بعد ساعات من بيان البيت الأبيض الأمريكي، بشأن متابعة قضية المواطنة المصرية الأمريكية آية حجازي، والمحتجزة على خلفية انتهاكات للقانون المصري واستغلال أطفال الشوارع، ردت الخارجية المصرية نقلًا على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه سيتقدم بقائمة للمفرج عنهم.

ووصف مراقبون لغة البيان الخارجية المصرية، بأنه لغة غير معتادة للنظام المصري تستنكر فيه البيان الصادر عن البيت الأبيض الأمريكي

وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه تم تسليم وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، خلال اجتماع لهما، قائمة بأسماء المفرج عنهم سواء جنائيا أو بعفو رئاسي لإبلاغ الإدارة الأمريكية بحرص مصر على بذل كافة الجهود في هذا الصدد، إلا أنه لا توجد تغطية إعلامية لمثل هذه الجهود. طبقا لخبر بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ووجه الرئيس السيسي كلمة لنظيره الأمريكي باراك أوباما، في مقابلة مع تشارلي روز، بمحطة «بي. بي. إس» الأمريكية، أكد فيها حرص مصر على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، منوها بأن هناك تغييرا كبيرا حدث في مصر، وأنه ليس هناك عودة للحكم الاستبدادي.

الموقفين لاقوا نقدًا شديد من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما عده سياسيون تناقضا فج قائما على تصدير خطاب عنتري للداخل وآخر منبطح للخارج، مستدعين واقعة قديمة عندما أفرج المجلس العسكري عن 19 أمريكيا في قضية منظمات المجتمع المدني إبان الثورة دون حكم قضائي أو أمر من النائب العام.
خطاب عنتري

الدكتور سعيد صادق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، يرى، أن ما يسعى النظام لتقديمه للشعب بالداخل، مغاير تماما للواقع العملى فى سياساته الخارجية.

وأضاف صادق في تصريح لمصر العربية، الخطاب العنتري الذى خرج من وزارة الخارجية يتناقض تماما مع ما صرح به الرئيس السيسي حول تقديمه كشف بأسماء المفرج عنهم لوزير الحارجية الأمريكي جون كيري.

وأكد صادق أن ما يحدث هو واقع يعبر عن الدولة الرخوة الشديدة على شعبها، وخانعة للنظام الغربي.

شراء الشرعية

في السياق قال الدكتور شادي الغزالى حرب القيادي السابق بحزب الدستور، أن ما قام به السيسي هو حلقة في سلسلة شراء الشرعية الدولية، فالقائمين على الحكم يقدمون خطاب عنتري للاستهلاك المحلي، ثم لا يلبسوا حتى يقدموا واقع مغاير تماما للدول الأجنبية على السواء.
وأضاف حرب خلال حديثه لمصر العربية قائلا، إن استجداء الشرعية صفة مازالت ملاصقة للسيسي منذ وصوله للحكم، لأنه يعلم فى قرارة نفسه أن الحكم غير شرعي،
وأكد عضو ائتلاف الثورة أن النظام الحالى لا يختلف عن باقى الأنظمة السابقة فى الخنوع لأمريكا والدول الغربية على السواء وهو ما ألفه الشعب المصري فأصبح لا يستغرب هذه الأمور.
فروض الطاعة

القيادي بحركة 6 أبريل شريف الروبي قال، إن ما حدث من تناقض فج دليلا بين على تخبط النظام الحاكم، فهم يدعون أنهم ضد الأمريكان ثم ما يلبثوا أن يقدموا فروض الطاعة والولاء لهم.
وأضاف الروبي، النظام على استعداد تقديم أي تنازلا فى سبيل البقاء لفترة رئاسية قادمة وهو ما دعا للإقدام على هذا الأمر الذى قدم على ما هو أشد منه من قبل.
وتساءل الروبي خلال حديثه لمصر العربية، النظام يدعى أن النشطاء يمولون من الخارج، وأن الأمريكان يدعمون هؤلاء النشطاء الخونة، فلماذا يقدم النظام نفسه فروض الطاعة والولاء لمن يساندون ويتآمرون على مصر؟!.