الرحمن الرحيم - ولو القى معاذيره

غريب غريب Ýí 2010-10-22


اتخيل نفسي وقد توفاني الله سبحانه قبل ان ارى نور كتابه,

وانا امام الله سبحانه وهو ممسك بكتابه فيقول لي كل اجاباتك عندي في كتابي الذي ارسلته لهدايتك فأجبني

:ما سبب ضلالتك.

فأقول:  ياربي ان المشايخ الذين اعتمدت عليهم فقد اكدوا لي انهم على حق وان الذين قبلهم اعلم العلماء بدينك واطعتهم في كل ماقالوه والتزمت بأوامرهم.

: وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا {الأحزاب/67}

فأقول: ربي لم اكن اركز في سمعي ولم اعقل بأن الأئمة لم يكونوا يعلمون الحقيقة

وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ {الملك/10}

فأقول: ربي لقد وعيت الدرس تماما فارجوا ان تمنحني فرصة اخيرة فأعدك بأن أول شيء سأعمله هو تدبر كتابك واتمام تكاليفك

: وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ {السجدة/12}

فأقول: اعتذر لك ربي عن تقصيري

: فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ {الروم/57}

هذه فقط خواطر الفزع الذي دخلت فطرتي بعد ان عرفت ضلالي من خلال موقعكم. فقررت ألا اعتمد على احد في ديني وان اخذه من كتاب الله مباشرة فلم أجد احدا قال في كتاب الله ياربي انني قدّرت بقدر ما منحتني من رشد فأخطأت التقدير في كتابك. سوى ذاك  الذي قدر انه سحر يؤثر وانه قول البشر, أما أنا فقد قدرت بأنه نور هدايتي فقررت أن اتبعه بما وهبتني من عقل من دون ان اعتمد على عقل غيري.

قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {طه/123}وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه/124}

وانني واخواني سنلتقي في دين الله كما التقت امرأة عمران بأبيها وابينا ابراهيم عبر العصور في التسليم لله, وأطمئن للتدبر حولكم لأني اعلم بأنكم سترشدوني ان رأيتموني قد تعديت وشطحت وكتاب الله هاديا لنا جميعا.

استفتحنا بأية ـ بسم الله الرحمن الرحيم - وهنا تمامها بما فتح االرحمن علينا بها.

 

الرحمن الرحيم

 

استمرارا في تدبر العقيدة الايمانية في سورة الفاتحة

أولا ابين بأن هذا هو اهم موضوع في السورة بالنسبة للدين لأنه يتعلق بذات الدين, فإن جميع  اهل الديانات السابقة  قد ضلت ومنها نحن لكون امـاني الشيطان التي تطفئ الفزع  دائما يكون هذا مدخله من حيث المتشابه منها فيسول لاتباع الدين بأن الله سبحانه ليس سوى رحمة مفتوحة لجميع اتباعه وأنه لن يرضى سوى بهم في جنته. وأنه سيصب سخطه على باقي الامم. دون اي اعتبار للبشر الذين سيدخلون النار بسبب إضلالهم وضلالهم. فترضى النفس البشرية بهذا القول لكونه يطفئ الفزع فيها ويقدم لها بالاضافة امـاني جميلة. - يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا {النساء/120}

ولكون الرحمة هي اساس الاماني والفزع في الفطرة  لذلك سأحرص على ان ابين مراد ربي  من خلال ما يتبين لي من كتابه الذي هو اوضح من الشمس لمن استهدى بربه فيه وليس كما زعم المفترون حمال اوجه -يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ {آل عمران/106}

الرحمن بكونه المنعم على الكون فرحمته تغطي جميع جوانبه ولنا تفصيل في الرحمات بحيث ان تتبين جلية بعيدة عن الاماني بعد ان يفتح الرحمن بفضله سبحانه بعد فتحه في  ( الحمد ) وسنستغرق هذا الوقت في توضيح اسم الرحمن الرحيم وصفاته في هذا الكون. فالرحمن هو الله سبحانه وتعالى.

الرحـمن

قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً {الإسراء/110}

 

ذكر الله سبحانه وتعالى اسمه الرحمن 57 مرة في كتابه – وأكثر سورة ذكر فيها اسم الرحمن هي سورة مريم فقد ذكر الرحمن نفسه 12 مرة, تبعها 7 مرات في الزخرف ثم الفرقان خمس مرات . . وشمل باقي القرآن

 

صفة الرحمن سبحانه  هي الرحمانية الشاملة اوجبت النعم لجميع خلقه دون تمييز بينهم ينعمون بنعيم الرحمن في الدنيا مسخرة لا تميز بين الكافر والمؤمن في خدمتها له واستجابتها لسنن الرحمن في الارض  فامتن عليهم في سورة الرحمن وذكرهم بنعمه التي لا تحصى بدءا بنعمته الكبرى نعمة القرآن العظيم.

الرَّحْمَنُ {الرحمن/1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ {الرحمن/2} خَلَقَ الْإِنسَانَ {الرحمن/3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ {الرحمن/4} الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ {الرحمن/5}

وصفة الرحمن هي المـد والزيادة في مراد عبده في الدنيا سواءا هدى او ضلالة

قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا {مريم/75}وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا {مريم/76}

 

ومد الرحمن بالضلال هو مجرد زيادة التخلي عنه وتركه لمآربه فهذا هو العذاب الذي ستكون نتيجته انه سيصبح عبدا للشيطان. وخاف ابو الانبياء ابراهيم على ابيه لما جاءه العلم بهذه الحقيقة: 

يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا {مريم/43} يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا {مريم/44} يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا {مريم/45}

 

وطبيعيا اذا كانت القاعدة الرحمانية أن يمد الرحمن كلا من الكفار والمؤمنين في مرادهم وما تلهفوا له فإن الرحمن يبين لنا الحكمة في انه لن يمد هؤولاء الكفار غاية المد

 

وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ {الزخرف/33} وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ {الزخرف/34} وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ {الزخرف/35}

 

وعندما يتعدى العبيد  على الله سبحانه وتعالى ويدعون له شريك في ملكه فتغضب له المخلوقات وكأنها معلنة رغبتها في ان تزول وتنتهي على ان تكون مسخرة في خدمة هؤلاء المشركين  فيمسكها الرحمن برحمانيته ويسخرها في خدمة جميع خلقه

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا {مريم/88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا {مريم/89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا {مريم/90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا {مريم/91} وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا {مريم/92} إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا {مريم/93}

 

اما المؤمنون فيعدهم الرحمن فيبسط لهم الود والمحبة في الارض عند جميع البشر

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا {مريم/96}

وهذه هي زيادة الرحمن للمتلهف على الايمان والعمل الصالح في الارض

وهذا مقياس للمؤمن يرى من خلال ود اهل الارض له لرضى الرحمن عنه. وان نظرنا في اسلوب تعاملنا مع اهل الارض ومدى حبهم لنا فاستغفر الله ارى بأنه لو لم يكن ودا ولم يكن شيئا فقد نكون نحن في الطريق للود. ولكن ما اراه بسلوكنا فإن المجعول لنا بغضا في الأرض لأن شركنا والقرآن بين اظهرنا هو جريمة أكبر حيث ان ضلال الأمم كلها معتمد علينا في هدايتهم فنحن من نحمل المنهج ولوثناه بما ليس فيه.

ويوم القيامة هو ملك الرحمن الخالص

وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا {الفرقان/25} الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا {الفرقان/26} وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا {الفرقان/27} يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا {الفرقان/28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا {الفرقان/29} وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا {الفرقان/30}

فهو الرحمن برحمانيته له الملك الخالص يوم القيامة سوف يفصل بين الخلق ولكنه في هذا اليوم سوف يـمد غاية المـد للجميع وفق مراده,  فالذي كان يتلهف للغواية والضلالة فسيمده غاية التمني  فيتخلى عنه ابعد التـخلي حيث انه سيضمه مع شيطانه في نار جهنم ابد الابـدين

وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ {الزخرف/36}وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {الزخرف/37}حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ {الزخرف/38}وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ {الزخرف/39}

 وأما من كان يسعى للهداية والعمل الصالح فإنه سبحانه سيجزيه الغرفة حسنت مستقرا ومقاما

أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا {الفرقان/75}خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا {الفرقان/76}

 

 

الرحيم

الرحيم هي صفة الود في الله الرحمن الرحيم ادخرها لعباده المتقين في رحماته فهي درجات سنتطرق لها في الرحمات بإذن الرحمن. وسيلتها  التوبة والاستغفار مستقرها في أعلى درجات الرحمة.

 

إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ {الطور/28}

 

والحمد لله رب العالمين

اجمالي القراءات 9637

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2010-10-13
مقالات منشورة : 31
اجمالي القراءات : 607,929
تعليقات له : 66
تعليقات عليه : 94
بلد الميلاد : بلد طيب
بلد الاقامة : سائح