رقم ( 6 )
الباب الرابع : مهرجان الكوميديا فى أحاديث الشفاعة فى ( البوخارى )

 الباب الرابع  : مهرجان الكوميديا فى أحاديث الشفاعة فى ( البوخارى )  

الفصل الأول : لمحة عامة

أولا : ( صحيح / صفيح ) ( البخارى / البوخارى )

1 ـ الله جل وعلا ( مالك يوم الدين ) أمر رسوله محمدا ان يعلن إنه ليس متميزا عن الرسل وإنه لا يدرى ماذا سيحدث له أو لغيره ، وانه مجرد مُتّبع للقرآن وأنه مجرد نذير مبين : (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)(الأحقاف ). أى أن النبى كان لا يعلم الغيب ، وليس له أن يتحدث فى الغيبيات ومنها ما سيحدث يوم الدين ( الأعراف 187 : 188 الأنعام 50 ). وبالتالى فإن كل الأحاديث التى فيها غيبيات هى كاذبة ، ومنها أحاديث الشفاعة .

مقالات متعلقة :

 2 ـ ظل عصر الصحابة والراشدين والأمويين ومعظم العصر العباسى الأول خاليا تقريبا من أى ذكر لأساطير الشفاعة التى ضخّمها البوخارى فى العصر العباسى الثانى .

3 ـ نعم .!  لقد جاءت إشارات قليلة عن الشفاعة فى ( الطبقات الكبرى) لمحمد بن سعد . وقد عاش ابن سعد فى العصر العباسى الأول بين عامى( 168 : 230 ) هجرية ، وقد عاصره البوخارى المولود عام 194 والمتوفى عام 256 هجرية . أى أدرك البوخارى المؤرخ ابن سعد وعاصر شهرته ووفاته ، وعاش البوخارى بعد ابن سعد 26 عاما . وقد اعتمد البوخارى على كتاب ( الطبقات الكبرى ) لابن سعد ونقل عنه دون أن يشير اليه ، بل إخترع أسانيد مختلفة عن أسانيد ابن سعد . ولكن لم ينقل البخارى عن ابن سعد تلك الشذرات القليلة عن الشفاعة لأن البوخارى توسّع فيها وأتى بما لم يقله أحد من قبله فى أساطير الشفاعة. يعنى إن البوخارى هو مخترع أحاديث الشفاعة والتى وقع فى هواها أئمة المحمديين بعده ، بدءا من الطبرى المتوفى عام 310 الى عصرنا البائس .

4 ـ والبوخارى كتب هذا الرجس الكاذب عن الشفاعة من خياله ، أو بالتعبير الدّارج : ( من دماغه ) . فلم ينقله عن كتاب مكتوب من قبله كما فعل ابن هشام فى السيرة التى نقلها عن سيرة ابن اسحاق . جلس البوخارى فى قعر بيته ، وكتب من دماغه تلك الأحاديث ، وزعم أنه سمع هذا الحديث من فلان عن فلان عن فلان...عن الصحابى فلان عن النبى أنه قال .!!. وقد كتبنا بحثا عن ( الاسناد فى الحديث ) وهو منشور هنا . وهو يثبت أن الإسناد إفك مضحك .  هذا البوخارى مولود فى خلافة الأمين العباسى عام 810 ميلادية ، وعاش في عصر الفتن والاضطرابات السياسية والفكرية والدينية فى العصر العباسى فى خلافة المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز الى أن مات فى خلافة المهتدى عام 870 ميلادية . وقد إخترع إسنادا لتلك الأحاديث التى يكتبها من دماغه . أى يزعم أن شيخه فلان أخبره بهذا الحديث ، وان شيخه الذى عاش مثلا فى خلافة هارون الرشيد قد سمع نفس الحديث من شيخ سابق عاش فى زمن الخليفة المهدى ، وان هذا الشيخ السابق سمع نفس الحديث من شيخ أسبق عاش فى خلافة أبى جعفر المنصور ، ثم عن شيخ اسبق عاش فى خلافة مروان بن محمد الأموى ، ثم عن شيخ آخر عاش فى خلافة سليمان بن عبد الملك الأموى ثم عن شيخ آخر عاش فى خلافة عبد الملك بن مروان ثم عن شيخ أسبق عاش فى خلافة معاوية ، ثم عن الصحابى فلان الذى أدرك النبى وروى عنه .!! هو إسناد عن موتى سابقين عاشوا وماتوا وهم لا يعلمون شيئا عمّا أسنده البخارى اليهم بعد موتهم بعدة عقود من الزمن . بل بعض الرواة شخصيات وهمية إخترعها البوخارى ووضع على كاهلها هذه الأساطير . بإختصار : الإسناد هو إفك كوميدى يضحك منه الحزين ..ولا يصدقه إلّا نزلاء المستشفيات العقلية . هذا الإفك المفترى من حيث السند ومن حيث المتن تبوله البوخارى فى قلوب المحمديين فآمنوا به وقدّسوه ..ولا يزالون .

5 ـ والبخارى فى أساطيره التى إخترعها عن الشفاعة يكتب دراما كوميدية يجعل فيها رب العزة الاها منزوع السلطات ، ومعه شخصية أخرى للنبى محمد الذى يجعله الاله المّدلل صاحب النفوذ ، وصاحب السيادة على الأنبياء السابقين . وطبعا فلا شأن لرب العزة بهذا ، ولا صلة لحقيقة النبى محمد وبقية الأنبياء عليهم السلام بذلك الإفك البوخارى . وحين نتندّر على هذه الشخصيات التى خلقها البوخارى فلأن هذا الإفك لا يستحق سوى السخرية منه وممّن إختلقه . والسخرية هى الردّ المناسب على المحمديين الذين يقدسون البوخارى ويباركون هذا الطعن المقيت فى الله جل وعلا ورسوله .

أخيرا :

ونقرأ هذه الأسطورة من اساطير الشفاعة للبوخارى ، ونعلّق على فقراتها أولا بأول :

1 ـ ( حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ) تعليق : هذا هو الاسناد والعنعنة . ويلاحظ هنا أن البخارى جعل الاسناد والعنعنة عبر سبعة من الرواة ، وآخرهم الصحابى أبى سعيد الخدرى . هذا من عصر البخارى فى منتصف القرن الثالث الهجرى الى عصر النبى . كما لو أنّ البوخارى قد أجلسهم امامه جميعا بالترتيب وسمع من فلان عن فلان . أو كان معه جهاز تسجيل وقام بتسجيل رواياتهم ، وهم جميعا قالوا نفس هذه الرواية بلا تغيير فى أى كلمة أو أى حرف ، مع أنها رواية طويلة ..أو ( فيلم هابط ) .

2 ـ دعنا نقرأ متن أو سيناريو وحوار هذه الكوميديا : ( قَالَ : قُلْنَا :  يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : هَلْ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوًا ؟ قُلْنَا :  لَا.  قَالَ : فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا . ) التعليق : هنا يثبت البخارى رؤية الله يوم القيامة عن طريق هذا الافتراء ، وأن الصحابة جميعا سألوه فأجابهم بهذا . وقضية رؤية الله كانت ولا تزال محل جدل ، وقد نفاها المعتزلة فردّ عليهم البخارى وغيره بتأليف أحاديث خاصة أو بإدخالها ضمن أحاديث مطولة مثل هذا الحديث الاسطورة .

3 ـ ( ثُمَّ قَالَ : يُنَادِي مُنَادٍ لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. ). تعليق : هذا يجعل المسيحيين ضمن من يعبد الأوثان . فماذا عمّن يعبد القبور المقدسة أو الأنصاب من ( المحمديين ) ؟ سنعرف فى نهاية الفيلم أن مصيرهم الجنة والخروج من النار .

4 ـ ( ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ.  فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ. فَيُقَالُ : كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ،  فَمَا تُرِيدُونَ؟  قَالُوا:  نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا. فَيُقَالُ : اشْرَبُوا.  فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ) أى هنا نجد البوخارى قد صنع الاها كاذبا مُخادعا ، يجعل جهنم سرابا من الماء يعرضه أمام اليهود العطشانين الغلابة ، ويدعوهم للشرب فيندفع اليهود لروى ظمئهم فيتساقطون فى جهنم 5 ـ ويكرر نفس الخدعة للنصارى :( ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا .فَيُقَالُ : اشْرَبُوا . فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ). التعليق : والبوخارى يجعل النصارى فى هذا السيناريو غاية فى الغباء ، إذ يقعون ببساطة فى نفس الخدعة التى وقع فيها اليهود أمامهم ، ويتساقطون مثلهم فى جهنم ..يا عينى .!! .

6 ـ وبعد إلقاء اليهود والنصارى فى جهنم لا يبقى سوى ( أمة محمد ) أو بتعبير البوخارى ( حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ ) التعليق :  أى هم بين برّ وفاجر ..OK  يا بوخارى . ولو أنك لم تذكر أغلبية سكان العالم من بوذيين وهندوس و سيخ ..الخ .

7 ـ ونعود للسيناريو والحوار : ( فَيُقَالُ لَهُمْ مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ ؟ فَيَقُولُونَ : فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ ، وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا ) التعليق : يعنى ينتظرون الى أن يأتى لهم ربهم الذى إخترعه البوخارى فى هذا الفيلم الهابط .

8 ـ وهنا سيداتى وسادتى : تنتفتح الستارة ويظهر على الشاشة الممثل الذى يقوم بدور الاله الذى إخترعه البوخارى. هذا الاله يأتيهم متنكرا : ( قَالَ فَيَأْتِيهِمْ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ . فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا ؟؟!! ) أى يستنكرون أن يكون ربهم . ولكن يعرفه الأنبياء .

9 ـ يقول السيناريو : ( فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ ) ويتعرف عليه الأنبياء عندما يكشف لهم ساقه فيسجدون له :(  فَيَقُولُ هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ : السَّاقُ .! فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا) التعليق : هنا يضع البوخارى تلاعبه بقوله جل وعلا عن بعث الناس من القبور : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42)  القلم ) . إذ تنشق القبور يوم البعث ويبدأ ظهور سيقان البشر ، ثم بقية أجسادهم . وبعد البعث يكون مساق الناس فى الحشر ، الى حيث العرض أمام الله جل وعلا صفّا واحدا ، يقول جل وعلا عن هذا الحشر : (وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) القيامة ) البوخارى يضع عامدا هذه الفقرة فى هذا الحديث ليجعل الساق هى ساق رب العزة .

10 ـ ثم يقول البوخارى : ( ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ . قُلْنَا  : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجَسْرُ ؟ قَالَ : مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ . الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا ) . التعليق :  أساطير المحمديين تتخيل جسرا بين الجنة والنار إسمه الصراط ، يعبره الناس ، فالمؤمنون يعبرونه بسلام والكافرون يتساقطون من فوقه الى الجحيم . وهذا خيال بائس ساقط لأن المقصود بالصراط فى السياق القرآنى هو الطريق الذى يختاره الفرد فى علاقته بربه ، هو ( الدين ) وهو ( السبيل ) . قد يكون الصراط مستقيما وقد يكون معوجا مختلفا . ولقد شاء رب العزة أن نيكون الناس أحرارا فى إختيار طريقهم وصراطهم . والبوخارى هنا يصف ما يتخيله من هذا الكوبرى فوق الجنة والنار ، وقد تساقط  من فوقه بعض المؤمنين فى سيناريو البوخارى .

11 ـ ويزعم البوخارى أن المؤمنين يتوسلون بمحمد لينجى من سقط من فوق الكوبرى الى النار : ( فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الْحَقِّ ). ثم تأتى عبارت غامضة فى السيناريو : ( قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ).

12 ـ ويقول البوخارى عن تشفع المؤمنين فى إخوانهم الذين سقطوا من فوق الكوبرى ( الصراط ) الى جهنم : ( وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِي إِخْوَانِهِمْ يَقُولُونَ : رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ . وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ . فَيَأْتُونَهُمْ ، وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ) أى يعطيهم القوة على إخراج إخوانهم من النار من كان منهم فى قلبه مثقال دينار من إيمان ، يعنى حوالى نصف أوقية أو ربع رطل أو ثُمن كيلو ..مثلا . وطبعا لا بد أن يذهبوا ومعهم ( ميزان ) يزنون به أعمال أولئك الناس المؤمنين الذين كانوا يصلون ويصومون ليخرجوهم من النار طالما وصل إيمانهم الى مثقال دينار بالعُملة الأردنية . ويخرجونهم من النار ..

13 ـ ولكن لا يكفيهم هذا لأنه لا يزال بعض إخوانهم ( المؤمنين ) فى النار ، وإيمانهم أقل من مثقال دينار .يعنى بالدرهم أى بالعملة الامارتية ، أو بالدراخمة اليونانية . ويتشفعون فيهم : يقول السيناريو الهابط : ( ثُمَّ يَعُودُونَ ، فَيَقُولُ : اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا . ) .

14 ـ ولا يكتفون بهذا ، لأنه لا يزال فى النار من المؤمنين الذين كانوا يُصلُّون ويصومون من فى قلبه مثقال ذرة من إيمان ، يعنى واحد على مليون من الجرام من الايمان . لذا يعودون للتشفع فيهم ليخرجوهم من النار . يقول السيناريو :  ( ثُمَّ يَعُودُونَ . فَيَقُولُ : اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ . فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَءُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا) . ولأن البوخارى يرى إنها كذبة واسعة ( حبتين ) وغير قابلة للتصديق فإنه يستشهد بآية قرآنية هى دليل ضده وليست دليلا له .

15 ـ ويستمر سيناريو البوخارى يقول : ( فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ . ) وبعد شفاعتهم لا يبقى فى النار إلا القليلون من ( أمة محمد ) ، وهؤلاء يشفع فيهم اله البخارى نفسه . أى يشفع فيهم بنفسه عند نفسه ، يقول البوخارى فى فيلمه الهابط : ( فَيَقُولُ الْجَبَّارُ :  بَقِيَتْ شَفَاعَتِي . ) أى بقى أن يشفع هو بنفسه عند نفسه فيقبض قبضة من الناروتخرج قبضته مليئة بأقوام من المحمديين من أهل النار يلقيهم فى ماء الحياة عند الجنة ( على شمالك وانت عند نافورة ميدان التحرير ) :يقول البوخارى المعتوه : ( فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنْ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدْ امْتُحِشُوا ، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ ، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ، قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ . فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ .) أصحاب النار هؤلاء يلبسون اللؤلؤ والخواتيم ويقام لهم حفل إستقبال فى الجنة ، مع إنهم ما عملوا خيرا فى حياتهم الدنيا . يقول البخارى فى خاتمة هذا الفيلم : ( فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤُ . فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمْ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمْ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ). وتأتى (النهاية ) السعيدة (  The End) لهذا الفيلم الهابط . ويخرج المحمديون من قاعة السينما وقد تشجعوا على العصيان وطاعة الشيطان ، إذ ليس هناك حساب ولا عقاب بل هو يوم من الشفاعات يشفع فيه الجميع من المؤمنين والأنبياء وحتى ربّ البوخارى يشفع بنفسه عند نفسه . ويتمتع بهذه الشفاعات المحمديون فقط . أما اليهود والنصارى فقد تم وضعهم فى النار فى أول الفيلم . وعليه العوض ومنه العوض .!!

لكن أين شفاعة ( محمد ) ؟ هى فى الأفلام القادمة .

انتظرونا ..

  

 الباب الرابع :  مهرجان الكوميديا فى أحاديث الشفاعة فى ( البوخارى )  

الفصل الثانى  :  فيلم الشفاعة العظمى ( أنا شجيع السيما ..ابو شنب بريمة )

مقدمة :

 1 ـ اسطورة الشفاعة العظمى ( العالمية ) للبشر جميعا تجعل ( يوم الدين ) مثل ( المولد ) الذى صاحب له ، أو باتعبير المصرى ( مولد وصاحبه غايب ) . صياغة هذه الاسطورة تتشابه مع أوبريت ( الليلة الكبيرة ) التى كتبها العبقرى الراحل صلاح جاهين ولحّنها الموسيقار الراحل سيد مكاوى ، وقام بغنائها مجموعة من المطربين ، وأحد الشخصيات هو ( فتوة ) يظهر مفتول العضلات ومتباهيا بجاهه وقوته قائلا ( أنا سجيع السيما ..أبو شنب برّيمة ). البوخارى فى اسطورته عن ( الشفاعة العظمى ) والتى إستقاها من مستنقع الفولكلور الدينى للرعاع لم يبتعد كثيرا عما كتبه المُبدع صلاح جاهين فى ( الليلة الكبيرة ) حيث الهرج والمرج والصراخ والأصوات فى ( مولد وصاحبه غايب ) . إلا إن البوخارى قد أعطى الدور الرئيس والبطولة المطلقة فى فيلم الشفاعة العظمى لمن ( أسماه النبى محمد ) ، وأعكى الأدوار المساعدة والثانوية  لمن جعلهم الأنبياء ولمن جعله الاله ، بالاضافة الى ( مجاميع ) تمثّل جموع البشر من ابناء آدم .

ولن نملّ من التأكيد بأن هذا الافتراء لا صلة له مطلقا بالله جل وعلا ورسله وخاتم النبيين ، إنه مجرد سيناريو فيلم هابط لا يستحق سوى السخرية والتندّر ، وهذا ما نفعله .  

ومن مكر البوخارى أنه كرر فى كتابه اسطورة الشفاعة العظمى حوالى عشر مرات ، مع اختلافات فى العنعنة والسند وخلافات أخرى فى صياغة المتن . ولكنها كلها تجعل الخلق جميعا يلجأون للأنبياء من آدم الى عيسى يترجونهم الشفاعة فيرفضون فيأتون لمحمد فيتصدى لها ويشفع فى الناس جميعا فيقبل الله شفاعته.!.وبدلا من أن يُفرج عنهم من الحبس تكون المفاجأة أن يُخرجهم ( محمد ) من النار ويدخلهم الجنة .  ونقرأ إحدى سيناريوهات هذه الاسطورة ونعلّق على فقراتها أولا بأول :

أولا :

1 ـ  ( وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ) فى هذا السّند يجعل البخارى أربعة فقط بينه وبين النبى ( حجاج بن منهال ) ، (همام بن يحيى ) ( قتادة ) ( أنس بن مالك الصحابى ) عن النبى . هذا بالطبع لو إفترضنا أن البخارى جلس معهم جميعا فى وقت واحد وكان معه جهاز تسجيل او تراسل معهم بالفاكس أو السكايب أو حتى بالايميل ..! . بغض النظر عن هذا الإسناد الكوميدى ، فإن البوخارى بكل جُرأة يزعم أن النبى قال :

2 ـ ( .. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ.  فَيَقُولُونَ : لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا ؟ ) لم نعرف اين كان حبسهم ؟ وحتى لا نعرف متى كان حبسهم ؟ لأن يوم القيامة يحوى فى داخله يوم البعث ويوم الحشر ويوم العرض ويوم الحساب ..المهم إن الناس إتحبست وخلاص .! لأنه بدون حبس الناس لن يكون هناك مبرر فى السيناريو للشفاعة العظمى . لأنه بعد حبس الناس أجمعوا على أنه لا بد من التشفع بأبيهم آدم ليتوسّط للإفراج عنهم . وإلّا سيظلون فى مكانهم بلا عمل ، لأن المفهوم من السيناريو أن ( صاحب المولد ) غائب عن الوعى ، أى حبس الناس وقفل عليهم بالمفتاح وذهب يشاهد ( مسلسل تركى مدته عدة سنوات )  .. ولما يرجع ( بقى ) يكون الناس قد ( فرهدت ) من الإنتظار ، وفاتهم ميعاد الاتوبيس .

3 ـ ( فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ . لِتَشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا؟!  قَالَ فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ . قَالَ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ أَكْلَهُ مِنْ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ) . يأتون لآدم . ( بسّ عرفوه إزاى ؟ مش ممكن يكون واحد زور بطاقة آدم وهويته وباسبوره ورقمه القومى ؟ ) ( طيب : وكلموه إزّأى ؟ وما هى لغة آدم ؟ ) ( طيب : وهم كل البشر من أول الخلق الى أخر جيل منهم تكلموا مع بعضهم إزّاى ؟ . وهم طبعا بملايين البلايين .. طيب ..سمعوا بعض إزّاى ) . مش مهم .. المهم أن آدم بعد ما مدحوه ونافقوه تهرّب منهم ، مع انهم يا عينى أولاده و ( فلذات كبده ) فلذة فلذة .! لكن الظاهر أن بابا آدم فى سيناريو البوخارى قرفان من فلذات كبده ، فتحجّج بالأكل من الشجرة ، ونسى إن الله جل وعلا قد غفر له . بالمناسبة : اين السيدة الفاضلة أمنا حواء ؟ المفروض أنها الأكثر حنانا على فلذات كبدها .. لكن الظاهر أنه كان عندها موعد كوافير ..

4 ـ ييأس البشر من بابا آدم وماما حواء فيذهبون الى الأخ الأكبر فى الفيلم : ( أبيه نوح ) : ( فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ . وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ . وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ ) ويعتذر لهم نوح بأنه اخطا حين استغفر لابنه . وطبعا ينسى أن الله جل وعلا غفر له . وينصحهم بالذهاب الى ( ابراهيم ).  والسؤال هنا : لماذا أهمل كاتب السيناريو الأنبياء الآخرين بين نوح وابراهيم .. هل لأنه ليست لهم ذنوب تعرضوا بسببها الى اللوم والعتاب ، وكاتب السيناريو حريص على معاقبة الأنبياء والتذكير بذنوبهم حتى لو كان قد تم غفرانها ؟ أم هى ضرورة فنيّة فى تكنيك كتابة السيناريو؟

5 ـ ( قَالَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ كَذَبَهُنَّ وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا ) وهنا يحرص البوخارى على إتهام ابراهيم عليه السلام بالكذب . وقد كرّر البوخارى هذا الاتهام لابراهيم عليه السلام فى أحاديثه تحت عناوين شتى وموضوعات متفرقة . والبوخارى ينقل هنا عن تحريفات التوراة التى تزعم أن ابراهيم عليه السلام كذب مرتين ، والبوخارى يضيف واحدة ، ويجعلها ثلاث كذبات ، هذا برغم أن رب العزة وصف ابراهيم بأنه كان صديقا نبيا (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً (41)( مريم ).  يتخلّى عنهم ( ابراهيم ) وينصحهم بالذهاب الى موسى . وكالعادة يتخطى سيناريو البوخارى أنبياء كثيرين ( اسماعيل واسحق ويعقوب ويوسف )، ومن لا نعلمهم . لكن .. بالمناسبة : كيف عرفوا عناوين وأماكن تواجد أولئك الأنبياء ومحل إقامتهم ؟ أم كان معهم أرقام هواتفهم المحمولة ؟ ثم كيف وصلوا اليهم وهم محبوسون ؟ هل يا ترى ( اخذوا تاكسى ) أم ركبوا القطار ؟ وفى زحمة التدافع للذهاب الى لقاء الأنبياء ألم يسقط منهم ضحايا ؟ عشرات الأسئلة أغفل السيناريو الاجابة عنها .

6 ـ نرجع للسيناريو الهابط : ( قَالَ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ . وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ قَتْلَهُ النَّفْسَ ، وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ .قَالَ : فَيَأْتُونَ عِيسَى ، فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ . فَيَأْتُونِي ) ويعتذر موسى ويعتذر عيسى ، وينصحهم عيسى بالذهاب الى ( سجيع السيما ) فى هذا السينارية البوخارى .

7 ـ يقول سجيع السيما فى سيناريو البوخارى يتحدث عن نفسه :( فَيَأْتُونِي .! ) . طبعا كان معاهم العنوان ويعرفون البيت ، ولا بد أنه بيت واسع يتسع لملايين البلايين من البشر . ولأنه ( سجيع السيما أبو شنب بريمة ) فهو لا ينتظر حتى يطلبوا منه التشفع لهم ، بل يبادر بالتصرف مباشرة فيدخل على ( الرب ) الذى إخترعه البوخارى فى هذا السيناريو .

8 ـ يقول السيناريو والحوار : (َفيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ ) ، أى مجرد أن أتوه أسرع بالاستئذان على ( ربه فى داره ) . هنا نعرف أن هذا ( الرب ) الذى إخترعه البوخارى له ( دار ) وهو يعيش داخل هذه الدار . ولا نعرف هذه الدار هل هى صالة وحجرتان ومطبخ ودورة مياه ؟ أم فيها أيضا حمام سباحة وبلكونة وغرفة للضيوف وأخرى للمكتبة ؟ . ولكنّ الذى نعرفه أن هذا ( الرب ) الذى إخترعه البوخارى قد حبس الخلق فى ( يوم الدين) وجلس مستريحا فى داره . والذى نعرفه أيضا أن هذا ( الرب ) قد وضع على باب داره حُراسا وحُجّابا يمنعون الناس المحبوسين من الدخول عليه إلا بإذن ، حتى لو كان ( سجيع السيما ) نفسه . وقد قدم لهم ( محمد الذى صنعه البوخارى من خياله ) طلبا بالدخول فأذنوا له بالدخول .!

9 ـ ويصف السيناريو هذا اللقاء بين ( رب البخارى ) و ( سجيع السما ) : ( فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا ، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي . فَيَقُولُ : ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ . )، أى أن الرب الذى إخترعه البوخارى يقول لمحمد أن الذى يقوله محمد مسموع مقدما ، (وَقُلْ يُسْمَعْ )، أى يعلن هذا الرب المزعوم السمع والطاعة لمحمد .!!.وأن شفاعته مقبولة مقدما . وبالتالى : ( قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي ، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ،) أى إن هذا الرب المصنوع هو الذى يعلّم محمدا كيفية التحميد والثناء . ( ثُمَّ أَشْفَعُ ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ . ) وهذا يعنى أن الشفاعة ليست فى تخليص البشر كلهم من الحبس ، ولكنها فى موضوع مختلف هو إدخالهم الجنة . وهذا تضارب غير مفهوم.

10 ـ وتأتى تكملة السيناريو بمزيد من التضارب : ( قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ : فَأَخْرُجُ ، فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ . ) . وهنا التضارب . فالمفهوم أنهم كانوا فى حبس وليسوا فى النار . ففى بداية السيناريو يكتب البوخارى : (يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ.  فَيَقُولُونَ : لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا ؟  )، ويتشفعون بأدم والأنبياء ليرتاحوا من هذا الحبس ، ثم يتشفع فيهم محمد ، فتأتى النتيجة بإخراج أهل النار من النار ودخولهم فى الجنة .! فما هى العلاقة يا أبو خارى بين هذا وذاك ؟

11 ـ ويتكرّر نفس الخبل مرة ثانية : ( ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ). وفى المرة الثانية يعيد الرب المزعوم تعليم محمد كيفية التحميد والثناء للمرة الثانية . ويتكرر إخراجه للناس من النار وإدخالهم الجنة .

12 ـ ويتكرر نفس الخبل للمرة الثالثة : ( ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ) . وفى كل مرة يستأذن محمد على ربه ( فى داره ) وهذا الرب الذى صنعه البخارى لا عمل له سوى إستقبال محمد وأن يكرر تعليم محمد كيفية التحميد والثناء ، وأن يقول له نفس الكلام وأن يعلن لمحمد السمع والطاعة (ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ ). ومحمد فى كل مرة ينسى ما تعلمه ويحتاج الى أن يتعلم مرة ثانية . ومن حق الأمين العام للأمم المتحدة أن يتساءل : ما هى الحاجة لوجود هذا الإله الذى لا عمل له سوى إعلان طاعته لمحمد ؟ لماذا لا يستقيل ويبحث عن عقد عمل فى الخليج ويترك الأمور لسجيع السيما أبو شنب بريمة ؟

13 ـ: ويستمر محمد فى مهمته تلك ( طالع نازل ) يدخل يستأذن ويسجد ويقول له ربه نفس الكلام ويعلمه نفس الكلمات ، ثم يُخرج الناس من النار ويُدخلهم الجنة . يظل هكذا الى أن يتم إخراج المؤمنين من النار وإدخالهم الجنة ، ولا يتبقى فى النار إلا الناس المشركون ( الناس الوحشة ) : ( قَالَ قَتَادَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ، حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ ، أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ . )

14 ـ ( قَالَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قَالَ وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .).أى وفى النهاية ، وبعد ( طلوع الروح ) تأتى نهاية السيناريو وقد تعلمنا أن هذا الفيلم الهابط هو فى تفسير ( المقام المحمود ) ..آه يا ابن ال .. موظفة .!؟؟!!

15 ـ تبقى ملاحظة صغيرة جدا ( ملاحظة صُغنّنة ) : يقول البو خارى فى إسناد هذا الحديث : ( وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ... ). يعنى أنه يزعم أنّ الذى روى الحديث مباشرة عن النبى هو ( انس ) . ولكنه ينسى هذا فى زحمة الكذب ، ويظل يؤكّد أن الذى روى عن النبى هو قتادة . ففى كل مرة يكرر ( قال قتادة ): ( قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ : فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ . ) ،(قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ )، ( قَالَ قَتَادَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ، حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ ، أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ .  ). أى إن قتادة هو الذى كان يسمع النبى ويروى عنه وليس ( انس بن مالك ) الصحابى المشهور بأنه كان خادما للنبى . فكيف يسمع قتادة من النبى ؟ قتادة هذا هو ( قتادة بن دعامة السدوسى ) مولود فى البصرة عام 61 هجرية 680 ميلادية ، فى نهاية خلافة معاوية ، ومات فى واسط بالعراق فى خلافة هشام بن عبد الملك الأمى عام 118 هجرية 736 ميلادية . فكيف يروى قتادة هذا مباشرة عن النبى ؟

 ثانيا : وهناك عدة ( نُسخ ) من سيناريو البوخارى فى فيلم الشفاعة العظمى : منها هذه النُّسخة :

 ( حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَنَزِيُّ قَالَ اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَذَهَبْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَذَهَبْنَا مَعَنَا بِثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَإِذَا هُوَ فِي قَصْرِهِ فَوَافَقْنَاهُ يُصَلِّي الضُّحَى فَاسْتَأْذَنَّا فَأَذِنَ لَنَا وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى فِرَاشِهِ فَقُلْنَا لِثَابِتٍ لَا تَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ أَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُكَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ جَاءُوكَ يَسْأَلُونَكَ عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَقَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا لَوْ مَرَرْنَا بِالْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ فَحَدَّثْنَاهُ بِمَا حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا فَقُلْنَا لَهُ يَا أَبَا سَعِيدٍ جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا فِي الشَّفَاعَةِ فَقَالَ هِيهْ فَحَدَّثْنَاهُ بِالْحَدِيثِ فَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ هِيهْ فَقُلْنَا لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا فَقَالَ لَقَدْ حَدَّثَنِي وَهُوَ جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا قُلْنَا يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا فَضَحِكَ وَقَالَ خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا مَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ قَالَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )

الجديد هنا هو:

1 ـ أفواج من أهل البصرة يذهبون الى ( انس ) فى قصره يطمئنون على موضوع الشفاعة ، فيطمئنهم أنس ، حسبما يروى البوخارى . وأنهم يستوثقون من ( الحسن ) أى الحسن البصرى .

2 ـ وأن النبى الذى إخترعه البوخارى يغنى الأغنية المشهورة( أمّتى أمّتى ) والرد عليها بما يعنى ( شفاعى شفاعتى ) ، أو كما جاء فى نصّ السيناريو فى هذه النُّسخة : (فَيَقُولُ : انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ ) .

 3 ـ ثم ينتهى  الفيلم بأن يخرج من النار كل من قال ( لا اله إلا الله ) .

ثالثا : وهذه نسخة أخرى للفيلم ينسبها البوخارى لأبى هريرة : يقول فيها :

(  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً ،  ثُمَّ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمْ الْبَصَرُ وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنْ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ فَيَقُولُ النَّاسُ أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ عَلَيْكُمْ بِآدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُولُونَ لَهُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ آدَمُ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِي الْحَدِيثِ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ عِيسَى إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى  ).

والجديد هنا :

1 ـ   أن النبى الذى إخترعه البوخارى يحكى مفتخرا وهو ينهش اللحم عن بطولاته القادمة فى فيلم الشفاعة العظمى ، ويستهل الحديث بالـتاكيد على أنه ( سيد الناس يوم القيامة ):(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً،  ثُمَّ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . )، ثم يُدلّل على هذا ببطولاته فى هذا اليوم بما يعنى أنه ( مالك يوم الدين ) طالما هو ( سيد الناس يوم الدين ). وبالتالى فمن حق السيد الأمين العام للأمم المتحدة أن يتساءل عن أهمية وجود هذا الاله الذى إخترعه البوخارى والذى لا يهشّ ولا ينشّ ؟.أى لا بد من الاستغناء عنه وفصله من عمله توفيرا للنفقات .!

2 ـ والعجيب أنه بعد أغنية ( أمتى أمّتى ) يقول الاله الذى إخترعه البوخارى : (يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ ). أى إن هناك من ( أمة محمد ) من ليس عليهم حساب ، أى يدخلون الجنة بلا حساب ، إذن فما الداعى لمهرجان الشفاعة أصلا ، وناس تأتى وناس تخرج .. وهيصة وزمبليطة ، وروح لآدم ومن آدم الى عيسى ..هذه بيروقراطية مُزعجة ، ومن السلبيات فى هذا العمل الفنى الدرامى .

3 ـ وهناك أمر مُزعج أيضا . فلم نعرف عدد أبواب الجنة . فالمؤمنون الذين ليس عليهم حساب سيدخلون الجنة من الباب الأيمن الخاص بهم ، ثم لهم أن يدخلوا أيضا من الأبواب الأخرى التى لا نعرف عددها . وهنا قد تحدث فوضى  كالتى تحدث فى الموالد والأفراح . فماذا يحدث لو تاه أحدهم وضل الطريق ووجد نفسه يدخل باب جهنم ؟ هنا كان يجب على كاتب السيناريو أن يحدد عدد الأبواب ، وقوائم بمن سيدخل من كل باب ، ونوعية التذاكر وبطاقات الدعوة ، خصوصا وأن كل باب سيكون واسعا جدا ليستقبل بلايين المحظوظين . يقول البوخارى (إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى  ).  وهو يتوهم أن ( حمير ) مدينة فى اليمن وهى أشهر مملكة كانت فى اليمن . كما إن ( بُصرى ) المدينة الأثرية السورية الرومانية الأصل لم يكن لها وجود فى عصر البوخارى . وواضح أنه خلط بين ( حمير ) و ( بُصرى ) لكونهما تاريخا مضى .

أخر سطر

تخيلوا أن هذا الجهل يقوم على رعايته ( الأزهر ) ( الشريف جدا ). وهناك أكثر من 13 كلية باسم ( أصول الدين ) فيها أقسام للحديث ، ومفروض أن يقرأوا البوخارى .. ولكنهم كالحمار يحمل أسفارا .

وقديما قال الشاعر :

وتعجبون من سقمى  ؟

صحتى هى العجب .!

 

 الباب الرابع :  مهرجان الكوميديا فى أحاديث الشفاعة فى ( البوخارى) 

الفصل الثالث : البخارى ( أبو لمعة الأصلى )

مقدمة :

1 ـ فى الستينيات إشتهر فى الاذاعة المصرية برنامج ( ساعة لقلبك ) ، كان حلقات فكاهية تخرّج فيها مشاهير الكوميديا المصرية الذين تألقوا فى السبعينيات والثمانينيات مثل أمين الهنيدى وعبد المنعم مدبولى ومحمد عوض وفؤاد المهندس وخيرية أحمد . ولكن اشهر ممثلى برنامج ساعة لقلبك كان (أبو لمعة ) و( الخواجة بيجو ). قام الممثل محمد أحمد المصرى( 1929 : 2003 ) بدور ( أبو لمعة) وقام رفيقه فؤاد راتب ( 1930 : 1986 ) بدور الخواجة بيجو . ويقوم أبو لمعة بإقتناص الخواجة بيجو ليحكى له بطولات وهمية تمتلىء بأكاذيب مضحكة فينفعل الخواجة بيجو مصدقا لها . وبين أكاذيب أبو لمعة وسذاجة الخواجة بيجو تتفجّر الضحكات . هنا ضحك نبيل يُسعدُ الناس ،والأكاذيب التى فيه أكاذيب بيضاء نعرف جميعا أنها أكاذيب ، ولهذا نضحك عليها من قلوبنا . الفارق هائل بين الأكاذيب ( النبيلة ) لأبى لمعة والأكاذيب السّامة للبوخارى . وبينما يضحك المصريون المحمديون على أكاذيب أبى لمعة فإنهم يُقدّسون الأكاذيب والخرافات السّامة للبوخارى ولا يسخرون منها . لذا نتولى نحن المهمة ، ونقدم التحية لأكاذيب أبى لمعة ( النبيلة ) ونقدم إحتقارنا وإزدراءنا لأكاذيب البوخارى السامة،ونسخر منها حُبّا فى الله جل وعلا ورسوله.  

2 ـ ونُعيد التأكيد على أن البخارى فى أساطيره التى إخترعها عن الشفاعة يكتب دراما كوميدية يجعل فيها رب العزة الاها منزوع السلطات ، ومعه شخصية أخرى للنبى محمد الذى يجعله الاله المّدلل صاحب النفوذ ، وصاحب السيادة على الأنبياء السابقين . وطبعا فلا شأن لرب العزة بهذا ، ولا صلة لحقيقة النبى محمد وبقية الأنبياء عليهم السلام بذلك الإفك البوخارى . وحين نتندّر على هذه الشخصيات التى خلقها البوخارى فلأن هذا الإفك لا يستحق سوى السخرية منه وممّن إختلقه . والسخرية هى الردّ المناسب على المحمديين الذين يقدسون البوخارى ويباركون هذا الطعن المقيت فى الله جل وعلا ورسوله .

أولا :

1 ـ الرجس الذى إفتراه البوخارى أصبح شعيرة دينية فى الصلاة والأذان ، حيث يتوسل المحمديون حتى الآن بالله جل وعلا كى يجعل محمدا يشفع فيهم ، وهذا تطبيق لحديث البوخارى القائل :( حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : "اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ" ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ) . المقصد الشيطانى البوخارى هو تعظيم ( محمد ) وتأليهه ، وذكره فى الأذان وفى الصلاة . عقليا فهذا تخلّف فكرى . فإذا كان رب العزّة فى عقيدتهم هو الذى يملك الشفاعة فما الحاجة لسؤاله أن يعطيها لمحمد ليتشفع فيهم ؟ ولماذا لا يسألون الله مباشرة أن يغفر لهم ويتوب عليهم ؟ . إنّ سؤالهم رب العزة أن يجعل محمدا يشفع فيهم يعنى أنهم جعلوا رب العزة واسطة عند محمد ، أى يتوسط لهم عند محمد حتى يتشفع محمد فيهم . ثم إنّ هذا الحديث البوخارى يجعل شفاعة محمد مشروطة بأن يتوسلوا بالله جل وعلا أولا حتى تحلّ لهم شفاعته (حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ). بدون هذا فلن يشفع ( محمد ) طبقا لإفتراء البوخارى . أى لا بد أن يتوسط رب العزة عند محمد حتى يتفضّل محمد ويشفع وتحلّ شفاعته لمن يسألها . وعليه أن يقول هذه الصيغة بالتحديد .!.طبعا لا صلة لرسول الله عليه السلام بهذا الافتراء الشيطانى .

2 ـ والمحمديون حتى الآن يختمون الأذان بهذه الكلمات الضالة ، يرجون أن تضمن لهم الجنة بشفاعة محمد . وبشفاعة محمد ( المزعومة ) يرتكبون الكبائر ويتكالبون على الدنيا ويكفرون عمليا بالآخرة .  وهنا نتذكر أن المؤمن حقّا بالله جل وعلا وباليوم الآخر لا ينسى نصيبه من الدنيا ، ويعمل للآخرة عمل الصالحات مخلصا لله جل وعلا قلبه ، وبدلا من أن يقول هذه العبارات الشيطانية يطلب الشفاعة البوخارية فإنه يدعو الله جل وعلا قائلا:(  رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) البقرة ) . ورب العزة يقول عنهم ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)( البقرة ). وهو جل وعلا قريب من عباده إذا دعوه، فقد قال جل وعلا لرسوله الكريم : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي )(186) البقرة  ). لم يقل له ( وإذا سألك عبادى عنى فقل لهم .. ). لم تأت كلمة ( قل ) لأن النبى ليس واسطة بين رب العزة وعباده . وإذا دعوه وتوسلوا به فهو أقرب اليهم من حبل الوريد . هذا هو الله جل وعلا رب العالمين . أما الاله الذى صنعه البوخارى فى أساطيره فهو مجرد واسطة لدى من جعله البوخارى ( محمد ) فى أساطيره وأكاذيبه . 

3 ـ وتتناقض أساطير البوخارى كالعادة . فربما لا يقول أحدهم تلك الصيغة التى إشترطها البوخارى فى الأذان والصلاة ، ومع ذلك يمكن أن يشفع فيه ( محمد ) الذى صنعه البوخارى . يفترى البوخارى هذا الحديث : ( حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ. أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ ).   وعليه فكل من يتلفّظ بقول ( لا اله إلا الله ) خالصا بقلبه او بنفسه سيشفع فيه محمد ، وسيدخل الجنة مهما إرتكب من كبائر . وهى عملية سهلة جدا . يمكن لأى مستبد عريق أو لأى مجرم عريق أن يعطى نفسه نصف دقيقة يقول فيها ( لا اله إلا الله ) خالصا من قلبه ، وبعدها مباشرة يّطلق مدفعه الرشاش على الأبرياء ، ويلقى بنفسه فى أحضان الغانيات ، وتنتظره شفاعة محمد الذى خلقته أساطير البوخارى .

4 ـ وأحاديث أخرى تقصر شفاعة ( محمد ) على ( أمّة محمد ) فقط : ( حدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ ) ، ( وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ قَالَ مُعْتَمِرٌ سَمِعْتُ أَبِي عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُلُّ نَبِيٍّ سَأَلَ سُؤْلًا أَوْ قَالَ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فَاسْتُجِيبَ فَجَعَلْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).

5 ـ ويتفنّن البوخارى فى إختراع الأسماء والألقاب ولا يهتم بالشرح أو بتوضيح الغامض من كلامه ، وإذا قام بالتوضيح فإنه يُزيد فى الغموض ، كل ذلك ليُبهر القارىء . يقول مثلا : ( حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَمْرٍو عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ بِالشَّفَاعَةِ كَأَنَّهُمْ الثَّعَارِيرُ قُلْتُ مَا الثَّعَارِيرُ قَالَ الضَّغَابِيسُ وَكَانَ قَدْ سَقَطَ فَمُهُ فَقُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَبَا مُحَمَّدٍ سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَخْرُجُ بِالشَّفَاعَةِ مِنْ النَّارِ قَالَ نَعَمْ ). ويقول ( حّدَثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ ) ..

6 ـ ولكن فى مهرجان الشفاعة البوخارية الممنوحة مجانا لكل من هبّ ودبّ من الطغاة والبُغاة وصغار كبار الموظفين وكبار صغار الموظفين فإن البوخارى ( السّنى ) حرم منها ( ابا طالب ) عمّ النبى ليغيظ الشيعة . يقول البوخارى فى حديثه :( حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ ). أى إن شفاعة محمد ( ربما   (تخفّف عذاب أبى طالب . فيوضع فى عذاب هيّن يسير ، يصفه البوخارى بأبشع وصف هو أن يكون (فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ ) . بسيطة ..!!

وحتى يُرسّخ البوخارى هذه الأسطورة فى ذهن المحمديين فإنه يُكرّر نفس الحديث مع تغيير فى الاسناد وفى المتن : (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ فَقَالَ لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ . حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ يَزِيدَ بِهَذَا ، وَقَالَ تَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ ). ومع تغيير المتن يظل التأكيد على هذا الاسلوب الفظيع فى وصف عذاب أبى طالب .

ثانيا :

فى باب التيمم يذكر البوخارى هذا الحديث : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ هُوَ الْعَوَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ   حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ قَالَ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ صُهَيْبٍ الْفَقِيرُ قَالَ أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ ، وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ. وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً.)

1 ـ هذه الأكذوبة تعبر عن مدى كفر البوخارى بالله جل وعلا ورسوله . إذ يزعم ـ خلافا للقرآن الكريم  ـ أن النبى محمدا قد تميّز عن الأنبياء السابقين بخمس مميزات . الله جل وعلا ( مالك يوم الدين ) أمر رسوله محمدا ان يعلن إنه ليس متميزا عن الرسل وإنه لا يدرى ماذا سيحدث له أو لغيره ، وانه مجرد مُتّبع للقرآن وأنه مجرد نذير مبين : (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)(الأحقاف ). البوخارى هنا ينسب للرسول قولا مخالفا يزعم أنه متميّز عن الأنبياء والرسل . وهذا كفر صريح بالله جل وعلا ورسوله .

2 ـ هذه الأكذوبة تعبر عن مدى ثقافة البوخارى وعلمه . فالأرض بترابها ومائها هى مجال للصلاة والطهارة . على ترابها يسجد المؤمن وبمائها يتطهر . هذا لكل المؤمنين من بنى آدم . وطالما يوجد قتال مشروع لأى نبى فالغنائم مشروعة. وليس محمد عليه السلام وحده هو الرسول العام للبشر فقد كان قبله نوح عليه السلام . 

3 ـ ولكن المضحك هو جهل البوخارى فى قوله ( نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ  ). أى كان العدو ينهزم مقدما قبل شهر من وصوله للمدينة . أى ينتصر عليهم بلا حرب ، وبمجرد الرعب ،  أو كان ( الرُّعب ) يصيب الأعداء وبينهم وبين المدينة مسيرة شهر . وهنا نتساءل عن هزيمة النبى والمؤمنين فى معركة ( أُحُد ) ونتساءل عن حصار المشركين للمدينة فى موقعة ( الأحزاب ) وبناء المسلمين ( الخندق ) خوفا من أن يقتحم ( الأحزاب ) المدينة . وقد عانى المؤمنون خوفا ورُعبا يفوق التصوّر ، وصفه رب العزة فقال جل وعلا : ( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11) الاحزاب ).

4 ـ وقد صاغ البوخارى هذه الأكاذيب الصغيرة ليحشلر بينها أكذوبته الكبرى فى الشفاعة ضمن ما زعمه فى هذا الحديث : (وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ  ).

أخيرا

1 ـ يرسم البوخارى ملمحا آخر من ملامح هذا ( المحمد ) الذى صنعه وإختلقه مخالفا لحقيقة النبى محمد عليه السلام . محمد عليه السلام كان دينه وخُلُقه القرآن ، وكان متبعا للوحى ، وكان صادقا . أما (محمد ) الذى إختلقه البوخارى فقد كان كذّابا مُدّعيا متباهيا يزعم تميزه عمن سبقه وأنه ( سيد ولد آدم .. ولا فخر.؟؟) . وقد جعل البوخارى من محمد الذى صنعه الاها متحكما فى يوم الدين ، وأعطاه سلطات إنتزعها من الاله الآخر الى صنعه البوخارى أيضا .

2 ـ هنا نتساءل من هو الأفضل : أبو لمعة فى أكاذيبه البيضاء النبيلة التى نعلم انها أكاذيب ونضحك عليها ونسعد بها أم الكذاب ( ابن برزويه ) المجوسى المعروف بالبخارى ؟

3 ـ لهذا  نسميه هنا ( أبو خارى ) .                                                                                                                          

كتاب الشفاعة : ( النبى لا يشفع يوم الدين )
يتناول هذا الكتاب الشفاعة بين الاسلام وبين المسلمين ، موضحا وقوع ( المحمديين ) فى الاشراك بالله جل وعلا حين جعلوا محمدا مالكا ليوم الدين . وويوضح أصوليا وتاريخيا نشأة وانتشار أساطير الشفاعة عند المسلمين المحمديين ، واثرها فى نشر الانحلال الخلقى بينهم . مع التركيز على دور البخارى.
more