وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِن:
السامري

Ezz Eddin Naguib Ýí 2011-10-31


السامري

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

 

ورد أمر "واتل عليهم" أربعة مرات في القرآن الكريم
وفي ثلاث آيات منها نجد أن القصة التي يُريد سبحانه من الرسول أن يتلوها علينا مبسوطة في القرآن الكريم، وهي:


آ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} المائدة27
آ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ }يونس71
آ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} الشعراء69
أما الآية الرابعة فلم يعثر المُفسرون على هذه القصة فحكوا بعض الإسرائيليات عن شخص يُدعى "بلعام"

يقول تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ }الأعراف175أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{176} سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ{177} الأعراف

هذا رجل أتته آيات الله ولكنه انسلخ منها كما ينسلخ الثعبان من جلده القديم، وبذلك فقد اتبع الشيطان فى غوايته. ولو كان استمر على الهدى لرفعه الله ولكنه اتبع هواه، فركن إلى الدنيا مُتبعا هواه وأهمل آخرته، وكان مصيره في الدنيا أن يكون كالكلب مشغولا بنفسه، يلهث إن هجمت عليه ويلهث إن تركته فى حاله.

 

يقول تعالى: "فاقصص القصص لعلهم يتفكرون" ولا أجد فى القرآن قصة تنطبق على هذا الرجل إلا السامري!


السامري فى القرآن الكريم

يقول تعالى:{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ{148} وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{149} وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{150} قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {151} إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ{152} وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{153} وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ{154} الأعراف

 

ويقول سبحانه: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى{83} قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى{84} قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ{85} فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي{86} قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ{87} فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ{88} أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً{89} وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي{90} قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى{91} قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا{92} أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي{93} قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي{94} قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ{95} قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي{96} قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً{97} طه

 

ولنفهم الآيات 87 و 88  و 95 و 96 و 97 بعيدا عن الإسرائيليات والخُرافات

قال القوم: لم نُخلف موعدك يا موسى بإرادتنا، ولكننا كنا نحمل أحمالا ثقيلة من حُلى أهل مصر  فقذفناها فى النار (تخلصا من شؤمها) فهكذا ألقى السامري (فى رُوعنا، أى أفهمنا)

فصنع لهم تمثالا لعجل يُصدر صوتا كالخوار (غالبا بمرور الهواء فى تجاويفه)

فقالوا (مُتابعين السامري فى كفره) : هذا إلهكم وإله موسى. وبذلك نسى (السامري ما قاله لهم موسى وهارون عن عبادة الله وحده)ه

 

ولما سأل موسى السامري: ما هذا الأمر الخطير الذى فعلته يا سامري؟

رد قائلا: علمت بما لم يعلموه (من فن الصناعة)، فقبضت قبضة من أثر الرسول (الجزء من تعاليم موسى الخاص بأنه لا إله إلا الله، وذلك قبل نزول الألواح) فنبذتها (أى أهملتها) فهكذا سولت لى نفسى (أي حرضتني نفسي على فعل هذا الفعل)

فقال موسى: اذهب! فإن عقابك فى الدنيا أن تقول لا مِساس (أى أن تسير صائحا فى الناس: "لا يمسنى أحد!")، وهذا عقاب دُنيوي رباني! وإن لك موعدا لن تتخلف عنه (يوم القيامة عندما يقضى عليك بالعذاب الأبدى) وانظر إلى العجل الذى اتخذته إلها وأخذت تعبده، سوف نصهره فى النار، ثم نُفتته، ونُلقيه فى البحر مُفتَّتًا.

 

عقاب السامري

لم يُعاقبه موسى عليه السلام على كفره وردته لأنه لا حد للردة، فعقاب المُرتد مع الله سبحانه، إلا لو ارتكب جريمة ضد الناس فهنا يكون عقابه على جريمته وليس على ردته.
يقول تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً} الكهف29
ويقول: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة217
ويقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} المائدة54
وفي الآيات السابقة لا نرى عقابا دنيويا أمرنا الله به، فالعقاب من لديه هو سبحانه!
ويقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} النساء137
فهؤلاء ارتدوا مرتين ثم ازدادوا كُفرا ومع هذا لم يأمرنا الله بعقابهم، فعقاب هؤلاء مع ربهم!

وماذا حدث لمن اتبعوا السامري؟

قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة54

فأعلنوا توبتهم وقدموا نفسهم للقتل كما أمر ربهم، ولكن الله تاب عليهم.

 

الخلاصة
فالسامري أتته آيات الله ولكنها انسلخ منها ونبذها، فاتبعه الشيطان ووسوس إليه أن يصنع و يعبد العجل، فكان من الغاوين، بل وأغوى غيره أيضا. ولما قدَّم من اتبعه أنفسهم للقتل توبة إلى الله، فر هاربا وهو يصيح: "لا مِساس!" أى لا يمسني أحد ليقتلني!" فصار منبوذا كالكلب الذي لا صاحب له، إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث فهو في خوف دائم من أذى الناس له، وكان هذا هو عقابه في الدنيا، وفي الآخرة سيناله عقابه العادل.

 

 

إسرائيليات ابن كثير فى تفسير الآية:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ }الأعراف175أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{176} الأعراف
[وقوله تعالى "ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه" يقول تعالى "ولو شئنا لرفعناه بها" أي لرفعناه من التدنس عن قاذورات الدنيا بالآيات التي آتيناه إياها "ولكنه أخلد إلى الأرض" أي مال إلى زينة الحياة الدنيا وزهرتها وأقبل على لذاتها ونعيمها وغرته كما غرت غيره من أولي البصائر والنهى. وقال أبو الراهويه في قوله تعالى "ولكنه أخلد إلى الأرض" قال تراءى له الشيطان على علوة من قنطرة بانياس فسجدت الحمارة لله وسجد بلعام للشيطان وكذا قال عبدالرحمن بن جبير بن نفير وغير واحد وقال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله وكان من قصة هذا الرجل ما حدثنا محمد بن عبدالأعلى حدثنا المعتمر عن أبيه أنه سئل عن هذه الآية "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا" فحدث عن سيار أنه كان رجلا يقال له بلعام وكان مجاب الدعوة قال وإن موسى أقبل في بني إسرائيل يريد الأرض التي فيها بلعام أو قال الشام قال فرعب الناس منه رعبا شديدا فأتوا بلعام فقالوا ادع الله على هذا الرجل وجيشه قال حتى أؤامر ربي أو حتى أؤامر قال فآمر في الدعاء عليهم فقيل له لا تدع عليهم فإنهم عبادي وفيهم نبيهم قال فقال لقومه إني قد آمرت ربي في الدعاء عليهم وإني قد نهيت فأهدوا له هدية فقبلها ثم راجعوه فقالوا ادع عليهم فقال حتى أؤامر ربي فآمر فلم يأمره بشيء فقال قد وامرت فلم يأمرني بشيء فقالوا لو كره ربك أن تدعو عليهم لنهاك كما نهاك المرة الأولى قال فأخذ يدعو عليهم فإذا دعا عليهم جرى على لسانه الدعاء على قومه وإذا أراد أن يدعو أن يفتح لقومه دعا أن يفتح لموسى وجيشه أو نحوا من ذلك إن شاء الله قال فقالوا ما نراك تدعو إلا علينا قال ما يجري على لسانى إلا هكذا ولو دعوت عليه أيضا ما استجيب لي ولكن سأدلكم على أمر عسى أن يكون فيه هلاكهم إن الله يبغض الزنا وإنهم إن وقعوا في الزنا هلكوا ورجوت أن يهلكهم الله فأخرجوا النساء تستقبلهم فإنهم قوم مسافرون فعسى أن يزنوا فيهلكوا قال ففعلوا فأخرجوا النساء تستقبلهم قال وكان للملك ابنة فذكر من عظمها ما الله أعلم به قال فقال أبوها أو بلعام لا تمكني نفسك إلا من موسى قال ووقعوا في الزنا قال فأتاها رأس سبط من أسباط بني إسرائيل فأرادها على نفسها فقالت ما أنا بممكنة نفسي إلا من موسى فقال إن منزلتي كذا وكذا وإن من حالي كذا وكذا فأرسلت إلى أبيها تستأمره قال فقال لها مكنيه قال ويأتيهما رجل من بني هارون ومعه الرمح فيطعنهما قال وأيده الله بقوة فانتظمهما جميعا ورفعهما على رمحه فرآهما الناس - أو كما حدث - قال وسلط الله عليهم الطاعون فمات منهم سبعون ألفا. قال أبو المعتمر فحدثني سيار أن بلعاما ركب حمارة له حتى أتى المعلولي أو قال طريقا من المعلولي جعل يضربها ولا تتقدم وقامت عليه فقالت علام تضربني؟ أما ترى هذا الذي بين يديك؟ فإذا الشيطان بين يديه قال فنزل وسجد له قال الله تعالى "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها" إلى قوله- لعلهم يتفكرون" قال فحدثني بهذا سيار ولا أدري لعله قد دخل فيه شيء من حديث غيره "قلت" هو بلعام ويقال بلعم بن باعوراء ويقال ابن أبر ويقال ابن باعور بن شهتوم بن قوشتم بن ماب بن لوط بن هاران ويقال ابن حران بن آزر وكان يسكن قرية من قرى البلقاء. قال ابن عساكر: وهو الذي كان يعرف اسم الله الأعظم فانسلخ من دينه له ذكر في القرآن. ثم أورد من قصته نحوا مما ذكرنا ههنا أورده عن وهب وغيره والله أعلم. وقال محمد بن إسحق بن سيار عن سالم أبي النضر أنه حدث أن موسى عليه السلام لما نزل في أرض بني كنعان من أرض الشام أتى قوم بلعام إليه فقالوا له هذا موسى بن عمران في بني إسرائيل قد جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل وإنا قومك وليس لنا منزل وأنت رجل مجاب الدعوة فاخرح فادع الله عليهم قال ويلكم نبي الله معه الملائكة والمؤمنون كيف أذهب أدعو عليهم وأنا أعلم من الله ما أعلم؟ قالوا له ما لنا من منزل فلم يزالوا به يرفقونه ويتضرعون إليه حتى فتنوه فافتتن فركب حمارة له متوجها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل وهو جبل حسبان فلما سار عليها غير كثير ربضت به فنزل عنها فضربها حتى إذا أزلقها قامت فركبها فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به فضربها حتى إذا أزلقها أذن لها فكلمته حجة عليه فقالت ويحك يا بلعم أين تذهب؟ أما ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا؟ تذهب إلى نبي الله والمؤمنين لتدعو عليهم؟ فلم ينزع عنها فضربها فخلى الله سبيلها حين فعل بها ذلك فانطلقت به حتى إذا أشرفت به على رأس حسبان على عسكر موسى وبني إسرائيل جعل يدعو عليهم ولا يدعو عليهم بشر إلا صرف الله لسانه إلى قومه ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف لسانه إلى بني إسرائيل فقال له قومه أتدري يا بلعم ما تصنع؟ إنما تدعو لهم وتدعو علينا قال فهذا ما لا أملك هذا شيء قد غلب الله عليه قال: واندلع لسانه فوقع على صدره فقال لهم قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة ولم يبق إلا المكر والحيلة فسأمكر لكم وأحتال جملوا النساء وأعطوهن السلع ثم أرسلوهن إلى المعسكر يبعنها فيه ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها فإنهم إن زنى رجل منهم واحد كفيتموهم ففعلوا فلما دخل النساء العسكر مرت امرأة من الكنعانيين اسمها كسبتي - ابنة صور رأس أمته - برجل من عظماء بني إسرائيل وهو زمري بن شلوم رأس سبط بني شمعون بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليه السلام فلما رآها أعجبته فقام فأخذ بيدها وأتى بها موسى وقال إني أظنك ستقول هذا حرام عليك لا تقربها قال أجل هي حرام عليك قال فوالله لا أطيعك في هذا فدخل بها قبته فوقع عليها وأرسل الله عز وجل الطاعون في بني إسرائيل وكان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أمر موسى وكان غائبا حين صنع زمري بن شلوم ما صنع فجاء والطاعون يحوس فيهم فأخبر الخبر فأخذ حربته وكانت من حديد كلها ثم دخل القبة وهما متضاجعان فانتظمهما بحربته ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء والحربة قد أخذها بذراعه واعتمد بمرفقه على خاصرته وأسند الحربة إلى لحيته وكان بكر العيزار وجعل يقول اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك ورفع الطاعون فحسب من هلك من بني إسرائيل في الطاعون فيما بين أن أصاب زمري المرأة إلى أن قتله فنحاص فوجدوه قد هلك منهم سبعون ألفا والمقلل لهم يقول عشرون ألفا في ساعة من النهار فمن هنالك تعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص من كل ذبيحة ذبحوها الرقبة والذراع واللحى والبكر من كل أموالهم وأنفسها لأنه كان بكر أبيه العيزار ففي بلعام بن باعوراء أنزل الله "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها" - إلى قوله - لعلهم يتفكرون" وقوله تعالى "فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث" اختلف المفسرون في معناه فعلى سياق ابن إسحق عن سالم عن أبي النضر أن بلعاما اندلع لسانه على صدره فتشبيهه بالكلب في لهيثه في كلتا حالتيه إن زجر وإن ترك ظاهر وقيل معناه فصار مثله في ضلاله واستمراره فيه وعدم انتفاعه بالدعاء إلى الإيمان وعدم الدعاء كالكلب في لهيثه في حالتيه إن حملت عليه وإن تركته هو يلهث في الحالين فكذلك هذا لا ينتفع بالموعظة والدعوة إلى الإيمان ولا عدمه كما قال تعالى "سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون" "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم" ونحو ذلك وقيل معناه أن قلب الكافر والمنافق والضال ضعيف فارغ من الهدى فهو كثير الوجيب فعبر عن هذا بهذا نقل نحوه عن الحسن البصري وغيره وقوله تعالى "فاقصص القصص لعلهم يتفكرون" يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم "فاقصص القصص لعلهم" أي لعل بني إسرائيل العالمين بحال بلعام وما جرى له في إضلال الله إياه وإبعاده من رحمته بسبب أنه استعمل نعمة الله عليه في تعليمه الاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب في غير طاعة ربه بل دعا به على حزب الرحمن وشعب الإيمان أتباع عبده ورسوله في ذلك الزمان كليم الله موسى بن عمران عليه السلام ولهذا قال "لعلهم يتفكرون" أي فيحذروا أن يكونوا مثله فإن الله قد أعطاهم علما وميزهم على من عداهم من الأعراب وجعل بأيديهم صفة محمد صلى الله عليه وسلم يعرفونها كما يعرفون أبناءهم فهم أحق الناس وأولاهم باتباعه ومناصرته وموازرته كما أخبرتهم أنبياؤهم بذلك وأمرتهم به ولهذا من خالف منهم ما في كتابه وكتمه فلم يعلم به العباد أحل الله به ذلا في الدنيا موصولا بذل الآخرة.]ه

 

 

والغريب أن السامري هذا لم يُذكر فى التوراة!!!

ونجد أن هارون عليه السلام هو الذى صنع العجل (سفر الخروج الإصحاح 32 )، ومع هذا لا نجد تأنيبا له إلا من موسى عليه السلام، ولم يُعاقبه الله على فعله بل كافأه بأن جعل كهانة بنى إسرائيل له وفى عقبه من آل لاوى، وهذا أمر غريب جدا. وقد صحح الله هذه الحكاية المُحرفة فى قرآنه الكريم.
يقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{43} بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{44} النحل

أي أنزلنا إليك القرآن لتُظهر للناس (وخاصة أهل الكتاب) حقيقة ما أُنزل إليهم في كتبهم (التي حرفوا بعضها وأخفوا بعضها)

 

السامري الصالح فى الإنجيل

هذا سامري آخر ورد ذكره فى أحد أمثال المسيح، وذُكر فى إنجيل لوقا الإصحاح العاشر (25-37) [ 25 وتصدى له أحد علماء الشريعة ليُجربه، فقال: "يا مُعلم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟" 26 فقال له: "ماذا كُتب فى الشريعة؟ وكيف تقرأها؟" فأجاب: "أحب الرب إلهك بكل قلبك وكُل نفسك وكُل قدرتك وكُل فكرك، وأحب قريبك كنفسك". 28 فقال له: "جوابك صحيح. فإن عملت بهذا تحيا!" 29 لكنه إذ كان راغبا فى تبرير نفسه، سأل يسوع: "ومن هو قريبى؟" 30 فرد يسوع قائلا: "كان إنسان نازلا من أورشليم إلى أريحا، فوقع بأيدى لُصوص، فانتزعوا ثيابه وماله وجرحوه، ثم مضوا وقد تركوه بين حيٍّ وميت. 31 وحدث أن كاهنا كان نازلا في تلك الطريق، فرآه ولكنه جاوزه إلى الجانب الآخر. 32 وكذلك مر أيضا واحد من اللاويين، فلما وصل إلى ذلك المكان، نظر إليه، ولكنه جاوزه إلى الجانب الآخر. إلا أن سامريا مُسافرًا جاء إليه، ولما رآه، أخذته الشفقة عليه، 34 فتقدم إليه وربط جراحه بعدما صب عليها زيتا وخمرا. ثم أركبه على دابته وأوصله إلى الخان واعتنى به. 35 وعند مُغادرته الخان فى اليوم التالي، أخرج دينارين ودفعهما إلى صاحب الخان، وقال له: "اعتن به! ومهما تُنفق أكثر، فإنى أفيك ذلك عند رجوعى. 36 فأى هؤلاء الثلاثة يبدو لك قريبا للذى وقع بأيدي اللصوص؟" فأجاب: "إنه الذى عامله بالرحمة!" فقال يسوع: "اذهب، واعمل أنت هكذا!"]ه

 

ولفهم هذا المثل يجب أن نعرف أن الكهنة واللاويين هم حملة الشريعة عند اليهود، وأن السامريين أو السَّامِرَة هم جماعة يهودية انشقوا على باقى اليهود الذين كفَّروهم، ويقولون إن معنى اسمهم: "حُماة التوراة"، لأنهم يعتقدون فى أسفار موسى الخمسة فقط.. واليهود يحتقرونهم ولا يعدونهم منهم، وقد رفضوا أن يُساعدوهم فى بناء الهيكل بعد عودتهم من المنفى ورفضوا دخولهم المعبد!

 

هذا ما أراه والله أعلم
 

اجمالي القراءات 24551

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (8)
1   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الثلاثاء ٠١ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61350]


السلام عليكم ورحمة الله أستاذ / عز الدين نجيب .تدبر لآيات السامري  مبسط ويقرب الفهم بطريقة سهلة نشكرك عليها .


وهذا بعكس الروايات التي تجعلنا ندخل في متاهات لا طائل منها وتصعب عملية الفهم .


وفي زماننا هذا يتجسد ويتكرر السامري في شخصيات عديدة أوضحها في صورة الأشياخ الذين يأمرون باتباع كتب وأقاويل نسجها كبرائهم من نسج خيالهم وما أنزل اللبه بها من سلطان .


شكرا لك أستاذنا الكبير على اجتهادك النافع .


2   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ٠١ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61359]

أعتقد أن المنسلخ عن آيات الله ... غير السامري..

الدكتور عز الدين نجيب السلام عليكم ورحمة  بارك الله فيك  وإلى مزيد من التدبر والتقرب إلى الله تعالى بهذا العمل الصالح.. قرأت هذا البحث  القيم. . الذي يدل على مدى حب صاحبه للقرآن العظيم وإكتفائه به مصدرا للهدي والتوحيد والاسلام.. وكما تعلم سعادتك أننا كبحاث قرآنيين شبان  وكهولا.. نرجع بالآيات في السورة او السور.. المراد التدبر  في الموضوع الذي يقع عليه الاختيار إلى جذوره وهذا يرسم عناصر وأبعاد الموضوع المراد فهمه والتعمق فيه والبحث الدؤوب عن المعنى والهدي الذي يريده الله لنا أن نتعرف عليه..


 ولقد رجعت إلى الآيات السابقة لآيات المنسلخ عن آيات ربه  ففهمت الآتي.. أن الله تعالى ذكر على سبيل التعليم والتوعية لأهل مكة وقت نزول القرآن ولجميع أهل الأرض جميعا وقتها وما بعد تلك المرحلة إلى قيام الساعة.. ذكر هذا القصص الحق الذي هو عين اليقين وعلم اليقين وحق اليقين .. للمؤمن بالقرآن وحده كمصدرا لٍلاسلام دين الله القيم.. ولولا القرآن العظيم لما امكننا مطلقاً ان نعلم ونفهم ونتعرف على هذا (الميثاق الأعظم)  الذي أخذه الله على أبناء آدم جميعا وقت خلق انفسهن وقبل نزولهن إلى الجنة الأرضية.. هذا الميثاق العظم هو إقرار من تلك النفس بالربوبية المطلقة والألوهية المتفردة لله تعالى..  والإذعان للرسالات السماوية  المنزلة على رسل الله .. وبالفعل أقرت الأنفس بهذه الحقيقة المطلقة .. حذرهم الله تعالى أن يتغافلوا عن هذه الحقيقة المطلقة  في حياتهم الدنيا .. ويأتوا يوم القيامة غافلين عن ذلك مشركين بالله آلهةاخرى ومتخذين أربابا غير الله تعالى.. وانهم ورثوا الشرك من آبائهم ...  وقد فصل لنا الله تعالى هذا الحدث العظيم.. في إعراض الأنفس في الحياة الأرضية عن الميثاق الأعظم والتكذيب بآيات الله تعالى ورسالاته المتكررة لأهل الأرض من أبناء  آدم.. وأكد القرآن العظيم ذلك بمثل تاكيدي قاطع .. لنبي أو رسول قد إختاره الله تعالى  لينزل عليه رسالة من عنده إلى  الناس في عصره ومكانه.. ليذكره بهذا الميثاق الأعظم.. ولكنه غفل عن الآيات واعرض عنها  ويا للعجب لقد كرمه الله تعالى واصطفاه ليكون رسول الله أو نبيي الله لهؤلاء القوم ولكنه رفض وتغافل وأعرض.. عن الرسالة .. كما تغافل وأعرض أجداه وهم أنفس في العالم البرزخي عن الميثاق الأعظم الذي أقروا به امام الله تعالى .. نسوا ذلك عندما نزلوا العالم المادي..



3   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ٠١ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61360]

يتبع المنسلخ .. عن آيات الله..


يقول تعالى.
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ{172} أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ{173} وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{174} وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ{175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{176} سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ{177} مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{178} وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ{179} وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{180} وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ{181} وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ{182}
نعم من الجائز جدا أن يكون هناك اوجه شبه كثيرة بين السامري وإعراضه عن التوحيد وإتباع موسى.. وإعراضه عن التوحيد والتسليم لله تعالى . وبين ذلك النبي المنسلخ عن الآيات.. في تغافل الميثاق الأعظم والإعراض عنه ...
لكنهما شخصان مختلفان في عصرين مختلفين.. هذا رأي والله تعالى أعلم.. وفوق كل ذي علم عليم.. والسلام عليكم ورحمة الله .

4   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   الثلاثاء ٠١ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61362]

أخي الكريم الأستاذ محمود مُرسي

هل قرأت مقالي: خرافة عالم الذر؟

برجاء قراءته



وهل لا حظت قوله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} الأعراف175

واتل عليهم!!!

أي أن قصة هذا الشخص موجودة في القرآن


فلن يتلو عليهم ما ليس في القرآن




5   تعليق بواسطة   جمال أبو ريا     في   الثلاثاء ٠١ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61365]

بحث رائع

بحث رائع موجز جامع مانع غير مقل ولا مخل، شكراً لك أستاذنا الفاضل


6   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   الثلاثاء ٠١ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61366]

أشكركم

يا إخوتي

يُبارك الله فيكم إن شاء


 


7   تعليق بواسطة   طارق لبيب     في   السبت ٠٥ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61461]

موضوع رائع

ألأخ الفاضل ألأستاذ عزالدين المحترم


جزاكم الله بكل خير في الدنيا والاخرة على هذا الموضوع القيم .


لي استفسارين حول الموضوع إن سمحتم :


السامري --- اسم ام كنية لأنتسابه الى مدينة السامرة ؟


مِساس --- هل هي نفس كلمة مَساس ؟


((الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ))


طرحكم الرائع شدني للإستزادة من علمكم وجزاكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


8   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   السبت ٠٥ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61463]

يُبارك الله فيك يا أخي طارق

وأشكرك على تقريظك للمقال ودعوتك الكريمة

والمِساس والمَساس بمعنى واحد وتُقرأ مَساس في بعض القراءات الشاذة

والسامري في الآية يبدو أنه ينتسب إلى منطقة السامرة ولكنه كان كافرا



وإليك ما ورد عن السامرة في الويكيبيديا

السامرة أو جبال نابلس هي القسم الشمالي الجبلي من الضفة الغربية. أصل الاسم من المدينة القديمة (السامرة)، التي كانت عاصمة مملكة إسرائيل الشمالية. تقع أطلال مدينة السامرة قرب قرية سبسطية على بعد 12 كم شمال غرب نابلس. وربما الكلمة من شمر التي تعني المراقبة والحراسة، وحسب سفر الملوك الأول فالأصل من شمر اسم الشخص أو القبيلة التي باعت لعمري الأرض. والسامريون: فرقة صغيرة جدا تعيش بجوار مدينة نابلس تقول ان جبل جرزيم المجاور لنابلس هو المكان المقدس والقبلة الحقيقية لليهود وليس القدس. يؤمنون بإله واحد روحاني بحت، وأن موسى رسول الله وخاتم رسله، وأن توراة موسى هي كلام الله. وكثير من اليهود ينفون عن السامريين الانتساب إلى إسرائيل لانهم كانوا لا يتقون الرب ويعبدون الاوثان فغضب عليهم الرب ولعنهم. وهم ينسبون انفسهم إلى هارون أخي موسى وينتخبون كاهنا أكبر يسمونه "الكاهن اللاوي" كما ان العبرانيون ينظرون نظرة دونية لهؤلاء السامريون.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2009-06-24
مقالات منشورة : 87
اجمالي القراءات : 2,628,206
تعليقات له : 355
تعليقات عليه : 499
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt