مؤرخ ألماني: سبب تأخر المسلمين يرجع إلى الجمود اللغوي:
مؤرخ ألماني: سبب تأخر المسلمين يرجع إلى الجمود اللغوي

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٦ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: آفاق


مؤرخ ألماني: سبب تأخر المسلمين يرجع إلى الجمود اللغوي

مؤرخ ألماني: سبب تأخر المسلمين يرجع إلى الجمود اللغوي
1

المؤرخ الألماني دان دينر

1

برلين- صلاح الصيفي

1

أرجع المؤرخ الألماني الشهير دان دينر سبب تأخر المسلمين في العالم إلى أسباب عديدة منها الجمود اللغوي والنظرة الدينية الشمولية بالإضافة إلى الجمود الذي يشهده العالم العربي في كل القطاعات، سواء الاقتصادية منها أو ما يتعلق بالحد من الحريات العامة والتعليم وضعف الاستثمار في البحث العلمي أو وضعية المرأة.

 

ورفض دان دينر الحجج الواهية التي يسوقها العرب لتبرير تخلفهم محملين الإستعمار الخارجي سبب تخلفهم عن البشرية، حيث قام بالرد على هذه الإدعاءات متسائلا بسخرية: لو كان العالم العربي متقدما، أكان سيكون بامكان الغرب استعماره؟ ألا يعود الاستعمار أيضا إلى تخلف العرب؟.

ويفتتح دان دينر كتابه الذي يحمل عنوان "الزمن المختوم: حول جمود العالم الإسلامي" بطرح تساؤل محوري هام وهو لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ وهو سؤال  كما يرى دان دينر لم يفقد شيئا من جديته ومضمونه، بل ازدادت أهميته بالنظر إلى الوضع المتردي الذي تعيشه المجتمعات العربية، خصوصا إذا ما قارناه بالوضع السائد في أوروبا أو حتى في دول لا تنتمي إلى الثقافة الغربية مثل الهند الواعدة أو الصين القادمة.

ويرى دينر بأن أحد أهم أسباب الجمود الذي يعيشه العالم العربي يعود إلى رؤية العرب للغتهم وتأخرهم في الدخول إلى زمن الطباعة، تأخر ساهم لا غرو في تأخير نشر المعارف الجديدة، ودينر يعيد ذلك إلى سيطرة كل ما هو مقدس على الدنيوي، فاللغة العربية لغة مقدسة لأنها لغة دينية، وإدخال تغييرات عليها من شأنه أن يخل بقدسيتها... إنه الصدام إذن بين لغة النص القدسية والمختومة والنهائية ولغة العصر الديناميكية، والمنفتحة والمتغيرة باستمرار.

إن الحضور الطاغي للمقدس في نظر دينر يحول دون إدخال إصلاحات جذرية على اللغة العربية، وإلى نوع من الانفصام اللغوي (الشيزوفرينيا اللغوية)، فلغات الواقع تختلف وتتناقض من حيث عفويتها مع لغة النص المقدسة والنافرة من كل تغيير، كما أن قداسة العربية أو دينيتها وقفت ولا تزال تقف أمام نشر أوسع للمعارف، فاكتشاف الطباعة قاد أوروبا إلى انتشار أوسع لأفكار الإصلاح الديني وإنجازات حقبة التنوير، في وقت ظل فيه العالم العربي يأخذ برأي ابن حنبل، الذي رأى أن القرآن والحديث وحدهما من يستحقان الكتابة وما عدا ذلك لن يتسبب إلا بنشر البدع والضلالات، وبالإضافة لذلك يشير دان دينر إلى انتشار ثقافة السماع والذاكرة في العالم العربي، وما يمثله ذلك من عائق أمام انتشار الكتابة والمعارف العلمية.

ويؤيد دينر الفكرة التي عبر عنها المفكر الألماني شبنجلر الذي وصف الحضارة الإسلامية بأنها "حضارة الكهف"، لأنها حضارة الحنين إلى عصر ذهبي، في مقابل حضارة السهم الأوروبية، المنطلقة دائما نحو اكتشاف آفاق جديدة، والتي تحررت من ربقة النص لتعتنق خطى التاريخ، ويظهر ذلك بوضوح في التعامل مع الشريعة الإسلامية، فالشريعة في النظرة الدينية تقف فوق التاريخ، وكل خروج عنها، هو خروج من الدين وخيانة للهوية.

اجمالي القراءات 5819
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الجمعة ١٦ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32938]

الوصفة الألمانية

الوصفة الألمانية للمشكلة العربية والإسلامية ..


لقد أصبحنا رجل العالم المريض ومشكلة العالم لدرجة أن يتطوع عالم الماني ويضع روشتة الحل ، والمؤسف أننا لا نعترف بمرضنا ونعلق خيبتنا على أقرب وأسهل شماعة وهي الغرب وهذا ما يسعد به المستبد الذي يقاوم الإصلاح .


لقد أصبحنا مشكلة العالم بجدارة وأخاف أن يأتي اليوم الذي سيتم فيه حجزنا داخل محميات طبيعية حتى لا تنتقل العدوى للشعوب الحية المتقدمة ، والغريب أن بعض مثقفينا ينجرف وراء هذه الشماعة ويسعد بها ويكتب فيها شعرا وذلك لكي يهرب من مواجهة الحكام المستبدين ..


شكرا لكاتب الروشتة وعلى المريض أن يأخذ العلاج ، ولا يهمل فيه !!


2   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الجمعة ١٦ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32953]

النظرة الدينية الشمولية

هي سبب تخلفنا الاساسي وهو محق تماما في ذلك .. ألم نجد بيننا من اعتبر اسم أوربا مشتق من عروبة !
احنا في الحقيقة مسخرة العالم وسبب مشاكله في نفس الوقت ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق