رقم ( 13 )
القاموس القرآنى ( الدين )

 القاموس القرآنى ( الدين ) ( 1 ) دين الله

مقدمة :

1 ـ  ( الدين ) هو الطريق .

2 ـ الدين بمعنى الطريق المادى جاء في قوله جل وعلا :

مقالات متعلقة :

2 / 1 : (  وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة )، ليتفقهوا اى ليتعرفوا في الدين أي على الطريق ، أي لا يجب أن يخرج الجيش كله مرة واحدة بل يتعين أن تخرج فرقة إستطلاعية تكتشف الطريق .

2 / 2 : في قصة يوسف عليه السلام حين إحتال ليستبقى شقيقه من بين إخوته: ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) يوسف ). أي بهذه الطريقة أخذ يوسف شقيقه في دين الملك أي في طريق الملك ، أي في نظام حكم الملك . ( دين الملك ) هنا هو الطريق المادى الذى سار عليه يوسف وشقيقه في ( طرقات ) القصر الملكى . وليس الدين هنا معنويا بمعنى الايمان والاعتقاد والعبادة لأن يوسف عليه السلام كان رسولا مسلما ، وبدأ دعوته في السجن في خطابه لصاحبيه .

3 ـ في علاقة البشر بالخالق جل وعلا ، أو ( طريقة ) تعاملهم مع الخالق جل وعلا يأتي ( الدين ) بالمعنى المعنوى . الله جل وعلا أنزل رسالات إلاهية ، توضح ماهية الدين الالهى ، والبشر في ذلك مختلفون ، منهم من يؤمن بالله جل وعلا وحده لا شريك له في الألوهية ، والأغلبية تجعل للخالق جل وعلا شركاء ، وبالتالي فهناك دين إلاهى ، وهناك أديان شيطانية أرضية . الحكم في هذا سيكون له يوم خاص يحكم فيه رب العزة جل وعلا بين البشر في إختلافاتهم في الدين ، هذا اليوم هو ( يوم الدين ).

4 ـ نتوقف مع ملامح دين الله جل وعلا التي جاءت في سياق كلمة ( دين ) .

أولا :

 هو دين الإسلام .

1 ـ قال جل وعلا :  ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ  ) (19) آل عمران ). أي عنده جل وعلا فالدين المقبول هو الاسلام فقط .

2 ـ ولا يقبل الله جل وعلا ( يوم الدين ) سوى الإسلام  دينا ، ومن يبتغى غير الإسلام دينا فلن يقبله الله جل وعلا منه ، فله جل وعلا أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها ، والايمان هنا يكون بالله جل وعلا ورسالاته دون تفريق بين الرسل ، من يقوم بالتفريق بين الرسل يرفع بعضهم على بعض لا يكون عند الله جل وعلا مسلما ويكون يوم الدين من الخاسرين. قال جل وعلا : ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران ).

3 ـ وبكل الألسنة التي تكلم بها الرسل كان التعبير عن دين الله جل وعلا بكلمة الإسلام . ووصى بها الأنبياء أبناءهم بالإسلام باللسان الذى يتخاطبون به ، قال جل وعلا  عن ملة إبراهيم : ( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُۚوَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٣٠﴾البقرة ) وقال جل وعلا عن إبراهيم : ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٣١﴾ البقرة )

 وقال عن التوصية بدين الإسلام : ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)البقرة ).

وجاء الخطاب الالهى لنا مباشرا عن دين الإسلام : ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا ) 78 ) الحج ).

وأمر الله جل وعلا خاتم النبيين أن يعلن : ( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِي الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) غافر ).

وجاء عن عموم البشر : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125) النساء ).

ثانيا :

هو دين الإخلاص للخالق جل وعلا وحده :

1 ـ للكون كله خالق واحد . وله جل وعلا دين واحد ، وهو الإخلاص له في الايمان والإخلاص له في العبادة . الإخلاص بالحساب العددى أن يكون التقديس للخالق جل وعلا بنسبة 100% . لا يكون إخلاصا إذا نقصت واحدا في المائة ، بمعنى لو آمنت بالله جل وعلا بنسبة 99% وآمنت 1% بمخلوق جعلته مقدسا وتوجهت له بالعبادة فقد أصبحت مشركا . والواقع أن المشركين تتعدد آلهتهم المقدسة بحيث لا يبقى من تقديس لله سوى أقل من 1% .

2 ـ والدين عبادة وإيمان . ويجب أن يكون المؤمن مخلصا لله جل وعلا في الدعاء والعبادة والايمان . قال جل وعلا في خطاب للنبى محمد :  

2 / 1 : (  إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) الزمر ). الكافرون هم الذين يعبدون الأولياء ويطلبون منهم المدد بزعم أنها وسائط تقربهم الى الله زلفى.

2 / 2 : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(15)الزمر).   النبى محمد عليه السلام مأمور أن يعلن أنه يخاف إن عصى ربه جل وعلا من عذاب يوم عظيم ، وأنه مأمور أن يعبد الله جل وعلا مخلصا له الدين ، وهو لا يفرض الإخلاص في الدين على المشركين ، فموعدهم هو ( يوم الدين )

2 / 3 :( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )(29)الاعراف )

2 / 4 :  وقال جل وعلا للبشر : ( هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) غافر )

3  : ولكن عادة البشر السيئة أنهم يضيفون الى رب العزة جل وعلا شركاء في التقديس وفى الالوهية ، والمحمديون تتعدد آلهتهم بالآلاف . وعند تعرض البشر لمحنة تهدد حياتهم يتذكرون الفطرة التي هي إخلاص الدين لرب العالمين ، فيدعون وقت الشّدة مخلصين له الدين ، ثم إذا أنجاهم عادوا الى شركهم وأوليائهم . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمْ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٣﴾ يونس )

3 / 2 :( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)   العنكبوت )

3 / 3 : ( وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) لقمان )

4 ـ المحمديون يكرهون إخلاصنا الدين لرب العالمين . يوم الدين سيكون الذين يكرهون الإخلاص في الدين لرب العالمين في الجحيم يمقتون أنفسهم ومقت الله جل وعلا أكبر ، قال جل وعلا : (  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّـهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ﴿١٠﴾ غافر ) سيطلبون الخروج من الجحيم : ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾ غافر) ويأتيهم الرد من رب العالمين : ( ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر ). لا يؤمنون بالله جل وعلا وحده مخلصين له الدين . إذا طولبوا بذلك كفروا . لا يؤمنون بالله جل وعلا إلا إذا أضافوا غيره وجعلوا الألوهية شركة . جرّب أن تدعو أحد المحمديين الى أن يعترف بشهادة الإسلام الواحدة : ( لا إله إلا الله ) سيرفض ولا بد أن يضيف إلاهه الذى أسموه محمدا ، وإذا كان شيعيا أضاف ( عليا ) .!

ثالثا : هو الدين الحنيف القيّم

حنيف وقيم بمعنى مستقيم . طالما أن الخالق واحد أحد وله وحده الدين واصبا فإن وصف هذا الدين هو الصراط اى الطريق المستقيم . والطريق المستقيم واحد لا يتعدد . قال جل وعلا :

1 ـ في وصف دينه بالحنيف : ( وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ (106) يونس ). هنا أمر ونهى للنبى محمد عليه السلام . أمر أن يقيم وجهه للدين حنيفا مستقيما ، ونهى له عن الوقوع في الشرك ، ولو فعل سيكون من الظالمين .

2 ـ في وصف دين الله بالدين القيّم أي المستقيم العالى الشأن قال :

2 / 1 : يوسف عليه السلام لصاحبيه في السجن : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف )

2 / 2 : وقال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) الروم )

2 / 3 : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٦١﴾ الانعام )

3 ـ وجاء الجمع بين هذه الأوصاف : قال جل وعلا :

3 / 1 : في الجمع بين حنيف وقيم وفطرة الله جل وعلا : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ الروم)

3 / 2 : في الجمع بين حنيف ومخلص و قيّم : ( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) البينة ).

رابعا :

هو دين الحق ( القرآن الكريم )

ضمن الله جل وعلا حفظ القرآن ، ومهما حاول الكافرون المشركون إطفاء نور القرآن فلا يستطيعون . هذا معنى قوله جل وعلا :

1 : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) الصف )

2 : (  هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (28) الفتح )

3 ـ وهو الكتاب الذى قال عنه رب العزة جل وعلا (  ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ﴿١﴾ قَيِّمًا ) ﴿٢﴾ الكهف ) )

خامسا :

الأخوة في الدين السلوكى

1 ـ ما سبق كله في الدين الالهى الاعتقادى القلبى في التعامل مع الرحمن جل وعلا . هناك إسلام سلوكى يعنى السلام ، وفيه يكون الناس أخوة في هذا الدين السّلمى . قال جل وعلا : ( ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) (5) الاحزاب ).

2 ـ والكافر المعتدى إذا رجع عن إعتدائه وأصبح مسالما فهو بهذا السلام يكون مقيما للصلاة والزكاة ظاهريا ، ويكون أخا في دين السلام. قال جل وعلا : ( اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) التوبة )

3 ـ وحين نبذ العرب التقاتل وأصبحوا مسالمين إعتبرهم رب العزة جل وعلا قد دخلوا في دين الله ( السلام ) أفواجا. قال جل وعلا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3))

سادسا :

الأخوة في الإسلام القلبى العقيدى تكون في الجنة بين أصحاب الجنة .

قال جل وعلا :  ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) 47 الحجر ). حتى لو كان بينهم غل وحقد في الدنيا سيصيرون إخوانا في الجنة .

 

 

القاموس القرآنى ( الدين ) ( 2 ) ( الدين ) ونسبة ( الدين ) للبشر

 

سادسا :

وتأتى كلمة ( الدين ) مجردة لتدل على الإسلام دين الله جل وعلا ، والقرينة هي الفيصل .

وهى أنواع :

1 ـ ( واصبا ) أي خالصا ، أي يجب أن يكون الدين للخالق جل وعلا خالصا له وحده . قال جل وعلا :( وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) النحل ) . المحمديون ينكرون أن يكون الدين خالصا واصبا للخالق جل وعلا ، جعلوا معظم دينهم مصنوعا منسوبا لإله أسموه محمدا ولأئمة مختلفين متشاكسين .

2 ـ إقامة الدين ، أي تطبيقه . قال جل وعلا : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) الشورى ). الدين الالهى واحد في أساساته مع إختلاف الألسنة . وتتفق كل الرسالات الإلهية على إقامة الدين الالهى أي تطبيقه وعدم التفرق فيه . هذا مرفوض من المحمديين المتفرقين في الدين الأرضى.

3 ـ لا إكراه في الدين ، أي في دين الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) البقرة ). الإكراه يكون في دين الطاغوت . والمحمديون يؤمنون بقتل المرتد ومطاردة المخالف في الدين .

4 ـ ( في دين الله ) أي في شرعه. قال جل وعلا : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) (2) النور ).

5 ـ الافتراء على دين الله جل وعلا بتشريعات كاذبة مفتراة . قال جل وعلا : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) الشورى ). كل شرائع المحمديين هي فيما لم يأذن به الله جل وعلا ، وأبرزها التقوّل على الله جل وعلا بوحى كاذب .

6 ـ (الدين الواقع ) أي الذى سيتحقق واقعا عمليا يوم القيامة ، فما وعد الله جل وعلا في دينة من جنة ونار ومن أحوال اليوم الآخر الدين سيتجسّد واقعا  في قيام الساعة ويوم الدين هو الآن كلام نظرى ، وسيكون واقعا فيما بعد . قال جل وعلا : ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً (1) فَالْحَامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6)  الذاريات ).

7 ـ الطعن في دين الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ )  (46) النساء ). كان هذا يفعله الكفرة من أهل الكتاب ، وهو نفس ما فعله ويفعله المحمديون في الطعن في دين الله جل وعلا .

8 ـ التكذيب بدين الله جل وعلا  . قال جل وعلا :

8 / 1 ـ ( كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) الانفطار )

8 / 2  ـ ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7).

نحن نحتكم الى القرآن الكريم في إصلاح سلمى ، ولكن المحمديين الذين يكذبون بالقرآن يتهموننا بالكفر، ويصدون عن دين الله جل وعلا تكذيبا بدين الله جل وعلا .

سابعا :

 نسبة ( الدين ) الى البشر .

هناك من يتبع الدين الالهى ، ويكون الإسلام ( دينه ) وهناك من يتبع دينا شيطانيا أرضيا فيكون هذا الدين الأرضى الشيطانى ( دينه )، أى يكون دينه السُنّة أو التشيع أو التصوف  أو البهائية أو الارثوذكسية ..الخ . هنا تأتى نسبة ( الدين ) للبشر على إختلاف الدين والمذهب والطائفة . وهذا يأتي في خطاب الله جل وعلا للناس ، كما يأتي أيضا في خطاب الناس بعضهم لبعض. ونعطى أمثلة:

 ( دينى )

 ( نسبة الدين الى المتكلم الفرد )

أمر الله جل وعلا رسوله خاتم النبيين أن يقول عن الإسلام : 

1 ـ ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (104) يونس )

2 ـ ( قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ الزمر )

3 ـ (  لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿الكافرون: ٦﴾

هنا جاءت كلمة ( الدين ) منسوبة للرسول محمد عليه السلام عن دينه الإسلام .

( دينكم  )

( نسبة الدين الى المخاطبين )

جاء هذا خطابا إلاهيا للمؤمنين . ( دينكم أيها المؤمنون ) قال جل وعلا لهم

1 : عن الإسلام : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ﴿المائدة: ٣﴾

2 ـ عن الكفار المعتدين وصدّهم عن الإسلام دين المؤمنين  :

2 / 1 :( وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ) ﴿البقرة: ٢١٧﴾

2 / 2 :(  وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ﴿التوبة: ١٢﴾

2 / 3 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿المائدة: ٥٧﴾

2 / 4 :(  لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿الكافرون: ٦﴾

عن دين أهل الكتاب :

( دينكم يا أهل الكتاب )

1 ـ ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ ) ﴿النساء: ١٧١﴾

2 ـ ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ) ﴿المائدة: ٧٧﴾

عن دين الأعراب  

( دينكم أيها الأعراب )

( قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّـهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿الحجرات: ١٦﴾

في قول الكافرين لبعضهم :

أهل الكتاب  ( دينكم يا أهل الكتاب ) :

 ( وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ ) ﴿آل عمران: ٧٣﴾

فرعون لقومه ( دينكم يا آل فرعون ) : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴿غافر: ٢٦﴾.

( دينه ) للمفرد الغائب .

قال جل وعلا ) للمؤمنين تحذيرا من الردة  :

1 ـ  ( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿البقرة: ٢١٧﴾

2 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿المائدة: ٥٤﴾

( دينهم ) للجمع الغائب :

 1 ـ قال جل وعلا عن دين اهل الكتاب ( دينهم ) الذين زعموا الخروج من النار : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿آل عمران: ٢٤﴾، وهو نفس ما زعمه البخارى وغيره فيما بعد .

2 ـ عن توبة المنافقين المقبولة إذا أخلصوا ( دينهم ) لله جل وعلا : (  إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿النساء: ١٤٦﴾

عن ملامح دين المشركين

جعلهم دينهم لهوا ولعبا .

قال جل وعلا :

1 ـ ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) ﴿الأنعام: ٧٠﴾،

2 ـ ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿الأعراف: ٥١﴾. وهو نفس ما يفعله المحمديون تماما

قتل أولادهم .

قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿الأنعام: ١٣٧﴾

التفرق في الدين الأرضى ليصبح  ( دينهم ) أديانا ومذاهب وطوائف وشيعا .

 قال جل وعلا :

1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿الأنعام: ١٥٩﴾

2 ـ ( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾ الروم )

 قول المنافقين عن الإسلام دين المؤمنين ( دينهم ) :

 ( إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ) ﴿الأنفال: ٤٩﴾

وعد الله جل وعلا للمؤمنين بتمكين ( دينهم ) بشروط . قال جل وعلا :

 ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿النور: ٥٥﴾.

أخيرا : عن يوم الدين ، وهو الحق .

قال جل وعلا :( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) النور ).

 

 

القاموس القرآنى ( الدين ) ( 3 ) يوم الدين  

أولا :

يوم الدين والحرية في الدين

1 ـ نحن نعيش عمرا مؤقتا في هذه الحياة الدنيا ، ثم تقوم الساعة ونعيش يوما خالدا في الجنة أو في النار . نحن نعيش عمرا مؤقتا في هذا اليوم ( اليوم الأول ) ثم بعد أن تأخذ كل نفس بشرية إختبارها في هذا  (اليوم الأول ) ينتهى هذا (اليوم الأول ) بقيام الساعة ، ويأتي ( اليوم الآخر ) ويقوم الناس من البعث لرب العالمين ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦﴾ المطففين  ) ، أي هو ( يوم القيامة) . هناك تسميات عديدة لليوم الآخر بالإضافة الى ( يوم القيامة ) منها ( يوم التغابن ) ولكن أشهرها هو ( يوم الدين ) .

2 ـ تسمية  (اليوم الآخر)  ب ( يوم الدين ) مبعثها أن الله جل وعلا أعطى كل نفس بشرية الحرية المطلقة في ( الدين ) قبل ( يوم الدين ) ، أي في الوقت الذى تعيشه في هذا ( اليوم الأول )، حيث يمكن للإنسان أن يعلو صوته بالكفر ، ويمكن للإنسان أن يعلو صوته بالايمان ، يمكنه أن يقول ( الله أكبر ) مؤمنا متقيا ، ويمكنه أن يصرخ ( الله أكبر ) وهو يقتل الأبرياء كما يفعل أكابر المجرمين من المحمديين . لذلك فإن للدين يوما هو ( يوم الدين ).

3 ـ مقابل الحرية المطلقة في الدين فإن البشر مسئولون عن هذه الحرية ( يوم الدين ) . هناك كفّة المشيئة الحرة في ( الدين ) ، وتقابلها كفُة المسئولية ( يوم الدين ) . قال جل وعلا : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴿٣٠﴾ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٣١﴾ الكهف)

4 ـ لا يؤاخذ الله جل وعلا البشر على الخطأ غير المتعمد ، ولا يؤاخذهم على ما يفعلون وهم تحت الإكراه والإجبار ولا يؤاخذهم على النسيان . هم مؤاخذون يوم الدين على ما يختارون متعمدين .

5 ـ هذه الحرية البشرية يتمتع بها الانسان ثم يفقدها عند الاحتضار . وبعده يفقدها في يوم الدين ، عند البعث والحشر والحساب . إذا دخل الجنة إستعاد حريته يتمتع في الجنة حيث يشاء ، وهى مفتحة له الأبواب، قال جل وعلا : ( هَـٰذَا ذِكْرٌ ۚ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٤٩﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿٥٠﴾ ص  ) . إذا دخل الجحيم فهو مستمر في فقدان حريته من لحظة الاحتضار الى ما لانهاية حيث الخلود في النار . هنا تكمن المأساة الكبرى للكفرة الفجرة . يسيئون إستعمال الحرية في عمرهم القصير في هذه الدنيا ثم يفقدون هذه الحرية يوم الدين الى أبد الآبدين . تخيل شخصا عاش ستين عاما في هذه الدنيا قضى الثلث في النوم حيث لا تكليف ولا حرية ولا مسئولية . الباقى ( أربعون عاما ) أمضاه في العصيان باختياره ومشيئته . مقابل هذه الأربعين عاما يقضى حياته بلا حرية يتجرّع العذاب خالدا مخلدا.

ثانيا :

 أساطير الكافرين عن ( يوم الدين )

1 ـ أصحاب الديانات الأرضية يزعمون إمتلاك يوم الدين ، ويكفرون بحقيقة أن الله جل وعلا وحده هو ( مالك يوم الدين ) . هم في أكاذيبهم الشيطانية ينتزعون من رب العزة جل وعلا تحكمه وسلطته وسلطانه وملكيته ليوم الدين ، ويجعلون ملكية يوم الدين لآلهتهم المزعومة في أساطير الشفاعات وغيرها .

2 ـ  يجعلون رب العزة جل وعلا يغيّر قراراته ويبدلها ، خلافا لما جاء في القرآن الكريم وكفرا بكتابه الحكيم . مع أنه جل وعلا أكّد أنه لا تبديل لكلماته في القرآن الكريم ولا في يوم الدين.

قال جل وعلا :

2 / 1 : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) ﴿٢٧﴾ الكهف )

2 / 2 : ( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ ق  )

2 / 3 :( لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٤﴾ يونس )

2 / 4 : ( وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ) ﴿الأنعام: ٣٤﴾

2 / 5 : (  وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿الأنعام: ١١٥﴾ .

3 ـ وتكرّر في القرآن الكريم أن رب العزة جل وعلا يملك وحده يوم الدين.

وهم بهذا يكفرون بقوله جل وعلا :

3 / 1 : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿٧٣﴾ الانعام  ). هو وحده جل وعلا خالق السماوات والأرض بالحق ، وهو وحده جل وعلا الذى يقول ( كُن ) فيكون ، وهو جل وعلا وحده ( له المُلك ) حين يُنفخ في الصور ،أي حين تقوم الساعة بتدمير العالم . وتعبير ( وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ ) فيه أسلوب القصر والحصر ، أي له وحده المُلك .

 3 / 2 : ( وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴿٥٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّـهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٥٦﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٥٧﴾ الحج ). المُلك يومئذ ، أي يوم الدين هو لرب العالمين .

3 / 3 : ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾ الفرقان ) يوم الدين يوم تشقّق السماء بالغمام وتتنزل الملائكة ـ يومها يكون المُلك الحق للرحمن .

3 / 4 : ( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿١٩﴾ وَاللَّـهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ۗ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿٢٠﴾ غافر) . هنا تفصيلات عن يوم الدين حيث يكون المُلك يومئذ لمالك يوم الدين .  

ثالثا :

 لمحات عن ورود مصطلح ( يوم الدين ) في القرآن الكريم

1 ـ إبليس طلب من ربه جل وعلا أن يظل حيا الى ( يوم الدين)،فاستجاب له ربه جل وعلا ، أي هو الآن حىّ وينجب ذرية . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ الاعراف  )

1 / 2 : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ ص )

1 / 3 ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) الحجر ).

2 ـ أغلبية البشر يكذبون بيوم الدين ، ويكونون أتباعا لإبليس اللعين ، قال جل وعلا :

2 / 1 : ( وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) الانفطار ) . أي لا هروب لهم من جحيم يوم الدين . لن تستطيع الهرب من الموت ولا من البعث ولا من الحساب . لا تستطيع الغياب يوم الدين . قال جل وعلا : ( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾ مريم  )

2 / 2 : (  فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) الصافات ). هذا عن مفاجأتهم بيوم الدين الذى كانه به مكذبين .

2 / 3 : ( يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) الذاريات ). كانوا يتساءلون ساخرين عن يوم الدين يستعجلونه ، وهذا هو ما سيتذكرون وهم في النار يتعذبون .

2 / 4 : ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)الواقعة ). هذا عن طعامهم من شجر الزقوم .

2 / 5 : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (13) كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) المطففين ). هذا عن الويل الذى ينتظر المكذبين بيوم الدين وصفاتهم .

 وإعترفوا وهم في النار فقالوا :  ( قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) المدثر ).

3 ـ أقلية البشر يؤمنون ويصدقون بيوم الدين قال جل وعلا :

3 / 1 : ( إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26 ) المعارج ) .

3 / 2 : ومثله قول الله جل وعلا : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) التين )

4 ـ عن حقيقة يوم الدين حيث لا شفاعة للبشر قال جل وعلا : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) الانفطار )

5 ـ التوبة تكون في حياة الانسان في هذه الدنيا . أما الغفران الالهى للتائب فهو يوم الدين،   فقد دعا إبراهيم ربه جل وعلا فقال :

2 / 1 : ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) الشعراء )

2 / 2 : ( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴿٤١﴾ إبراهيم   ).

 

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الأربعاء 05 اغسطس 2020

[92746]

في علم الله عز و جلا هو يوم العدل.

الله جل و علا عادل و هو أعدل العادلين و أرحم الراحمين و الإنسان له عمر معين ينتهي بيوم وفاته ثم ينتظر يوم الدين و مشاهد ذلك اليوم لا يتخيلها عقل و المُلك يومئذ له جل و علا فهو مالك يوم الدين.

عمر قصير في هذه الدنيا يقابله سرمد لا ينتهي إما نعيم و إما جحيم فهل من وقفة تأمل و غوص في معنى اليوم الأول القصير ؟ عش إبن آدم فإنك ميت و لكن المستقبل الحقيقي و الحيوان هي ما بعد الموت
حفظكم الله جل و علا دكتور أحمد و متعكم بالصحة و العافية و أّمنكم يوم الدين.

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء 05 اغسطس 2020

[92747]

شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:

المشكلة ان البشر لا يقدرون الله جل وعلا حق قدره . لذلك يتكرر الاستشهاد بخلقه جل وعلا السماوات والأرض وما بينهما من كواكب ونجوم ومجرات . الذى بينهما مما نراه من أجرام سماوية ومسافات فلكية يتوه العقل فى حسابها . لو تفكر فى عظمة الخالق جل وعلا لأدرك أن البشر فعلا لا يقدرون الخالق جل وعلا حق قدره .

القاموس القرآنى : السبيل / الدين / الصراط
القاموس القرآنى : السبيل / الدين / الصراط

هذا الكتاب
جاء سؤال عن معنى كلمة ( السبيل ) وكالعادة تطورت الإجابة لتكون مقالات شكّلت هذا الكتاب.
منهج القاموس القرآن ليس التعمق في الآيات الخاصة ، ولكن عرض الكلمة القرآنية في سياقاها الموضعية والموضوعية لتكون خلفية لبحوث متعمقة لاحقة .
يوافق صدور هذا الكتاب الذكرى الرابعة عشر لإطلاق موقع أهل القرآن ، في أغسطس 2006 .
والله جل وعلا هو المستعان .
أحمد صبحى منصور .
فيرجينيا 6 أغسطس 2020

more




مقالات من الارشيف
more