون بكتاب الله جل وعلا ، وينكرون شهادة الله جل وعلا أن الكتاب القرآنى كاف . دواعش الأزهر يؤمنون بالباطل ويكفرون بالله جل وعلا ، وإذا ماتوا على هذا فهم الخاسرون ،

4 ـ الشيوخ الدواعش يكرهون ويتشنجون إذا سمعوا خطبة بالقرآن وحده لأن حقائق القرآن ( تبلبلهم )، وإذا ذكرت رب العزة ( وحده ) فى القرآن الكريم وحده ولوا على أدبارهم نفورا لأن بينهم وبين القرآن حجابا مستورا ، هو ذلك ( الحديث الشيطانى ) الذى به يؤمنون ، يقول جل وعلا :(وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46)الاسراء ) .

ويقف الخطيب الداعشى يخطب وكلما ذكر إسم رب العزة جل وعلا فلا تسمع من جمهور الداعشيين من يقول ( سبحان ربى العظيم ، سبحان ربى الأعلى ) مع أنه من العبادات المنسية التسبيح ( راجع كلمة : سبّح ومشتقاتها. ). أضاع المحمديون فريضة التسبيح بسبب جنونهم بتقديس النبى محمد ، فإذا ذُكر إسم الله لا يأبهون بتعظيمه جل وعلا وحمده وتقديس إسمه العظيم ، ولا تشعر قلوبهم بالوجل شأن المؤمنين حق الايمان ، قال جل وعلا عن المؤمنين حقا : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) (2 ) (الأنفال ). المحمديون وفى مقدمتهم شيوخ داعش يرتكبون اكثر من ذلك ، فإذا ذُكر اسم النبى محمد أسرعوا بالصلاة عليه معتقدين أن الصلاة على النبى عبادة ( وليست كذلك ، وقد شرحنا هذا هنا فى مبحث عن الصلاة على النبى ) . يتسارعون بالصلاة على النبى كلما ذكر المتحدث إسم النبى ، ويسكتون عندما يُذكر إسم الله جل وعلا ، أى يقدسون محمدا أكثر من تقديسهم لله جل وعلا.

أكثر من ذلك ، لو خلت الخطبة من ذكر وتقديس النبى محمد إشمأزت قلوبهم ، فإذا ذكرت النبى محمدا هللوا واستبشروا ، ينطبق عليهم قوله جل وعلا : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) الزمر )

5 ـ الذى لا يعرفه الشيوخ الدواعش أن القضية الأساس هى الايمان بالله جل وعلا وحده لا تقديس لغيره ولا إيمان بإله سواه . وفى قصص الأنبياء فى القرآن كانت الدعوة هى الى أنه ( لا إله إلا الله ) ونبذ الآلهة الأخرى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) الانبياء ) ، وأن الدعوة الى نبذ الشرك جاءت فى كل الرسالات السماوية ، وقد كانت قريش تضغط على النبى محمد عليه السلام ليعترف بأوليائها ، وكانوا يعبدونها لتقربهم الى جل وعلا زلفى، ونزل الرد بإخلاص الدين لله جل وعلا  : (  تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) الزمر ) وأمر الله جل وعلا رسوله الكريم أن يُعلن خوفه إن أطاعهم : (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) الزمر )، وفى مواجهة ضغوطهم عليه أمره ربه جل وعلا أن يقول لهم : ( قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَنِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)) وأن يؤكد لهم بأنه لو أشرك فسيحبط الله جل وعلا عمله الصالح ، وهذا ما جاء فى كل الرسالات السماوية  ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) الزمر ).

6 ــ الذى لا يعرفه الشيوخ الدواعش أن القضية الأساس هى الايمان بالله جل وعلا وحده ، فقوم عاد قالوا للنبى هود مستنكرين مستكبرين  : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ) (70) الاعراف )، أى رفضوا أن يعبدوا الله جل وعلا وحده ، ورفضوا التخلى عما وجدوا عليه آباءهم ، أو ( الثوابت ) و ( المعلوم من دينهم بالضرورة ).

7 ــ الذى لا يعرفه الشيوخ الدواعش أن السلف الكافر الذى سبقهم فى الكفر كانوا يصنعون ( أسماء ) لآلهتهم وتصبح لهذه الأسماء قُدسية تُرهب من ينتقدها او يعترض على عبادتها . قوم نوح أطلقوا على آلهتهم أسماء : ود ، سواع ، يغوث ويعوق ونسر : (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) ) نوح )، وبعدهم أطلق قوم عاد أسماء على آلهتهم ، وقدسوا هذه الأسماء فقال لهم نبيهم صالح عليه السلام : (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ (71) ) الأعراف )، ونفس الحال فى المصريين فى عهد يوسف عليه السلام ، وهو القائل : ( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40)  ) يوسف )، والعرب فى وقت نزول القرآن الكريم كانوا يعبدون أسماء لآلهتهم ، فقال جل وعلا عنهم : (أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23) ) النجم ).

سار دواعش الأزهر على سُنّة سلفهم الكافر فقدسوا (إسم البخارى ) ، ولو إنتقدت البخارى لثاروا عليك يهددونك بقانون إزدراء الدين ، لأن إسم البخارى هو عندهم ( عمود الدين ) . أما لو وقفت فى ميدان التحرير ، ولعنت (إبن برزدويه ) فلن يلتفت اليك أحد ، مع أن ( إبن برزدويه ) هم الإسم الحقيقى للبخارى .!!

8 ـ الذى لا يعرفه الشيوخ الدواعش أنّ الايمان اليقينى الحق الذى لا بلبلة فيه يجعل صاحبه يتبرأ من قومه المشركين حتى  ( يؤمنوا بالله جل وعلا وحده ) ، والمؤمن الموقن بالله جل وعلا يتأسّى بالمؤمنين مع ابراهيم عليه السلام الذين تبرأوا من قومهم  المشركين الذين كانوا يؤمنون بالله جل وعلا ولكن يؤمنون بغيره أيضا ــ شأن المشركين فى كل زمان ومكان وشأن الدواعش فى هذه الأيام ـ لذا قال المؤمنون من أصحاب ابراهيم لقومهم المشركين : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ  ) الممتحنة )  فالقضية الأساس التى ينكرها دواعش الأزهر هى الايمان بالله جل وعلا ( وحده ).

9 ــ   الذى لا يعرفه الشيوخ الدواعش أنّهم لو ماتوا على كفرهم فسيندمون عندما يرون بأس رب العزة الذى ما قدروه حق قدره . عندها سيعلنون فى الوقت الضائع إيمانهم بالله جل وعلا ( وحده ) ولكن لن يُجدى ولن ينفع هذا الايمان ، وسيكونون من الخاسرين إذا ماتوا على هذا الكُفر ، يقول جل وعلا عما سيحدث يوم القيامة :  ( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85) غافر )

10 ـ الذى لا يعرفه دواعش الأزهر أن هذا الايمان ( المُتبلبل ) الذى لا ينفع هو ( إيمان الكفرة ) ، وهو الايمان القليل بالله جل وعلا لأنه كفر بالله جل وعلا ، وهو كفر يستحق اللعنة من رب العزة جل وعلا ، يقول جل وعلا عن كفرة بنى إسرائيل : ( وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88) البقرة )( وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46) النساء )( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) النساء ). كانوا لا يؤمنون إلا إيمانا قليلا ، وكانوا يتباهون بإيمانهم القليل هذا فقال جل وعلا لهم : ( قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) البقرة ). ويوم القيامة لا ينفع الذين كفروا هذا الايمان القليل ، يقول رب العزة :( قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) السجدة ).

أخيرا

1 ـ المستفاد مما سبق أن دواعش الأزهر يكفرون بالله جل وعلا ويلحدون فى أسمائه وفى كتابه .

2 ـ ولا زلنا ننصح دواعش الأزهر بالإيمان بالله جل وحده إلاها لا شريك له فى مُلكه ، ولا شفيع سواه ، ولا تقديس لإسم سوى أسمائه الحسنى . لازلنا ندعوهم لترك تقديس البشر والحجر ، ولا زلنا نحذرهم من تقديس أسماء البشر لأن هذا إلحاد فى أسماء الله الحسنى ، نحذرهم أن تحلّ عليهم لعنة الخلود فى النار ضمن من قال عنهم رب العزة جل وعلا : (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)  ) الأعراف )

3 ـ ولا زلنا نحذرهم من الإلحاد فى آيات الله بما يزعمون أنه ( تفسير و تأويل ونسخ ..الخ )، وقد أقاموا لهذا الرجس كليات أصول الدين و الدراسات الاسلامية والشريعة ، أى تفرغوا للإلحاد فى كتاب الله جل وعلا . وهذا الإلحاد لايخفى على رب العزة ، وقد قال جل وعلا لهم ولغيرهم مُحذرا :  (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)  فصلت )

ودائما : صدق الله العظيم .. ولو كره الشيوخ الداعشيون .

 

دواعش الأزهر والبلبلة :

الشيوخ المتبلبلون بين الريب والشّك ( 3 / 5 )

1 ـ :المشركون لا يوقنون : المؤمنون المتقون ( يوقنون ) بينما تكون البلبلة أساس إيمان الكافرين المشركين ، فهى تعنى الشّك والريب وعدم اليقين  . وبينما يتأسس إيمان المتقين على يقين ، وبينما يوصفون بأنهم ( يوقنون ) فإن المشركين موصوفون بأنهم  الذين ( لا يوقنون  ).

ويتجلى هذا فى الايمان بالقرآن الكريم واليوم الآخر.  وبينما يوقن المؤمنون المتقون بأن القرآن لا ريب فيه فإن المشركين يرتابون فى القرآن ويتخذون حديثا آخر ، وهكذا كانوا يفعلون فى عصر النبوة . وعن إتهامات مشركى قريش للرسول عليه السلام وحديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم يأتى الرد الالهى ، وفى نهايته يقول جل وعلا : ( أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ (36) الطور). وعن كفر المشركين بالقرآن يقول جل وعلا للرسول عليه السلام : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60) الروم ) . وبينما يؤمن المتقون باليوم الآخر كما جاء فى القرآن فإن المشركين ( المتبلبلين ) هم فى ريب من اليوم الاخر ، وليسوا ( مستيقنين ) بشأنه . وسيعترفون يوم القيامة بأنهم لم يكونوا مستيقنين باليوم الآخر : ( وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) الجاثية )

2 ـ العمل الصالح والجهاد فى سبيل الله جل وعلا إبتغاء الجنة ورضاه جل وعلا هو المحكّ الحقيقى للإيمان اليقينى الذى لا يلحقه شكّ أو ريب . إذ لا وجود للريب والشك لدى المؤمنين حق الايمان ، يقول جل وعلا : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (15) الحجرات ) هم لا يرتابون ، لذلك فهم فى سلوكهم يجاهدون بأموالهم وانفسهم فى سبيل الله جل وعلا ، ولذا هم موصوفون بالصدق ، أى تصدق أعمالهم ويصدق إيمانهم . فالسلوك الصالح بالجهاد فى سبيل الله جل وعلا هو الذى يعبّر عن صُدقية الايمان الخالى من الريب والشك .

أما المنافق الذى يتظاهر بالايمان السطحى الشكلى فإن الريب والتردد والشك ينعكس على سلوكه ومواقفه ، وكان هذا حال المنافقين فى عصر النبوة ، وفى عصرنا . يقول جل وعلا عنهم ريبهم وترددهم عند الدعوة للجهاد:( إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) التوبة ). وعندما تآمروا على بناء مسجد الضرار واتخذوه وكرا للتآمر ، كان هذا البناء معبرا عما فى قلوبهم من ريب . يقول جل وعلا : ( لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110 التوبة ). ونلاحظ هنا أن الله جل وعلا  ( العليم الحكيم ) يستخدم ( الفعل المضارع ) بأنه لا يزال بنيانهم ريبة فى قلوبهم ،وستظل هذه الريبة مركزة فى قلوبهم ، وهى إشارة الى استمرارية مساجد الضرار بعد الآية الكريمة . وهى ظاهرة أساس نراها حتى الآن حيث أصبحت مساجد الضرار مراكز لنشر الباطل ، بل وتحولت الى أوكار للتآمر ، ثم انتهى ببعضها الحال لتصبح مقرات حربية وأهدافا عسكرية كما يحدث فى العراق وسوريا .

3 ـ والبلبلة ( الشك والريب ) ملمح أساس فى تاريخ المشركين قبل نزول القرآن الكريم . وبهذا جاء وصف المشركين قبل الرسالة الخاتمة ، فى تقرير قرآنى  كلهم قالوا لرسلهم إنهم فى شك مريب من دعوة الرسل للحق ، يقول جل وعلا عن ريب الكافرين قبل الرسالة الخاتمة : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) ابراهيم ).

وقال قوم ثمود للنبى صالح عليه السلام :( قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) هود ) أى كانوا فى شكّ مريب من الحق الذى يدعو اليه ، ورد عليهم بأنه ـ على العكس منهم ـ ( على بينة من ربه ) :( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) هود ) .

وعن ريب المصريين من دعوة يوسف عليه السلام قال مؤمن آل فرعون يعظ قومه : (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) غافر) ، أى كانوا فى شك وارتياب من دعوته برغم مكانته فيهم وبرغم ما فعله لهم وقت السنوات السبع الشداد .

وتكررت الرسالات السماوية لبنى اسرائيل وتكرر معها الريب لدى الكافرين منهم ، يقول جل وعلا : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)هود )( وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) الشورى ).( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45)فصلت )

وجاءت قريش تسير على سُنّة سلفها (الصالح).!! ، قالوا حسدا للنبى محمد عليه السلام : ( أَؤُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا ) وجاء الرد من رب العزة : ( بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) ص ). وردا على ( ريبهم وشكّهم ) أمر الله جل وعلا رسوله الكريم أن يعلن رفضه لآلهتهم : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (104) يونس ) وفى موجز رائع للحياة الدينية لكفار قريش يقول رب العزة:( بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) الدخان ).

4 ـ السؤال الهام هنا : هل قدم الشيطان إستقالته بعد إكتمال القرآن الكريم نزولا ؟ وهل إنتهى تماما الريب والشك و ( البلبلة ) من (عقائد ) ( المسلمين ) ؟

لم يحدث بدليل وجود الصحابة المنافقين فى المدينة حول النبى محمد عليه السلام ، وهم الموصوفون بأنهم فى الدرك الأسفل من النار .وبالتالى فإن الشك والريب و ( البلبلة ) ستتضاعف بعد موت النبى عليه السلام وستتوغل وتنتشر وتصبح هى الأساس لدى المسلمين ، خصوصا مع تفرقهم الى ملل ونحل وطوائف ومذاهب ، وتحول الاختلاف والشقاق الى حروب أهلية لا تزال مشتعلة حتى الآن ، وفى كل هذه الحروب يوجد ( أئمة ) من الشيوخ و ( قادة ) و ( زعماء ) و ( جنود ) من العوام . وظهرت داعش بجنودها وشيوخها القائمين هلى حفظ تراثها الدينى السّنى السلفى الحنبلى الوهابى . فإذا دعونا الى الاحتكام الى القرآن بشأن تراثهم أصابتهم البلبلة لأنهم أصلا لا يؤمنون بالقرآن .

هذا الوضع سيظل هذا ساريا الى نهاية العالم . ويوم القيامة سيأتى كل منا للحساب ، والخاسر يوم القيامة سيكون مصيره جهنم ، ومن حيثيات إستحقاقه لجهنم أنه فى الدنيا كان كفارا عنيدا مناعا للخير معتديا مريبا ( أى مصابا بالبلبلة ) يقول جل وعلا : ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) ق )

يبقى السؤال الأخير لدواعش الأزهر :

هل هذه الدنيا ( بكل ما فيها من متاع ومناصب وثروات وجاه و.. حُطام ) تستحق الخلود فى النار .. يا دواعش الأزهر ؟

 

 

 دواعش الأزهر المتبلبلون المرتابون فى القرآن وفى اليوم الآخر ( 4 / 5 )

1 ــ المشركون لا يوقنون باليوم الآخر ، يقول جل وعلا عن ريبهم فى اليوم الآخر : ( بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمِينَ (66) النمل ). أغلبية البشر وأكثرية الناس لا يؤمنون باليوم الآخر الذى ( لا ريب فيه ) ، يقول جل وعلا : ( إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59) غافر ) . هذا بالرغم من التأكيد الالهى الذى تكرر فى القرآن الآخر بأن يوم القيامة ( لا ريب فيه ) ورد هذا فى ( آل عمران 25 ، النساء 87 ، الأنعام 12 ، الشورى 7 ، الجاثية 26 ، الكهف 21 ،) ، و الاستدلال عليها فى سورة الحج :( 5: 10 ) . أما المتقون فإيمانهم باليوم الآخر ( لا ريب فيه ) ، هم يدعون الله جل وعلا قائلين : ( رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) آل عمران ).

2 ـ القرآن الكريم موصوف أيضا بأنّه : ( لا ريب فيه ) . جاء هذا ردا على المرتابين فى القرآن المتشككين فيه المتبلبلين بشأنه ، يقول جل وعلا ردا على ريب مشركى قريش يتحداهم بإتيان سورة من مثله : ( وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة ). ويقول جل وعلا فى خطاب عام يؤكد أن القرآن كتاب لا ريب فيه : ( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) يونس ).

3 ـ وللتأكيد على أن القرآن لا ريب فيه يأتى إفتتاح بعض السور بالحروف المقطعة الى كانت لُغزا للسابقين ، يقول جل وعلا :(  الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) ) السجدة ). بدأ هنا الخطاب بالحروف ( ألم ) في  إشارة الى الاعجاز العددى الرقمى فى القرآن والذى بدأت جهود فى الكشف عن معالمه . تلك الحروف المقطعة تؤكد أن القرآن لا ريب فيه .

4 ـ ويجتمع الايمان بالكتاب الذى لا ريب فيه وباليقين باليوم الآخر الذى لا ريب فيه فى وصف المتقين ، وجاء هذا بنفس الاعجاز الرقمى فى بداية سورة البقرة فى قوله جل وعلا : (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) ) البقرة ). الخطاب هنا يؤكد أن المتقين هم الذين يجمعون بين اليقين باليوم الآخر واليقين بالقرآن الذى لا ريب فيه . كلاهما ( لاريب فيه ).

وبعد وصف المتقين الموقنين بالقرآن وباليوم الآخر جاءت الآيات التالية فى سورة البقرة تتحدث عن الكافرين الصُرحاء فى آيتين فقط ( البقرة 6 ، 7 ) بينما تحدث فى الآيات من ( 8 : 20 ) عن المنافقين الذين يزعمون الايمان بالله جل وعلا وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ، بل هم متآمرون وبالقرآن مستهزئون . الكفر الصريح والنفاق المُخادع والتقوى حالات تعترى البشر ، وتستمر فيهم ، أى أن الحديث الالهى عن البلبلة والريب والشك فى القرآن الكريم واليوم الآخر مستمرة بعد عصر النبوة ، ويمثلها من يكررون نفس الأفعال ويتصفون بنفس الصفات فى كل زمان ومكان الى أن تأتى الساعة التى ( لا ريب فيها ) والتى أفاض فى وصفها و الدعوة الى الايمان بها القرآن الكريم الذى ( لا يب فيه ) .

5 ــ وقد يقول قائل إن المحمديين يؤمنون بالقرآن ولا يكفرون به . ونقول إنهم ( يؤمنون بالمصحف ) بالورق والغلاف ، أى بالشكل الخارجى المادى الملموس ، يتبركون به ويقسمون عليه ، ويتخذونه تميمة ضد الحسد والعين ، ويضعونه زينة على الحائط وفى السيارة وعلى المكتب تظاهرا بالتقوى ، وهذا كله يدخل فى مظاهر التدين السطحى والاحتراف الدينى الذى يُصاب به أى مجتمع إذا سيطر عليه ( دين أرضى ) له كهنوته وأربابه ومؤسساته وشيوخه ، كما هو الحال فى معظم دول ومجتمعات المحمديين على إختلاف أديانهم الأرضية .

المحكُّ أو الفيصل فى إيمانهم أو كفرهم بالقرآن يتجلى ويتأكد حين تطلب منهم الاحتكام الى القرآن فى أى مظهر من مظاهر دينهم الأرضى . إن الاحتكام الى القرآن فريضة منصوص عليها ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً )(114) الأنعام ) والهدف منها تنقية القلوب من أى زيغ . والمؤمن الباحث عن الهداية إذا إحتكم للقرآن أو جىء له بآية قرآنية سارع بالسجود القلبى مذعنا لله جل وعلا . أما الكافر بالقرآن فمهما أعلن إيمانه فإنه يرفض الآية القرآنية ويُولى مستكبرا ، متخذا شتى الحجج ( التراثية ) ، ويُصاب بالبلبلة ، والظن و الريب ، والشك والاسهال العقلى . وإذا كان صاحب جاه إستخدم جاهه فى الصّد عن القرآن سبيل الله جل وعلا ن يريدها عوجا . وهكذا يفعل دواعش الأزهر .

6 ـ فى ( البخارى ) يجتمع الكفر بالقرآن ( الذى لا ريب فيه ) والكفر باليوم الآخر ( الذى لا ريب فيه ) . المؤمنون بالبخارى المجاهدون فى سبيله يكفرون بتأكيد رب العزة بأن الايمان يكون بحديث واحد وحيد هو القرآن الكريم . المؤمنون بالبخارى المجاهدون فى سبيله ينحازون الى البخارى لو تعارض القرآن الكريم مع البخارى ، هذا لأنهم فى ريب وإرتياب وشك فى القرآن الكريم . البخارى نشر فى كتابه ( أكاذيب ) الشفاعة التى تتناقض مع القرآن الكريم ، والتى تحمل كُفرا بحقيقة اليوم الآخر الذى يتحكم فيه رب العزة وحده والذى يتأسس على العدل المطلق بلا محاباة أو ذرة من ظلم . كفر البخارى بالقرآن الكريم وباليوم الآخر يجد له مؤيدين متحمسين فى شتى بقاع المحمديين ، وأبرزهم دواعش الأزهر .

7 ـ نعيد التأكيد بأن الايمان باليوم الآخر الذى لا ريب فيه وبالقرآن الذى لا ريب فيه ـ هو موقف عملى سلوكى ، وليس مجرد شعار يرفعه المنافقون من الناس الذين وصفهم رب العزة فقال جل وعلا : (  وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) ) البقرة )، ويتجلى فى موقفهم منا . ولقد ظللنا من عام 1977 وحتى الآن ندعو شيوخ الأزهر الى الاحتكام الى القرآن الكريم فاستخدموا ضدنا نفوذهم ، ولا يزالون . هنا لنا موقف ، ولهم موقف . وبهذا يتحدد مدى الايمان أو الريب بالقرآن الكريم وباليوم الآخر بيننا وبينهم . وهى مواقف مسجلة بالكتابة وفى الاعلام وفى أخبار الاعتقالات والتعذيب . وفى النهاية أنتج جهل الشيوخ وكفرهم بالقرآن وباليوم الآخر تنظيم داعش الذى يطبّق عمليا مناهج التدريس التراثية فى الأزهر ، ولهذا نكتب هذه السلسلة عن داعش نعيد فيها التأكيد على خطورة الدين السًنى الحنبلى التيمى الوهابى الداعشى على هذا العصر ، ونحتكم بشأنه الى القرآن الكريم ، ويرد شيوخ داعش المتحكمين فى الأزهر ببيان يصدرونه باسم الأزهر يصف جهادنا بأنه يصيبهم بالبلبلة . ألا فى البلبلة سقطوا .!!

8 ـ شيوخ البلبلة عاصروا ثلاث مراحل بالنسبة للبخارى : عصر تقديس البخارى ( من العصر المملوكى وحتى عصر قريب ) ثم ظهر اهل القرآن ينتقدون البخارى ويحتكمون فيه وفى كل الأحاديث والتراث ـ للقرآن الكريم . فدخل شيوخ البلبلة وإلاههم البخارى فى مرحلة جديدة وهى ( عصر الدفاع عن البخارى ) ، وفى هذا العصر إستخدموا كل إمكاناتهم فى الاعلام ونفوذهم فى الأمن ، وسطوتهم فى المصادرة وفى الاعتقال والتعذيب . ثم جاء الانترنت فأتاح لكل الآراء ان تنتشر بعيدا عن قبضة الشيوخ ، فأُتيح لصوتنا أن يصل ، وأصبح إنتقاد البخارى رائجا ، فدخلنا الآن فى تباشير عصر جديد هو ( الطعن فى البخارى ) . ومنتظر أن يستمر عصر الطعن فى البخارى لأن الخوف منه قد زالت ، ولأن الكثيرين تشجعوا على قراءته ونقده ، ولأن الانترنت يتيح لمن يشاء أن يكتب ما يشاء .

أما السبب الأهم فهم ( طُلّاب الشهرة ) . أولئك صمتوا ودخلوا فى الجحور حين كنا نتلقى الاضطهاد ، ونواجه بصدورنا العارية حملات التشهير والتكفير والتخوين ، فلما مهّدنا لهم الطريق خرجوا من جحورهم يزعمون البطولات ويختلقون الأقاصيص والحكايات ، لا يكتفون بمزاعم بطولات وهمية ، بل يتطرفون فى الزعم بأنهم القادة والزعماء والمنظّرون ، وان فلانا كان من مريدهم وتعلم على أيديهم .

9 ــ هذا لصيق بموضوعنا عن الايمان باليوم الآخر وبالقرآن الكريم وحده حديثا  . الباحث عن الحق لا يعنيه أن يكون زعيما أو قائدا ، خصوصا وأن من يُطلق عليهم القرآنيون ليسوا جماعة ولا فئة ولا تنظيما بل هم إتجاه فكرى ينتشر على الانترنت ، وبمستويات مختلفة . الباحث عن الحق  يطلبه وينصاع اليه سواء وصل اليه بنفسه أم قاله غيره ، وهو الأسرع فى قبول الحق وفى قبول النقد وفى التعلم من الغير ، طالما هو الحق . الباحث عن الحق يريد ان يصل الحق وينتشر ، سواء قاله هو أو قاله غيره . الباحث عن الحق يٌسعده أن تنتشر آراؤه حتى لو إنتحلها غيره ونسبها لنفسه . الباحث عن الحق يقدم كتبه مجانا للنشر لمن يريد . الباحث عن الحق يعبّر عمليا بموقفه هذا بالايمان باليوم الآخر .

10 ــ الايمان باليوم الاخر هنا يعنى الزهد فى حٌطام الدنيا وغرورها ، وأن الأجر الذى ينبغى السعى له هو الجنة والنجاة من النار . لو سرق الجميع أفكاره وإجتهاداته ونسبوها لأنفسهم فهو يعلم علم اليقين أن أجره محفوظ عند رب العزة الذى لا يُضيع أجر من احسن عملا . الباحث عن الحق المؤمن باليوم الآخر يجد الراحة فى قوله جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)آل عمران ) فى الآية الكريمة اربع حقائق  يُنكرها بسلوكهم الكافرون ـ : كل نفس ذائقة الموت ، الأجر الحقيقى بالثواب أو العقاب ليس فى هذه الدنيا بل يوم القيامة ، وأن الفوز الحقيقى هو فى أن تُزحزح عن النار وأن تدخل الجنة ، وفى النهاية فإن متاع هذه الدنيا هو غرور فى غرور . الباحث عن الحق المؤمن باليوم الآخر ، يجد العزاء فى الآية التالية ، يقول فيها جل وعلا للمؤمنين المتقين الموقنين : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186) )آل عمران ). وفعلا فإن الخصوم ( ما قصّروا ) فى إيذائنا وإسماعنا ما نكره ، ونرجو أن نتمسك بالصبر والتقوى لنحظى بالفوز فى الآخرة .

11 ـ أما الصنف المنافق المتلون صريع الدنيا وغرورها فقد قال عنه جل وعلا بوجوده فى كل زمان ومكان : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11) ) العنكبوت ).

ودائما : صدق الله العظيم .. ولو كره الداعشيون . !!

 

دواعش الأزهر والبلبلة :

شيوخ الجهل المتبلبلون وثوابتهم المزعومة ( 5 / 5 )

1 ـ  يقول الدواعش وأمثالهم عن دينهم الأرضى إنه ( الثوابت ) وإنه ( المعلوم من الدين بالضرورة ) . تجنبوا أن يقولوا ( ما وجدنا عليه آباءنا ) لأنها مذكورة فى القرآن الكريم وصفا لمعتقدات المشركين فى كل زمان ومكان ، فإستعاضوا بتعبير ( الثوابت / المعلوم من الدين بالضرورة ) .

وهذا كله إفتراء فى إفتراء ، لأسباب كثيرة ، نكتفى منها بسببين : الأول  : أنه ليست لديهم قائمة محددة بهذه الثوابت ، ويستحيل أن يتفقوا على قائمة محددة ، مستحيل أن يتفق السنيون والشيعة والصوفية على شىء فهم فى شقاق ، وهو وصف الله جل وعلا للمشركين فى كل زمان ومكان ( البقرة137 ، 176 ، الحج 53 ، ص 2 ، فصلت 52 ) ( الانعام 153 ، 159 الروم 31 : 32 ) الثانى : أن هذه ( الثوابت ) المزعومة مبنية على أكاذيب واهية ، وعندما تتعرض للنقد والنقاش يُعانى القائمون عليها من ( البلبلة ) ويتشنجون مستنكرين بلبلة الناس فى عقائدهم . لو كانت عقائد راسخة يقينية ما أصابتهم ( البلبلة ) . والمضحك أن دواعش الأزهر يرفضون مجرد السماع الى الأحاديث الفاضحة فى البخارى ، ويعتبرونها بلبلة ، ويكتفون بالاتهامات والسباب والتكفير والتهديد ، وبعضهم يبكى كالنساء الأرامل وقد ظل ثلاثين عاما عاكفا على البخارى وغيره ، ولم يقرأ هذه المخازى وذلك الطعن فى الله جل وعلا ورسوله الكريم . وهذا الداعشى العجوز بين أمرين : إما أن يوافق البخارى فى طعنه فى الله جل وعلا ورسوله ، فيكون كافرا بالله جل وعلا ، وإما أنه قضى بزعمه ثلاثين عاما لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم ما يقرأ ، فهو جاهل أُمّى ، يستحق أن يودع أقرب مدرسة لمحو الأمية .

2 ـ ( الجهل ) من سمات أساطين الشرك القلبى وفق ما جاء فى القرآن الكريم . كلام المشركين ( لغو ) يعبر عن ( جهلهم ) حتى بدينهم الأرضى . هم يحملون أسفار هذا الدين ومؤلفاته ومخطوطاته وتراثه ولا يفقهون فيها شيئا ، كالحمار يحمل أسفارا ( الجمعة 5 ) . دينهم الأرضى مؤسس على الافتراء و( اللغو ) لذا فالمؤمن الموقن من إسلامه مأمور أن يُعرض عن هذا اللغو ، يقول جل وعلا : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)  ) المؤمنون ) ، وإذا خوطب من ( الجاهلين ) ردّ عليهم بالسلام معرضا (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63 الفرقان  ) ، غاية ما هنالك أن يقول للجاهلين أساطين المشركين : سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين : (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) ) القصص ) وهو منهىُّ عن حضور مجالس الوزر أو الافتراء على الله جل وعلا ورسوله ،ومأمور إذا مرّ بهذا اللغو أن يمرّ عليه مرور الكرام (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72)  ) الفرقان ).

وإذا كانت لهؤلاء الجاهلين سطوة إستخدموها فى الإكراه فى الدين ، وهكذا كانت أساطين قريش تفعل مع الرسول عليه السلام فامره ربه جل وعلا ان يقول لهم : ( قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَنِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) الزمر ) . هؤلاء الجاهلون يستخدمون سلطتهم ونفوذهم فى منع مناقشة دينهم القائم على الكذب والافتراء . فإذا وُوجهوا فى مناقشة حرة مفتوحة تنتقد دينهم دون أن تحميهم السلطة أصابتهم البلبلة . وهذا هو حال دواعش الأزهر ، حين ووجهوا بأحاديث ألاههم البخارى التى يضحك منها الحزين . سارعوا بإعلان البلبلة ، وظهر أن ( ثوابتهم ) والمعلوم عندهم من دينهم ( بالضروطة ) ليس سوى أوهام فى أوهام وخرافات فى خرافات وأفلام هابطة تتفوق على الأفلام الهندية والمسلسلات التركية . 

3 ـ وفى مقابل ( جهل ) المشركين بدينهم وبغير دينهم فإن المؤمن الموقن من دينه الحق موصوف بالعلم ، لأن القرآن الكريم نفسه من أوصافه ( العلم ) وكذلك كل الرسالات السماوية . إن كل الرسالات السماوية كانت تدعو الى أنه لا إله إلا الله ( الأنبياء 25 ) ونبذ الشرك أو الكفر ( الزمر 65 : 66 ) ، وكل رسول خاطب قومه بلسانهم (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) ابراهيم 4 ) أى عبّر عن دين الاسلام بلسان قومه  ليوضّح الحق لهم . ثم نزلت الرسالة الخاتمة بالاسلام تنطق بلسان العرب : ( مريم 97 ، الشعراء 195 ، الدخان 58  ). إن الدين الحق عند الله جل وعلا هو هذا الاسلام ، وهذه هى عالمية الاسلام الذى نزلت به كل الرسالات السماوية بشتى الألسنة . إن الأصل النقى هو الاسلام بشتى الألسنة والرسالات السماوية ، وفى كل العالم ، ولكن الذى يحدث أن تنزل الرسالة السماوية ( بالعلم الالهى ) فيحدث الاختلاف الباغى فى هذا ( العلم الالهى  ) وينتج عنه الكفر بالرسالة السماوية. نفهم هذا من قوله جل وعلا : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19))آل عمران ). نجد هنا وصف الرسالات السماوية بانها ( علم ) ، والعلم نقيض ( الجهل ). وفى الآية السابقة رقم 18 يقول جل وعلا : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) آل عمران ) يشهد رب العزة وتشهد معه الملائكة و( أولو العلم ) بأنه ( لا إله إلا الله ) جل وعلا قائما بالقسط . وهذه هى شهادة الاسلام فى كل الرسالات السماوية والتى تعبر عن (عالمية الاسلام )، وهذا هو التشهد فى الصلاة الاسلامية . نجد هنا وصف المؤمنين الموقنين بأنهم (أولو العلم ) . وبالتالى فإن أولى الجهل هم الذين يبغون على الرسالة السماوية وعلمها الالهى ودينها الاسلامى العالمى ويجعلونها محلية تنتمى الى نبى واحد ، وترفع هذا النبى الى مكان رب العزة ، وتجعل الشهادة الاسلامية الواحد ( لا إله ألا الله ) شهادتين كما يفعل المحمديون . هذا هو الفارق الأول والأساس بين ( أولى العلم )و( أولى الجهل )

لقد جاء وصف القرآن الكريم بالعلم فى آيات كثيرة منها ( البقرة 120 ، 145 ،) ( آل عمران 61 )، وجاء وصف المؤمنين الموقنين بأنهم ( اولو العلم )و( اولو العلم والايمان ) و( العالمون )( جمع عالم )و (العلماء ). ونتعرض لبعضها :

فى نفى أسطورة عذاب القبر وثعبانهم الأقرع يقول جل وعلا : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) الروم ). بعد الموت تعود النفس للبرزخ  الذى أتت منه تاركة جسدها الأرضى يتحلل ويعود للأرض . والبرزخ مستوى من الوجود لا زمان فيه ، هو نفس البرزخ الذى تدخله النفس فى النوم ثم تستيقظ منه . وعند البعث يتخيل الناس أنهم لبثوا يوما أو بعض يوم ، ويقسم المجرمون أنهم ما لبثوا غير ساعة من الزمن. ولو كان هناك عذاب فى القبر لهم لمرت عليه القرون يعانون من ألم العذاب. ولكنهم ماتوا بلا إحساس من أى نوع ، ثم إستيقظوا عند البعث يقسمون أنهم ما لبثوا غير ساعة . ولكن الذين ( أوتو العلم والايمان ) يقولون لهم الحقيقة : (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم ).

هنا يرتبط ( العلم ) بالايمان لأن القرآن الكريم ( علم ) وأهل القرآن هم أولو العلم والايمان . وفى هذا يقول جل وعلا عمّن يجمع العلم والايمان : ( يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) المجادلة ) . وهناك علماء فى ( الطبيعة ) يغمر الايمان قلوبهم ، ويزيدهم العلم بآلاء الله جل وعلا فى الخلق خشية وتقوى . يقول جل وعلا فى بعض آلائه فى الخلق : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) فاطر ) فالعلماء هم الذين يخشون ربهم جل وعلا . وفى الآية إشارة علمية لأنواع الصخور وألوانها وأن الأطول عمرا فيها هى الأشد سوادا .

ويقول جل وعلا : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (43)  ) العنكبوت ). المؤسسات الكهنوتية للمشركين وقبورهم المقدسة يشبهها رب العزة ببيت أنثى العنكبوت . هو بيت واهن هش لمن يعرف حقيقيته . المؤمن الموقن ينظر الى المؤسسات الكهنوتية ويراها مؤسسة على الخرافات ، واهنة لا أصل لها . ولذا لا يخدعه بهرجها ولا زينتها ولا زخرفها . أما من يعتقد فيها ويؤمن بها فيؤمن بأنها ( ثوابت ) راسخة . يدخل اليها فيقع فى حبائلها . ولذا فإن الخيوط الواهنة لبيت العنكبوت تكون فخّا للذباب والحشرات تقع فيها فتمسك بتلاليبه ، ويصبح فريسة للعنكبوت الذى ينصب خيوطه يخدع فرائسه ، فتدخل فيفترسها . هذا بالضبط ما تفعله مؤسسات الأديان الأرضية . هى واهنة فى حقيقتها ، ولكنها تخدع من يعتقد أنها ( ثوابت ) فإذا دخلها أضاع نفسه وأصبح فريسة لشيوخ وأئمة هذا الدين الأرضى . وفى نفس الوقت فإن فى داخل هذه المؤسسات الكهنوتية صراعات وشقاقات وتنازع ، وهو نفس ما يحدث فى بيت العنكبوت ، فالبيت تبنيه الأنثى (اتَّخَذَتْ بَيْتاً ) والأنثى هى التى تقضم رأس الذكر بعد أن يؤدى مهمته ، ثم يلتهمها أولادها ويلتهم الأولاد بعضهم بعضا . عن العلماء يقول جل وعلا تعقيبا على ضرب هذا المثل العلمى الرائع الذى يتعقله العلماء العالمون:( وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (43) ) العنكبوت ).  هنا يجتمع ( العلم والتعقل ) . دواعش الأزهر إتّخذوا ( العلم الالهى ) القرآنى مهجورا . وتمسكوا بدلا منه بإفتراءات البخارى . فوقعوا فى البلبلة . 

4 ـ والمشركون فى دفاعهم عن ( ثوابتهم ) والمعلوم من دينهم الأرضى ( بالضروطة ) لا يخجلون من الاعلان بإنكار العقل ، وأن العقل ليس طريقا لفهم دينهم القائم على اللغو والافتراء والأكاذيب . أى لا بد أن تبتلع ما تسمع وأن تُلغى عقلك . والله جل وعلا أنزل القرآن عربيا وجعله قرآنا عربيا لعل الناس يعقلون ( يوسف  2 ، الزخرف 3 )، وجعل آياته ليتدبرها الذين يعقلون (النحل 12 ، 67 )(الروم 24 ، 28 ) ( الجاثية 5 ).

وبينما يوصف المؤمنون الموقنون بأنهم أولو الألباب الذين يتفكرون فى خلق السماوات والأرض ( آل عمران 191 ) فإن الله جل وعلا يصف الدواعش وأمثالهم بأنهم شر الدواب الذين لا يعقلون : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) الانفال ). وعن تمسكهم بتراث السلف وما وجدوا عليه آباءهم رفضا للقرآن الكريم يصفهم جل وعلا ويصف آباءهم بأنهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ، وبانهم كالبهائم التى تنعق بما لا تسمع ، صمّ بُكم عمى فهم لا يعقلون  : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171)البقرة )،( ايضا المائدة 104 ) وأن هؤلاء الذين لا يعقلون يحملون الرجس : ( وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (100) يونس ). وبسبب تخلفهم العقلى فلا فائدة فى هدايتهم مهما أسمعتهم : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ (43) يونس ) ، وبسبب هذا التخلف العقلى فلو دعوتهم للهدى لا يسمعونك وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون : ( وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (198) الاعراف ). وبتعطيل التعقل وملكة العقل فلا فارق بينهم وبين الأنعام بل هم أضل سبيلا : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ). وفى سعير جهنم سيندمون حيث لا ينفع الندم، يقولون لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير ( الملك 10 ).

 ختاما : الفرق بيننا وبين دواعش الأزهر

1 ـ نحن نقول لكل فرد : لا تعط عقلك لأحد ، إحتفظ بعقلك حُرّا مستقلا ، ولا تعطه أجازة . إقرأ لنا ولغيرنا قراءة نقدية ، وأنت لك مطلق الحرية فى أن تتفق معنا أو ترفضنا ، ونحترم حريتك فيما تختار لنفسك ، ونرضى لك ما ترضاه لنفسك ، ونريد منك المعاملة بالمثل ، أن تحترم حريتنا فيما نقول وفيما نؤمن .

2 ـ الشيخ الداعشى يقول لأتباعه : ( إدّينى عقلك ..وإمشى حافى ) ..!

 

 الفصل الرابع :

( دعوة دواعش الأزهر للتوبة ) : دواعش الأزهر يكفرون بالله جل وعلا وباليوم الآخر

هى رغبة مخلصة فى الوعظ  عسى أن يتوب دواعش الأزهر . لأن دواعش الأزهر يكفرون بالله ورسوله ، واليكم الدليل : 

أولا : كفرهم بالقرآن

1 ـ المؤمن بالله جل وعلا ورسوله الكريم يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا ، طبقا لقوله جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف ) ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات ) ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية )

دواعش الأزهر يؤمنون بحديث البخارى وغيره . ولو تعارض حديث واحد للبخارى مع مئات من الآيات القرآنية تراهم إنحازوا لحديث البخارى وكفروا بالقرآن الكريم . على سبيل المثال هناك أكثر من 150 آية قرآنية تنفى شفاعة النبى، ودواعش الأزهر يكفرون بها إنحيازا منهم لأحاديث الشفاعة فى البخارى وغيره . والتفاصيل فى مقالاتنا عن الشفاعة هنا . الله جل وعلا يؤكد ان خاتم النبيين عليه وعليهم السلام لا يعلم الغيب . ومعنى هذا أن كل الأحاديث التى تنسب للنبى الحديث فى الغيوب كلها باطلة ، من حديث المبشرين بالجنة الى أحاديث عن غيبيات الماضى والأمم السابقة وأحاديث عن المستقبل وعلامات الساعة وما يحدث يوم القيامة وأحاديث الشفاعة . حوالى ثلث الأحاديث فيما يسمى بكتب الصحاح . كل هذه الأحاديث باطلة قرآنيا واسلاميا . ومن يؤمن بها يكفر بالقرآن . ولكن دواعش الأزهر يؤمنون بها ويكفرون بالقرآن .

2 ـ المؤمن بالله جل وعلا ورسوله الكريم  يؤمن بأن خاتم النبيين عليه وعليهم السلام أدى الأمانة وبلّغ الرسالة على أتم وجه ، أى أبلغ الدين الاسلامى كله وهو القرآن الكريم .

ولكن دواعش الأزهر يؤمنون بعكس هذا . يؤمنون بأن جزءا من الاسلام تركه النبى عليه السلام دون تبليغ ، وهو تلك الأحاديث التى بدأت كتابتها فى العصر العباسى بعد موت النبى عليه السلام بقرنين وأكثر . أى فى عقيدتهم أن النبى عليه السلام ترك جزءا من الاسلام لم يبلغه ، وسكت الخلفاء الراشدون وغير الراشدين عن تبليغ هذا الجزء الى أن جاء ( أبن برزدويه ) ورفاقه وقاموا بكتابة هذا الجزء. ( ابن برزدوية المجوسى الأصل هو البخارى المتوفى عام 256 )

3 / 1 ـ المؤمن بالله جل وعلا ورسوله الكريم  يؤمن بأن الاسلام إكتمل وتمّ بانتهاء القرآن نزولا ، تصديقا بقوله جل وعلا (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً ) (3) المائدة )

3 / 2 : ويؤمن بأن الله جل وعلا أتمّ كلمته ورسالته ، تصديقا بقوله جل وعلا : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) الأنعام ).

3 / 3 : ويؤمن بأن الله جل وعلا أنزل كتابه ميسرا للذكر والهداية (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً (97) مريم ) (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) الدخان ) (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) القمر 22 ، 32 ، 40 ). بعد الهداية الميسرة فى القرآن فهناك مستويات للتعمق فى تدبر القرآن الكريم للراسخين فى العلم . ليس مُطالبا بها بقية الناس .

3/ 4 : ويؤمن أن الله جل وعلا انزل  القرآن الكريم كتابا مبينا واضحا لمن يريد أن يتعقله ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف )( وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) الزخرف )( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ  ) الشعراء 2 ، القصص 2 ) 

3 / 5 : ويؤمن أن آيات القرآن الكريم ( بينات ) أى تبين نفسها بنفسها ، يقول جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159)  البقرة )، أى أن مجرد كتمان الآيات يكون كتمان بيانها لأنها الآيات البينات .

3 / 6 : ويؤمن أن الله جل وعلا ما فرّط فى كتابه من شىء يكون تركه تفريطا فى دين الاسلام ، مصداقا لقوله جل وعلا : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ 38)  الأنعام )وأنه جل وعلا أوضح وأبان كل شىء فى دين الاسلام يحتاج الى بيان وتوضيح (  وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ )(89) النحل )، وأن تفسير القرآن هو بالقرآن ، أى يفسر القرآن بعضه بعضا ( وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) الفرقان )وهذا هو معنى تدبر القرأن ، وهى مهمة الراسخين فى العلم أو أولى العلم . وأن بيان القرآن بالقرآن بما أنزله رب العزة فى القرآن نفسه ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) القيامة )، وأنه جل وعلا أنزل القرآن مفصلا لكل شىء فى الاسلام يحتاج تفصيلا ، يقول جل وعلا : (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12) الاسراء ). ومن يتدبر القرآن الكريم يجد الهدى والرحمة فى تفصيلاته التى نزلت على علم وإحكام ، يقول جل وعلا :( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الاعراف ).

ولكن دواعش الأزهر يكفرون بهذا كله ويؤمنون بأن الله جل وعلا أنزل كتابا ناقصا غامضا موجزا يحتاج لسُنّة البخارى وغيره كى تكمله وتشرحه وتفصله . فإذا قرأت أحاديثهم وتفاسيرهم وجدت الاختلافات والتناقضات والتشكيكات والخرافات والسخافات المضحكات المبكيات . ولو قرأ عاقل آية قرآنية لوجدها واضحة ، فإذا ذهب الى ما يسمى بالتفاسير وجد نفسه غارقا فى إختلافات وروايات وتناقضات وخزعبلات لا أول لها ولا آخر .

ثانيا : صدهم عن القرآن ( سبيل الله جل وعلا )

1 ـ لايكتفى دواعش الأزهر بكفرهم بآيات الله بل يقومون بالصّد عن سبيل الله من آمن يبغونها عوجا . فهم يُرهبون من لا يقدس البخارى ويضطهدون من يؤمن بالله جل وعلا وحده إلاها وبالقرآن وحده حديثا ،  هكذا يفعلون مع ( أهل القرآن ) .وقد توعّد رب العزة أولئك الكافرين الذين يصدون عن سبيل الله فقال : ( وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (3) ابراهيم ) .هم يستحبون الحياة الدنيا ومناصبها ومن أجلها يكفرون بالآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا .

2 ـ يوم القيامة سيُحبط الله جل وعلا أعمالهم الصالحة ، يقول جل وعلا : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) محمد )( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) محمد ). ويقول جل وعلا فى لعنهم ( أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) الاعراف ). وبسبب هذا الصّد عن سبيل الله سيكون جزاؤهم عذابا مُضاعفا يزيد عن عذاب الكافرين العاديين ، يقول جل وعلا : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) النحل )

3 ـ ولذا ندعو دواعش الأزهر الى التوبة وهم احياء قبل فوات الأوان لأنهم إذا ماتوا وهم على كفرهم وصدهم عن سبيل الله فلن يغفر الله جل وعلا لهم ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) محمد )

ثالثا : دواعش الأزهر يتاجرون بدين الله جل وعلا

1 ـ هم يشترون بآيات الله جل وعلا ثمنا قليلا . وفى سبيل هذا الحطام الدنيوى يكتمون الحق وينشرون الباطل إمعانا فى الصّد عن سبيل الله ، ولهذا لا يرقبون فى مؤمن إلّا ولا ذمة ولا عهدا . هم المعتدون الحقيقيون ، يقول جل وعلا :  ( اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) التوبة )

2 ـ لذا ينتظرهم عذاب شديد ، وسيكون صبرهم على تحمله شيئا عجبا ، يقول جل وعلا عن تجارتهم بدين الله جل وعلا وكتمانهم الحق وعذابهم يوم القيامة : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)  البقرة ). سيكونون خصوما لرب العزة جل وعلا . فقد أنزل رب العزة القرآن وأرسل به خاتم المرسلين رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) ) الأنبياء ) فصار الاسلام بهم إرهابا للعالمين .

3 ـ ولذا ندعو دواعش الأزهر للتوبة وهم أحياء قبل فوات الأوان ، لأنهم إذا ماتوا وهم على كتمانهم للحق فستحيق بهم لعنة الله جل وعلا :( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159)). الناجون من اللعنة هم الذين تابوا وأصلحوا وبينوا : ( إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)  البقرة )

رابعا : دواعش الأزهر يؤمنون بلهو الحديث لإضلال الناس عن ( أحسن الحديث )

1 ـ فى كل مجتمع ، وحيث يوجد ناس يوجد ( من الناس ) من يشترى ( لهو الحديث ) ليضل الناس عن ( أصدق الحديث ) و ( احسن الحديث ) . يقول جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان ). القرآن الكريم هو أصدق الحديث (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً (87) النساء ) وهو ( أصدق القول ) : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً (122) النساء )، وهو ( احسن الحديث ) : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ )(23) الزمر ). أى حديث آخر فى الدين خارج القرآن يؤتى به لإضلال الناس يكون ( لهو الحديث ) ، وهذا معنى قوله جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) لقمان ). والعادة أن من ينشر ( لهو الحديث ) ليضل عن سبيل الله ( القرآن ) لا بد أن يكون كارها للقرآن ، فإذا حوجج بالقرآن ولى مستكبرا متجاهلا ما يسمع مستهزئا بمن يعظه . وهذا معنى قوله جل وعلا فى الآية التالية : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان ). وهذا بالضبط ما يفعله دواعش الأزهر ، إمتدادا للسُّنّة التى سار عليها السلف من أتباع ابليس .

2 ـ وقوله جل وعلا فى الآية السابقة : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان ) تكرر معناه فيمن لا يؤمن بالله جل وعلا وحده إلاها ولا يؤمن بالقرآن وحده حديثا . يقول جل وعلا عن الايمان به وحده الاها والايمان بالقرآن وحده حديثا : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية ) ثم يقول جل وعلا عن هذا الصنف من البشر الكذّابين الأفّاكين الآثمين يتوعدهم ( وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) الجاثية ) ثم يصفهم جل وعلا بنفس الوصف : ( يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) الجاثية ) . ينطبق هذا تماما على دواعش الأزهر . ومطلوب منا أن نبشرهم بعذاب أليم إن لم يتوبوا . ولهذا ندعوهم للتوبة قبل فوات الأوان .

خامسا : دواعش الأزهر ـ إن لم يتوبوا ـ سيكونون أعداء للنبى محمد عليه السلام

الدواعش يؤمنون بأن أحاديثهم فى البخارى وغيره هى ( وحى الاهى ) . بينما هو وحى شيطانى . يزعمون أنهم يحبون النبى بينما هم ( أعداء النبى ). هذا يستلزم توضيحا :

1 ـ فى الدين هناك نوعان متناقضان من الوحى : الوحى الالهى الصادق الذى نزلت به الرسالات السماوية ، وآخرها القرآن الكريم ، والوحى الشيطانى الذى تتأسس عليه أديان البشر الأرضية وتُقام به مؤسسات دينية وكهنوتية . يقول جل وعلا عن القرآن الكريم ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) الشعراء ) ويقول جل وعلا إن القرآن لم تتنزل به الشياطين (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)  الشعراء ) .

الوحى الشيطانى يتنزل على كل أفّاك أثيم ، يقول جل وعلا فى نفس السورة : (  هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) الشعراء ) ونلاحظ أن التعبير عن الوحى الشيطانى جاء بالفعل المضارع ليؤكد إستمرارية نزوله (تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) . فإذا كان الوحى الالهى فى الدين الحق قد إنتهى بإنتهاء القرآن الكريم نزولا وبموت خاتم المرسلين فإن الوحى الشيطانى مستمر ليُضلّ الناس الى آخر الزمان . وإذا كان دين الاسلام قد إكتمل وتمّ بالقرآن الكريم فإن أديان البشر الأرضية الشيطانية تظل تتكاثر وتنقسم وتتشعب مذاهب وطوائف ومللا ونحلا ،من الخوارج الى داعش ، وتظل تنشر الفساد والخراب والحروب إذا سيطرت على مجتمع ما . الوحى الشيطانى مستمر ومتجدد لأن الشيطان لا يقدم إستقالته ولن يقدمها ، فهذه وظيفته ، وهو لا ييأس ، يأتى أبناء آدم من كل الاتجاهات : (  ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) الأعراف ).

3 ـ وبسبب التناقض بين الوحى الالهى الداعى للهداية والوحى الشيطانى الداعى للضلالة فإن أتباع الوحى الشيطانى موصوفون بأنهم ( أعداء للأنبياء ) . يقول جل وعلا عن أعداء الأنبياء فى كل زمان ومكان : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ ) لماذا ؟ لأنهم يزعمون وحيا الاهيا ينسبونه لله تعالى ولرسوله بهتانا وكذبا ، وهو فى حقيقته وحى شيطانى ، يقول جل وعلا :( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) الانعام ) هنا شياطين الانس والجن والوحى المتبادل بينهم من كلام مزخرف خادع يغتر به الناس ، ويُصغى اليه العوام من صرعى الثقافة السمعية ، كما جاء فى الاية التالية ( وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) . وبهذا الوحى الشيطانى يقترفون الفواحش والاثم والعدوان متشجعين بأساطير الشفاعات ونكاح الحور العين ( انظر لما تفعله داعش وأخوات داعش ) . وللنجاة من هذ الإفك لا بد من الاحتكام الى القرآن الكريم ، وهذا ما ندعو اليه فى جهادنا الاصلاحى ، يقول جل وعلا : ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) ) يرفض دواعش الأزهر الاحتكام الى القرآن الكريم إستكبارا فى الأرض . ويستندون الى أنهم يمثلون الأغلبية من العوام . صحيح أن الأغلبية من البشر ضالون ، ولكن هذا لا يغنى من الحق شيئا ، يقول جل وعلا للنبى محمد عليه السلام إنه لو أطاع أغلبية البشر فسيضلونه ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الانعام )

4 ـ الرسول بعد موت خاتم النبيين هو الرسالة ، وقد شرحنا هذا فى كتابنا ( القرآن وكفى ) . أتباع الوحى الشيطانى سيندمون يوم القيامة ، سيقول أحدهم : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) الفرقان ) النتيجة أن أولئك المجرمين هم أعداء النبيين ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان )، وأن الرسول سيتبرأ منهم يوم القيامة لأنهم إتخذوا القرآن مهجورا .

سادسا : شهادة خاتم النبيين موضوعها ( القرآن وكفى ) خلافا لدين داعش :

1 ـ يقول جل وعلا عن داعشى الأزهر وأمثالهم الذين يصدون عن سبيل الله ( القرآن ) ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) النحل ) . الآية التالية تتحدث عن الذين سيكونون شهداء خصومة على أقوامهم يوم القيامة ، وسيؤتى بالنبى محمد عليه السلام شاهد خصومة ، تثبت أن القرآن نزل عليه تبيانا لكل شىء ـ وهذا هو ما تكفر به دواعش الأزهر . يقول جل وعلا :  ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) النحل ). القرآن هو هدى ورحمة وبشرى للمسلمين الذين يؤمون بأنه نزل تبيانا لكل شىء . أما الداعشيون فهم ينكرون أن القرآن نزل تبيانا لكل شىء ، لأنهم يؤمنون بأن سنة البخارى هى الأعلى وهى الأقدس . لذا فهم خصوم لخاتم النبيين .

2 ـ الأشهاد يوم القيامة يشملون الأنبياء ومن يسير متأسيا بهم فى الدعوة للحق يتحمل مثلهم العنت والاضطهاد من أمثال الدواعش .  الدواعش فى كل زمان ومكان يفترون أحاديث ويجعلونها وحيا الاهيا ، وهى مجرد وحى شيطانى . وهذا أفظع الظلم لأن أظلم الناس هو من يفترى على الله جل وعلا كذبا ويُكذّب بآياته . وهذا ما يفعله الآن دواعش الأزهر . يقول جل وعلا عن موقفهم يوم القيامة عندما يواجههم الأشهاد الذين يشهدون ضدهم : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) هود ) سيشهد عليهم الأشهاد المصلحون بأن أولئك الدواعش وأضرابهم كانوا يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا بسبب أن أولئك الدواعش لا يؤمنون باليوم الآخر، يقول جل وعلا  ( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) هود ).

سابعا : تحقير رب العزة لأعدائه

1 ـ أصحاب الكهنوت والقداسة والفضيلة يجعلون أنفسهم ( رجال الدين ) الذين يملكون الجنة والنار وصكوك الغفران . وهكذا يزعم دواعش الأزهر . أوتوا علما فاستخدموه فى الاضلال تبعا لأهوائهم : (     الجاثية 23 ). وفى تحقيرهم يضرب الله جل وعلا مثلا بالكلب والأنعام  ( الأعراف 175 : 179 ) وبالحمار الذى يحمل أسفارا ( الجمعة 5 ) .

2 ـ إن لم يتب دواعش الأزهر سيكونون فى جهنم مع أتباعهم حيث يلعنهم أتباعهم : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) الاحزاب ) ( قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) الشعراء )

ودائما : صدق الله العظيم .. ولو كره الكافرون .



[1]
ألعبادي : مصر من لاسكندر إلى الفتح العربي : 50 , أحمد بدوي  تاريخ مصر الأجتماعى:  28 , 95 , 96 . 

[5]ويلز : موجز تاريخ العالم : فصل بعنوان ( التطورات الدينية في ظلال الإمبراطورية الرومانية ) من ص 168 : 169 . 

[6]خطط المقريزي : 3/ 551 , 554 , 558 , 559 , 560 , 561 , 563 , 565 , 568 , 599 , 580 , 581 , 582 , 583 . 

[7]تاريخ الكنيسة القبطية 17 : 19 .

[8]أرمان : تاريخ الكنيسة القبطية : 483 , 101 . 

دين داعش الملعون
مقدمة
ظهر ما يعرف ب ( الدولة الاسلامية فى العراق والشام ) : او ( داعش ) يحارب بشار الأسد فى سورية ثم ينتقل ليسيطر على مساحات من العراق ويهدد السعودية ومصر ، وأمريكا والغرب . وينشر فيديوهات بقطع الرءوس والقتل الجماعى وسبى النساء ، يستعيد ما كان يفعله ( الإخوان النجديون ) الذين أسسوا لعبد العزيز آل سعود دولته السعودية الراهنة . كنت أنشر حلقات عن الإخوان النجديين وما كانوا يفعلونه فى الشام والعراق فظهرت ( داعش ) تكرر ما كانوا يفعلون مع فارق بسيط هو أن جرائم إخوان آل سعود كانت طى الكتمان ، أما جرائم داعش فهى ظاهرة للعيان. تركت مؤقتا نشر مقالات كتاب ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية فى القرن العشرين ) ونشرت أول مقال
more