الدكتور عمار على حسن -يكتب -رئيس البرلمان المجرور بالفتحة

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الوطن


الدكتور عمار على حسن -يكتب -رئيس البرلمان المجرور بالفتحة

ما أعجب طريقة نطق رئيس البرلمان الجديد الدكتور على عبدالعال للغة العربية! فلسانه مفتوح على الدوام، إذ يفتح المرفوع والمكسور، ويزيد المفتوح فتحاً، دون أن يطرف له جفن، أو يرتجف له قلب، من آثار ما ارتكبه فى حق العربية من جرائم، وفى حق قدرته على الإبهار والإقناع من مشكلات.

سيقول قائل: المهم قدرته على إدارة الاختلاف فى البرلمان، ومدى إلمامه بالقوانين واللوائح. ولمثل هذا أرد: إن جزءاً مهماً من هيبة رئيس البرلمان يرتبط بفصاحته، أليس للبيان سحر، كما يقول الرسول (عليه الصلاة والسلام)، وإلا ما كانت الكتب المهمة التى غيرت الإنسانية قد التفتت إلى هذا، وعلى رأسها الكتب السماوية، التى تتدثر فيها المعانى العميقة بلغة جزلة.

وسيعود هذا ليقول: ألم يكن محمد مرسى يرطن بلسان فصيح، ومع هذا كان أداؤه اعتباطياً وارتجالياً يفضى دوماً إلى الضحك، بل التهكم؟ ولمثل هذا أرد: «مرسى» لم يكن فصيحاً، بل كان يرطن ويرغى ويزبد، بينما اللغة يجب أن تؤدى وظيفة الإفهام والإحكام، فهى ليست مقصودة لذاتها، وإلا عدت رطانة فارغة، بلا مضمون ولا قيمة، وهذا ما كان يفعله «مرسى».

سيعود القائل، بعد أن يتفق معى قليلاً، ليخبرنى بأنه يستغرب أن رجل قانون لا يجيد التحدث على هذا النحو، وسأحيله فوراً إلى ما سمعناه طيلة السنين الفائتة من رجال قانون كبار، قضاة ومحامين، من اعوجاج فى اللسان، بطريقة تدعو للاستغراب، مع أن دراسة القانون فى حد ذاتها، تعلم الفصاحة، وتدرب على نطق لغة منضبطة، تصل إلى المعنى من أقرب طريق.

سأعيد القارئ إلى مقال كتبته من جزأين قبل أيام بعنوان «البلاغة السياسية» الذى قدمت فيه برهاناً علمياً على أن استقامة لسان السياسى لها دور مهم فى قدرته على الإبهار، شرط ألا تكون رطانة فارغة، وإبهاره يساعده فى الإقناع، والإقناع يمهد له الطريق فى إدارة المختلفين وسط أزمات لا تنتهى، ومستجدات لا تتوقف، وبذا يصبح رئيس البرلمان هو أشد الناس حاجة إلى أن يعبر عن رأيه فى فصاحة، ويصل إلى المعنى من أقرب طريق.

لكن لا بأس، فهذا زمن من لا يحسنون الكلام، ولا يحسنون الفعل، وهذا زمن التنكر للعلم والمعرفة، والبحث عن العابرين كى تسند إليهم أرفع المواقع والمناصب والمواضع، لأنهم من أهل الثقة، أو الأقرب زلفى إلى أجهزة الأمن، التى بات تلعب دوراً بارزاً فى رسم السياسات.

وهنا سيعود القائل أو السائل: ما علاقة النطق بمهمة السياسى أو المسئول؟ وستكون الإجابة: من يَفهَم (بفتح الياء والهاء) بوسعه أن يُفهِّم (بضم الياء وكسر الهاء وتشديدها) وسلامة التعبير دلالة على سلاسة التفكير، مع استثناءات قليلة. أما هذه الألسنة المعوجة التى تطاردنا فى كل المؤسسات فتنم، فى جانب لا يستهان به، عن أن الأمور تدار بهذا الاعوجاج، لأن التفكير به عوار، وبذا سيكون التدبير به عوار أيضاً.

ويبقى السؤال: هل مقصود أن يكون كبار المسئولين على هذه الشاكلة، حتى تتميع الأمور، ولا يلفت أحد منهم انتباه الناس على حساب أحد؟.. ربما، والمعنى فى بطن من يدير المشهد برمته.

اجمالي القراءات 1943
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[79952]

مقال متميز للدكتور عمار على حسن




مقال يُعبر عن رجال المرحلة المهترأة التى تمر بها مصر من أعلى قمة الهرم حتى توفيق عُكاشه.

===

وأُضيف له . أن كل مؤهلات رئيس البرلمان أنه كان خادما فى البلاط الأميرى الكويتى ،



وإكتسب من خدمته هناك ،ومن خدمته لمجلس تشريع مبارك فى منتصف التسعينات الخنوع



والخضوع لسيده . فلم يجدوا افضل منه لخدمة السلطان ، مع أنه من المفترض أن يكون ندا



ومراقبا وكابحا لجماح لجام السلطان!!!!!!!





وربما يكون هذا مقصودا لإظهار المجتمع المدنى بهذا العوار ،وتسليط الضوء على جبلاية



المُهرجين ليقول العوام (لا زعيم إلا الزعيم ) ثم تتسارع دعاوى بطلان إنتخابات مجلس



المُهرجين ،ويتم حله ،ويُكمل الزعيم فترات حُكمه المديد دون منازع ،ودون  رقيب من برلمان اوإعلام اومن  أصحاب رأى.

====

ونصيحة خالصة لوجه الله اقولها للسيد عبدالعال . لا تحاول أن تقرأ  القرآن أمام الناس . فمن تلاوتك استطيع بكل ثقة  اقول انك لا تقرأ القرآن  ،ولم تتعلم كيف تتلوه  فى يوم من



الأيام  قبل ذلك . فلاداعى للتظاهر  بالإيمان والتمسح بالقرآن  ،وخاصة انك فى منصب مدنى لا دخل له بالقرآن ولابالإنجيل..



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق