العرب وعقدة المؤامرة:
إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ

وداد وطني Ýí 2011-04-11


 

قرأتُ للدكتور عائض القرني, في جريدة "الشرق الاوسط" مقالا بعنوان: (العرب وعقدة المؤامرة) ولأهمية الموضوع ووضع النقاط على الحروف، أحببتُ نقله لكم عسى أن لا يفوتكم قرائته وأو التعليق عليه..

فهلم الى رياض ذلك المقال:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

د. عائض القرني

 جريدة الشرق الأوسط - الثلاثـاء 02 جمـاد الاول 1432 هـ 5 ابريل 2011 العدد 11816

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

للإطلاع على المقال في جريدة "الشرق الأوسط" يُنظر الرابط:

http://www.aawsat.com/details.asp?section=17&article=615768&feature=1&issueno=11816

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

العرب وعقدة المؤامرة

د. عائض القرني

 

 

يقول القذافي: إن العالم متآمر على ليبيا حسدا لها على ما ينعم به شعبها، ثم قرأ «ومن شر حاسد إذا حسد». ويقول الإعلام الرسمي السوري: إن سورية تتعرض لمؤامرة خارجية لدورها النضالي البطولي في المقاومة والصمود والتصدي والممانعة - يا لطيف يا لطيف، يا ساتر يا ساتر -، مع العلم أن الجولان ما زال تحت الاحتلال لما يقارب نصف قرن. وإعلام اليمن الرسمي ذكر أن اليمن مستهدف، لأنه العمق الحضاري للعرب والبعد الاستراتيجي القومي للأمة، إلى آخر هذا الهذيان والهلوسة والهبال. وإعلام الأردن الرسمي شكا من مؤامرة خارجية بأصابع خفية يتعرض لها الأردن ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأقول: متى تكفون يا أعراب عن عقدة المؤامرة والفرار من الاعتراف بالخطأ إلى البحث عن كبش فداء؟ متى تتوبون يا أعراب من هذه المسرحية الهزلية باتهامكم الخارج وتعليق أخطائكم على الغير؟ من أنتم حتى يتآمر عليكم العالم؟ من حضراتكم حتى تشتغل بكم القوى العظمى؟ لماذا يستهدفكم العالم وعلى ماذا يحسدكم؟ ألثرواتكم وشعوبكم تذوق الجوع والعري والجهل والمرض والتخلف؟ أم يستهدفكم لصناعاتكم وإنتاجكم ومراكز البحوث عندكم ومصادر الطاقة وصروح المعرفة ومخازن الأسلحة والمدمرات والبارجات والمراكب الفضائية وحاملات الطائرات وأنتم لا تستطيعون صناعة سيارة هايلكس بل أنتم في ذيل قائمة دول العالم صناعة وزراعة وتعليما وتنمية وإنتاجا. إن ميزانية شركة غربية واحدة أكبر من ميزانية هذه الدول مجتمعة، وإن الشعوب خرجت في مظاهرات سلمية تريد الغذاء والدواء والهواء والماء والكهرباء والحرية والكرامة، وهذه الدول عجزت عن تلبية الحاجات الضرورية لمواطنيها، فاتهمت العالم بالتآمر عليها، وكم الجرادة أصلا وثمنها ولحمها ومرقها؟ ومثل هذه الدول العربية المذكورة والتي اتهمت العالم الخارجي باستهدافها كمثل بعوضة وقعت على نخلة فلما أرادت البعوضة أن تطير قالت للنخلة: تماسكي فإني أريد أن أطير، فقالت النخلة لها: والله ما شعرت بك يوم وقعت وما شعرت بك يوم طرت.

أميركا وأوروبا والصين واليابان وكندا وروسيا منهمكون في المصانع والمعامل وصنع النووي وإنتاج الطاقة، وغارقون في الاكتشافات والاختراعات، وقد يكون لهم وجهة نظر في هذه الأنظمة، أما آن لنا نحن العرب أن نشتغل بعيوبنا ونصلح أخطاءنا ونراجع أنفسنا ونتوب من عقدة المؤامرة التي أصبحت نكتة سمجة ولعبة مكشوفة؟ قال صديقي وزميلي أبو الطيب المتنبي في رجل نكرة مجهول تمنى أن يمدحه المتنبي أو يهجوه على الأقل ليشتهر:

 

 

* صغـرت عـن المـديح فقلـت أهجـى - كــأنك مـا صغـرت عـن الهجـاء.

 

إن القرآن أحال سبب هزيمة أحد إلى اختلاف الصحابة فقال: «قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ»، والأخطاء والتجاوزات يتحملها أصحابها، قال تعالى: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ»، أما اتهام الآخرين واستخدام العالم مشجبا لتعليق الأغلاط فهذا من عمى البصيرة وفساد الرأي، وإن المريض لن يتعافى حتى يعترف أولا بأن عنده مرضا، وإنه لن يتشافى إلا بدواء ناجع يستعمله، لا فرار إلى الأمام ولا تستر في الظلام، بل الحق في الشجاعة والاعتراف بالخطأ والتغيير إلى الأصلح قال تعالى:

«إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ».

اجمالي القراءات 11855

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الثلاثاء ١٢ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57180]

وعن ثوار ميدان التحرير قالوا :

قيل عن ثوار ميدان التحرير أنهم يعملوا لصالح جهات غربية ولديهم أجندة وأنهم قلة مندسة وطبعا كانت الأجندة من عدة دول  من بينهم أمريكا وإيران وغيرهم .


فهذه طبيعة الحكام المستبدين إلقاء اللوم على جهة مجهولة وإرجاع أسباب فشلهم في إداراتهم وجوع شعوبهم ومرضهم وفقرهم إلى أسباب وهمية وقوى خارجية تعبث بالبلاد  وقد شكوهم لرب العباد واستعانوا عليهم بأوليائهم الصالحين من صوفية وسلفيين .


 


2   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الثلاثاء ١٢ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57184]

شكرا للأستاذ وداد وطني على نقل هذا المقال، والشكر موصول للدكتور عائض القرني

عزمت بسم الله،

شكرا للأستاذ وداد وطني على نقل هذا المقال، والشكر موصول للدكتور عائض القرني على ما قدمت يداه. وأقول مؤيدا لما جاء في المقال، إن المخلصين العبادة لله تعالى وحده يتحسرون ويندى جبينهم من وضع المنتسبين إلى الإسلام، لأن أكثر المسلمين لم يواصلوا تبليغ رسالة ربهم ( القرآن العظيم) كما أنزل على محمد وهو الحق، بل راحوا يكتبون كتبا بأيديهم ونسبوها إلى الرسول وإلى الوحي فأخرجوا الناس من نور الله تعالى وصراطه المستقيم إلى ظلمات الجهل وإلى اتباع السبل التي فرقتهم شيعا، فأصبح كل حزب بما لديهم فرحون، والطامة الكبرى أن أتباع كل حزب يعتقدون أن غيرهم ضال، وأنهم يستحقون اللعن والموت، لذلك لم يتمكنوا من التقدم الحضاري رغم أن السلف كان من بينهم من أعطى للحضارة بداية ورصيدا هائلا، استغله غيرهم فأصبحوا رواد الحضارة والمتحكمين في العالم بالعلم والعمل، أما المسلمون فقد أقفلوا قلوبهم فعميت أبصارهم واثَّاقلوا إلى الأرض ورضوا بالهوان والذل والفقر، رغم أن الله تعالى سخر للمؤمنين ما في السماوات وما في الأرض جميعا. قال رسول الله عن جبريل عن ربه: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(13). الجاثية.


قال الدكتور عائض القرني : أما اتهام الآخرين واستخدام العالم مشجبا لتعليق الأغلاط فهذا من عمى البصيرة وفساد الرأي، وإن المريض لن يتعافى حتى يعترف أولا بأن عنده مرضا، وإنه لن يتشافى إلا بدواء ناجع يستعمله، لا فرار إلى الأمام ولا تستر في الظلام، بل الحق في الشجاعة والاعتراف بالخطأ والتغيير إلى الأصلح.أهـ


نعم لن يتغير وضع المسلمين إلا إذا رجعوا إلى أنفسهم وأخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا به شيئا، ولم يستخدموا العالم مشجبا لتعليق الأغلاط، بل يجب علينا أن نتشجع ونصرح علنا أننا ابتعدنا عن الصراط المستقيم، واتخذنا أربابا من دون الله تعالى واتبعنا كتب البشر، وهجرنا كتاب الله تعالى ( القرآن العظيم) واتخذناه وراء ظهورنا للتبرك به في الأفراح والمآتم فقط. قال رسول الله عن جبريل عن ربه: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(165). آل عمران.

ويقول أيضا: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا(145)إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(146). النساء.


شكرا مرة أخرى للأستاذ وداد وطني وللدكتور عائض القرني على المقال.

 


3   تعليق بواسطة   يحي فوزي نشاشبي     في   الثلاثاء ١٢ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57188]


 


وأنا  أضم صوتي لجميع المعلقين  المؤيدين لرأي  عائض  القرني  وللأستاذة وداد  التي  فكرت  في  الفات  الانتباه  إليه .


وباختصار  شديد  فإن  الموضوع يضع  إصبعه  على عقدة العقد  أو  لعلها هي  ام  العقد  عند  أغلب  المسلمين  الذين  يخاطبهم  الله  في  حديثه  المنزل.


4   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ٢١ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57383]

قتلت بحثا وقتلنا غيظا ، فهل من مجيب

الشعب العربي هو الشعب الوحيد من بين شعوب العالم الذي يعتقد في نظرية المؤامرة ، ويجعلها سببا في كل انتكاساته وعذاباته ، فهي الشماعة التي يعلق عليها فشله وتقاعسه عن العمل ، وهي الملجأ الوحيد الذي يلجأ إليه ،حتى يريح عقله من شبهة التفكير ! ولا يسمح لتفكير أن يتسرب إلى عقله ! نجد لنظرية المؤامرة أنواع فمنها : الاقتصادية وهي تختص بالطمع في خيرات العرب ، والسياسية وهي تختص ببث روح الفرقة بين العرب ، لكن أقوى نظرية مؤامرة يستمرؤها العرب ولا يكفون عن الحديث عنها : المؤامرة الدينية وحرب الإسلام ، وكأن الغرب لا عمل له مطلقا إلا رسم الخطط ، وتدبير المؤامرات ، لإبعاد العرب المسلمين عن دينهم !!!! بجد لقد قتلتهذه النظرية بحثا ،وقتلنا نحن غيظا ، فهل من مستجيب !!!!


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2010-07-15
مقالات منشورة : 28
اجمالي القراءات : 516,712
تعليقات له : 37
تعليقات عليه : 92
بلد الميلاد : Iran
بلد الاقامة : Iraq