رقم ( 2 )
بيان المركز العالمى للقرآن الكريم بإستنكارالحكم بإعدام المسيئين للنبى لأنه يخالف شرع الاسلام

 

بيان المركز العالمى للقرآن الكريم بإستنكارالحكم بإعدام المسيئين للنبى لأنه يخالف شرع الاسلام     

أولا :

1 ـ قضت محكمة جنايات القاهرة غيابيا يوم الأربعاء الماضى ( 28 نوفمبر 2012 ) ، بإعدام ثمانية من المسيحيين لإدانتهم في قضية فيلم (براءة المسلمين) المسيء للإسلام والنبي محمد عليه السلام .  وقرَّرت المحكمة ــ برئاسة المستشار سيف النصر سليمان وبإجماع آراء القضاة ـ  إحالة أوراق المتهمين إلى مفتى الديار المصرية، وتحديد جلسة 29 يناير/ كانون الثاني 2013 للنطق بالحكم بإعدام كل من :  موريس صادق و مرقص عزيز خليل  ، وعصمت زقلمة ، ونبيل أديب بسادة موسى ، وإليا باسيلي ، ونادر فريد فوزي نيقولا ،وهم  من أقباط المهجر فى أمريكا ، وناهد محمود متولي وهى متحولة للمسيحية ( وتعيش فى استراليا ) ، ويضاف اليهم القس الأمريكى تيري جونز .

مقالات متعلقة :

2 ـ هذا .. ويعلن المركز العالمى للقرآن الكريم إستنكاره لهذا الحكم المعيب لأنه يخالف شرع الاسلام ، ولأنه يسىء الى الدولة المصرية والقضاء المصرى . ولذا يطالب المركز بعزل القضاة الذين أصدروه ويتهمهم بتشويه صورة الدولة المصرية والإساءة للقضاء المصرى . ولأن هذا الحكم يناقض الشريعة الاسلامية الحقّة فإنّ المركز العالمى للقرآن الكريم يطالب المفتى المصرى د . على جمعة بعدم التصديق عليه حتى لا يكون عدوا لله جل وعلا ورسوله .

ثانيا :  

1 ــ هذا الحكم يؤكّد ما نقوله ونكرره دائما ، وهو إنّ العدو الحقيقى ليس مجرد الاخوان والسلفيين بل هو الدين الوهابى الحنبلى السّنى الذى إستشرى بين المصريين فى أربعين عاما خلال المساجد والتعليم والاعلام ، وتسمم به أولئك القضاة ضمن أغلبية المصريين ، وهم ليسوا ضمن الاخوان والسلفيين ، ولذا فلا يكفى تحييد الاخوان والسلفيين سياسيا بل لا بد من مواجهة دينهم الوهابى الحنبلى السّنى من داخل الاسلام حتى تتخلص مصر من شرورهم ، وتتقدّم ، وتستعيد ريادتها للعرب والمسلمين . وهذا ما نقوم به وحدنا نحن ( اهل القرآن ) منذ أكثر من ربع قرن .!

2 ـ  إن الاجتهاد الدينى يأتى دائما من داخل مصر ، وحتى لقد تأثر بمصر وثقافتها المعتدلة أئمة السنيين ، فالامام اليث بن سعد السّنى كان الأكثر إعتدالا بينهم فى عصره . والامام الشافعى أصبح أكثر إعتدالا عندما إستقر فى مصر تاركا العراق ، بينما أصبح ابن حنبل فى العراق بعده أكثر تزمتا ، ومنه تفرّعت فى الشام الحنبلية التيمية ( نسبة لابن تيمية ) فى العصر المملوكى ، والتى أحياها فيما بعد ابن عبد الوهاب ( الوهابية ) فى الدولة السعودية الأولى ( 1745 ـ 1818 ) وقد قضى عليها الحاكم المصرى محمد على باشا . وحين جاء ابن خلدون لمصر بعقليته الفقهية المتأثرة بالتزمّت السائد فى شمال أفريقيا فإنه أنبهر بالتسامح الدينى فى مصر فى العصر المملوكى . ومع إشتهار الفقهاء الحنابلة بالتزمت إلا أنهم كانوا فى مصر أكثر إعتدالا فى العصر المملوكى . ولذا وقف المصريون ضد أبن تيمية ورفضوه .

3 ـ وتأثرا بالعصر الليبرالى الذى سبقت به مصر دول ( الشرق ) عاد الاجتهاد الدينى فى مصر الحديثة بزعامة الامام محمد عبده ( 1849 ـ 1905 ) ، ولكن تلميذه السورى الحلبى رشيد رضا خان مبادىء شيخه الامام محمد عبده ، وتحالف مع عبد العزيز آل سعود ، ونشر الوهابية فى مصر تحت مسمى السّنة و السلفية ، وهو الذى إنشأ جماعة الاخوان المسلمين ، واختار الشاب حسن البنا لقيادتها عام 1928 . وأدت الظروف السياسية الى تمددها وانتشار السلفية الوهابية ونفوذ الاخوان المسلمين لتصل الى الحكم الآن . وتفاصيل ذلك فى كتاباتنا التى تشرح وتحذّر من الاخوان وثقافتهم الوهابية ، وهى منشورة هنا من عدة سنوات .

4 ـ ردا على تغلغل الفكر الوهابى ظهر فى مصر منذ ربع قرن أهل القرآن تيارا إسلاميا إصلاحيا ، يبنى على فكر الامام محمد عبده ، ويواجه من داخل الاسلام الوهابية وأطيافها السياسية والارهابية كالاخوان وما أنتجوه من منظمات سرية وعلنية .

5 ـ ومن أسف فإن دين الوهابية الأرضى هو الذى يسمم عقول المسلمين المصريين اليوم ، بدليل هذا الحكم القضائى المتأثر بالوهابية وتطرفها وتناقضها مع الاسلام وشريعته السمحاء المؤسسة على الحرية المطلقة فى الدين ، وبدليل وصول الاخوان والسلفيين الى موقع الصدارة فى المسرح السياسى المصرى يهددون بحرق مصر وجرها الى حرب أهلية لا تبقى ولا تذر .

6 ـ ومن اسف أيضا فإن أهل القرآن الذين يواجهون الاخوان والسلفيين والاستبداد لا يزالون يناضلون وحدهم بأذرع عارية .. وضحايا الوهابية فى مصر وخارجها لا يأبهون بتعضيد أهل القرآن .. فإلى متى يستمر هذا العار ؟؟ هل يستمر السكوت الى أن تشتعل مصر بحرب أهلية كما يحدث فى سوريا ؟

7 ـ نؤكّد ونكرّر ونحذّر بأن الانتصار السياسى على الاخوان والسلفية لا يعنى زوال خطرهم، بل سيزيد نفوذهم طالما بقي دينهم الوهابى الحنبلى السّنى محصّنا من النقاش بقانون ( إزدراء الأديان ) وغيره ، وطالما ظل هذا الدين الأرضى متغلغلا فى العقول بلا مواجهة فكرية من داخل الاسلام تثبت وتؤكد تناقضه مع الاسلام . لقد تغلغل الاخوان داخل الجيش وشاركوا فى تكوين ( الضباط الأحرار ) وساعدوا فى إنقلاب يولية 1952 ، وأرادوا السيطرة على عبد الناصر فانتصر عليهم عبد الناصر سياسيا ووضع معظمهم فى السجون وهرب الباقون الى موطنهم ( الروحى ) السعودية . قضى عليهم عبد الناصر سياسيا دون أن يواجههم فكريا ، فظلت الوهابية كامنة تسرى بهدوء طيلة عهد عبد الناصر ، فلما جاء السادات وتحالف مع السعودية خرجت الوهابية من القمقم ، وإجتاحت العقل المصرى الى أن وصل الحال الى ما نحن فيه . لو قام عبد الناصر بمواجهة فكرية مع الوهابية لأنقذ مصر نهائيا من الخطر الذى يحيق بمصر الآن . ويجب أن نتعلم من الدرس . لا بد من المواجهة الفكرية، ولا بد من تعضيد أهل القرآن،وإلا فالدمار قائم حتى لو تم عزل الاخوان والسلفيين سياسيا .

 أخيرا :

سنوضح مخالفة هذا الحكم لشريعة الله جل وعلا فى القرآن الكريم فى مقالات قادمة  ، بعون الله جل وعلا .