البرادعى يفتح النار على نظام مبارك .

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً.


البرادعى يفتح النار على نظام مبارك .

قال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعى إن الحملة الشرسة التي شنت ضده في أعقاب الإعلان عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2011 ، لم تقلقه، مشيرا إلى أن ما أقلقه وأفزعه أن هذه الأكاذيب جاءت لتؤكد له عمق الانهيار الذى أصاب منظومة القيم فى مصر.

 اضاف في الجزء الثالث والأخير من حواره مع صحيفة "الشروق" المصرية المستقلة والذي نشرته في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: "إن الشىء الأساسى الذى اختل بشكل واضح في مصر هو القيم الأساسية، حيث أصبح الدين طقوسا وليس جوهرا".

 وقال البرادعي: "كلنا نشأنا، مسيحى أو مسلم، على القيم المشتركة، الصدق، الأمانة، تقديس العمل، السماحة، التضامن الاجتماعى، المحبة، هذا كان الإسلام، لم تكن لدينا قيادة دينية تتكلم عن إرضاع الكبير، فى نفس الوقت الذي كانت تكرمنى فيه ملكة هولندا، ويجلس إلى جوارى عالم مصري كبير اسمه نصر حامد أبوزيد، اضطر إلى الخروج من مصر لأن القضاء دخل إلى قلبه ووجد أنه ليس مسلما، وغادر البلاد.. هذه كارثة".

 وتابع: يقول الله تبارك وتعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"، هذا هو الإسلام كما نعرفه، ويقول تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"، هذا هو القرآن يوصينا بالكفار، فما بالنا بالمؤمنين؟"

 ويرى البرادعي ، إن الممصريين حولوا الدين إلى طقوس وفصلوا أنفسهم عن القيم وعن بقية العالم "اليوم حين يكون رجل مسلم اسمه محمد أو أحمد أو على، يتجنب ذكر اسمه، ويتعين عليه أن يقول أنا لا أنتمى إلى الجماعة الإرهابية.. أصبح الجميع ينظر إلينا نظرة ريبة وشك، لماذا؟ لأن العالم كله يرى صورة الإرهابيين ملثمين ويبررون أعمالهم بالإسلام، ويحتاج الأمر منك إلى سنوات بعد ثبات هذه الصورة فى أذهانهم لكى توضح لهم صورتك، وأن تثبت أن ليس كل المسلمين إرهابيين".

 ويضيف: والدى كان رجلا متدينا، يصلى ويصوم، الإسلام كان بالنسبة لنا فى البيت محبة وتسامحا وقدوة، تعلمنا كيف نتعامل مع الفقير، كان لوالدى أصدقاء فى سيدنا الحسين، منهم تاجر مينى فاتورة، صداقات عمر، صداقات طفولة، ما شعر يوما بالتعالى على هؤلاء، كان دائما يجتمع معهم فى محل واحد منهم ويذهبون لصلاة الجمعة أسبوعيا. منهم الأطباء ومنهم أصحاب المحال ومنهم التجار البسطاء، هذا هو الإسلام"

 أحوال المصريين

 وتحدث البرادعي عن أحوال مصر والمصريين الآن، فقال: "عندما يقولون إننا لا نعرف مشكلاتنا، هذا غير صحيح، لأنه يكفى للشخص أن يضع قدمه فى مصر لمدة خمس دقائق ليعرف بعض أهم مشكلات مصر، لدينا 42 % من الشعب المصرى يعيش تحت خط الفقر المدقع، أى تحت دولار يوميا،

 ووفقا لتقارير البنك الدولى، هناك شبه الفقير والفقير، 42% من الشعب المصرى لم يصل به الحظ أن يصعد إلى مستوى الفقر الموجود فى العالم، وهو أن يكون من ضمن ثلث البشرية الذين يعيشون على دولارين فى اليوم، مصر بها 42? من سكانها يعيشون فى الفقر الذى يعيش فيه المليار الأكثر فقرا فى العالم".

 وقال: "التعليم غير موجود فى مصر، التعليم الذى تستطيع من خلاله أن تنافس فى التنمية الاقتصادية غير موجود.. فى تقرير التنافسية الدولية كان ترتيب مصر الـ70 نتيجة عدم كفاءة القوى العاملة فى مصر، وفى نوعية التعليم فى الحساب والعلم 128 من 134، وفى نوعية نظام التعليم 126 من 134، إذا كنا نريد أن نتنافس فلن نستطيع ونحن على هذا الوضع مقارنة بالإمارات التى تحتل المركز الـ23"..

 وفى تقرير التنمية البشرية الذى يقر بحق الإنسان فى صحة جيدة وأن يكون متعلما، وله دخل معقول، ترتيبنا نزل من 122 إلى 123، ووفقا لتقرير الشفافية ترتيبنا 111 بما يعنى حالة فساد هائل.

 عمليا نحن لن نستطيع أن نسير إلى الأمام دون التغلب على الفقر فالفقر هو أقوى أسلحة الدمار الشامل، وهو مرتبط بغياب الحكم الرشيد وبالعنف وبالتهميش وبالحروب الأهلية. لذلك إذا كنت أريد أن أبدأ، يجب أن أبدأ بعلاج المشكلة الأساسية وهى الفقر. وهذا لن يتأتى إلا بالتعليم،

 والحكومة تصرف على التعليم ما لا يزيد على 4 % من إجمالى الناتج المحلى. فى الوقت نفسه تركيا هذا العام يستحوذ التعليم على أكبر جزء من إجمالى الناتج المحلى. الصحة فى مصر لا تستحوذ إلا على 1.3 % من إجمالى الناتج المحلى، لابد من تغيير أسبقياتنا، فأولوياتنا يجب أن تكون التعليم والصحة والحكم الرشيد والإدارة.

 فى الـ30 سنة الماضية، معدل زيادة دخل الإنسان المصرى فى السنة 1.2%، معدل مذهل، عندنا اختلالات هيكلية فى المنظومة الاقتصادية بالكامل، وضعف الادخار المحلى، تواضع معدل التراكم الرأسمالى وتدنى مساهمة القطاعات الإنتاجية الرئيسية الزراعة والصناعة وتواضع نوعية رأس المال البشرى، والتضخم والعجز المستمر فى الموازنة والدين المحلى الذى يبتلع أكثر من 43 % من الموازنة.

 كذلك وصلت البطالة إلى معدلات خطيرة ففى عام 2006، بلغ معدل البطالة 9.3%، من بين النساء 25.1%، ومن خريجى الثانوية 61.8%، ومن خريجى الجامعة 26.8% مقابل 14% فى عام 2004.

 يكفى أن نعرف أن الزراعة التى يشتغل فيها 27% من القوى العاملة تسهم بـ15% فقط من الناتج القومى، ولم تحقق سوى 1.8% معدل نمو فى الـ15 سنة الماضية فى الناتج القومى. لن نخرج من عنق الزجاجة إلا من خلال الإصلاح المؤسسى وضمن الإطار القانونى.

 اسطبل عنتر

 واضاف: ذهبت إلى إسطبل عنتر وزرت 40 عائلة منها عائلة تتكون من ستة أفراد يعيشون فى غرفة 2 متر فى 2 متر، بدون شباك. رأيت 40 فردا يعيشون فى بيت واحد ولديهم حمام واحد، يقضون حاجتهم فيه ويستحمون فيه. لا يوجد مياه هناك، ولكى يحصلوا على المياه يجب أن ينزلوا على طريق الكورنيش، ليحصلوا عليه، ولذلك قلت إن فى مصر بشرا يعيشون تحت مستوى الحياة الإنسانية، لم أذهب إلى كل العشوائيات، ولكنه كان يكفينى أن أرى عشوائية واحدة لأرى شكل مصر.

 ولو ذهبت إلى الصعيد سترى الفقر فى قنا وبنى سويف والفيوم، أكثر بكثير من ذلك الذى رأيته فى إسطبل عنتر، القاهرة بها 81 عشوائية، بهم 8 ملايين شخص.

 هذه العشوائيات، أريد أن أرى أحد المسئولين دخل عشوائية من هذه العشوائيات، يتكلمون عنى كسائح قمت بزيارة هذه العشوائية، فليقولوا لى اسم مسئول زار هذه العشوائيات. لو أنا فى يوم من الأيام وصلت إلى منصب رئيس الجمهورية أول مؤتمر صحفى سأقوم به سيكون فى العشوائيات، وأقول هذا حال البلد الذى استلمته وهذا هو المشوار اللى أمامنا، ولن أقوم بالمؤتمر من منزلى فى كومباوند أو قصر.

 

 

اجمالي القراءات 7135
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عابر سبيل     في   الأربعاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[44335]

لو أن هناك دستورا يقر بالمؤسسات ويحاسب رئيس الجمهورية على اخطائه

ما كان هناك قلقا من ان يتولى رئاسة الجمهورية شعبان عبد الرحيم او فيفى عبدة


ملحوظة:

الدستور المصرى الحالى يضع 73% من سلطات الدوله فى يد رئيس الجمهورية ..

 


2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[44336]

كيف تُمرر الإتفاقيات الإستراتيجية فى مصر؟

www.arabtube.tv/members/viewVideo.php


3   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأربعاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[44347]

أنا البردعي يا رشدي ..

ظل  في صمته إلى أن اضطر إلى الحديث  عما يعانيه الشعب الذي يقول عنه أعقل منتقديه  أنه باختصار لا يعرف الشعب لأنه بعيد عنه فإذا به يصفه  ببراعة قائلا لمنتقديه الذين يبدون امتعاض من ترشيحه  أنا البردعي يا رشدي  وهي جملة كانت تكرر كثيرا في مسلسل زمان  :" ولو ذهبت إلى الصعيد سترى الفقر فى قنا وبنى سويف والفيوم، أكثر بكثير من ذلك الذى رأيته فى إسطبل عنتر، القاهرة بها 81 عشوائية، بهم 8 ملايين شخص.
هذه العشوائيات، أريد أن أرى أحد المسئولين دخل عشوائية من هذه العشوائيات، يتكلمون عنى كسائح قمت بزيارة هذه العشوائية، فليقولوا لى اسم مسئول زار هذه العشوائيات. لو أنا فى يوم من الأيام وصلت إلى منصب رئيس الجمهورية أول مؤتمر صحفى سأقوم به سيكون فى العشوائيات، وأقول هذا حال البلد الذى استلمته وهذا هو المشوار اللى أمامنا، ولن أقوم بالمؤتمر من منزلى فى كومباوند أو قصر.

4   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الأربعاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[44355]

الأخطبوط

للأسف الذى يحكم مصر الآن نظام أقل ما يوصف به أنه [ أخطبوط فساد] تكون وتنامى بسبب تجميع السلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية ... الخ فى يد شخص واحد

عن طريق هذا الأسلوب الفاسد والمريب فى إنتقاء[ القيادات  المنزوعة الإرادة والضمير]على جميع المستويات فى جميع مؤسسلت الدولة

فهذا الأسلوب يتلخص فى التاكد التام واليقينى من الولاء الأعمى لأى مرشح لأى منصب أو موقع قيادى أو وظيفة حساسة

ويكون له الأسبقية فى نيل المنصب المبتغى إذا كان ممن تحوم حولهم شبهات الفساد والرشوة وعبادة الدولار والكرسى  وفى سبيلهما يهون عنده أى مبدا أو خلق أو حتى الدين والشرف ذاته يمكن أن يبيعهما فى سبيل المدعو الدولار وشقيقه الكرسى

حتى وسائل الإعلام التى تسيطر عليها الحكومة لا يدخلها أى إعلامى من خارج تلك الزمرة الفاسدة حتى أصبح أى إنسان شريف يصاب بالغثيان مما يقرأة ويسمعة ويشاهدة من النفاق والتملق للنظام وقلب الحقائق الفساد يصبح فى تلك الوسائل إنجازات عملاقة والتضليل يصبح شفافية وإهدار المال العام وبيع الدولة يصبح تنمية ...الخ

ناهيك عن الأجهزة الأمنية فى مصر وفسادها والتى تحولت بقدرة قادر من ساهرون على أمن المواطن المصرى الذى يدفع مرتباتهم ضرائب على النفس الذى يتنفسيه

ورغم ذلك أصبحت مهمتهم الأساسية هى إرهاب المواطن المصرى بالمعتقلات والتعذيب فى أقسام الشرطة الذى وصل فى كثير من الأحيان للقتل

والخطف عن طريق أمن الدولة وقانون [الطوارىء التى لا تنتهى على أرض الكنانة ] وكل ذلك فى سبيل تكميم كل صاحب فكر إصلاحى أو قلم حر عما يحدث فى هذا البلد من إنهيار ونهب لثرولته وقهر لهذا الشعب

نسال الله أن يمن على هذا البلد برجل لديه ضمير ودين لتحمل امانة قيادة سفينته الى بر الأمان وإنقاذه من هاوية الفساد

ولن يحدث ذلك إلا إذا غير هذا الشعب ما بأنفسهم من إتباع دينا مزيفا ما انزل الله به من سلطان وإتباع ما انزل الله فى كتابه الكريم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[ القرآن المجيد ] لأنه سبحانه وتعالى قال  [ لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم] صدق الله العظيم

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق