إن هذه الصورأكبر دليل على طيبة الإنسان المصرى وحبه للأمن والطمأنينة ، فقد وقف الرجال جوار أخواتهن من النساء بكل خشوع واحترام ، وهى أعظم دليل لمساواة المرأة بالرجل فى مصر مهما فعل المرجفون ، وهذه الصور دليل عملى على أن مصر ستظل واحة الأمن والحب والسعادة وسوف تتغلب على المحن وتنتصر وتعلو فوق الأمم  ، مصر التى أحلم بها على وشك الميلاد والظهور لعالم الحداثة ، دولة يكون فيها الدين لله والوطن للجميع ، دولة يحترم فيها كل إنسان عقيدة الآخر وملته وفكره ورأيه وتوجهه ، دولة يسود فيها العدل والطمأنينة وتكون  كل مؤسساتها لخدمة الشعب ورقيه وسعادته ، مصر التى أحلم بها على وشك الظهور لعالم الشهادة بعد أن ظلت دهراً فى عالم الغيب ، مصر التى أحلم بها خى مصر الإنتاج والعمل والتتقدم والرفاهية ، الصور أعلاه دليل قاطع على طيبة المصرى وتسامحه وحبه للحياة  .

مصر فعلاً أم الدنيا كانت ولا زالت وهذا رأيى على الأقل ، ولكن هل استحوذت مصر وحدها على الأمية والجهل وخلت منها بقية الشعوب العربية ؟ بل بقية شعوب العالم ؟ هل قمت بعمل إحصائية عن الجهل والأمية فى كل دول العالم ؟ برجاء توضيح ذلك ....  مصر بها مشاكل إقتصادية وسياسية واجتماعية ، ولكن هذه المشاكل توجد فى كل البلاد العربية وتوجد فى دول أخرى كثيرة لم تتمتع بعد بالديمقراطية الكاملة والحداثة .ويبقى سؤال : من يتحمل مسؤلية وجود الأميين والجهلة ؟ هل هى الحكومات وحدها أم الشعوب وحدها أم هى مسؤولية مشتركة ؟؟

الاستاذ سنان الذي له كل تقدير واحترام سابق وحالي .. يبدو والعلم عند الله .. عنده مشكلة ما ..أو عقدة ما .. من أو مع مصر .. لا أدري سببها ..

أولا لا أدري ماهي الاحصائيات التي اعتمد عليها عن نسبة الأمية ..

ويا سيدي .. نحن كمصريين نعتبر مصر ام الدنيا .. لا أدري ايه اللي مزعلك .. يا سيدي اعتبر بلدك أيا كانت .. أم الدنيا والآخرة كمان ولن يعترض عليك مصري ..

الا تري صور المصريين أثناء صلاة العيد ..ناس بسطاء .. ليس عندهم عقد ناحية المرأة ..

التطرف والتعصب الذي يظهر احيانا في مصر هو في الحقيقة مستورد مع الرياح الشرقية .. وستعود مصر قريبا الي سابق عهدها ..

أعتقد يا دكتور عمرو - اننا علينا توجيه الشكر للأستاذ سنان ،بدلا من لومه على إهتمامه بمصر ، فهذه هى مسئولية الكبار ،والأستاذ -سنان - من الكبار ، ويهتم بالكبار ،ومصر تقع على قائمة الكبار (على الأقل فى الوطن العربى والشرق الأوسط ) .ولذلك عليها مسئولية كبيرة تجاه العالم العربى والإسلامى .وبصلاح مصر ينصلح العالم العربى والإسلامى (اوتوماتيكياً) وهذه حقيقة لا ريب فيها ، وأعتقد أنى كتبت مقالة فى الماضى تشير إلى ذلك تحت عنوان ( أمن العالم يبدأ من القاهرة) .. وأعتقد انه من العار علينا الآن أن نتحدث دائما بأننا أفضل من كذا ومن كذا ،وأننا فى طريقنا لكذا ، فنحن دولة منذ فجر التاريخ ،ويجب ألا نقارن أنفسنا بدول مثل ( فسدستان ،وطرشستان وخيببستان ) ولكن علينا أن نقارن أنفسنا بالعالم الأول الذى يوجد فى حوارينا وشوارعنا منازل وبيوتاً أطول منه عمراً ، فأمريكا ،وكندا ،وإستراليا ،ونيوزيلندا ،أقل عمراً من (باب النصر، وبوابة المتولى ،وسور مجرى العيون ،بل أصغر عمراً من قرية أبوحريز نفسها وضوحاحيها من العزب والنجوع والكفور) .فعلينا أن ننظر للكبار ونرى ونسأل انفسنا ،اين نحن منهم الآن ؟؟؟ زكيف الوصول ؟؟ وكيف نمتلك الريادة مرةأخرى ؟؟؟ هل بوجود نظام مبارك ونكساته ووكساته وسرقاته وفساده ومفسديه ؟؟؟ أم بقهر الخوف والعجز ،وكسر بوابة الخوف والزعر والإسهال منه ومن جنوده وذيوله وسطوته وكهنوته ،والتوكل على الله فى مقاومته ومقاومة المستبدين من أمثاله ومن ورثته اللئام الخنازير؟؟؟ وفى النهاية ،علينا أن نشكر من يوجهنا ويلومنا ويحرضنا على التقدم ، ونترحم على من رضوا بالذل والهوان والخنوع ،ونقول لهم (الله يرضى عليكم ) خليكم فى دنياكم وحياتكم ،ولا تسبطوا همم دعاة الحق والإصلاح ،ومناصرة المظلومين ....

مع أننا جميعا نعاني من التخلف يحلو للبعض منا أن يحاول أن يثبت أنه أفضل المتخلفين .. وهذا هو المضحك والمفجع في نفس الوقت ..  وهذا للأسف الشديد يعكس قصر رؤية ، ومراهقة فكرية وتعصب مقيت .. يا سادة كلنا في الهم شرق كلنا أصبحنا رجل العالم المريض .. 

هذا لا يمنع أن مصر رائدة وولادة في كل وقت ويقع على عاتقها النهوض بنفسها وبشعبها وبحكم العدوى (عدوى النجاح ) ستنتقل إلى باقي الدول العربية .وكما أن مصر عندما دخلت في نفق الأنهيار المباركي منذ ما يقرب من ثلاثون عاما فإنها بحكم العدوى ( عدوى الفشل) أثرت على بعض الدول العربية وليس كلها فعلى سبيل المثال إستطاعت دولة الامارات العربية أن تقيم إقتصاد حر إستطاع أن يضع الامارات على مستوى متقدم ليس فقط على مستوى الدول الخليجية بل على مستوى العالم .. 

 وكما هو معروف فإن الاعتراف بالمشكلة هو أول خطوة للحل وللأسف عندما يقع مثقفون في فخ التنافس على كرسي أحسن الفاشلين تكون هذه هى الكارثة بعينها فإذا كان المثقف الذي يقود شعبه فكريا يفكر بهذه الطريقة المختلة عقليا فماذا يفعل رجل الشارع .. وهذه جناية بعض المثقفين العرب على الشارع العربي ..

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم جميعا بخير

الحقيقة استاذ سنان الفرق ما بين تعليقك الأول والثاني كالفرق ما بين الأرض والسماء ، فأنت في تعليقك الأول صدمتنا جميعا كمصريين نحب مصر ، وبان من ثنايا التعليق التهكم والكره ، ولكنك في الثاني كنت موضوعي جدا ، وتكلمت عن مشاكل مصر من باب حب الأصلاح كأحد أبناء الوطن العربي الكبير والذي يجب أن تعنيك مصر كما تعنيك بلدك تماما ، فاهتمامي بكل أجزاء الوطن العربي لا يقل عن اهتمامي بمصر

والغريب أن أخي الحبيب الدكتور عثمان هو الوحيد الذي كان له رأي آخر في تعليقك الأول (الصدمة) والذي كان وكأنك تتشفى في مصر وأهلها فنسبت لها الأمية والجهل وتربعها على عرشهما بلا منافس ، وأستحسن هذا التعليق لعله على معرفة شخصية بك ويعرف مقدار حبك لمصر وحرصك عليها وطلبك لنهضتها الذي بان في التعليق الثاني ، فإن لم يكن يعرفك فلعله تعرف على من تضرب الودع وتبين زين تبين كندية من مهاجرات الغجر (هههههه) فأخبرته بمكنون ما في قلبك ، فدافع عنك ، لأني لا أشك في مصريته ابن ابو حريز

المهم يعلم الله كم أقدرك وأقدر أخي عثمان ، وأشكرك على تعليقك الثاني الذي أزاح الغمام وشرح الأول وقضى على الصدمة.

أما كون مصر أم الدنيا فهذا ليس من باب المبالغة ولكنه صحيح جدا ، وأسمحوا لي أن أشرح هذه المقولة ، موقع مصر الجغرافي وتوسطها العالم القديم وطرق التجارة بين الشرق والغرب جعلها قبلة لأبناء الشرق والغرب معا وذلك قبل إكتشاف الأمريكتين ، فكان يأتي إليها الناس من كل حدب وصوب ويقيمون فيها وسرعان ما ينصهرون في بوتقتيها ويخرج الجيل الثاني أو الثالث مصري حتى النخاع ، ولذلك ستجد في مصر كل الأشكال ، حتى من اعتدوا على مصر وانتصروا حربا صهرتهم مصر في بوتقتها وضاعت أعراقهم وأصبحوا مصريين يحبون مصر أكثر من وطنهم الأصلي الذي طوته أيدي النسيان في عقولهم.

محمد علي لم يولد في مصر ولكنه أصبح مصريا يحب مصر بل ويحارب لجعلها بلد الخلافة وقبلة العالم الإسلامي ، بيرم التونسي أصبح مصري يكتب الزجل العامي ، جمال الدين الأفغاني ، سليمان باشا الفرنساوي ، نوبار باشا ، ومن قبلهم في العصور القديمة والوسطى صلاح الدين وسيف الدين قطز والظاهر بيبرس حتى قنصوة الغوري وطومان باي ، مصر التي تفاخر بها فرعون وقال (أليس لي ملك مصر) ، مصر أقدم حضارة عرفها التاريخ ، مصر التي خرج منها موسى عليه السلام ودخلها عيسى عليه السلام وصاهر منها محمد عليه السلام ، مصر الفرعونية مصر الهكسوس مصر الرومانية والبطلمية مصر القبطية مصر الإسلامية مصر الفاطمية مصر الأيوبية مصر المملوكية مصر العثمانية مصر (المصــــــــــرية) وبعد كل هذا تسأل لماذا هي أم الدنيا؟ نعم هي أم الدنيا وأبوها وأصلها شاء من شاء وابى من أبى والسلام

شريف هادي