رقم ( 7 )
ليس هناك من تتساوى حسناتهم وسيئاتهم :

بعض الناس لا يفرق بين الميزان الإلهى فى الآخرة وبين ميزان البشر فى الأسواق .إن ميزان البشر تتساوى فيه الكفتان دلالة على القسطاس أما الميزان الإلهى فلا مجال فيه للتساوى ، إذ لا بد أن تتحرك كفة الميزان ، يقول تعالى : " فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ" ( القارعة : 6ـ11).أى لا بد أن تثقل إحداهما وتخف الأخرى.

مقالات متعلقة :




المفلحون تثقل موازينهم " فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " والخالدون فى جهنم تخف موازينهم " وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ " ( المؤمنون : 102 ـ 103 ).



إن حساب الآخرة يتم على أساس الإيمان والعمل الصالح معا ، فالمؤمن بالله إيمانا خالصا بدون أن يقع فى شرك أو رياء له وضعه الخاص فى الحساب ، فالله تعالى يضاعف حسناته " مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ " ( الأنعام :160) والله يجعل من حسناته تكفيرا لسيئاته " وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " ( هود : 114 ) فتكون النتيجة أن تثقل أعماله الصالحة بالحسنات التى تضاعفت بينما يغفر الله سيئاته فينجو . ولا مجال هنا لتساوى الحسنات بالسيئات .



والمشرك الكافر لا يخلو من أعمال صالحة ولكن الله يحبط أعماله الصالحة " وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " ( الزمر : 65 ) . وبعد أن تضيع على المشرك أعماله الصالحة لا يتبقى له إلا السيئات فتخف موازينه ويهلك .. فلا مجال هنا لتساوى الحسنات والسيئات ..



ثم نأتى لذلك المسلم الذى أدمن المعصية فلم يستيقظ منها إلا حين الاحتضار ، هذا الصنف لا مجال للتساوى بين حسناته وسيئاته، والسبب بسيط ، هو أن سيئاته التى أنشغل بها طيلة حياته لم تدع فراغا للطاعة ، فتكاثرت سيئاته على حساب الحسنات القليلة ، ثم تكون النكبة الكبرى وهو تأثير ذلك على درجة إيمانه الذى يتضاءل حين يبارز ربه بالمعصية ، ومعلوم أن الإيمان يزيد وينقص ، أى يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، يقول تعالى عن زيادة الإيمان " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا " ( الأنفال : 2 ) ويقول تعالى عن تناقص الإيمان بالمعاصى " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ "( المطففين :14 ).بل إن الافراط فى الذنوب بدون توبة يوقع العاصى المدمن للمعصية فى الاستهزاء بدين الله تعالى و تكذيب آياته ، أى الكفر، يقول تعالى : " ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون "( الروم 10 )وهكذا يتضاءل إيمانه وحسناته ويتحول الى تكذيب لآيات الله تعالى واستخفاف بها بينما تتراكم سيئاته فيخف ميزانه ويهلك ..



 

المسلم العاصى
هل يخرج من النار ليدخل الجنة؟
يعت قد معظم الناس أن المسلم العاصى الذى مات بلا توبة مقبولة سيخرج من النار ويدخل الجنة .
فما هو رأى القرآن فى ذلك ؟
يتتبع هذا الكتاب جذور هذه القضية قبل نزول القرآن ثم بعد انتشار الإسلام ثم يناقشها من خلال آيات القرآن الكريم لتظهر الحقيقة واضحة .
more