أسامة الغزالى حرب: لو كان فى الحزب الوطنى حكماء.. لأعادوا الانتخابات البرلمانية فورا

اضيف الخبر في يوم الخميس ١٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


أسامة الغزالى حرب: لو كان فى الحزب الوطنى حكماء.. لأعادوا الانتخابات البرلمانية فورا

 الصفحة رقم   7


اسامة الغزالى حرب
 

أسامة الغزالي حرب: لو كان في الحزب الوطني حكماء.. لأعادوا الانتخابات البرلمانية فورا

مقالات متعلقة :


- أحمد عز ليس فرداً بل مجموعة.. وهي مجموعة الحرس الجديد التي تعاني
من سذاجة سياسية مفرطة
- عز أدار العملية الانتخابية بعقلية رجل الأعمال التاجر الذي يحتكر كل شيء.. ولم يكن لديه مانع أن يحتكر كل مقاعد البرلمان لحسابه

الإخوان المسلمون يجب أن يشكروا الحزب الوطني لأنه منحهم فرصة التواجد والعمل.. ولا أعتقد أن الحزب يريد تصفيتهم.. هي فقط جولة من جولات الصراع

لم يكن الدكتور أسامة الغزالي حرب الكاتب والسياسي الكبير ورئيس حزب الجبهة الديمقراطية المعارض متحمسا بما يكفي، كانت تنتابه حالة من القرف العام مما يدور في الحياة السياسية المصرية.

لكن ورغم ذلك عندما سألته عن المشاهد الثلاثة التي تناوبت علي مصر خلال اليام الماضية - مشهد ما قبل الانتخابات البرلمانية ومشهد الانتخابات نفسها، ثم مشهد ما بعدها - وجدته ينفض عن كتفيه حالة زهقه ويستعيد لياقته السياسية ويتحدث.

يقول الدكتور أسامة: كان لدينا ثلاثة مشاهد.

الأول وبصرف النظر عن التداعيات والأوضاع الملتبسة في الوضع السياسي العام، فقد كان هناك إحساس لدي المواطن والنخبة علي السواء، بأن هناك تطوراً نحو الديمقراطية والحرية، في هذا المشهد كانت هناك درجة معقولة من حرية التعبير عبرت عنها الصحافة الخاصة علي وجه التحديد، وهناك تصور ضمني أننا يمكن أن نشهد انتخابات معقولة، ولا أقول نزيهة بالمعيير العالمية، علي الأقل لن تكون أقل من انتخابات 2005، التي كان فيها درجة من التواؤم مع التفضيلات السياسية للمواطنين.

لقد كان هناك توقع أن تكون الانتخابات البرلمانية معقولة بالمعيير المصرية، وهي معيير نعرف من خلالها أن الحكومة تتدخل في كل شيء، وهو ما أوجد حالة من التفاؤل الحذر إلي حد بعيد.. وهو تفاؤل يتماهي بدرجة أو بأخري مع ما نسب إلي الرئيس مبارك من وعود بأن تكون الانتخابات نزيهة وديمقراطية.

أما المشهد الثاني فكان أثناء الانتخابات - وكما يقول أسامة - كان شديد العبثية ومفاجئا للجميع، لأن التزوير والتدخل كان سافراً وشاملاً، وقد ري ذلك جميع الأطراف بما فيها وكالات الأنباء والصحافة العالمية، حيث كانت هناك ترجمة مباشرة للفكرة الأصلية بأنه لا انتخابات في مصر، وأن الحزب الوطني صاغ ورسم جميع ملامح العملية الانتخابية بما فيها من سيفوز ومن سيخسر.

لقد كان مثيرا جدا - والكلام لا يزال لأسامة - ذلك الإصرار علي أن يفوز الحزب الوطني بجميع المقاعد دون استثناء، وهو إصرار فيه فجاجة وسذاجة سياسية، يختلف عما درج عليه الحزب الوطني في ظل سيطرة صفوت الشريف وكمال الشاذلي.

فالمشهد الانتخابي الآني كان من تأليف وإخراج أحمد عز أمين التنظيم في الحزب الوطني، والذي صاغه بعقلية رجل الأعمال أو التاجر الذي يريد أن يستحوذ علي السوق ويستبعد الآخرين، وبالفعل حدث ما أراده واستحوذ علي كل المقاعد تقريبا، وهو ما لم يحدث من قبل، فقد كان الحزب الوطني حريصا دائما علي أن يترك مساحة للقوي الأخري والشخصيات البارزة - بمن فيهم الإخوان المسلمين - في بعض الدوائر، وهو ما بدا واضحا في انتخابات 2005. أما ما حدث في 2010 فهو مشهد لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالديمقراطية.

