الحمى القلاعية .. مرض ام مؤامرة؟

حمدى البصير Ýí 2012-03-12


 

أنا لا أؤمن إطلاقا بنظرية المؤامرة ، ولكن عندما رصدت بعض الاحداث التى مرت ببلدنا فى الفترة الاخيرة ، وقمت بتحليلها من حيث المضمون وتوقيتات حدوثها وربطها بالفترة الإنتقالية التى نعيشها فى مرحلة مابعد ثورة يناير ، وجدت أن معظم تلك الاحداث لم تحدث مصادفة أو بشكل عشوائى ، ولكنها احداث مرتبة ، وهناك منطق فى حدوثها ، بل أن تلك الكوارث او المصائب أو الاحداث تمثل فى مجملها العام أداة ضغط على النظام العسكرى فى مراحلها الأولى ، وكان من المنتظر أو المخطط أن يستمر الضغط والتصعيد كى يصل إلى هدفه الإستراتيجى فى النهاية وهو هدم كيان الدولة ، وليس الضغط على النظام وإحراجه فقط ، والسعى لسقوطه ، ولكن لمحو النظام نفسه ، وتقويض أركان الدولة ككل ، وهذا ماحدث تقريبا فى ماسبيرو وشارع محمد محمود وحول مجلس الوزراء وبور سعيد .

فمصر الأن تعيش إحدى تلك الاحداث أو الكوارث ، وهى الإنتشار السريع لمرض الحمى القلاعية بين الماشية ، والذى يمكن أن يؤدى فى النهاية إلى تدمير الثروة الحيوانية المصرية ، ولاسيما ان الفيروس المسبب للمرض تحور وتحول إلى فيروس شرس ، بل أن الأمصال واللقاحات الموجودة لم تفلح فى السيطرة على المرض القاتل ، لأن بعضها منتهى الصلاحية ، وهناك جهود تبذل من المجلس العسكرى الأن من أجل سرعة إستيراد لقاحات جديدة ، تستطيع مواجهة تطور المرض اللعين فى ثوبه الجديد .

ولكن يبقى السؤال : هل وراء الفيروس الجديد المسبب للحمى القلاعية وسرعة إنشاره " لهو خفى " أو طرف ثالث أجنبى ، أى تم نشر الفيروس فى ثروتنا الحيوانية بفعل فاعل ، من أجل زيادة الضغط على حياتنا الإقتصادية المنهكة ، وتفاقم مشاكل الفلاحين ، وإشعال النيران فى أسعار اللحوم والدواجن ، ودفن مشروع البتلو الذى تحاول الحكومات المتعاقبة إحياؤه على مدى سنوات طويلة دون جدوى ، أى ضرب ثروتنا الحيوانية فى مقتل ، وخلق بؤر توتر جديدة فى المحافظات المختلفة ، قد تؤدى إلى خلخلة نظام الدولة ؟

أم إن إنتشار مرض الحمى القلاعية بهذه السرعة جاء نتيجة إهمال من الحكومة خاصة وزارة الزراعة ، وتقاعس المحليات عن أداء واجبها ، وغياب الأطباء البيطريين المتعمد بسبب عدم تحقيق مطالبهم " الفئوية " ، بالإضافة إلى إستمرار الفوضى الأمنية ، وقيام المربون والتجار بنقل الماشية المصابة عبر المحافظات دون رقابة أو تفتيش من " البيطريين " ، كما أسواق الحيوانات فى المحافظات المختلفة لم تغلق مؤقتا بعد ظهور الحالات الأولى للمرض ، بسبب الإهمال أيضا ، بل أن هناك ماشية تم تهريبها من السودان وأثيوبيا ، ولم تعرض على الحجر الزراعى والصحى ، وتتهم بأنها وراء إنتشار المرض .

لايمكن فصل إنتشار الفيروس الشرس للحمى القلاعية فى تطوره الجديد وعدم وجود مصل فعال لمقاومته ، عن مجمل الأحداث السلبية التى مرت بها بلدنا ، والتى تؤكد أن هناك من يتربص بوطننا الغالى ، ويدفعه لأزمة تلو الأخرى من أجل الإضرار بالشعب المصرى وإجهاض ثورته العظيمة ، وإحراج القائمين على السلطة فى مصر من أجل مصالح شخصية ضيقة ، وتصفية حسابات .

ولايمكن تجاهل عمليات إغراق بلدنا بالمخدرات والسلاح لتدمير شبابنا وقتلهم بدم بارد وإلقاء السجائر الرخيصة التى تؤدى إلى سرطان الرئة ، وبيعها برخص التراب لتدمير الصحة العامة ، فهذا مخطط قديم جديد للنيل من مواردنا البشرية .

إن ماحدث فى بورسعيد وماسبيرو ومحمد محمود وحول مجلس الوزراء لم يكن غير مرتب له ، وأيضا الإنتشار السريع للحمى القلاعية ومحاولة تدمير ثروتنا الحيوانية ، ليس من قبيل المصادفة ، وكأن الشعب المصرى يعاقب بسبب قيامه بثورة يناير ، وهناك من يستغل المرحلة الإنتقالية ، وعدم إكتمال أركان الدولة ، من اجل تقويض الحكم العسكرى ، بل وهدم كيان الدولة ككل ، واقول لهؤلاء الشعب المصرى لن يركع رغم المحن والمصائب والكوارث المتلاحقة والمخطط لها ،كما ان مصر لن تموت .

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com

 
اجمالي القراءات 9667

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ١٢ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[65068]

الحمى القلاعية هذه المرة .

صباح الخيرات استاذ حمدى البصير . أتفق معك فى جزء المؤامرة على مصر مع تعديل بسيط بان أطراف المؤامرة هم (المجلس العسكرى ،ثم المجلس العسكرى ثم المجلس العسكرى ) ،وليس أطراف خارجية ولا الثوار الأبرياء كما يقول بعض البسطاء فى مصر ،ولا اللهو الخفى ..


ونعود للحمى القلاعية هذه المرة ... صديقى العزيز .. الحمى القلاعية مرض فيروسى موجود فى حوالى 18 صورة متحورة ،موجود منها 2 فى سلالات الحيوانات المصرية ،وموجود التطعيمات اللازمة لها ويقوم البيطريون بتحصين الحيوانات  فى المزارع الكبرى كل 4 شهور تقريبا ،ولذلك فالحالة الصحية للحيوانات المصرية شبه ثابتة ومستقرة ولا تصاب بهذا المرض إلا نادرا ويتم السيطرة عليه وبسرعة فائقة إذا وجد وإنتشر. ولكن ما حدث هو أن جاءت أطوار جديدة من الفيروس مع الحيوانات الحية التى إستوردها بعض المصريين من إثيوبيا والسودان ،ولم ينتظروا بالحيوانات الفترة اللازمة بالحجر الصحى قبل توزيعا فى ربوع مصر والتى تقدر ب3 اسابيع لتظهر على أى حيوات اعراض أى مرض موجود ،وليعلم منه هل هو مرض خطير أو معدى أم لا.  ولكن عن طريق الرشاوى والمحسوبية والوساطة ورغبة الحكومة الفاشلة قبل الثورة وبعدها فى تهدئة الشارع المصرى نحو اسعار اللحوم .فقد إنتشرت الحيوانات السودانية والإثيوبية فى ربوع مصر ،وهى حاملة للمرض والفيروس ،ومن ثم إنتقلت السلالة الجديدة من الفيروس إلى الحيوانات الأخرى ،وهو للم يكن موجودا فى مصر من قبل ،ولا توجد له أمصال حتى اليوم ،وبالتالى حدثت الأزمة والمشكلة . ولكن أعتقد أنه بعد أخذخ العينات وتحليلها وفحصها ،سيتم عمل لقاحات للصورة الجديدة من الفيروس ،وسيتم تطعيم باقى الحيوانات به ولن تتكرر بعد ذلك كما هو الحال مع النوع الأول والثانى من نفس الفيروس . وعلى شرط أن تنتهى عملية تسريب الحيوانت الحية المستوردة من أى مكان قبل إنتهاء فترة حجزها فى الحجر الصحى والكشف الطبى عليها بشكل تام ودقيق . وإلا فسنرى كل يوم مرض جديد لم يكن متوطنا فى مصر من قبل ..... فالأمر يا صديقى ليست فيه مؤامرة  خارجية علينا ولا حاجة ،ولكن فيه تقصير فى العمل وإهمال أدى إلى تدمير جزء لا يُستهان به من ثروة مصر الحيوانية


2   تعليق بواسطة   ابراهيم ايت ابورك     في   الإثنين ١٢ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[65070]

نظرية المؤامرة

نظرية المؤامرة موجودة لا ينكرها الا جاحد, لكن المؤامرة التي يفرضها العقل العربي على نفسه أكبر من المؤامرة التي تحاك ضده في الخارج


3   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ١٣ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[65081]

بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا

 الاستاذ العزيز / حمدي البصير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


 كل ما نحن في من كوارث هو صنيعتنا نحن المصريين .. وإن كان هناك طرف خارجي أو ما يسمى بالمؤامرة فنحن من استدعاه ليقوم بها..


 كيف هذا .. من ماتت ضمائرهم وهم بالملايين من المصريين .. من أول من وقف على الحدود وسمح للحيوانات المصابة ان تنزل أرض مصر مقابل رشوة كبيرة من المهربين   أو  الأوامر التي  تأتي من المجلس العسكري وجهازه الأمني (الأمن الوطني) امن الدولة سابقاً او المخابرات العامة أو المخابرات العسكرية وقوات حرس الحدود  في حلايب وشلاتين وأبو سمبل وغيرها  وأسوان ووادي حلفا .. هم المشتركون في هذه الكوارث ..


 ليست اسرائيل أو أمريكا أو إيران ..


 نحن أخطر على أنفسنا من كل تلك القوى المعادية .. هم يكيدون لنا لكن بأدي مصرية من معدومي الوطنية والضمير..


 والله تعالى يقول ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)


 هل يرجع المصريون عن ظلم بعضهم البعض في سبيل السلطة أو جني الأرباح السهلة الطائلة,؟


 ولو حدث ذلك لانصلح الحال..


 وبالفعل النظام يعاقب المصريين لقيامهم بالثورة كما قلت سيادتك.


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2010-07-24
مقالات منشورة : 165
اجمالي القراءات : 1,717,047
تعليقات له : 13
تعليقات عليه : 223
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt