الجزائر تبني "المسجد الأعظم": المئذنة ناطحة سحاب والكلفة مليارات

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٥ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية نت


الجزائر تبني "المسجد الأعظم": المئذنة ناطحة سحاب والكلفة مليارات

يسع 120 ألف مصلٍ ويمكن رؤيته من الفضاء

الجزائر تبني "المسجد الأعظم": المئذنة ناطحة سحاب والكلفة مليارات

 

 

 

مئذنة المسجد ستكون بارتفاع 300 متر

 

مئذنة المسجد ستكون بارتفاع 300 متر

 

لندن- كمال قبيسي

من أمثال الجزائريين الشعبية واحد يقول "زواج ليلة تدبيرتو عام"، وفكرته واضحة لمن يرى أن ليلة الزواج تحتاج إلى سنة من التدبير والتحضير، وربما لهذا السبب تأخر تنفيذ مشروع جزائري مثير للجدل مدة 6 سنوات، مع أنه ديني ومميز وراعيه الأول هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نفسه، الذي أطلق الفكرة حين تجديد انتخابه لولاية ثانية عام 2004 واعداً وقتها بتنفيذها "في القريب العاجل إن شاء الله" كما قال.

وحل "القريب العاجل" (أمس) الأحد 4-4-2010 فقط، بحسب ما ورد في وسائل إعلام جزائرية، حين أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، بو عبد الله غلام الله، عن اقتراب موعد فض ظروف مختومة، كانت ستفض في شباط (فبراير) الماضي وتم تأجيلها للشهر الحالي، وتقدمت بها 21 شركة أجنبية و3 جزائرية دخلت في أواخر العام الماضي متنافسة للفوز بمناقصة قيمتها مليار يورو، أي تقريباً 9 مليارات و700 مليون دينار جزائري (أو مليار و400 مليون دولار) هي كلفة بناء "مسجد الجزائر الأعظم" الذي سيرتفع بعد 4 سنوات مطلاً بمئذنة مختلفة عن سواها، وبمواصفات عملاقة على "خليج الجزائر" في حي المحمدية بشرق العاصمة.

تكتب صحف الجزائر منذ 5 سنوات تقريباً عن هذا المسجد الذي سيكون الثالث من ناحية الحجم بعد الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فيصفونه بأنه "مشروع الرئيس"، وأن الأرض التي سيتم بناؤه عليها في ضاحية الربوة الحمراء أصبحت ممهدة وجاهزة لبدء التنفيذ، بعد أن درستها شركات هندسية أجنبية، وأكدت أنها من الأفضل لمقاومة الزلازل، وأن باستطاعة رائد ينظر من نافذة قمرة مركبته السالكة على ارتفاع أكثر من 400 كيلومتر عن الأرض رؤيته بعينه المجردة، لأنه مسجد عملاق يمتد على مساحة 200 ألف متر مربع، أي ما يحتله تماماً أكبر ملعب كرة قدم بالعالم، وهو "ماراكانا" الذي تم بناؤه منذ 60 سنة في ريو دي جنيرو.

ويتسع الصحن الرئيسي للمسجد، الذي سيضم مركزاً ثقافياً من بنايتين، لأكثر من 120 ألف مصلٍ، ممن ستعلوهم قبة قطرها 50 وارتفاعها 70 متراً. أما مئذنته الرئيسية فهي خاطفة للأضواء على كل صعيد، لأنها ستكون مئذنة ومنارة في الوقت نفسه، وناطحة سحاب ارتفاعها 300 متر، أي أقل بثمانين متراً من أقدم ناطحة سحاب أميركية، وهي "إمباير ستيت" بنيويورك، منتزعة بذلك لقب "أطول مئذنة في العالم" من نظيرة لها ارتفاعها 210 أمتار في مسجد الملك الحسن الثاني بالمغرب، وهو جامع مطل على الأطلسي وبلغت كلفته نصف مليار دولار حين انتهى بناؤه في 1993 بالدار البيضاء بعد أن ظل 2500 بناء و10 آلاف عامل وحرفي يعملون لإنجازه ليل نهار طوال 6 سنوات.

ويواجه المسجد، المحتوي على 3 طوابق تحت الأرض مساحتها 180 ألف متر مربع مخصصة لأكثر من 6 آلاف سيارة، انتقادات من معترضين يرون أن بناءه هو فقط لإغاظة المغرب الواقع فيه حالياً أكبر ثالث مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين، مستندين في معارضتهم إلى أن "حرب المساجد" والتباهي بها معركة خاسرة في الدين والدنيا، ومستندين إلى ما نقله أنس عن الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد". ويقول منتقدو المشروع إن بناء هذا الجامع هو عملية تبذير للمال العام لا يرضاها الدين الحنيف نفسه.

وكتب صحافي جزائري: أن "في الجزائر مرضى بحاجة لعيادات ومستشفيات، وطلبة يحتاجون للمدارس وللجامعات وللوظائف بعد التخرج، إضافة إلى العمال والموظفين الذين يحتاجون لوسائل مواصلات أفضل تنقلهم إلى أعمالهم وتعود بهم إلى منازلهم، وأن بلاد المليون شهيد تزخر بمرضى ومحتاجين من كل نوع"، وفق ما ورد في مقال دعا فيه إلى صرف المليار يورو على ترميم المساجد الموجودة حالياً "إذا كان لا بد من صرفه على شأن ديني" كما قال.

ينتقدون أيضا التصميم الهندسي للمسجد، الذي سيحتوي على قاعتين للمحاضرات مساحتهما 16 ألف و100 متر مربع، واحدة تضم 1500 مقعد وثانية 300 مقعد، من أنه تصميم أجنبي الطراز لا تبدو فيه روح الإسلام واضحة للعيان، بل تبدو المئذنة القائمة على قاعدة مربعة مساحتها 26x 26 متراً، غريبة عن البناء العام للجامع وبأنها دخيلة عليه، وتبدو وكأنها برج مراقبة في مطار أكثر منها مئذنة.

ويقول المهندس الجزائري، نزيه جعفراني، إن التصاميم الهندسية التي أعدتها شركتان ألمانيتان "حملت حداثة مستقبلية زائدة قضت على كل صفة للأصالة في تصميم المسجد، بحيث اختفى سطحه المغطى والمنارة والقبة" وفق تعبيره لصحيفة "عشرينات" المحلية. وقال جعفراني: "كيف للجنة تحكيم ضمت 37 عضواً، بينهم 9 من حملة الدكتوراة و19 مهندساً، أن تجيز مثل تلك التصاميم"؟

وذكر معارضون آخرون للتصميم الهندسي للمسجد، الذي سيضم مكتبة من ألفي مقعد مساحتها 21 ألف و800 متر مربع، أن التصميم يخلو من أي طابع إسلامي ومغاربي "وتم من قبل مصممين ومهدنسين أجانب لا يمتون بأي صلة للطراز الإسلامي في البناء" في إشارة منهم إلى فوز مكتب دراسات ألماني بالمسابقة الوطنية والدولية لإنجاز المسجد، الذي سيضم مدرسة للتعليم القرآني العالي، حيث تم توقيع العقد بين محمد لخضري علوي، وهو مدير عام "الوكالة الوطنية لإنجاز المسجد" في الجزائر وممثل شركتي "أنجل" و"زيمرمان" الفائز تصميمهما المشترك على تصاميم كثيرة تقدمت بها شركات دولية.

في جميع تلك التصاميم يبرز المسجد الجزائري عملاقاً ببنائه المضاد للزلازل والمحاط بمراكز تقنية وثكنة للحماية المدنية مع مساحات خارجية من الحدائق والمائيات والأبنية الإدارية ومساكن الموظفين، إضافة إلى مركز للتسوق ومستوصف وفندق 5 نجوم ومسرح ومركز للعلوم ومتحف للفنون والتاريخ ومطاعم وملاعب للرياضة المتنوعة "كما أنه سيؤرخ لتاريخ البلاد من خلال 14 طابقاً، حيث يرمز كل طابق إلى حقبة من حقب الجزائر التاريخية" على حد تعبير وزير الأوقاف الجزائري.

وكان الوزير بو عبد الله غلام الله ذكر لصحف جزائرية قبل 3 سنوات أن مئذنة المسجد ستكون فريدة من نوعها، كالمسجد تماماً "لأن قسمها العلوي سيكون منارة تهتدي بها السفن، إلى جانب كونها منارة روحية". وقال إن عدد من سيعملون في المسجد "سيكون أكثر من 3 آلاف موظف وعامل بشكل ثابت، إضافة إلى أن آلاف فرص العمل ستتاح بشكل مؤقت لآلاف المواطنين خلال مدة بنائه" على حد ما تفاءل به الرجل المشرفة وزارته على أكثر من 18 ألف مسجد تحتضنها الجزائر.

اجمالي القراءات 5096
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الإثنين ٠٥ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46938]

هل هناك علاقة بين طول المئذنة وقبول الدعاء ..

 يتنافس بعض المسلمين في بناء مساجد عملاقة ذات مآذن عملاقة في الطول ترى من الفضاء ..!!، فهل يعتقد هؤلاء المسلمين أن طول المئذنة يساعد في قبول الدعاء ؟؟ ، مثلما يساعد طول برج شركات الإتصالات في وجود شبكة قوية .. فهل هذا مثل هذا عندهم  ؟؟.. هل هذا المسجد الذي يتكلف المليارات  سيكون أحسن من المسجد  المتواضع الذي بناه النبي  عليه السلام وأصحابه في المدينة .. متى يفيق المسلمين من غفلتهم  ويعرفون أن ملئ الفضاء الذي بداخلهم بالقرآن الكريم أفضل من أن يبنوا مسجدا عملاقا يرى من الفضاء .. 

2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٠٥ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46940]

الجزائريون يموتون جوعاً ورئيسهم يلهو باموال اليتامى وفقراء المسلمين .

الجزائر من البلاد التى حباها الله بنعمه العظيمة ،من وفرة فى موارد المياة ،والبترول ،والأرض الزراعية عالية الجودة ، والمساحة الشاسعة . ورغم ذلك تسلط عليها حفنة من الفاسدين من جنرالات الجيش ،وزعماء الجماعات الإسلامية المتطرفة ،فأفسدوا البر والبحر ،وسرقوا ونهبوا ثرواتها ،وافقروا شعبها ،وأدخلوها فى حروب داخلية دامية على قشور من التدين السطحى ، ويتنافسون الآن على سرقة ما تبقى من أموالها تحت ستار بناء المساجد والمآذن والقباب العالية ،لكى يتمسحوا بها فى الإسلام ،ونسوا انهم بذلك البناء يبتعدون عن قيم الإسلام العظيمة التى تحث على إنفاق أموال الناس على إعمار البلاد ، ورعاية فقراءها ،وأيتامها وليس على تبذيرها فى صور الرياء والمباهاة الشيطانية التى ما أنزل الله بها من سلطان .. نسأل الله لهم ولحكام المسلمين العودة إلى ما فيه رضاء الله ،وخدمة شعوبهم وأوطانهم .


3   تعليق بواسطة   سوسن طاهر     في   الإثنين ٠٥ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46941]

كارثة بكل المقاييس المعروفة وغير المعروفة ..

هذا الخبر هو كارثة بكل المقاييس المعروفة وغير المعروفة .. أين هبة المخلصين لهذه الأمة الحزينة والمسكينة .. لكي يطالبوا بحقوق هؤلاء الفقراء .. لا خير فيهم إن لم يوقفوا مثل هؤلاء المتاجرين بالدين عند حدودهم وكفى سرقة للشعوب ..

4   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الإثنين ٠٥ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46943]

فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }القصص38
لقد غلب الرئيس الجزائرى الفرعون المصرى قديما ، حيث أن الفرعون المصرى طلب من هامان أن يبنى له صرحا ليصعد به ويرى إله موسى ليتأكد مما يقوله موسى ، أما الرئيس الجزائرى فأراد أن يبنى هذا المسجد بمئذنة عالية تصل للسحاب لكى يعلو بها على رقاب شعبه فيستنزف أموالهم برضاهم وتحت أعينهم على بناء هذا المسجد وهو يعلم تمام العلم أنه لن يقف أحد فى طريقه فمن هذا الذى يستطيع رفض بناء مسجد ؟! فالفكر السائد والذى ساعده كثيرا هو أن بناء المساجد هو أهم من الطعام والشراب والمرض وأن المشاركة فى بناء المساجد على حساب حياتهم هى طريقهم للجنة وشراء للآخرة بعدما فقدوا الأمل فى الدنيا .
 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق