هل نعى الدرس:
ماذا بعد فرحة الرحيل

عابد اسير Ýí 2011-02-12


سلمت يا مصر من كل سوء

إن هذا الذى حدث فى مصر فى تلك الأيام الثمانية عشر لهو الدليل القاطع والبرهان الساطع على عظمة هذا الشعب

وأن بداخل هذا الشعب ما يفوق الألماس وكل المعادن الثمينة قيمة وعظمة ولكن ينقصه القائد الذى يخرج تلك الكنوزالدفينة التى تظهر تلقائيا عند المحن والأزمات

إن من يتأمل

أحوال مصر وما نالها وشعبها من فساد بعض أبنائها يدرك مدى عظمة هذا الشعب والدليل تلك الثورة الشعبيةالبيضاءالتى تعد درساe;سا عمليا تتعلم منه كل الشعوب التى ترزح تحت طغيا ن فاسد أو مستبد فى أى بقعة من بقاع العالم

فرغم ما تعرض له هذا الشعب على مدى عقود طويلة من فساد أوقف وعطل وعرقل مسيرة تنميته وتقدمه ليكون ضمن مسيرة التحضر والتقدم البشرى فى هذا العصر المتسارع فى تقدمه العلمى والتكنولوجى فبدلا من أن يقوده حكامه الى اللحاق بمسيرة العالم المتحضر دفعه هؤلاء الحكام الى مستنقع الفساد الأخلاقى والجهل والتخلف واللامبالاة حتى أصبح فى ذيل الركب الإنسانى الى الرقى والحياة الكريمة وتخلف عن شعوب كانت لوقت قريب جدامتخلفة بالنسبة لمصر والمصريين حتى تبدلت الصورة فأصبحنا نحن المتخلفون بالنسبة لتلك الشعوب ورغم هذا كانت تلك الثورة الشعبية البيضاء التىأظهرت المعدن الصيل النفيس لهذا الشعب العريق الطيب

ولكن

بعد هذا الإنجاز الرائع هل يعى المصريون الدرس سواء من سيجلس على كرسى الحكم والسلطة أومن سيكون خارجها

هل سنتعلم من آلام تلك السنون الممتدة من التخبط فى ظلمات الإستبداد وحكم الراى الواحد وتأليه الحاكم والركوع والخنوع لتسلطه حتى نصيبه بداء العظمة ونصيب أنفسنا بويلات التسلط والإستبداد

هل سنتعلم مما أصابنا كل تلك السنون من جهل وتخلف وفقر وأمراض جراء سبلبياتنا التى نعلمها جميعا علما نافيا للجهلة كما يقول فقهاء القانون والدليل على ذلك ما يدور من حوارات لاتنتهى بيننا فى مجاسنا ومقابلاتنا وفى أقل تجمع تجد نا ننتقد تلك السلبيات ببراعة وطلاقة وحبكة عجيبة ورغم ذلك لا نحرك ساكنا لإصلاح تلكالسلبيات وظللنا على تلك الحال كل هذة العقود المممتدة  قبل هذه الثورة الشعبية الرائعة

هل سنفيق من هذا السبات الطويل وتلك الغفلة القاتلة وهذا التغييب والتضليل عن حقائق دين الله الذى أنزله سبحانه وتعالى هداية ورحمة وإنقاذ من ظلمات الطغيان وظلم الإنسان لأخيه الإنسان

هل سنتعلم من تلك السنون التى إكتوينا فيها من ويلات

الفتن والتحزب والإختلاف رغم وحدة الدين ووحدانية الإله الذى نعبده

هل سنتعلم من هذا الذى أصابنا من فساد الضمائر والذمم وتلويث الأنفس وسواد القلوب نتيجة وجراء هجر العمل والإمتثال والتسليم بما أنزله الله فى محكم آياته لإخراجنا من الظلات الى النور

هل سيخشع أساطين الأزهر لذكر الله وما نزل من الحق من عنده سبحانه وتعالى  ويقرون ببطلان ما ضللوا به البسطاء من شعوبنا الإسلامية من مفتيات التراث

وأكاذيب شياطين الإنس والجن والتى ما أنزل الله بها من سلطان حتى يفيق المسلمون من غفلتهم ويخرجون من هذا النفق المظلم الذى يتخبطون فيه كل تلك القرون

نسأل الله أن يؤبون الى خالقهم سبحانه وتعالى طالبين توبته ومغفرته عما إقترفوه فى حق دينه سبحانه وتعالى قبل أن ياتيهم يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم فيكونون ممن قال الله فيهم ( ومن أظلم ممن إفترى على الله كذبا

  صدق الله العظيم

اجمالي القراءات 10583

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (8)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ١٢ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55950]

الخير قادم يا عابد يا حر

الخير قادم والعدل قادم يا (عابد يا حر) . وحمدا لله على سلامتك .  والمرحلة القادمة هى مرحلة المسئولية والمحاسبة والشفافية ... وقد ولى زمن الظلم والفساد والإستبداد .. فهنيئاً لنا بإشراق شمس العدالة المرفرفة على سماء المحروسة .


2   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الأحد ١٣ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55956]

بارك الله فيك أستاذ عابد

حمدا لله على سلامتك لم نقرألك منذ فترة طويلة وكما ألمحت  بالتذكير والحرص على أنه لا يجب أن نكتفي بفرحة النصر وطرد الطاغية وإذلاله هو وحاشبته بل يجب التفكير بسرعة وبدون أي تردد في كيفية الاستفادة من هذا النصر وهذا الدرس  في تغيير ما نحن فيه من سلبيات قد أفقدتنا قرون طويلة ما كنا نتمتع به من عزة وفخر وكرامة وحرية .


 


3   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأحد ١٣ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55965]

لابد من مواصلة الرقابة لكل مستبد وفهم طباع المستبدين ..

الاستاذ الكريم / عابد أسير .. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ... 


لقد قرأت  كل ماكتب وأرى فيه صدق التوجه الى الله جلا وعلا وحبك للمصريين الذين انت فرد منهم    مؤمن من آل فرعون وما أدراك أخي الكريم من حديث مؤمن آل فرعون ووعظه لقومه ونصحه لهم .. فقد كان شخصا عاديا من آل فرعون يلبس لباسهم ويأكل طعامهم وكان مؤمنا حقا ووعظ ونصح وعلم وفهم قومه ..


 وكان ذو منظق وقوة حجة


 جعلني واياك ممن كان وصفهم من مؤمني آل فرعون ؟؟


 وأقول باختصار على عناون المقال الطيب .. ماذا بعد الرحيل 


 الحقيقة أنه لم يرحل الا فرد واحد هو حسني مبارط لكن الملأ مازالوا هم وما زالوا يحكمون من داخل القصر ..


 لابد من الاصرار على  مواصلة تتبع المستبدين وارغاهمهم على أن يبداولو دينهم ( الاستبداد)  وذلك بملاحقة وعدم الأمان لهم والثقة فيهم .. ولابد أن يعلم المصريون ألا يتقاعسوا عن تتبع أخبار الفاسدين وملاحقتهم وازالتهم من تلقد مناصب الأمور وحكم الشعب 


شكرا والسلام عليكم 


4   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الأحد ١٣ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55975]

أستاذى الحبيب د عثمان

الله يسلمك


ويسعد أيامك إن شاء الله


 


5   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الأحد ١٣ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55976]

الأخت الفاضلة مرفت عبد الله

الله يسلمك


وأحمد الله رب العالمين أن أزال تلك الغمة


وبارك الله في جميع كتاب ورواد الموقع الكريم وفى مقدمتهم د / أحمد صبحى  الذى كانت فى إشارته فى مقال قبل أحداث 25 يناير


[ أنه لا مفر من بذل الدم ] فى سبيل إصلاح ما أفسده الطغاة


لقد كان فى تلك الإشارة


[ شفافية قلب مؤمن يملؤه نور الإيمان ]


فحقق الله له أمنية غالية بأن يرى تلك النهاية الذليلة  لهذا الطاغية وينتظره الذل الأكبر أمام الله يوم القيامة 


حمى الله مصر من كل سوء


6   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الأحد ١٣ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55977]

أستاذى الفاضل / محمود مرسى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


هذا شرف لى أن قرأت سطورى المتواضعة وكل الشكر على ثنائكم النبيل والذى أظنه أكثر[ كثيرا ] مما أستحق فأين شخصى الضعيف من مؤمن آل فرعون الذى واجه مجتمع بأسره يعج بالطغيان والفساد


وإنى أتفق معكم فى أنه لم يرحل إلا رأس الأخطبوط فقط وبعض أذرع ولكن بقى الكثير من أذنابه التى إن لم ينتبه الجميع لها فسوف تنمو لها رؤوس اخطر وادهى من الرأس الراحل


ولكم أستاذى خالص التحية والأمانى الطيبة


7   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الأحد ٢٠ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[56134]

اللهم أتتم علينا نعمتك

الأستاذ عابد  تحية طيبة ، نود أن نفرح لكن شيء في النفس يقول ماذا بعد ؟ مضت اولى الخطوات وأجبر الشعب رأس النظام على ترك مهامه وإسنادها إلى العسكر،  ونحن لا ندري إذا كان هذا تنحي خالص أم هو تخلي ؟  كما قرأت في أحد التعليقات أن هناك فرق بين التنحي الذي هو ترك لمهام الرئاسة ولم بعد رئيسا  ، وبين التخلي الذي هو مجرد إسناد وتفويض للمهام  للمجلس العسكري  ، لكنه يبقى رئيسا وذلك يفسر بقاؤه في مصر،  والسرية التي تحيط برجاله وعدم السماح بمحاسبته ولآله عن ثرواتهم التي نهبوها ولازال النهب مستمرا  حتى الآن ! فلا أحد يعرف ماذا يدور ومن بحكم مصر الآن  ؟ عموما كل عام وانتم بخير ووقى الله مصرنا من شر الفساد ورجالاته .


8   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الأحد ٢٠ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[56136]

الكاتبة الواعدة إيناس عثمان

شكرا على التعليق الواعى وفعلا إن ما يحدث الآن فى مصر يثير الريبة وخاصة أن الذى رحل عن السلطة ليس إلا رأس الفساد فقط وبقيت أذنابة وأشواكه السامة والتى ليس من السهل التخلص منها ولكنه ليس من المستحيل وإن شاء الله تستمر صحوة 25 ينلير حتى رحيل كل الفاسدين وإقامة العدل الذى أمر الله به فى جميع الشرائع السماوية بين الشعب وحكامه





وتمنيلتى  بمستقبل مشرق إ ن شاء الله


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-06-07
مقالات منشورة : 18
اجمالي القراءات : 294,078
تعليقات له : 602
تعليقات عليه : 110
بلد الميلاد : ُEgypt
بلد الاقامة : Egypt