أما المشهد فيما بعد الانتخابات - وكما يري الدكتور أسامة - فسيكون هزليا تماما، حيث رسب كل المعارضين تقريبا، بمن فيهم أولئك الذين يتمتعون بشعبية تقليدية في دوائرهم، واحتكر الحزب الوطني مجلس الشعب بنسبة تقرب من 97 أو 98 %، وبذلك يبدو لنا المشهد غريبا لبرلمان بلا معارضة، وربما كان أسوأ برلمان مصري منذ ثورة 1952.

قلت للدكتور أسامة: هناك من يحمل أحمد عز أمين التنظيم مسئولية ما جري، علي اعتبار أنه من خطط ورسم لكل شيء، وهناك بالفعل من تقدم ضده ببلاغات للنائب العام يتهمه بإفساد الحياة السياسية في مصر.. فهل تري ذلك؟

يقول أسامة: بصرف النظر عن المسئول عن ذلك، وهل هو أحمد عز الفرد أو أحمد عز المجموعة، فإن المجموعة التي يمثلها تختلف في تفكيرها عن المجموعة القديمة التي قادت الحزب الوطني خلال السنوات الماضية، وإذا كانت هذه المجموعة تمثل ما يسمي بالحرس الجديد، فإنهم بما فعلوه يتسمون بدرجة عالية من السذاجة السياسية وسوء التقدير مقارنة بالآخرين.

حاولت أن أركز مع الدكتور أسامة قليلا علي دور أحمد عز.

سألته مباشرة: هل كان عز ينتقم مما حدث في انتخابات 2005، فقد ري البعض أن فوز الإخوان بـ 88 مقعداً كان هزيمة لعز وقد واتته الفرصة ليرد لهم الضربة الواحدة ضربات متعددة؟

رفض الدكتور أسامة هذا التفسير من جذوره، قال: أنا أري أن المعارضة لم تحقق نسبة من المقاعد في الانتخابات السابقة 2005 إلا بتخطيط من الحزب الوطني، وتقديري أن ما حصل عليه الإخوان وإبرازهم بهذه الطريقة في هذا الوقت كان مقصودا ومطلوبا وليس ضد إرادة الحزب الوطني، ففي 2004 بدأت الضغوط الأمريكية علي مصر للتحول إلي الديمقراطية، وكان من المهم أن يقدم الحزب الوطني هذه الأعداد الغفيرة من الإخوان ليقول للأمريكان والغرب أن الديمقراطية لن تأتي إلا بهؤلاء.. لقد لعب النظام ببراعة بورقة الإخوان حتي يخفف الضغوط الأمريكية عن كاهله.

سألته: وما الذي جري هذه المرة؟

قال: ما جري أنه لم تحدث انتخابات من الأساس، فمصر لا تجري فيها انتخابات، فالحزب الوطني يحدد نسبها بدقة، وفي بعض الحالات تفلت منه، لكن الجديد هذه المرة أن الحزب الوطني قال إنه لا أحد ينفع علي الإطلاق، الأمر تم بفجاجة سياسية غريبة الشأن، وهي فجاجة ستسقط الشرعية عن هذه الانتخابات، ولا أستبعد أن تسفر الضغوط الحالية عن إعادة الانتخابات بشكل كامل.

قلت له: لكن هذا توقع خطير يا دكتور؟

قال: هو خطير بالطبع.. لكنه وارد، وأعتقد أنه إذا كان القرار في الحزب الوطني بيد الرئيس وبيد القيادات الكبري، فستكون هناك إعادة للانتخابات.. لأن البرلمان يواجه أحكاما تطارده بالبطلان.. كما أن الضغوط الخارجية لن تتوقف.

أخذت الدكتور أسامة إلي مساحة مختلفة.. إلي مساحته هو، قلت له: لقد قاطعت الانتخابات من البدية، وأعلنت أن حزب الجبهة الديمقراطية لن يشارك في هذه التمثيلية، لكن الآن لو لم تشارك الأحزاب المعارضة والمستقلون في الانتخابات لما ظهرت عورة النظام بهذه الدرجة.. هل كانت مقاطعتك للانتخابات قرارا صائبا؟

قال: الحقيقة أن السياسة لا تعرف المواقف الحدية، لا تعرف الصواب المطلق الحاد ولا الخطأ المطلق الحاد، وقد قاطعنا.. وأعتقد أن مقاطعتنا كانت داعمة لمقاطعة أحزاب المعارضة بعد ما حدث في الجولة الأولي من الانتخابات، فقد قاطعنا منذ البدية.. وهم قاطعوا بعد الجولة الأولي.. وقطعا كل هذا أسهم في أن تحدث المقاطعة بشكل كامل.

الآن بدا أن سبقنا بالمقاطعة كان مفيداً جداً، نحن الذين كرسنا للفكرة، وتأخر الآخرين كان مفيداً يضا، يبدو لي الأمر الآن كأن كلاً منا لعب دوره كما ينبغي تماما، لقد كنت أري الصورة كاملة، أما الوفد والإخوان فلم تكن لديهم ية نية مسبقة لمقاطعة الانتخابات.. لكنهم فعلوها بعد نتائج الجولة الأولي المخيبة للآمال، وبعد أن عرفوا - من خلال تجربة عملية - أنه لا أمل علي الإطلاق.

نصل إلي المستقبل إذن.

التقط الدكتور أسامة الغزالي هذه الكلمة وبدأ في رسم سيناريو كامل لما يعتقد أنه سيحدث.

يقول: إذا استمرت الأوضاع في مصر علي ما هي عليه الآن، وإذا أصر النظام علي أن الانتخابات التي جرت سليمة مائة في المائة، فإن هذا سيؤثر علي مجمل الحياة السياسية العامة، فقد حدث انشقاق هائل، لا أقصد الانشقاق الذي يجري بين الأحزاب بعضها وبعض، ولكن أقصد الانشقاقات التي بدأت داخل الأحزاب نفسها.. وداخل القوي السياسية الشعبية، فهي يضا تعاني من انشقاقات حادة.. والكلام ينطبق علي الوفد وينطبق علي التجمع والحزب الناصري يضا، هناك حالة من الغليان الداخلي، وأعتقد أن ما جري في الانتخابات الماضية سيكون محرضا علي الغضب، بل سيتجاوز الأمر إلي التحريض علي العنف.

إنني أعتقد - يواصل أسامة تصوره - أن هذه الانتخابات ستعيد رسم الخريطة السياسية داخل المجتمع المصري، وخذ حزب التجمع مثالا علي ذلك، فقد وصل الحزب إلي حالة من التجمد الغريبة، كان ثابتاً في مكانه بدرجة مفزعة، لكن وتحت ضغط العملية الانتخابية الأخيرة، وتحت ضغط موقف رئيس الحزب، فإن الحزب كله يمر بعملية تجديد لنفسه وإحياء للقيم اليسارية القديمة، وهذا فضل كبير للانتخابات لا يمكن لأحد أن ينكره.

استوقفته قليلا وسألته عن الإخوان، إن هناك من يري أن الانتخابات الماضية وبما أفرزته من نتائج واستبعاد لجماعة الإخوان سيساهم في أن تلجأ الجماعة إلي العمل السري مرة أخري.. وستكون الفرصة مواتية لأن يمارس النظام الخاص عمله العنيف من جديد؟

لم يوافق الدكتور أسامة الغزالي حرب علي هذا التصور، وبدأ يكون رؤيته الخاصة.

يقول: الإخوان قوة سياسية حقيقية موجودة في المجتمع، وقد ازدهرت الجماعة وزادت قوتها في ظل الظروف اللاديمقراطية التي عاشتها مصر خلال الخمسين عاما الماضية، وهي السنوات التي كان قمع المعارضة عنوانها، فقد تم حصار الجميع، وانفردت الجماعة بحرية الحركة والعمل في المساجد والنقابات والشوارع، وهو ما جعلها أكثر القوي المعارضة حضورا.

وعليه فإن ي تطور ديمقراطي حقيقي سوف يعني تقليصا لوزن الإخوان في الحياة السياسية، لأن الإخوان هم أكثر المستفيدين من الوضع الحالي الذي يكرسه الحزب الوطني، وبعبارة واحدة، فإن الذي أسهم في قوة الإخوان واستمرارها هو الحزب الوطني والسياسات التي ينتهجها.

قلت له: لكن هناك من يري أن الحزب الوطني قرر أن يتخلص من الإخوان بشكل كامل، البدية كانت من خلال البلاغ الذي تقدم به الحزب ضد مرشحي الإخوان يتهمهم باستخدام الشعارات الدينية والانضمام إلي جماعة محظورة، ثم إسقاطهم في الانتخابات.. وما سيعقب ذلك من تعقب كامل للإخوان.. فهل الحزب الوطني جاد هذه المرة في تصفية الإخوان؟

قال: لا أعتقد بالطبع وما يحدث الآن ليس إلا جولة من جولات الصراع بين الحزب الوطني والجماعة، فالجماعة في النهية وفي التقدير العام هي جماعة سرية وعلنية في الوقت نفسه، ولا يمكن أن يتم التعامل معها باتجاه واحد، وعن نفسي أري أن الجماعة يجب أن تدين بالفضل للحزب الوطني باستمرارها ووجودها، فهو الذي أتاح لها الفرصة لتتمدد، ولتصبح القوة السياسية الأكثر فاعلية في الشارع المصري.

سألته: والبرادعي.. كيف تري مستقبله ومستقبل فكرته عن التغيير في ظل الأوضاع القائمة وما أسفرت عنه الانتخابات؟

قال: الحقيقة أن الوضع الحالي يضيف إلي البرادعي قوة لم يكن يتخيلها أو ينتظرها، فقد كان الرجل في مقدمة من دعوا إلي المقاطعة العامة للانتخابات، ما لم تتوفر ضمانات حقيقية من جانب الحزب الوطني لضمان نزاهة الانتخابات.

فالمسار الذي سارت فيه الانتخابات، ثم انسحاب الوفد والإخوان بعد ذلك في مقاطعة واضحة للعملية الانتخابية من المؤكد أنه يصب ناحية سلامة فكرة المقاطعة التي أعلنها البرادعي من خلال الجمعية الوطنية للتغيير، اتضح الآن للجميع أن كلام الرجل متسق مع الواقع، وبصرف النظر عن البرادعي شخصيا وعما يريده، فما جري ينطوي علي تدعيم لمصداقية الجمعية الوطنية للتغيير، وتدعيم لمصداقية دعوة البرادعي للتغيير السياسي.

أردت أن أضع كلمة النهية للحوار، قلت له: بحكم قربك من أعمال الجمعية الوطنية للتغيير ومعرفتك بالبرادعي، ما الذي ينويه الرجل؟

قال: من الصعب الحسم الآن في ي شيء يخص البرادعي، فقد أعلن انسحابه، ثم إذا به يعود بعد ما أسفرت عنه الانتخابات البرلمانية وكان يتوقعه هو، لكن انطباعي الشخصي أنه موجود.. وهو يريد أن يكون موجوداً، إن سلوك البرادعي الشخصي ليس سلوكا انسحابيا، ولكنه سلوك من يريد أن يبشر بأفكاره ومبادئه، خاصة أن هناك تيارات كثيرة وخاصة من الشباب لا تزال تدعوه للمشاركة في العمل السياسي المصري.. وتضع فيه الأمل.. كل الأمل.

اجمالي القراءات 4293
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ١٧ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[53854]

نظام الانتخابات

نقلا عن مصراوى


 نظام الانتخابات


 wael


بيقولك في انجلترا اخترعوا نظام انتخابات غريب جداً جداً.. تدي صوتك لمرشح يقوم صوتك يروح لنفس الشخص اللي اخترته.  


2   تعليق بواسطة   رمضان عبد الرحمن     في   الجمعة ١٧ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[53855]

ديمقراطية الحزب الأوحد

لا يختلف اثنان على أن احمد عز يلم وملم بأموال المصريين لحسابه الخاص أي ديمقراطية يتكلم عنها هذا الشخص ربما يكون يتكلم عن ديمقراطية الحزب الأوحد  


3   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الجمعة ١٧ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[53861]

رصاصة الرحمة

مصر الآن تريد فرسان حركة أي يتحركوا على أرض الواقع .. وليس فرسان شعارات يتحركون في الغرف المكيفة ..
فلينزل الجميع الشارع ولتكن الجولة الأخيرة
صدقوني نظام مبارك هو الآن أحوج ما يكون لرصاصة الرحمة ..
ماذا يفعل مبارك أكثر من ذلك لكي يجعلكواتطلقوا عليه رصاصة الرحمة ..
أطلقوا عليه ونظامه رصاصة التظاهر . وستكون الرصاصة الأخيرة ..
هل تريدون من مبارك نفسه ان يطلق على نفسه رصاصة الرحمة ؟؟

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق