رقم ( 1 )
مقدمة الكتابة الثانية للكتاب


1 ـ كانت الكتابة الأولى لهذا الكتاب تحت عنوان ( الصلاة فى القرآن الكريم )، وكان رقم 3 من سلسلة " دراسات قرآنية " التي لم يصدر منها سوى كتاب " المسلم العاصي : هل يخرج من النار ويدخل الجنة " وقد صودر في ظروف ادخالي السجن في نوفمبر 1987 . ثم كان كتاب " لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن الكريم" هو رقم 2 في السلسلة والذي لم أستطع طباعته وقتها، فظلت بقية السلسلة ممنوعة قابعة بين أوراقى ومنها كتب ( الصلاة فى القرآن الكريم ) إلى أن أنعم الله تعالى بنعمة الهجرة والحرية ونعمة الانترنت فطلبت من أولادي كتابة هذا الكتاب الثالث من السلسلة على الكومبيوتر لنشره تلبية لرغبة كثير من القرّاء. وهكذا يظهر هذا الكتاب بعد تأليفه بحوالى عشرين سنة مصحوبا بفصول إضافية ترتب عليها تغيير عنوانه ليكون ( الصلاة بين القرآن الكريم والمسلمين ) .

مقالات متعلقة :

كان الكتاب القديم يتحدث فقط عن الصلاة فى القرآن الكريم معتمدا على القرآن فقط. ثم جاءت الاضافة بحثا جديدا فى ميدانه يسير مع الصلاة فى الواقع التاريخى للمسلمين وفى التنظير الذى كتبه الفقهاء ورواة الحديث، وما حدث من تحريف وتضييع للصلاة بعد نزول القرآن الكريم خلال القرنين الأوليين بعد الهجرة ، أى فى العصر الأموى والصدر الأول من العصر العباسى، مع اشارات لتأثر الصلاة فى عصرنا بهذا الموروث، خصوصا مع غلبة التدين الوهابى السلفى.

2 ـ الكتاب الأصلى كان للرد على سؤال سئمت من سماعه من كثرة ما قيل لى : هو إذا كان القرآن الكريم لا يحتاج الى السّنة فأين مواقيت الصلاة وركعاتها في القرآن ؟؟ لذا كان الكتاب فى بدايته يؤكد أن القرآن الكريم ما فرّط في شيء، وأنه نزل تبيانا لكل شيء، وأن فيه تفصيل كل شيء.. ولكن أولئك الناس لا يفهمون منهج القرآن الكريم فى التشريع. ولأنهم مؤمنون بما يناقض القرآن الكريم ـ وهى السّنة ـ لذا يتهمون الله تعالى بالكذب حين أكّد فى القرآن الكريم أنه ما فرّط فى شىء وأنه نزل تبيانا لكل شىء . أولئك الناس نبّأ الله تعالى عنهم سلفا بأنهم يسعون وسعوا فى آيات الله معاجزين ، يحاولون النيل من كتابه الكريم و نسبة العوج اليه ، والسعى الى تعجيزه لاثبات أنه ناقص يحتاج للبشر لاكماله ، ولاثبات أنه غامض يحتاج للبشر لتفسيره وايضاحه ، وأنه موجز مخلّ يحتاج للبشر لتفصيله . أولئك الذين سعوا ويسعون فى آيات الله تعالى معاجزين مشككين معاندين توعدهم رب العزة بالعذاب ، فقال عنهم : (والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم )الحج 51 (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ. وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ.) (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ).سبأ 5؛ 6؛ 38.صدق الله العظيم.
يوم القيامة سيكون الأشهاد من هذه الأمة هم أولئك الذين وهبوا حياتهم للدفاع عن القرآن ، الذين جاهدوا ليثبتوا أنه نزل تبيانا لكل شىء وهدى وموعظة للمتقين . "وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" النحل 89) صدق الله العظيم.

3 ـ فى الكتابة الثانية للكتاب جعلت الفصلين الأوليين عن الصلاة فى القرآن بابا واحدا فى الاجابة على ذلك السؤال المعاند ثم أضفت بابا آخر يتكون من ستة فصول لتسير مع الصلاة فى تاريخ المسلمين وتراثهم فى القرنين الأولين. الهدف هو التنبيه على ما حدث من خلل وتحريف وضياع لثمرة الصلاة. ولإثبات اعجاز القرآن الكريم. فالقرآن الكريم لم يخبر فقط مقدما عن أولئك الذين يسعون فى آياته معاجزين ، وإنما حذر مقدما من تضييع الصلاة بالوقوع فى الانحلال الخلقى والشرك بالله تعالى كما كان يفعل العرب فى الجاهلية ، حين أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات. وجاء المسلمون على آثار أجدادهم يهرعون ، ويرتكبون نفس الاثم ويقولون نفس البهتان ويقدسون نفس الافك.والقرآن الكريم بينهم قد اتخذوه مهجورا ، وقد أخبر رب العزة مقدما عنهم أنهم أعداء النبى محمد الذين سيتبرأ منهم يوم القيامة.( الفرقان 30 :31 ).

4 ـ أرجو من ربى جل وعلا أن يفلح هذا الكتاب فى التحذير والانذار لمن لا تزال لديه بقية من ايمان وتوقير للقرآن ، قبل أن يمضى به قطار العمر الى النهاية ..( الأعراف 185 )
أما من زين له الشيطان له سوء عمله فرآه حسنا فلا فائدة منه ، ولا نملك له الا الأسى والشفقة.( فاطر 8 )
والله تعالى المستعان.

أحمد صبحى منصور
فرجينيا ـ الولايات المتحدة الأمريكية
يونية 2006
 

الصلاة بين القرآن الكريم والمسلمين ج1
دراسة أصولية وتاريخية توضح الشكل و الغرض و المفهوم الحقيقي للصلاة من خلال القرآن الكريم و ما ادخل عليها من تحريف على مر العصور.
2006

more


فيديو مختار