الجزء الثالث والأخير من العلاقة بين (( إبراهيم ) و( إسرائيل ) و( وزردش

عثمان محمد علي Ýí 2010-07-22


 الجزء الثالث والأخير من كتاب الدكتور محمد علاء الدين منصور

بين إبراهيم وإسرائيل وزردشت  

علاقات لغوية

المزيد مثل هذا المقال :

(أ ) معنى كلمة ( أهورامزد ):

دعا زردشت إلى عبادة ( آهورامزد ) إله الكون الواحد الحيي المميت المحاسب وقد ذكر هذا العلم فى المعجم البهلوى بصور مختلفة هى : ( هرمزد ) ، ( أورمزد ) ، ( أهورامزدا )e;امزدا ) ، ( مزدا أهورا ) وفسر بأنه مركب من جزئين : ( أهورا ) بمعنى ( السيد ) و(مزدا ) بمعنى العالم ( بكسر اللام ) . ثم استند إلى شرح ( بورداود ) على ( اليشتات ) وهى الجزء الرابع للأبستاق فى أن كلمتى ( أهورا ahura) فى الأبستاق ) و( أسورا asura) فى كتاب البراهمة المقدس ( الويدا ) من أصل واحد هو ( أسو asu ) بمعنى السيد والكبير ، وقد أطلق الهنود كلمة ( أسور ) على كبار آلهتهم . أما كلمة ( مزدا ) فهى فى الأبستاق بمعنى ( الحافظة والذاكرة ) وهى تساوى فى السنسكريتية الأخت الشقيق للفارسية القديمة كلمة ( medhas  ) بمعنى العلم والفهم ، لهذا فلكلمتان تعنيان ( السيد العالم ) [1]والجدير بالذكر أن الأبستاقية لا تكاد تفترق عن الفارسية القديمة أم البهلوية [2]

بناء على هذا التفسير البهلوى فأصل الجزء الأول من هذه الكلمة هو (أهو ) و( أسو ) ولا فرق بين الهاء والسين لأنه يتبدل أحدهما للآخر فى اللغات الهندية الأوروبية [3]والهمزة فى هذا الأصل زائدة بدليل غيابها فى (هرمزد ) و( أورمزد) ، كما أن الضمة الطويلة ( الواو) بآخره ليست أصيلة ، وقد سبقت الهمزة أوائل الكلمات فى اللغات القديمة ، وتحولت الحركات إلى

الحروف الصائتة تدريجا مع تطور بنية الكلمة ، كما هو مشاهد فى اللفظ المصرى القديم ( آمون ) ، فقد كا أصلا ( من ) بكر الميم فأشبعت الكسرة وصار ( مين )[4]ثم سبقته الهمزة فأصبح ( أمين )[5]ثم أنقلبت الياء واوا .

ولعل هذا اللفظ فى بدايته كان ينطق ميما محركة وحسب وقد بقى الأصل ( من ) فى العلمين ( منبتاح ) و( منمحات ) و( منقرع ) . إذن فأصل ( أهو – أسو ) هو ( الهاء ) فى الفارسية الوسطي والفارسية الحديثة أو الإسلامية وأستمرت هذه الهاء بنفس المعنى أصلا لكلمات أخرى تسبقها الهمزة التى تقلب ياء حينا ، ويلحقها الياء التى تقلب واو حينً . ففى لفارية الحديثة (هي ) تعنى الوجود ، وكذلك الهاء والياء الممالة فى الأودية أو الهاء والواو (        ) و( هيى ) بعد إضافة ياء المصدر تعنى ( هستى ) أى الحياة والوجود ، وتفتح الهاء وتكسر فى هذه الكلمة ، و( هَيمَ ) بفتح الأول والثانى تعنى ( أنا حي وموجود )[6]وقد تبدلت هذه الهاء أو السين إلى الخاء [7]وسبقتها الهمزة ، كما نطقت الياء ضمة طويلة أو واوا صائتة فصارت الكلمة فى البهلوية ( أهو ahu ، أسو asu، أخو axu ) أو نطقت الياء واوا صامتة ( كحرف vفى الإنجليزية ) فصارت : ( أخو  axv  ومنها أخويك axvik ) وفسرت الكلمة بأنها ( السيد والحياة والأصل ولوجود والعالم )[8]كم تبدلت  

 

 

السين زايا ولحقتها الياء لتدل على الحية فى كلمة (زى ) الفارسية .

إذن فالأصح أن معنى الكلمة ( أهو ، أزو ، أسو ) هو ( الوجود والحياة ) . كما عاد إلى القول به صاحب المعجم البهلوى آنفا وليس ( السيد واإله ) أو لنقل إن هذا هو معنى الأصل فى بدية الأمر .

هذا الأصل ( أهو ، أسو ، أخو ) الذى استخدم بعد مصدراً فى البهلوية كان يلحقه ما يفيد التملك فى الفارسية القديمة والأبستاقية وما يفيد مبالغة الصفة الفاعلية كشأن غيره من الكلمات . أما الداة الدالة على التملك فى الفارسية القديمة والتي بقيت مستخدمة فى البهلوية والفارسية لحديثة فهى (را) التى تسمى حاليا ( را ) الملكية وتستبدل بالمصدر ( داشتن ) الذى يعنى الملكية . هذه ال(را ) شائعة الاستخدام فى الفارسية الحديثة فيقال (من را ) "لى " و( تورا ) لك و(اورا ) "له " وهكذا .كما يستعاض بها عن كسرة الإضافة التى تفيد الملكية فيقال ( على را كتاب ) أى كتابِ على ) أو ( كتاب على ) .

وقد استخدمت البهلوية أيضا نفس اللفظ (را ( للدلالة على التملك في اسم (زردشت ) الذى يرد أصله إلى ( زرشترا zarathustra) استنادا إلى الابستاقية بمعنى ( ملك الجمل الأصفر أو الهرِم ) [9]

، على أساس أن (زر) تعنى الأصفر و(شتر ) هي الجمل و( را) أداة الملكية  وحذفت إحدى الرائين للتخفيف أو أدغمتا . أما الفارسية القديمة فعلى قلة آثارها المكتوبة فقد ورد بها كلمات استخدمت هذه الكلمة بمعنى التملك مثل (اسبارا) أي مالك الفرس والفارس والتي تحورت إلى (سوار ) في الفارسية الحديثة . كذلك ( افهيا رادى ) التي صارت (اورا ) بمعنى (له ، ملكه) بعد حذف اللاحقة )  

(دي ) المستخدمة قديما مع ( افهيا + را ) [10]وهذا يعنى أن استخدام هذه الأداة مع الضمائر في الفارسية الحديثة كان معمولا به في الفارسية القديمة . كذلك يمكن على ضوء هذه الكلمة واستخدامها أن نفهم المعنى الصحيح للفظ الفارسي الهندي ( ميهرا – ميثرا ) بمعنى ( آدم ) . فقد عد صاحب المعجم البهلوى استنادا إلى ( البندهشن ) الذى ألف في العصر الساسانى خلال القرن لثالث الميلادي يشرح تصور الأبستاق لتريخ الخلق أن ( ميهرا ) أو ( مشيه ) أول رجل ظهر في صورة نبات ( ببروج الصنم ) أو " البشر النباتي " من نطفة ( كيومرت ) أول البشر [11]والمعنى الأصح عندنا أن الكلمة مكونة من جزئين هما : ( ماه meh) بمعنى ( الماء ) في قوله تعالى : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) [12]أي الماء الكوني أصل الحياة وهذا اللفظ القديم جاء منه هذه الألفاظ البهلوية التي تفيد الحياة ( مات : مادة – ماتر ، مادر : الأم – ماتك : الأنثى والجوهر والعنصر الأول  ) [13]  والجزء الثاني هو ( را ) التي أفادت التملك في الفارسية القديمة ، ومعنى كلمة ( ميهرا ) إذن ( الحي ، صاحب الحياة ) صفة لآدم المخلوق . 

الخلاصة أن ( را ) لحقت الكلمة ( أهو – أسو ) التي تعنى الوجود والحياة لكي يصبح المعنى الصحيح للفظ ( أهورا ) و ( أسورا ) : ( مالك الوجود ، مالك الملك ، أو الله تعالى ) وهو نفس ما وصف الله تعالى به ألوهيته في الكتب المنزلة ولابد أن يكون نفس الوصف قد أنزل على زردشت ) بفرض صدق دعوته .

 

أما لاحقة المبالغة في الصفات الفاعلية في الفارسية القديمة فهي الفتحة الطويلة – كما سيلي – التى بقيت مستخدمة في الفارسية الحديثة كلاحقة للصفة المشبهة باسم الفاعل التى يراد بها صفات الخالق دون الخلق مثل ( دانا : عليم – توانا : قدير – بينا : بصير ، شنوا : سميع ) وأصل هذه الصفات ( دان ، توان ، بين ، شنو ) ثم لحقتها الفتحة الطويلة لاحقة الصفة المشبهة .

 

وقد ظهرت هذه الفتحة الطويلة بآخر الألفاظ البهلوية التى ورثتها البهلوية عن الأبستاقية فى صفات الله : ( مزدا ) و( يزدا ) : فى ( يزداكرت أي خلق الله ) [14]و( يسنا ) و ( أيسا ) و ( يها ) [15]. ولكى نقف على هذه الأداة واستخدامها نحلل هذا النص المنقول عن ( بايلى ) والنسوب إلى زردشت  ( فى الجاثات ) أقدم أجزاء الأبستاق ، يقول بايلى :

 

والأبيات التالية مقتبسة من مجموعة من المنظومات تنسب إلى زردشت نفسه :

 

" إنني أسألك فأجبني بحق يا أهورا : من ذلك الصانع المبدع الذى خلق النور والظلمة ؟ ومن ذلك الصانع المبدع الذى خلق النوم واليقظة ؟ من الذى خلق الفجر والظهر والليل ، تلك التى جعلت الرجل العاقل يتفكر فى صنعه [16]؟ "

 

فى السطر الأول :

tat            ( تات ) : كما يبدو من ترجمة بايلى فتعنى             ( ذلك ) فى حالة المفعول أو ( آنرا ) فى الفارسية الحديثة .

Owa         ( ثوا ) : وتتعلق بالكلمة التالية وتعنى ( ازتوا ) فى الفارسية الحديثة بمعنى ( مِنْكَ ) .

P  rasaa      ( برسا ) : تحولت منها الكلمة البهلوية ( أفراس afras ( [17]

 ) بمعنى السؤال والأستفهام وهى ( برس ) فى الفارسية الحديثة وهى أقرب إلى الأصل من الكلمة البهلوية . وقد أشار ( بايلى ) إلى هذه الكلمة ومعناها فى تعقيبه الموجز على النص [18]

 

Aras( ارش ) : واضح أنها تعنى فى الفارسية الحديثة ( راست ) أى بحق أو بصدق .

 

Moi            (موى ) : تساوى ( مرا ) فى الفارسية الحديثة أو ضمير المتكلم المفرد فى المفعول على ما يقتضى المعنى والمبنى .

Vaoca  ( فوجهَ) : هذه الكلمة الأبستاقية تحرفت الآن إلى ( واج ) فى الفارسية الحديثة أمر ( كفتن ) أى ( قل ) أمر القول والكلمة  

 

( واج ) تكتب أيضا ( بات )[19]وتساوى فى الأوردية ( بات ) بمعنى الكلام والقول أيضا . ويمكن ترجمة السطر إلى الفارسية الحديثة بما يلى : ( آن ازتوبرسم ، ، مرا راست بكوى آهورا ) .

Ahura  ( اهورا ) : فى هذا العلم أثبت النص (را ) التى تفيد المالكية كما ذهبنا .

السطر الثاني :

Ka ( كه ) : ( كه ) فى الفارسية الحديثة أى ضمير الأستفهام ( من ) .

Hvapa ( هوابا ) : ترجمها بايلى بدون تحليل كما ورد ( الصانع المبدع ) لكنها ترجمة غير دقيقة لأن الكلمة مكونة من ثلاثة أجزاء : -

  • hv ( هَوْ )  : بالواو الصامتة المنطوقة هى ( hu ) إذا كانت الواو صائتة وضمة طويلة والتى بقيت مستخدمة فى البهلوية بمعنى ( خوب ) فى الفارسية الحديثة أى ( الحسن الجميل ) . وقد توسعت البهلوية فى تركيب ( hu ) مع كلمات أخرى مثل ( هو آموخت ) أى ( الحسن التعليم ) و( هوبخت ) أى الحسن الدين ( هوجشم ) الجميل العينين ، ( هو جيهر ) الجميل الوجه[20]
  • Ap  ( أب ) أصل المصدر البهلوى ( آبورتن ) و( آوردن ) و (آفريتن ) بمعنى الخلق والصنع والإتيان ومنه هذه الألفاظ 

 

( آبوراك : الخالق ، ( آبوريشن : الخلق ) ( آبورتار : الخالق )[21]أو الأصح : مالك الخلق لأن الراء الأخيرة مخفف " را " أداة الملكية على الأغلب ) .

  • a ( - الفتح الطويل ) ك وهذه بيت القصيدة لابد أنها تفيد مبالغة الصفة الفاعلية كما يوجد المعنى وتقتضى ترجمة ( بايلى ) . إذن ( أبا apa ) تعنى ( الخلاق ) أو الصفة المشبهة باسم الفاعل والتى صارت فى الفارسية الحديثة ( آورا ) وإن كانت غير مستخدمة . وقد ظلت هذه اللاحقة مشهورة فى ( ابستا ) ، ( اوستا ) – ( أو ( الابستاق ) – الشائعة لأن أصل هذه الكلمة لابد أن يكون ( ابا + ستا ) و ( آبستا ) بفتح الباء المثلثة بمعنى ( عبادة الخلاق ) . وألفاظ ( ستا – يشت – يست – يزك – يزت ) فى البهلوية والفارسية الحديثة أيضا بمعنى العبادة [22]

ويلاحظ الإبدال فى هذه الألفاظ الواحدة بين السين والشين والزاى ثم التاء والكاف . كما أن الصفة الإلهية ( apa) هنا تساوى صفته القرآنية ( البارى ) فى قوله تعالى ( هو الله الخالق البارىء المصور ) [23]إذن المعنى الأدق لكلمة ( hvapa) : الجميل الصنع ، الحسن الخلق ، المحسن التصوير ) كما يؤديده ويؤيد بالتالى هذا النص المنسوب إلى زردشت قوله تعالى يصف ألوهيته ( الذى أحسن كل شىء خلقه ) [24]وقوله ( وصوركم فأحسن صوركم ) [25]  

 

Raoca( رؤجه – رؤجا ) هى (روز ) فى الفارسية الحديثة بمعنى ( اليوم ) كما ذكر بابلى وفى البلوخيه (roc) .

Ca ( جهَ ) لم يشر إليها بايلى وقد وردت بالسطر الأول .. وواضح أنها علامة التساوى الأبستاقية وتساوى فى الفارسية ( جه ...جه ) .

 

Dat    ( دات ) : ذهب بايلى إلى أن معناها ( يخلق ) وبقيت فى ( نهادن ) بمعنى ( يضع ) والأصح أنها تحولت إلى (ساز ) أصل المصدر ( سختن – ساختن ) البهلوى بمعنى الخلق والصنع [26]وكذلك فى الفارسية الحديثة .

 

Tamas( تيماس ) : تحولت إلى ( توم ) و ( ثم ) و( توميك ) و( تمك ) بفتح فكسر فى البهلوية بمعنى الظلمة [27]

ونكتفى من النص بالسطر الثالث وفيه هاتان الكلمتان الجديدتان :

Xvafnam( خوافنم ) : أى ( خواب ) فى البهلوية والفارسية الحديثة بمعنى النوم [28].

 

Zaema ( زيمه ) : منها الصفة البهلوية ( زناوند zenavand ) بمعنى المتيقظ  والمفيق والذكي وأصلها الأبستاقى (zaenahvant )[29].

 

والخلاصة من كل ما سبق أن (a) وهى الفتح الطويل الذى يكتب فى الفارسية الحديثة ألفا وهاء صامتة مفتوحا ما قبلها فتحة تقرب إلى الطول كانت ولا تزال تلحق المصدر القديم أو المادة الأصلية للمصادر الحديثة لتفيد الصفة المشبهة باسم الفاعل أو صفات المبالغة فى العربية .

وبناء على هذا فالمعنى الأدق لكلمة (مزدا ) بدورها هو ( المحيى والحي) صفة لله الخالق ، باعتبار أن (مزد ) أصلها ( ماه ) بمعنى الحياة كما سبق ، أما قول شراح الأبستاق أن أصلها ( مدها ) السنسكريتية وتعنى العلم والحافظة فنرى أن هذا أشتقاق آخر يقابله اللفظ المصري القديم (مَعَتْ) أو ( محات ) أو ( بتاح ) بمعنى ( الفتاح ) اللفظ القرآني أى ( العليم ) كما فى صفة الله تعالى فى القرآن ( الفتاح العليم ) ، ولفظ (مِنًبَتاح ومِنْمَحات ) بمعنى واحد هو ( أمون العليم ) .

 

كذلك الألفاظ ( يسنا والأصح يسا ) و(ايسا ) و(يها ) فتعنى الموجد والخلاّق والصنَاَّع لأن الأجزاء الأولى من هذه الألفاظ ( يس ، ايس ، يه ) هى ( الهاء والسين ) بمعنى الوجود كما سلف سبقتها الياء المنقلبة عن الهمزة أو هما معا .

 

أما لماذا تحول معنى الخلق والإحياء والإيجاد من الله تعالى إلى الموجودات أو الأحياء والمخلوقات فهذا مرده إلى الناس عن عبادة الله الخالق المالك إلى ما كانوا يعبده أسلافهم الآريون – قبل انفصال الإيرانيين عن الهنود وظهور زردشت – من العناصر الكونية ، لذلك حلت المخلوقات فى العبادة والصفات محل الخالق وصار أسم الوجود والحياة : ( يهان ) و ( جهان ) و ( كهان ) و(كيهان ) و (كَيهان ) و(كخون –كهن ) بمعنى القديم ( صفة الله تعالى أصلا ) و(آخو ) و(آهو ) و(ستى)[30].كما أشتقت ألفاظ العناصر من صفات الخالق بعد ردة القوم عن عبادته ، فالكلمات (آب ) بمعنى الماء و(باد ) الريح و( آفتاب ) الشمس و(ماه) القمر من اسمه تعالى (ابا) و، (خور ،هور ) الشمس و(اختر ) النجم 

 

و( آذر ) النار و (كياه ) النبات و( كرد ) لترب و( كردون ) الفلك من ( اسو ، اخو ، كيو ) . كما أن (زمين – سمان – آسمان ) بمعنى لأرض والسماء هى أصلا صفة الله الخلاق الموجود ( اسو asv) بالوو لصامتة – والتى هى أصلا واو صائتة – تقلب إلى ميم ثم علامة الصفة المشبهة باسم الفاعل ( لفتح الطويل ) . أما لنون فالأغلب أنها زائدة بدليل سقوطها من (زمى ) بمعنى (زمين ) أو الأرض[31]نفس الردة عن عبدة الله الواحد نصادفها فى عقيدة النس أو الإيرانيين فى وحدانية الله ، فقد عاد إليهم مخوفهم القديمة من آلهة الشر الآرية التى كانوا يلجأون إلى التقرب إليها وعبادتها لتجنب شرورها . فتضخم لديهم مكنة الشيطان تدريجا حتى غدا معبودا لهم يغالب الله وإن كن مصيره فى النهاية الهزيمة والفناء .

 

والدليل على ذلك أن كلمة ( آهريمن ) أصلها ( انكره مينيو) و( كناك مينوك ) ويفسر عادة ( بالقوة لسماوية ك مينوك ) ( الشريرة الخبيثة ك كناك – انكره ) . ولو تأملنا قليلا للفظ ( كناك ) يظهر أنه بدورة يتكون من جزئين : ( كن +اك ) الأول أرى أن معنه الجرم والأثم ) وليس ( الشر ) ومنه ( كناه ) التى تعنى وتماثل (جناح ) و (جرم) و( جنف ) فى القرآن و (جناية ) فى العربية . وو(اك ) لاحقة نسب واتصف كم فى البهلوية والفارسية الحديثة والكلمة كله تعنى ( الجانف المجرم ) أو ( الرجيم ) صفة الشيطان فى القرآن الكريم ( قال فاخرج منها فإنك رجيم )[32] 

 

(ب) معنى (زُرَدُشْت) و (إسرائيل ) و(إبراهيم ):

أصبح معنى هذه الأعلام وضحا بعد التحليل اللغوي للفظ ( أهورا – أسورا ) الذى يعنى ( ملك )[33]وعليه فأصل كلمة (زردشت ) هو ( أسورادوشت ) بمعنى خليل ملك الخلق او خليل الله[34]. ولفظ (دوست ) يعنى لخليل ولمحب والصديق فى البهلوية والفارسية الحديثة ، وقد استخدمته البهلوية كثيراً لاحقاً بكلمات أخرى ليكون معها صفات مركبة مثل ( مرت دوست ) أى محب الإنسانية ، ( يزدان دوست ) خليل الله التى ترادف ( أسوارادوست ) .

ونفس المعنى نجده للفظ ( إسرائيل ) الذى يتكون من ( اسورا ) أى مالك الوجود أو الله تعالى و(يل ) التى تعنى فى الفارسية الحديثة والتركية ( المحب والمطيع)[35]وأصلها البهلوى المادة ( كر ) بكسر أولها وهى أصل المصدر ( كراييدن ) بمعنى ( الحب والميل ) والكف لفارسية تقلب فى البهلوية والفارسية الحديثة همزة كما فى ( كين – آينه ) بمعنى المرآة ولزجاج و(كومختن –آميختن ) أى الأمتزاج [36]وبين اللام والراء إبدل أيضا كما فى  

( سوارخ – سولاخ ) أى لثقب . وعليه فإن ( إسرائيل ) تعنى نفس معنى ( زردشت ) أى خليل الله أى من يحبه الله ويحب الله ، لأن الأصل البهلوى (كر ) يعنى الحب والميل بإطلاق أى من الطرفين .

 

ولم يذكر لقرآن الكريم نبيا بأنه خليل الله صراحة إلا إبراهيم عليه السلام فى قوله تعالى (واتخذ الله إبراهيم خليلا )[37]أما م ذهب إليه شراح الأبستاق من أن معنى ( زردشت ) ( مالك لجمل الأصفر أو الأحمر أو الهرم )فهذا لا يبين خطأ التفسير وحسب بل يدل على أنه وضع بعد موت (زردشت ) بعهود بعيدة طويلة . وكان الأحرى بواضعي هذا التفسير أن يذهبوا مذهبا يرفع من شأن نبيهم وهو أنه خليل الله لا صفة ليس له فيها ناقة ولاجمل .

 

كما أن المؤرخ العربى ابن الأثير تابع هذا التفسير بعد ادعاه للرسول الخاتم حين يذكر أن بكتاب ( زردشت ) نص : ( تمسكوا بما جئتكم به إلى أن يجيئكم صاحب الجمل الأحمر ) يعنى محمداً عليه السلام ويذهب إلى أن هذه الجملة كانت من جملة الأسباب الموجبة لغزو بلاد العرب أيام شابور ذي الأكتاف [38]. والحق أن ( محمد ) و (زردشت ) أو ( إسرائيل ) أعلا مكانة عند الله من أن يوصفا بصفة كهذه بل بصفة تجمع بينهما وهى محبة الله وخليله أو (زردشت ) و(إسرائيل ) . ويحسن أن نلفت النظر إلى أن كلمة (ايل) مذكورة بنفس المعنى فى القرآن مع شىء من القلب والإبدال فهي (ألف ) فى قوله تعالى : ( إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا ) [39]وهى (أهل ) فى قوله تعالى( وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ) [40]

أى أكثرهم طاعة وحبا لها – وهى (ولى ) فى قوله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) [41]. وهى أخيرا كلمة ( خل ) أى الخليل[42].

 أما معنى (إبراهيم ) فهو نفس معنى (زردشت ) و(إسرائيل ) . فهذا اللفظ مكون من (آب ) أى الخلق والصنع والخليقة و(را ) أى مالك و(آبرا ) تعنى مالك الخلق أو الله تعالى . ثم ( هيم ) أو (خيم ) وأصلها القديم (أخو axv) بمعنى الميل والإدارة والحب فى البهلوية . إذن ( إبراهيم ) هى (زردشت ) و( إسرائيل ) وتعنى الكلمات الثلاث ( خليل الله ) . واستخدمت البهلوية أيضا التركيب (يزدان خم ) بكسر الخاء أى (إبراهيم ) [43]

وهكذا فإن اللغة الفارسية قديمها ووسيطها والأبستاقية تكذب التوراة ، فضلا عن القرآن الكريم ، فى ادعاء (إسرائيل ) ليعقوب دون إبراهيم ، كما أنها تتفق مع القرآن الكريم فى تفسير هذه الكلمات الثلاث (زردشت ) و(إسرائيل ) و(إبراهيم ) وكلها تعنى ( خليل الله ) ، كما تثبت أن (إبراهيم ) ليس سامي اللسان والأصل والمولد والموطن . 

ومن هنا نفهم المعنى الصحيح لكلمة (عبراني ) أيضا فهي ليست سامية توراتية من الجذر الثلاثى العبرى المقابل للعربى (عبر ) بل هى التحريف السامي للكلمة الفارسية (ابراك ) أى ( المتأله ، الإلهي ، المنسوب إلى مالك الملك) . وعلامة النسب والفاعلية فى الفارسية بعامة هى (اك) أو (وك) أو 

 

(يك) ، ثم حذفت الكاف وبقيت ياء النسب فى عهد متأخر للغة البهلوية .

ومن أمثال استخدام البهلوية لهذه اللاحقة : ( كوياك ) أى (ناطق ) نسبة إلى (كوى) وفى الفارسية الحديثة (مغاك ) أى مغارة نسبة إلى (مع ) أى (حفرة ) . وفى البهلوية (اهرموك ) نسبة إلى (اهريمن ) و(زنديك ) المعربة (زنديق) أى الزندى نسبة إلى الزند[44]وقد وردت هذه الصفة المنسوبة لإبراهيم فأطلقت عليه التوراة من حيث لا تدرى ( آبرام العبرانى )[45]ولا يزال دارسوا العبرية فى جدال حول أصل هذه التسمية [46]وليس من حق هذه التوراة أن تنسب بشرا ولو كان رسولا إلى الله تعالى أو لصفة من صفاته أو تصفه بصفات فلا يقول أن (فلانا إلهى أو متأله ) بالنحو الذى يروج فى الفارسية وأهلها اليوم ، فيسمى أحدهم (ايزدى) مثلا أى (الإلهى – المتأله ) و(رحمانى ) و(إلهى ) و(ربانى) وغير ذلك .

 

ومن الميسور أيضا فهم معانى أسماء بنى إسرائيل أو آل إبراهيم فى ضوء الأبستاقية والفارسية القديمة والبهلوية فاللفظ (إسحاق ) مكون من (ايسا) أى الخلاق تعالى ( أصلا : السين ولاحقة مبالغة الصفة) ثم (هج) بمعنى العطاء والوهب ومنها المصدر البهلوى (هيجدون) وفى لغة الزند والبازند الأمر (هيجيد ) بمعنى (أعطوا، امنحوا)[47]وبعد أن خففت هاؤه وإشباع جيمه صار (داتن) أيضا فى البهلوية و(دادن) فى الفارسية الحديثة . وهو نفس المادة القرآنية (أدى) فى قوله تعالى (فليؤدالذىأؤتمن أمانته)[48]وقد صدق القرآن هذا التفسير حين ذكر أن الله تعالى (وهب ) إبراهيم من رحمته (إسحاق ) فى أربع آيات[49]وقد استخدمت

البهلوية ما يماثل هذا التركيب كما فى ( بكدات ) أي بغداد ) أي عطاء الله [50]

أما ( يعقوب ) فلفظه مركب (يها) التى تساوى (ايسا) والمادة الفارسية القديمة المستخدمة فى البهلوية (كوف) أى الكلام والقول ، والمصدر البهلوى (كوفتن )[51]والحديث (كفتن ) منها ، فيبقى معنى ( يعقوب)كلمة الله ) . ولا تزال المادة (كو) مستخدمة حتى الآن وتنطق واوها حينا ولا تنطق فيقال (كوش) بضم فكسر و(كويش) وقد سمى القرآن المسيح (كلمة من الله ) ويحيى ( مصدقا بكلمة من الله )[52].

 

أما (إسماعيل ) فلفظ مركب من ثلاثة أجزاء : الأول (اسم ) بمعنى العلم والكلام ، والكلمات البهلوية والفارسية الحديثة : (زم)و(جام) و (جام)و(جم) وكذلك المصادر (زمنيتن) و(جاميتن)و(آزموتن) بمعنى الهدى والهداية والخبرة والكلام والشعر والمعنى[53]. وفى البرهان (آسيم : بلغة الزند والبازند الأستاذ الرفيع المرتبة العظيم عندهم )[54]والجزء الثانى من الفتح لطويل علامة مبالغة الأتصف . و (اسما) تعنى العليم والعلامة صفة الله تعلى . و (عيل) هى (ايل) أى لمحب ولمحبوب . (إسماعيل) أى المحب المطيع للعليم والمرضى عنه من ربه العليم كما قال فيه القرآن (وكان عند مرضيا)[55]

 

ووصف القرآن الصريح إسماعيل بالعلم من حيث أنه مرضى عنه من 

 

العليم تعالى يؤكد دالته ويكذب افتراء التوراة عليه . ولجدير بالذكر أن كلمة (اسم) فى القرآن تعنى (الكلمة) و(العلم) و(الوحي) فى قوله تعالى)وذروا الذين يلحدون فى أسمائه) و[56]وقوله (إنه من سليمان وأنه بم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتونى مسلمين)[57]أى بناءً عن وحى الله ورسالته لى آمركم ألا تعلوا على وأن تسلموا لله ولى ، وقوله :( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين )[58]أى بناء على علم الله ووحيه لى أحمدوا الله رب العالمين .

 

(ج) معنى (يهوه)و(ادوناى)و(شداى)

أتضح أن الأعلام (إبراهيم) و(إسرائيل) و(إسماعيل )و(إسحاق ) و(يعقوب ) ألفظ فارسية قديمة بعد تحليلها للغوى وليست سامية أو عبرية ، ووجود العين والحاء فى الأعلام لثلاثة الأخيرة والتى لا توجد فى اللغات الآرية ومنها الفارسية ويغنى عنها لهمزة والهاء لا يقدح فى أصولها الآرية ،بل مرجع ذلك أن القرآن الكريم المنزل إلى قوم من الساميين بدّل هذين الحرفين إلى آخَرَيْن حلقَييْن قريَيبَّى المخرج منهما ليوحى لنا بالتطور لحتمية والمتزايد لطرق لتعبير البشرى بدليل وجود كل حروف الحلق هذه فى لغة واحدة سامية ( العربية ) رغم أن بعضها يمكن أن يغنى عن الأخر. واتضح أيضا أن هذه الألفاظ المركبة من ثلاثة أجزاء تنتمي إلى مرحلة مبكرة من التعبير اللغوي الإنساني حين كان يعتمد اتساع التعبير وزيادة الألفاظ على تركيب وضم لأكثر من لفظة لتكوين مفردات جديدة تعنى معانى أجزائها مجتمعة بالنحو الرائج فى اللغات الآرية . ثم تلت مرحلة أكمل وهى الاشتقاق فى تطوير التعبير بتغيير بسيط فى بنية المادة أو اللفظه الواحدة على النحو

 

الذى يشيع فى اللغات لسامية فتظهر مفردات ودلالات جديدة[59]كما أتضح كذلك سذاجة واضعي التوراة فوق كذبهم فى تفسيرهم هذه الأعلام.فمن تفسيراتهم ما يوضح فكرهم الاستعماري كتفسير (إبراهيم)بأنه أبو جمهور من الناس له أن يتملك من يشاء وما يشاء [60]. ومنها ما يثير الضحك كتفسيراتهم (إسحاق ) على أنه من الضحك . ومنها ما يثير الاشمئزاز كتفسيرهم

(إسرائيل ) الذى يحبه ربه ويحب ربه إلى من يصارعه ربه

ويصارع ربه ، ومنها ما لا يفيد غير تعاقب الاستعمارية والعنصرية ولا يؤدى إلى معنى ديني عظيم كتفسيرهم ( يعقوب)و(إسماعيل ) .

 

ومما يثير العجب عدم معرفة اليهود الأكيدة بمعنى اسمهم (اليهود ) وأسم إلههم (يهوه) أو (ادوناى) أو (الشداد) وذلك لاعتمادهم أن أصل هذه الألفاظ عبري وسامي وحسب . ويحار الدارسون فى هذه المسألة ومنهم (سهيل ديب ) الذى يشرح ما قيل فى أسماء (الإله ) فى التوراة وانقل عنه ما قال :( وزيادة فى التعقيد قام أحد المؤلفين التوراتيين فاستخدم تسمية جديدة لا تمت إلى هذا (يقصد يهوه ) وذاك ( يقصد إيلوهيم ) بصلة فزاد البلبة ارتباكا (قال موسى لله.. فإذا قالوا ما اسمه فلماذا أقول لهم فقال الله لموسى (أَهْيَه إشِر أَهَْيَه) وقال هكذا تقول لبنى إسرائيل (أهيه أرسلنى إليكم ) (الخروج 14ك13ك3) ، وبعد قليل عاد ليقول لموسى (أنا الذى تجليت لإبراهيم ولإسحاق ويعقوب قادرا على كل شىء وأما اسمى يهوه                                                                                               

 

 فلم أعلنه لهم ) " الخروج 3،6 وبديهي أن عبارة بهذه الغرابة والصعوبة لابد وأن توقع مترجمها فى مأزق ليس من السهل الخروج منه ، ففي النص العربى الصادر عن المطبعة الكاثوليكية وهو النص المقبول كنسيا بالعربية لدى الكاثوليك من المسيحيين نجد هذه العبارة (....أنا هو الكائن وقال كذا قل لبنى إسرائيل الكائن أرسلنى إليكم ..) بينما فى الطبعة البروتستانتية العربية نجد هذه العبارة ( أهيه الذى أهيه وقال هكذا تقول لبنى إسرائيل أهيه أرسلنى إليكم ..) وفى الترجمة الفرنسية من الكتاب المقدس الصادرة عن (ALLIANCE BIBLIQUE UNIVERSELLE)وهى المتعمد لدى طوائف البروتستانت نجد ما يلى :

DIEU DIT A MOISE : JE SUIS CELUI QUI CUIS ET IL AJOUTA: CEST AINSI QUE TU REPONDRA ( CELUI QUI SAPPELLE ) " JESUIS" MA envoye vers vous…. Dieu dit encore a moise..lEteernal , le de vos peres ..m,a envoye  vers vous..)

وكلمة ( eternal) فى هذا المضمون معناها الأزلي أو السرمدي ولانجدها فى النص العبرى الذى يقول فقط ما ترجمته : ( وقال الله لموسى ثانية كذا تقول لبنى إسرائيل إله آبائكم ..بعثني إليكم ) .وتسترسل هذه الترجمة الفرنسية لتطلق اسم (eternal) على يهوه حيثما ذكر هذا الاسم ، ويفسر المترجم الفرنسي استخدام هذه الكلمة هكذا : (إن الاسم الذى ترجم إلى عبارة الكائن الأزلي يظهر وكأنه صيغة تعادل صيغة الغائب من فعل كان ) وهى تشبه تفسير الدكتور أنيس فريحة العالم المختص باللغات السامية إذا يقول إن كلمة يهوه هى (اسم الإله وهو فعل مضارع من هوى بمعنى كان وحدث فيكون معنى الاسم الكائن )(دراسات فى التاريخ ص 179) . والشبه بين لفظي (etra) و( etemel) على

 الرغم من اشتقاقها من مصدرين مختلفين :(eternal) من (tenalis aseternitas, ae-) و(etre) من (essere) أعطى المترجم الفرنسي مخرجا أنيقا لم يتوفر فى معظم اللغات الأخرى . أما اللغة الإنكليزية بالنص المعروف تحت اسم (ترجمة الملك جيمس ) ( king janes version ,16II) فنجد الترجمة التالية :

''Andgod sad unto MOSES,IAM THAT IAM, and he said , shalt thou say unto the children of ISSAEL1 , IAM hath sent me unto you ."

وهكذا فإننا نجد أن المشكلة هى نفسها بالنسبة لمعظم اللغات إن لم نقل كلها ، وكلها على ما نعلم أخذت ترجمتها من النص اليوناني السبعيني الذى هو أيضا وقع بنفس الإشكال ولا شك ، لكن ما ذا عن العبرية ولماذا حرم اليهود النطق بأسم الإله ؟ بالنسبة لليهود البدائيين فى عهد موسى (الإشكال ) كان بسيطا وصعباً بنفس الوقت : فبالإضافة الى تعدد التسميات وكل منها له أتباعه والمتحمسون له أصبح الإشكال مجرد أحجية يصعب لإيجاد حل لها ، إذا قال موسى للعبرانيين كما طلب منه ربه ذلك (أنا ) أرسلنى أليك يكون قد أعطى تصريحا متضاربا يخلق إشكالا على سامعية وهم من الرعاة البسطاء ذوى الأفق المحدود جداً ، أما إذا قال ( هو ) أرسلنى أليكم يكون قد أعطى تصريحا صادقا وكانيا بنفس الوقت ، فأن ( هو ) ( أى اله موسى والذى لا يعرف موسى أسمه طالما يقول عن نفسه (أنا )فقط ) قد أرسله وموسى أذا صادق بتصريحه ، لكنه يكون قد كذب بنفس الوقت إذا إن تعليمات ربه كانت صريحه ( أنا من أنا قل لهم إن (أنا ) أرسلنى فأسمه (أنا ) وليس (هو) ...وهى حلقه مفرغه ولا سبيل للخلاص منها إلا بذكر الاسم الصحيح لكن ما هو الاسم الصحيح : أهو إيل أو إيلوهيم أدوناى أو يهوه ؟؟؟

لا نعرف أسمه لا سيما وأن الإله الذى تجلى لموسى عاد بعد قليل وقال ( أنا الذى تجليت لإبراهيم واسحاق ويعقوب إلها قادرا على كل شىء وأما

أسمى يهوه فلم أعلنه لهم . الخروج3:6) والعبارة التى ترجمت الى ( إله قادر ) هى بالاساس إحدى تسميات الإله العبرى المختلفة التى لم يتفق على معناها وهى ( الشداى ) أو ( أيل شداى ) لا أحد يعلم علم اليقين ، وقد أتى ذكرها مرتين فى العهد القديم وجرى العرف على ترجمتها الى ( إله قادر ) نقلا عن الترجمة السبعينية ( أعتقادا من المترجم انها من مصدر شدً ، قوة وقدرة ) ، والمرة الاولى فى سفر التكوين: ( بعد أن يستقيم النص ) ولما كان إبرا أبن تسع وتسعين سنه تجلى له الرب وقال له أنا الشداى أسلك أمامى وكن كاملاً ) ، والمرة الثانية فى النص السابق ( خروج 6 :3) الذى يصبح بعد أن يستقيم ( أنا الذى تجليت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب ( تحت أسم ) الشداى وأما ما أسمى يهوه فلم أعلنه له ) فماذا يقول موسى بهذه الحالة : أهيه أم يهوه أم شداى ؟ )[61]....

 

لكن الحيرة لا تلبث أن نزول أذى أخرجنا هذه الأعلام عن دائرة اللغات السامية لأن ( يهوه ) تعريف لصفة الله تعالى ( يها ) أى الخلاق واذا رعينا أن نطق الفتح الطويل فى الفارسية بعامة ( واو) أو ضمة طويلة لكان النطق الصحيح لهذا الأسم ( يهوه) هو (يهو) أو (يها ) فى الأصل . أما أهيا فتحريف أخر للفظ (يها ) هذا اللفظ الذى تتبدل ياءه أحيانا جيما كشأن ( يم – حِم: حِمشيد- يوان – جوان : شاب ) فى البهلوية . والبهلوية تستخدم اللاحقة ( وحِِ-لور ) للنسب كما فى الكلمة ( ابر ) يعنى العالي المتفوق والنسبة منها أبروح ( apar vcc)و )ابروز aparoz)

التى انقلبت الى ( برويز ) و (فيروز ) أى المنتصر .هذه الاحقة حين تلحق بالصفة (يها ) صارت (يهاوج) و ( يهاوز ) التى تنطق فى العربية (يهوتش) و ( يهوذ ) 

 

وتعنى (المتأله- المنتسب إلى الله )[62]

وانقلاب الجيم الى دال أمر شائع فى اللغات الآرية والسامية على السواء . وهذا هو أصل كلمة (يهود)و(يهوذا) و(جهود)فى الفارسية الحديثة و(يهوت) كما ذكرت أيضا فى البهلوية . ونعيد التنبيه إلى أن النسب إلى لفظ الجلاله أو لصفة من صفاته أمر مرفوض إسلاما.

وقد كذب القرآن واضعي التوراة حين جعلوا (إبراهيم )يهوديا أو (متألها) ووثنا وكذب أيضا واضعى الإنجيل حين وصفوه بأنه (نصراني ) وأصل هذة التسمية أيضا بهلوى هو "أسوراك" أى المتأله[63]وفى قوله تعالى (ماكان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين )[64]فاليهودية بهذا المنطق والنصرانية شرك لفظا ومضمونا . هذا فيما نرى تفسير كلمة (يهود) و(يهوذا) ، ولم يطلق التسمية (يهود) على اليهود غير الإيرانيين على عهدقورش)بعد عودتهم من السبي البابلي على يده فى القرن السادس الميلاد والذى أفاد اليهود على عهده من الفكر الزردشتى خاصة فكرة القيامة والبعث وظهور المهدي آخر الزمان[65]وبدهى أن معاونة قورش لليهود لم تكن لدوافع سياسية وحسب بل لابد من اعتبار البواعث الدينية التى حثته لنصرة قوم فى الغرب يؤمنون بنبوة  

 

زردشت (إبراهيم )إذ ذاك ويدينون بالواحدانية التى تدعوا لها ويعتقدون فى نبوة أبنائه وهم أعلام فارسية الأصل . كما لم يتقبل اليهود الفكر الزردشتى مجاملة لقورش ولكن لاتصال الفكر اليهودى بذاك الفكر اتصال الفرع بالأصل ولذلك نهلوا منه وأكملوا به مارأوه ناقصا فى اليهودية .

 

أما التسمية (أدوناى) فما هى إلا تحريف تم فى الفارسية القديمة أو لدى اليهود بعد لاسم الله الأبستاقى (ازوراى) والراء تتبدل إلى نون كما فى (خورسند) و(هونسند) وتميل الفارسية بعامة إلى إلحاق الياء بآخر الكلمة المنتهية بالفتح الطويل مثل (خوتاى-خداى) . وينبغى أن ترد التسمية الثالثة (شداى)[66]

بالقياس إلى أصل أبستاقى هو (است أوست بمعنى الوجود الخلق ثم لاحقه مبالغة الفاعلية ) بمعنى (يها ،يسا)أى الخلاق ، ومعروف أن السين تتبدل إلى شين والعكس صحيح فضلا عن حذف الهمزة غير الأصلية تخفيفا .

 

ويزول عجب سهيل ديب أمام تشابه لفظى (etr) و(eternal) إذا كان يعلم شيئا عن اللغة الفارسية فيقطع بأنها من مصدر قديم فارسى أو أبستاقى واحد هو (أسور –أتورا) بمعنى الخلاق [67]

الذى عاد ليطلق على  

 

الكون والوجود بعد عبادة القوم له وردتهم عن عبادة الخالق سبحانه لما نسوا الوحدانية بعد إبراهيم .

ولأن الفرنسية واللغات الأوربية من اللغات الآرية أقرب إلى هذا الأصل الأبستاقى أو الفارسى القديم من اللغات السامية لهذا لم يجد المترجم الفرنسي صعوبة عند ترجمة (يهوه) بمعنى (الكائن ) و(الأزلى ) . وهذا الأصل الأبستاقى بهذا المعنى المحرف تجدة أيضا أيضافى تصريفات أفعال الكينونة فى الإنجليزية والفرنسية وغيرهما أيضا . وقد أستخدمته التوراة أيضا فى قولها (أََََََهْيه إشرِ أَهيْه ) فتكون ترجمة هذه العبارة عن الأبستاقية (فماذا أقول لهم فقال الله لموسى (يها هو الخلاق الموجد) وقال هكذا تقول لبنى إسرائيل ("يها" أرسلنى إليكم ) 

  1. خاتمة : إبراهيم إمام لكل الناس ورسالته عالمية :

انتشرت دعوة إبراهيم فى ربوع الشرق الأدنى القديم – على الأقل حتى الآن – وأمه كل سكان العالم واهتدوا بهديه وذلك الحكم ناشىء عن انتشار اسم الله (مالم الملك :ازورا ) فى العالم إذ ذلك وتسمى دول الشرق الأدنى القديم وآلهتهم بعد الردة عن الوحدانية باسمه . فقد كان إماما للمنطقة الممتدة من شمال وغرب إيران حتى حدود الشام والتى عرفت فيما بعد بآشور (أصل اسمها أزورا ) ، ثم بلاد الشام أو (أشوريا ) أو (سوريا ) أو (أزورا ) كذلك. وكان فضل الله على (مصر) عظيما ببلوغ إبراهيم ودعوته أنحائها وسكنى أبنائه بها بداية من يعقوب وانتهاء بموسى وهرون . فقد تغير أسمها –ربما من كيمه- إلى (مصرا ) المأخوذ من (ازورا) ، ولعل ميمها تفيد المكان ليكون معناها (بلاد ازورا ) والدليل على ذلك ورود هذا العلم (مصرا ) فى القرآن الكريم مفتوحا بدون تنوين فى قوله تعالى على لسان يوسف لأسرته 

({ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ}[68]بينما ذكره موسى المصري بتنوين لقومهٌ( اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ }[69]. ولو كانت (مصرا ) لا تنتهي بفتح طويل أصلا لحق ووجب لها التنوين على لسان يوسف . وقد ذكرت البهلوية (مصرا) بنفس الشكل تقريبا ( موجرا )[70]وتقوم الجيم المثلثة فيها مقام الصاد . أما من يذكر أن (مصرا ) عربية تعنى البلد والمدينة فيرد عليه بأنها ليست بهذا المعنى عربية كذلك بل فارسية أصلها (مرز ) بنفس المعنى وبمعنى الأرض المزروعة كما هى صفة مصر فى كل وقت . أما (يوسف ) فقد بعث إلى مصر رسولا كما فى قول المؤمن من آل فرعون يذكرهم بتبشير يوسف بموسى من بعده ومن ثم يجب تصديقه ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب )[71]ومعنى يوسف هو (المتعلم ، المهدي ) أصله أسم ) كما ذكرنا مع (إسماعيل ) ومنه تسمية (آصف ) ، ويصدق ذلك القرآن الكريم على لسان أبيهوكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك )[72]

 

و( هارون ) ليس من العبرية بمعنى الغناء بل أصل تسميته بهلوى هو (آهْروُ) بمعنى التقى العف الزاهد نفس الصفة التى وصف بها أخو مريم على لسان قومها حين عاتبوها (يا أخت هرون ماكان أبوك أمرأ سوء وما كانت أمك بغيا)[73]أما مع (موسى ) فلنا وقفه . اسمه فارسى أصله (مَسْ) بمعنى العظيم القدر والجليل الشأن من المصدر البهلوى (مَسنْنيتين) وتتبدل سينه هاء فى الفارسية الحديثة (مَهْ) . وكبير رجال الدين الزردشتى

يقال له (مَسْ مغُاَن)[74]وليس أصله فرعونيا بمعنى (الوليد ) ولا عبريا بمعنى ( المنتشل ) بكسر الشين . هل معنى هذا أنه لم يكن مصريا ؟ بلى كان مصريا وبنو إسرائيل مصريين وكل من كان على دين إبراهيم فهو من بنيه أو بنى إسرائيل لأن أباه إبراهيم وبُنُوّة الناس له تعنى إتباعه وليست صلة جسدية أو جنسية بل صفة إيمانية روحية . ونفس مراد القرآن من (قوم موسى ) أى شيعته ومن تابعه وآمن به بغض النظر عن أصولهم العائلية وكذلك (قوم فرعون ) و(آله ) أى من والاه . والدليل على ذلك أنه لم يؤمن لموسى (إلا ذريتة من قومه )[75]. أى قلة بينهم السحرة الذين ألقوا له ساجدين وكانوا متفرقى الأصول وليسوا من قبيلته فكان كل منهم من مدينة مصرية (وابعث فى المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم )[76]وفرعون (وفرعون (أى العالى فى الأرض بالتفسير القرآنى كبر:أرض- عون :عال ) لم يذكر غير أن بنى إسرائيل مصريون ومصر بلادهم حين طالبه موسى بإخراجهم من استعباده وتحريرهم من طغيانه ومن مصر (قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره )[77]والله تعالى أصدق القائلين ذكر أن بنى إسرائيل المستضعفين مصريون (إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم )[78]

الخلاصة أن دعوة إبراهيم وبنية كانت للعالم كله . بيد أنه لابد من الاعتراف بإحتمال عودة إبراهيم إلى موطنه الأول بعد هجرته إلى هذه البلاد ليقر الوحدانية بها كما حدث للرسل من بعده مثل طالوت الذى عاد إلى مصر وورث فرعون ومحمد عليهما السلام حين عاد إلى موطنه الأول بعد هجرته وأقر الوحدانية .لما مات إبراهيم وارتد الناس أمام قوة المعتقدات الشركية القديمة

أطلقت اسماء الله وصفاته على آلهة منحوته (كأشور ) اله آشور وآذار و (أمون ومين بمعنى الخالد الباقى وهى (مان ) البهلوية و(معت أو محات ك العالم وهى (مزدا ) الفارسية القديمة و(اوزور أو أوزيريس ) و(اليسا ) أو أوسه أو ايزيس ) و( عزير ) عند اليهود وهى أصلا (أزورا ) كذلك اسور وهارات وسارات فى الهند ...

لم يكن (إبراهيم ) ساميا ولا يمكن أن يكون آريا أيضا لسبب بسيط هو أن قدوم الآريين إلى إيران بالغا ما بلغ قدمه لا يتأخرون عن القرن الرابع عشر قبل الميلاد أى بعد ظهوره بقرون طويلة .

 

ولا يمكن القطع بأنه سومرى استئناسا بأن (حمورابى ) صاحب القوانين الأخلاقية فى القرن الواحد والعشرين قبل الميلاد قد يكون هو إبراهيم نفسه (حم راب –اب راهم ) ومع أن اسماء إبراهيم وبنيه وما يتصل بها فسرتها الفارسية القديمة واتفقت مع القرآن وفشلت العبرية واللغات السامية فى تفسيرها تفسيرا مقنعا ومتفقا مع القرآن إلا أنه لا تزال مشكلة لسان إبراهيم الفارسى قائمة . لأن ما وصلنا من هذه اللغة من آثار قليل لا يعدو مفردات أو نصوصا تتفاوت فى طولها وكانت مسجلة بسبعة وعشرين خطا أغلبها حروف ساكنة فهى عاجزة عن تقديم مفهومى صوتى واضح لمن عاش بعد زمن كتابتها فى بداية الأخمينيين بقرون عديدة . وإذا كانت لغة إبراهيم فارسية تختلف عن اللغات السامية وكان لسان كتابه المنزل فارسيا فكيف كان الساميون يتفاهمون معه ويفهمون تعاليم كتابه ، ناهيك عن أنه أسبق من الأريين ولغاتهم . إذن فلابد من الترجيح بأن إبراهيم ظهر فى العالم حين كان يتحدث لسانا واحدا وتسكنه شعوب متجانسة واحدة أى أسبق من الآريين والساميين ، لكن الفارسية القديمة (كما اصطلح على تسميتها ) التى لا يمكن القطع بتاريخ ظهورها ورواجها ولا بمكانه كانت الأقرب تاريخا إلى لسان

 

إبراهيم من اللغات السامية التى ظهرت فيما بعد والأكثر توفيقا فى الاحتفاظ بلسانه ومفردات صحفه .

ومع هذا يبقى فرق إذا تناولنا بالدراسة العهد القديم خاصة التوراة لعله وضح بهذا البحث وهو أن الفارسية القديمة من العبرية والعربية وغيرهما من اللغات السامية لأن تكون وسيلة لهذه الدراسة يسندها تدبر آيات القرآن الكريم . وبناء على هذا فالنتيجة العامة لهذا البحث هى الدعوة إلى أن يعيد دارسوا العهد القديم والفكر التوراتى واليهودي بخاصة والمهتمون باللغات السامية بعامة النظر فيما درسوا على ضوء اللغة الفارسية قديمة كانت أو بهلوية وألا يصنعوا صنيع واضعى التوراة حين حصروا إمامة إبراهيم وبنيه ولسانه فى أنفسهم وجنسهم ولغتهم لأغراض لهم ويعملوا بقول الله تعالى ( يا أهل الكتاب لم تحاجون فى إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون )[79](أن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا والله ولى المؤمنين )[80]والله تعالى أعلم .  

                    *_(تم بحمد الله )_*

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                           رقم الإيداع

                         4562/1994

    

                          رقم دولي

L.S.B.N                           

977-00-702-2                        

 

 



[1]
فرهنك بهلوى / 220.

[2]مقدمة المعجم الكبير د. إبراهيم شتا ( القاهرة 1992) ومقدمة بورداد على فرهنك بهلوى .

 

[3]مثل _ مهين – ميسانا) بمعنى الوطن فى البهلوية والأبستاقية ( فرهنك بهلوى ص 301) .و ( هند – سند ) و( هارات – سارات ) و( مهرا – ميثرا ) من الأهة الأرية والهندية ..

 

 

 

 

 

[4]أحمد بدوى : فى موكب الشمس ( الطبعة الأولى ) الفصل 18 ص 801-803

[5]فرهنك بهلوى 190 .

[6]برهان قاطع 2/ 316 ، 317.

[7]تبدل الهاء إلى الخاء شائع فى البهلوية مثل ( هونياكر – خنياكر ) بمعنى المغنى (هيب – خوب) أى الطبييب ، و( هورم –خرم) أى السعيد والشهر الإيراني ( هوردت –خرداد ) انظر فرهنك بهلوى فى هذه  المواد.

[8]فرهنك بهلوى 11، 60،61) )

[9]فرهنك بهلوى 512.

[10]انظر ما كتبه ( بايلى ) أستاذ السنكسريتية بجامعة كمبردج فى ( اللغة الفرسية ) وترجمه د.كفافى ضمن مقالات كتاب (تراث فارس ) الذى نقله بعض أساتذة كلية الآداب ونشر ( بالقاهرة 959 ) ص 230، 312.

[11]فرهنك بهلوى 267 ، 305 وبرهان قاطع / 260 و( كيومرتن ) أصله كما نرى ( أخو – مرتن ) أى الحياة الميتة وذكره الأبستاق ( كيه مرتن ) كما ورد بفرهنك بهلوى ص 174.

[12]الأنياء 30

[13]فرهنك بهلوى 298

[14]فرهنك بهلوى ص 501 ، 502.

[15]ورد فى برهان قاطع أن ( ايسا ) اسم صحف إبراهيم عليه السلام 1/ 83 وأن ( يهان ) اسم من أسماء الله فى لغة الزند والبازند 2/ 354 .

[16]تراث فارس 233.

[17]فرهنك بهلوى 5.

[18]تراث فارس 234.

[19]برهان قاطع 2/ 290 وتقلب الجيم تاء كما فى ( لاج –لوت ) أى عريان ، انظر برهان قاطع 2/ 220

[20]فرهنك بهلوى 223 ، 224

[21]المرجع السابق 38، 6

[22]المرجع السابق 50-5

[23]الحشر / 24

[24]السجدة / 7

[25]غافر / 64 والتغابن /3.

[26]تراث فارس 234

[27]فرهنك بهلوى 397

[28].فرهنك بهلوى 489

[29]المرجع السابق 515 .

[30]فرهنك بهلوى 49،41

[31]لاارى صحة اشتقق ( سمن – آسمان ) من ( آس ) بمعنى الطاحونة و ( من ) لاحقة لتشبيه كم ذهب صاحب ( برهان قاطع ) لأن التعبير لبلاغى الأدبى مرحلة متأخرة فى تاريخ تطور للغت وهذا اللفظ قديم قد اللغة ( انظر هذا الكتاب 1/26،344) وحروف الشفة (م، ف ،ب، و) يحدث بينهما إبدال كما فى (آشموغ ، آسموغ وهو شيطان الفتنة وتكتب : آشوفاك وآشوباك : فرهنك بهلوى / 10، 20وبرهان 1/ 23 ) و( ويرى ، بيراى ) الزينة و ( كريوبان ، كريبان ) أى الجيب ( فرهنك بهلوى 10 ، 59 ، 70، 175) وبرهان 1/27)

[32]ص /77

[33]ومنه تسمية الله المركبة ( اسوراوان ) التى كتبت فى البهلوية ( زرووان ) التى كتبت فى البهلوية (زرووان ) وفسرت ( صحب واله الزمن ) ( فرهنك بهلوى /513) وعرفت عند المسلمين (زرون ) ونقلو إنه أب لإلهى الخير والشر كن يريد أن يلد الأول فلما طال عليه الأمر هم فخرج أهريمن لمظلم بسبب هذا الهم ( الملل والنحل للشهرستانى على حاشية فصل ابن حزم 3/54) ولم تكون أصلا ( يان ) بمعنى المعيذ ( فأستعذ بلله من الشيطن الرجيم ، النحل / 98) أو أصلا ( من ) بمعنى الباقى ( والله خير وأبقى . طه / 73) وقد وردت كل هذه لمعانى فى البهلوية ( فرهنك بهلوى / 449، 347 ، 287 ) ليكون معنى هذه التسمية ( ملك الخلق أو الله الغالب أو المعيذ أو الباقى ) .

[34]زاى زردشت هى سين ( اسورا) لأنها تتبدل عنها كما سبق وكما فى ( اسرا ) و( آذر ) بمعنى النار ( فرهنك بهلوى / 48 والسين والشين فى دوست ) ودوشت ) يتبدل أحدهما للآخر كم فى ( ماسور ) و(ماشور ) بمعنى الشىء المختلط ( برهان قاطع 2/235)

[35]برهان قا طع 1/84.

[36]فرهنك بهلوى 175،186

[37]النساء /125

[38]الكامل فى التاريخ ( طبعة دار صادر بيروت )1/259

[39]آل عمران /103

[40]الفتح /26

[41]يونس /26

[42]الهمزة تتبدل ألى الخاء كما فى ( أشم وخشم ) أى الغضب و)الو وخلو ) أى الخوخ (فرهنك بهلوى 144 وبرهان قاطع 1/269).

[43]فرهنك بهلوى 216، 484، 60،61،502 وتبدل الخاء إلى الهاء شائع فى البهلوية مثل (هورم –خورم-السعيد) (وهونستد-خورسند: الراضى ) و ( هيشم-خيشم) الغضب و(هلو –خلو ) وقد سبق .

[44]فرهنك بهلوى 8،10،509

[45]التكوين /14

[47]برهان قاطع 2/2025

[48]البقرة /283

[49]هى :إبراهيم /39، الأنعام /84 ، مريم49، الأنبياء 72

[50]فرهنك بهلوى 66،67

[51]المرجع السابق/177

[52]آل عمران /39،45

[53]فرهنك بهلوى 65،508،242،239،234و لجيم الفارسية ولجيم يتبدلان أحدهما للآخر كما يتبدلان إلى لزاى كما فى (روج-روز)(البرهان 1/326) و(كسينج –كشنيز:الكزبرة.فرهنك بهلوى /173) ولزى تتبدل إلى السينكما سبق.

[54]البرهان /27

[55]مريم /55

[56]الأعراف /180

[57]لنمل/30-31

[58]الفاتحة /1-2

[59]انظر فى الفروق بين اللغات الآرية والسمية كتاب تاريخ اللغات السامية لإسرائيل ولفنسون : ( القاهرة 1929) ص14-15

[60]ذهب العقاد فى (إبراهيم أبو الأنبياء ص189) مذهب لتوراة فزعم أن إبراهيم لفظ عربى مكون من (عم) (أب) الذى كان يطلقه السريان على الإله المعبود و(رام) تعنى المحبة ويعنى الاسم كله (حبيب الله ) واذا كان قوله يتفق مع المعنى الفارسى لكن تبقى مشكلة التركيب غير الموجود فى اللغات الاشتقاقية السامية فضلا عن (الوثنية) فى إطلاق التسمية والتى يستحيل أن يطلقها الله على واحد من رسله الداعين إلى الوحدانية وربما يتفق هذا التأصيل فيما أرى من العلم (حمورابى " أصلا عم رام") أكثر

[61]التوراة بين الوثنية والتوحيد 17-21

[62]فرهنك بهلوى 499،29،27 وما يدل على الإبدال بين الجيم الفارسية والجيم والدال والتاء فى الفارسية بعامة أن (لاج) و(لوت) و(لوج) كلمة واحدة بمعنى (عريان )وأن (لاج)و(لادة)كلمه واحدة تعنى انثى الكلب (برهان قاطع 223،22،220) وهذه الكلمات تغاير أصل (لوط) الفارسى فالأغلب أنه (اراد) بمعنى الكريم والشجاع والحكيم والبليغ .

[63]تختلف الهمزة بحرف نصف لين هو النون واشهر هذا التسهيل همزة النفى البهلوية التى تسهل إلى نون النفى بعد ذلك مثل (أخوش)و(ناخوش) :ردىءغير طيب .

[64]آل عمران /67

[65]سركذشت دينهاى برزك ص178-176 ولعل هذا التأصيل يفند الفكر اليهودي الذى يضخم دور (يهوذا)لينتسب وإيثاره خليفه لأبيه عن يوسف الذى اجتباه الله وعلمه وأورثه الإمامه .

[66]التركيب العبرى الفارسى (ايل شداى) يذكرنا بتصرف التوراة فى ادماج شق فارسى فى عبرى واعتبارهما عبريين مثل (فنوئيل أو فنئيل )على لسان يعقوب لأنه (نظر الله ) وجها لوجه فى نص تسميته بإسرائيل . والخق أن فين فارسية صغدية الرؤية وتكتب فين وبدل أولها باء فصارت (بين ) تراث فارس 241) وقد نسى واضعوا التوراة أنهم عبروا عن رؤية الله بالعبرية قبل ذلك فى زعمهم على إبراهيم (فدعا إبراهيم اسم الموضع يهوه يرأه حتى أنه يقال اليوم فى جبل الرب يرى . تكوين /14ك22) وزعمهم على هاجر (فدعت اسم الرب الذى تكلم معها أنت إيل رئى قال أههنا أيضا رأيت ...تكوين /16)

[67]تتبدل السين إلى التاء فى البهلوية كما فى (آسرا-أتور) بمعنى آذر :النار /ك فرهنك بهلوى /45

[68]يوسف /99

[69]البقرة 61

[70]فرهنك بهلوى /31

[71]غافر /34

[72]يوسف /6

[73]فرهنك بهلوى /10 ومريم /28

[74]فرهنك بهلوى /296

[75]يونس /83

[76]الشعراء /37-36

[77]الشعراء /34-35

[78]القصص /4

[79]آل عمران /65

[80]آل عمران /68

اجمالي القراءات 16599

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق