أمنية طلعت : أيها المصريين ….أنتم مضحوك عليكم

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢١ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


أمنية طلعت : أيها المصريين ….أنتم مضحوك عليكم

قررت بعد قيام ثورة 25 يناير، أن أحزم حقائب غربتي وأتوجه عائدة إلى بلادي ” مصر”، بالطبع لم ألق أي كلمة تشجيعية من المحيطين بي في الغربة، ولا حتى من أصدقائي في مصر نفسها، الكل أجمع على أن الوضع ” زي الزفت وخليكي مكانك أحسن”، لكنني بالطبع وفقاً لانتمائي العنيف لبرج الثور “برج الرئيس المخلوع”، عندت وأصريت على تنفيذ قراري، فتجربتي في الإمارات اكتملت ولم يعد لديها شيئ أخوض غماره، بعد أن تنقلت من عمل إلى عمل بها، وقطعت إماراتها على قدمي شبراً شبراً. ورغم أنني أحب الإمارات جداً، إلا أنها في النهاية ليست بلدي ولا تمثل بالنسبة لكاتبة مجنونة مثلي سوى مغامرة وتجربة انتهت منذ فترة. لهذا ولأسباب أخرى كثيرة، من ضمنها أن مصر الآن تقدم مغامرة وتجربة حقيقية وكبيرة، نفذت قراري وعدت.

التقطوا أنفاسكم يا أصدقائي، فأنا لن أنطق بالجملة التي تنتظرونها حتى تعقبوها ” بألم نخبرك بذلك؟”، في الحقيقة أنا آسفة أن أعلن لكم أنني مازلت سعيدة بقراري، فبعد مرور أسبوع بالتمام والكمال على وجودي في المحروسة، لم يداخلني الندم، بالعكس فالأمل هو الذي يحيط بي، وكذلك البهجة، فشوارع القاهرة رغم كل ما يشاع عنها في الخارج، بأنها ليست آمنة، هي آمنة وفوق ذلك مبهجة. في آخر زياراتي للقاهرة العام الماضي، عدت إلى اّلإمارات لأبحث عن مكتب محامي هجرة إلى كندا، كانت القاهرة كئيبة وحزينة، وكان الناس يسيرون مطأطئي الرأس وفي عيونهم ضياع وتشتت. الآن نفس هؤلاء الناس وتحديداً الغلابة والنساء ذوات الجلاليب الفلاحي السوداء والطرح الشيفون اللائي يفترشن أرض الأسواق، يتحدثن في السياسة ويحلمن بغد أفضل…. هل ورد على أذهانكم هذا المشهد من قبل؟ سواق التاكسي يعلم جيداً أن المجلس العسكري يجب أن يرحل، ويعلن خوفه من الإخوان المسلمين ويقول بكل صراحة عنهم أنهم خانوا الشعب وأنهم طوال تاريخهم خونة، أم أحد الشهداء من المنيا، صعدت على مسرح التحرير بحجابها المصري البسيط وثوبها رقيق الحال، وأعلنت بأعلى صوت؛ أنها لن تترك حق إبنها يضيع، وأنها صعيدية ولن تترك ثأره؛ حتى لو أشعلت النار في جسدها وألقت بنفسها داخل أحد كتائب الجيش…..هل سمعتم هؤلاء يتحدثون من قبل بهذا الصوت؟ هؤلاء هم الأغلبية الصامتة فعلاً، هؤلاء هم الذين لم ينتفعوا من مصر يوماً ولم يشعروا بوطنهم إلا بعد 25 يناير، أما أهلنا سكان روكسي ومصطفى محمود، فأنا بالفعل أعذرهم وأتعاطف معهم في موقفهم، لأنهم ببساطة فقدوا أو يشعرون أنهم على وشك أن يفقدوا مكتسباتهم التي يؤمنون تماماً بأنها حقوق الهية، ممنوع الاقتراب منها…. لكن الحقيقة يا أخواني في الوطن داخل روكسي وميدان مصطفى محمود، لن أستطيع أن أقدم لكم سوى التعاطف الانساني.

إذاً ما الذي سأعلنه عليكم من خلال هذا ” الرغي” المطول السابق؟ …أخواني في الوطن ” مصر العظيمة”، أنتم مضحوك عليكم …نعم مضحوك عليكم في كل شيئ، فبرغم أن المرتبات التي تحصلون عليها آخر كل شهر زهيدة، تكاد تقترب من خطوط ما تحت الدنيا، إلا أنكم دوناً عن شعوب أخرى غنية، تدفعون أضعاف أضعاف أسعار السلع الاستهلاكية التي تستخدمونها، حتى الضرورية جداً، والتي لا يمكن أن يخلو بيت منها وإلا اضطر الناس إلى عمل “شوربة” على الطوب. هذه المرة، أنا لست زائرة ولكني مقيمة، وبالتالي كان علي أن أبدأ في تنظيم أوراق إدارة منزلي، فنزلت كأي امرأة تنتمي للطبقة المتوسطة لكي تمون أدراج ثلاجتها ومطبخها، وأحب أن أبلغكم بمنتهى الأمانة، أنكم تدفعون ما لا يقل عن عشرة جنيهات زيادة في أغلب السلع، وعلى أقل تقدير هناك جنيهان أو ثلاثة زيادة، في السلع النثرية الصغيرة. تخيلوا أن أهل الإمارات – التي يحصل الفراش فيها على 2000 درهم وعامل البناء على على 1600 درهم شهرياً، وتستطيع عاملة النظافة في المراكز التجارية أن تشتري سيارة موديل 1995 مستعملة – يدفعون في السلع الاستهلاكية أقل منكم بكثير رغم أنهم قادرون على أن يدفعوا مثكلم وأكثر. لقد أصبت بالذهول وأنا أتبضع مشترياتي المنزلية كي أطعم أبنائي كما اعتدت كل أسبوع، ووجدت صوتي يرتفع تلقائياً ” يا ولاد الحرامية …إيه السرقة دي؟” . الأسعار كلها بلا استثناء مبالغ فيها ورغم إن أنواع الشامبوهات والكريمات واحدة، إلا أنها تباع في مصر بأسعار غالية جداً مقارنة بأسعارها في الإمارات. سأسوق إليكم مثلا بسيطاً جداً على أننا في مصر مضحوك علينا ومنهوبين، فاللحوم المصرية مشهورة في الإمارات، وطبيعي جداً أنك تذهب إلى الجزار في تمام الساعة العاشرة صباحاً كي تفوز بكيلو لحم مصري، فلا تجده، لأن المستهلكين يتكالبون عليه…إذا بلغة السوق البسيطة، فهذه السلعة عليها طلب كبير، مما يشكل سبباً هاماً في أن يكون سعرها مرتفع، إلا أن عزيزي المصري داخل مصر، أزف إليك بشرى، ألا وهي أن المستهلك في الإمارات يشتري اللحوم المصرية بأقل مما تشتريها أنت بما يعادل عشرة جنيهات!!!!!!!!!!!! هل هناك اقتصادي مغوار على أرضنا السعيدة يفهمني كيفية التوصل إلى هذه المعادلة الاقتصادية العظيمة؟

أشياء بسيطة جداً ولكنها تثير التساؤل والحيرة، لماذا؟ ما هو السبب الاقتصادي القوي الذي يجعلني كمصرية أشتري لحوم بلادي بأكثر مما يشتريها مستوردها في الخارج؟ لماذا أشتري ملابسي بقيمة تشكل أضعاف أضعاف القيمة التي أدفعها في الخارج؟ لماذا أشتري الأرز والسكر والزيت والبيض بأسعار مبالغ فيها وغير منطقية…وفي النهاية نقرأ كل فترة خبر ” دمه تقيل وغبي” يأتي إلينا بأشكال متعددة، كل فترة، ألا وهو : الحكومة تدرس رفع الدعم عن السلع الأساسية، أو الحكومة متمسكة باستمرار الدعم على السلع الأساسية.

آسفة ولكني مضطرة لأن ألطم وأرقع بالصوت الحياني، وأرجو معذرتي في هذا الأسلوب البلدي في التعبير عن موقفي، وعلى رأي يوسف وهبي ” أهي رجعت لأصلها بنت صلطح ملطح”. في عرض النبي محمد، أتمنى أن أفهم …ماذا لو استندلت الحكومة ورفعت الدعم المزعوم فعلاً؟ هل سترتفع الأسعار حتى تصبح مثل أسعار ” لندن” مثلاً؟ مع الفارق الكبير بين الخدمات المذهلة التي تقدمها بريطانيا نظير الضرائب المضاعفة التي يدفعها أهلها، واللاخدمات التي نحصل عليها في مصر، إضافة مثلاً، إلى أن كل البلديات التابعة لكل الأحياء لا تكلف نفسها لرفع القمامة من الشوارع، فنتميز بذلك على لندن في أننا ندفع ضرائب مضاعفة ولا نحصل مقابلها على خدمات وكمان نعيش في زبالة!؟

مضحوك علينا أم لا يا رفاقي في الوطن السعيد؟ وفي النهاية حكومة شرف والمجلس العسكري، يرون أن المعتصمين في التحرير متسرعين ومبالغين في طلباتهم ويعطلون عجلة الإنتاج..  خليكوا يا شباب وأوعوا تتحركوا، على الأقل يمكن ومع كثير من الجموح، يتمكن الشعب المصري من الحصول على لحم بَقَرِه الوطني بنفس سعره في الإمارات!

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ….أقيموا الثورة

اجمالي القراءات 5364
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الخميس ٢١ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[59080]

نعم المصريون مضحوك عليهم ومسروقة أعمارهم .

بعد أول زيارة لى لأوروبا عام 2002 سالنى  عمى الدكتور محمد علاء الدين منصور (يرحمه الله) عن أهم إختلاف لاحظته بين مصر وأوروبا ؟ فقلت له أن المصريين حياتهم مسروقة منهم ،وما يعرفوش رايحة فين وليه بتتسرق ؟؟ المصريين (وخاصة العاملين فى شركات الإنتاج  وأنا كنت بأشتغل فى أقدم وأكبر شركة لإنتاج الأدوية فى مصر  وأعرف ذلك جيدا ) بيشتغلوا أكثر من نظرائهم فى أوروبا ،ومع ذلك لا يتمتعون  بربع مستوى معيشة العاملين الأوروبين .. !!!!!!.


ونعود لموضوع المقالة أو الخبر . نعم سيدتى المصريون مضحوك عليهم والأسعار مغالى فيها بشكل غير طبيعى وتفوق الأسعار العالمية بمراحل .. وانا هنا فى كندا ،ومن خلال الأسعار فى كندا  ورغم أن كندا بلد رأسمالى ،وليس فيه حد أعلى للربح ،وتتفاوت أسعار السلع من محل لآخر ومن مكان لآخر ،إلا أنه أرخص من الأسعار المصرية وخاصة فى السلع الغذائية بكثير ربما تصل إلى 30 أو 40 % . هذا بالإضافة إلى التخفيضات الإسبوعية المتبادلة فى المحلات على بعض السلع والتى تصل إلى أكثر من 50% أحيانا .... فلماذا يا أبناء مصر الأعزاء تفعلون هذا بفقراء مصر ؟؟؟ -


نتمنى أن تكون على أجندة عمل الرئيس القادم النظر لهذا الموضوع وإعادة نظام التسعيرة الجبرية للسلع الغذائية مرة أخرى ، لتعود إلى وضعها الطبيعى  الذى يضمن ربح معقول للمنتج والتاجر ،وحياة كريمة للمواطن العادى ...


2   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الخميس ٢١ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[59082]

النرويج و .. مصر.. من المضحوك عليه؟

وماذا عن النرويج .. أغلى بلاد الدنيا بعد اليابان؟
أنا أشتري كيلو التفاح بنفس سعره منذ خمس عشرة سنة!
زوجتي تلقت رسالة من إدارة الصحة تفيد بأنها اشترت أدوية بأكثر من 280 دولارا، لذا فإنه يحق لها حتى نهاية العام أن تحصل من أي صيدلية في النرويج على الدواء مجانا، وتقوم الدولة بتعويض الصيدلية!
ومع ذلك فنحن نصرخ، وعندما يقوم المصري المقيم في النرويج بزيارة مصر يعود صارخا، ولاطما وجهه لأنه يشعر في محلات الملابس والطعام أنه فقير معدم، باستثناء البطيخ الذي لا يزال في سعة جيوب الفقراء المثقوبة!
نسافر إلى السويد ( 140 كيلومترا من أوسلو ) لنشتري البضائع بنصف ثمنها دون دفع أي جمارك ( إلا إذا كانت كميات للبيع في المحلات النرويجية ).
الأسعار دائما تقارن بمتوسط أجر العامل، وهذا يعني الآتي:
متوسط الأجر في الساعة ( أكرر في الساعة ) يساوي:
ثلاثة قمصان رجالي
زوج من الأحذية الغالية ( ثلاثة أزواج من الأحذية في الأوكازيون )
2 كيلو لحم
أربعة دجاجات مشوية
20 لتراً من المشروبات ( عصير فواكه مثلا )
اشتراك شهري في جميع المواصلات يعادل مرتب ساعتين ونصف الساعة
مرة أخرى .. أجر الساعة في أغلى بلاد الدنيا .. النرويج يعادل:
20 كيلو موز
قص شعر رجالي
نظارة طبية مع الكشف تعادل أجر خمسة أيام تقريبا
صالون أنيق 3 2 1  في أفخر المحلات يعادل أجر أربعين يوما تقريبا ( يمكنك أيضا شراؤه في الأوكازيون بمرتب نصف شهر.
18 لتراً من الحليب يعادل مرتب ساعة واحدة
ومع ذلك فالنرويج يصرخ فيها من يقوم بزيارتها، خاصة أسعار البنزين وتناول الطعام في مطاعم، وتصليح السيارة، وأسعار السيارات وهي الأعلى في الدنيا.
تكاليف السيارة سنويا يعادل 18 %من المرتب السنوي.
الكتاب الحديث يعادل أجر ساعتين
الفيلم دي في دي أجر نصف ساعة
التلفزيون الحديث المفلطح 40 بوصة  يعادل مرتب نصف شهر
 
كل ربة أسرة مصرية ينبغي أن تحصل على دكتوراة فخرية في الاقتصاد ، تتسلمها ثم يأتوا إليها بيوسف بطرس غالي الهارب لتصفعه على وجهه!
 
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو   النرويج
 

3   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الخميس ٢١ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[59083]

أتمنى أن يقرأ هذا المقال وهذه التعليقات كل مصري وكل مصرية مضحوك عليهم

حقيقة مقال هام جدا ويبين في الوقت الحاضر مدى الكذبة الكبيرة التي نعيشها ، ومدى التخاذل في تنفيذ مطالب الثورة من الجميع ، ومحاولات الضحك على الناس وعلى عقولهم لإرجاعهم للخلف مرة أخرى
ومن أهم ما أود التعقيب عليه ولفت النظر إليه موضوع الدعم
الحكومة المصرية المجرمة والآثمة والسارقة لحقوق المصريين كل حين تهدد برفع الدعم عن السلع الأساسية التي يعيش عليها معظم فقراء مصر ، وبينما في المقابل يستفيد من هذا الدعم بنسبة أضعاف مضاعفة الطبقة العليا الثرية حيث يمتلكون السيارات الفارهة التي تحتاج لبنزين 90 و92 و95 ، فهذه الفئة تستفيد من دعم البنزين الغالي أكثر بكثير من معظم الفقراء الذين يستفيدون من دعم السكر والزيت كل شهر ، لكن أصحاب السيارات يستفيدون من الدعم كل يوم وكل ساعة تقريبا مع الفارق بين تكلفة دعم السكر والزيت والدعم الذي يستهلكه البنزين ، هذه ضمن مسرحية الضحك على المصريين

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق