السلفيه في موريتانيا:
لمحه عن السلفيه

سامى ناصر Ýí 2010-06-05


بسم الله  أبدأ      

مقدمة

كما حصل في المغرب،فقد استقر الإسلام  في  شنقيط على صفاء مذهبي قوامه في الاعتقاد، وحدة  سنية ، مبنية على منهج السلف المؤصل، على النقل  فهما واستدلا،ثم تطور بعد القرن الخامس الهجري إلي  منهج الأشاعرة الذي دعم النقل بالعقل في تقريره للعقيدة وتحرير مسائلها وقوامه فيالفقه وحدة مذهبية على منهج الإمام مالك في تقرير الشريعة،وهذ كون ذهنية شديدة الحساسية إزاء المخالفات للسمت السني العام، القائم على المنحى الأشعريفي ا&adil;لعقيدة والمنحى المالكي في الشريعة ،فاذا بهذا المنزع يكون متأصلا قويا ويمتد عند العلماء زمانا ومكانا.

المزيد مثل هذا المقال :

 

 

 

 

 

 

 وبما أن  شنقيط (موريتانيا)  كانت في  مكان  قصي نسبيا  عن جذورها العربيه والإسلاميه نتيجة لإنزوائها بعيدا  خلف الصحراء  الكبري و الوعره، فقد تخلفت عن الدعوة السلفيه لحين من الدهر إلي أن سافر المجيدري ولد حبيب الله 1126-1204 للهجرة- لتأدية فريضة الحج  حيث التقي  علماء من المشرق والحجاز مثل محمد عبد الوهاب والمرتضى الزبيدي وحمدون الفاسي وشيخه عبد الوهاب التازي وتلميذه أحمد بن ادريسالفاسي، والبعض يجزم أنه التقي  الشوكاني  و تأثر به كثيرا وعنه أخذ الدعوة السلفيه وعاد إلي موريتانيا أو شنقيط وحينما عاد جاهرا بدعوته تلك، حصل مثل ماحصل  في الأندلس والمغرب، حيث دار خلاف في فهم العقيدة وشرحها فظهر التجاهان بارزان. ـ الاتجاه الأشعري العقلاني الذي يميل إلى استخدام الحجة والبرهان في مسائلالعقيدة ويقوده العلامة المختار بن بونا الجكني .1116—1220هجري بالمناسبه هو شيخ لمجيدري الذي تتلمذ عليه ردحا من الزمن حتي تخرج ،  و الاتجاه السلفي الذي يتمسكبالكتاب والسنة والاجماع في كل ما يتعلق بالعقيدة، وينكر اصحاب هذا الاتجاه، الجدل فيالأمور العقدية بالعقل ، ويمثل هذا الاتجاه لمجيدري بن حبيب الله ولأن الشناقطةيتمسكون بالمذهب الأشعري كما يمثله( المرشد المعين) و(إضاءة الدجنة) و(الوسيلة) لابن بونهفقد حوصرت دعوة لمجيدري السلفية واجهضت ، وعقم المجتمع ضدها واعتبرها شذوذاوابتداعا نظرا لتأصل النزعة الاشعريةوكان من أبرز معارضي السلفيه في الفريق  المعارض  من  العلماء الساده  سيد عبد الله بن الفاضل البخاري ، ومحنض بابه ولد اعبيد، وقد ألفا كتابين  أسماهما(تحفة النافع السني في الرد علي المشاقق البدعي)و(نصرة الوارث في الرد علي الحارث)  يقصد  بن  أبي  بلتعه وعليه فقد وئدت في المهد أوأجهضت  هذه الدعوة...  إلا أن  أحد  المتأخرين عن هذه الفترة  وهو الشيخ  محمد المامي (صوفي) ويمت إلي المجيدري بصلة  قرابه  خلده ب قصيدة طويلة وقال عنه  (إنه  أعلم  عصره)وعلي كل  فقد  عرفت  هذه  الدعوة  نكاية  ب(بدعة المجيدري) بين ساكنة شنقيط وعلي كل وإمعانا في الإبتعاد عن الدين الحق  فقد اكتسحت  بلاد شنقيط موجة من التصوف بد أت  طلايعها في القرن الحادي  عشر  هجري  مع ظهور الشيخ محمد لغظف   (الطريقه الشاذليه) مرورا بالشيخ الكنتي 0الطريقه القادريه) والشيخ محمد فاضل  (قادريه)  ومن هذه  الزوايا تفرعت اخري مع بقائها هي في خلف  الشيخ المؤسس، وهذه ظاهرة منتشره  في العالم العاربي ككل (التوريث) وخصوصا في الشعوب الأكثر بدويه وفي  موريتانيا  بالذات ،  حيث  العوائل العلميه،  والعوائل الصوقيه والعوائل الموسيقيه، وتلك التي تعمل في رعي الأبل خاصة، والتي  تعمل في رعي الغنم ولا ترعي غيرها والعوائل الصنائعيه... وفي القرن الثالث عشر زحف اتسونامي  (التيجانيه) قادما من الجزائر والمغرب ولم يسلم  من هذه الطرق  الصوفيه إلا  القلة من القبائل الشنقيطيه ، وتجاوزت هذه الطرق  إلي  بلاد السنغال  ومالي  والغينيتين، وبما أن هذه  البلدان  إفريقيه،  وكانت حديثة عهد  بالدين غير الوثني  فقد كانت مرتعا خصبا  للتصوف حيث  السذاجه والجهل بأمور الدين ، وتلقف أي شيء  قادم من الشمال (شنقيط) لأنها المركز الإشعاعي في تلك الفترة للدعوة وهي المصدر لذلك المسمي إسلاما عندهم، وفي هذه الحالة فإن  أتباع الصوفية ومنظريها  (جذيلها المحكك)فلم يبخلوا عليهم بما جادت به  قرائحهم من خزعبلات، وهرطقات، إلي أن وصل بهم الحال إلي اعتبار الشيخ  بمنزلة رب العالمين  وقد  نتج  عن هذ الزحف الحضاري-الثقافي إلي  بلاد السودان  أن ظهرت صوفية  علي علاتها أصلا ممزوجة بوثنيه  وسحر مسحور ... وفي منتصف القرن الرابع عشر تحولت هذه الشعوب إلي منتج ومصدر لهذ النوع  من التصوف، وظهر الشيخ  إبراهيم  انيص عليه غمامة من الرحمة في السنغال، والشيخ الحموي في  مالي، والشيخ الفوتي  فيما بينهما، والشيخ أحمد  بنبا  فيما بين وبين وكل  له أتباع،  في مشارق الأرض ومغاربها وتزامن هذ مع  بداية التغلغل الفرنسي الإستعماري لهذه البلدان  ماعدا  شنقيط  فمنهم  من آمن به  ومنهم من كفر، لكن الذين آمنوا به  وجدو أنفسهم ملزمين  أدبيا بخدمة العلم ، مع مايترتب عليها وكانو خير خادم  له وقد حصدوا  مازرعوا وترك لهم الحبل علي الغارب وعاثوا في الأرض فساداو فجورا أما الذين كفروا  به فقد حل عليهم الغضب من المستعمر ونكل بكبرائهم وقطع  دابر من له صلة بهم إلا من رحم ربك  وزحف المستعمر علي موريتانيا ، في  بداية القرن العشرين،  بمباركة ومساعدة  صوفيه  وبفتي واضحه فاضحه، من  أحد  أبناء  إحدي الزوايا الصوفيه وهي عائلة الشيخ سيديا  وهو  بابه  ولد الشيخ سيديا1277-1342 هجري وكان يدعوعلي  استحياء للرجوع  للكتاب  والسنه  و إخوانهما  الإجماع  والقياس!!!!!!!! ونبذ الأشعريه المعطله و الجنيديه الجاحده وذلك  بعد عودته من الحج،  إذ كان حتي مغادرته للحج ، وريث عرش صوفي،  ويمارس الصلاحيات الصوفيه بامتياز وكانت  فتياه سببت جدلا كبيرا، بين علماء العصر، وأبرز من عارضها العلامه  يحظيه ولد عبدالودود الجكني من باب  أن  المستعمر كافر لايجوز التسليم له والأنقياد، ليحتل بلدا مسلما ويسيطر عليه ، ونتج عن ذلك الإحتلال  ظهور  مقاومة  استمرت  علي  مدي  40 سنه رافعة  شعار  الجهاد لكن لم تكن  علي صلة بالسلفية  لأن قهرمان السلفية في حينها  كان هو الذي شرع للمستعمر  الزحف علي موريتانيا بفتياه الذي  ذيلها بمبرر واه  وهو : درء المفاسد، وجلب المصالح ، والشيء بالشيء يذكر فإن هذين المبدأين  وإخوانهما  من -سد الذرائع والمصالح المرسله وتلك التي لم ترسل والتي سترسل في المستقبل المنظور أوالمشموم- سببت من الأذي للإسلام والمسلمين  ماسببته  الصوفية والشيعة والتتار واليهود والنصاري  آلاف المرات ولا زالت  كفاني الله شرها وفرج عنا في  أمرها (ربنا اكشف عنا العذاب إنا مومنون).

 

 

بعد الأستقلال  وتطور وسائل الأتصال من إذاعه ونشر ونتيجة للبعثات الدراسيه إلي السعوديه ومصر وتونس حصل اختلاط واحتكاك، لشباب موريتانيين  مع  مجموعات طلابيه، أوكوادر تدريسيه، من هذه المجتمعات  والكل عاد متاثرا بطرح ما، فمنهم  البعثي، والناصري، والشيوعي السوفيتي، والشيوع الماوي، وإن منهم من عاد متأثرا بالسلفيه بنسختيها السعوديه والمصريه والأخيرين هما موضوعنا..... ولا نعلم لهم  نشاطا، ولا تنظيما ولا رأيا، في فترة الستينات والسبعينات، رغم  مامرعلي موريتانيا من هزات كادت تعصف  بها، من عدم اعتراف مغربي باستقلالها ومطالبتها بالعودة للعرش، ودعم عبد الناصر للطلب المغربي إلي ثورة الزنوج ضد التعريب ،إلي حرب الصحراء، وماصاحب هذ من جفاف، وإفلاس سياسي، واقتصادي، إلي أن أسس  معهد الدراسات الأسلا ميه، بتمويل سعودي كويتي، وكان كادره  الإداري والتدريسي  من خريجي  الجامعه الإسلاميه في المدينه والله أعلم  بذلك هل؟ حصل بالصدفه  أو حصل  بنية  مبيته  ...  المهم أن  المعهد العالي للدراسات الأسلاميه كان عباره عن مفقسة بيض للسلفيين ، وانطلقوا كأنهم ياجوج وماجوج ومانقضي العقد قبل الأخير من القرن العشرين  إلا والجمعيات النسائيه (نادي عائشه) ونادي  (ذات النطاقين) والرجاليه  (نادي مصعب) و(نادي أبي دجانه)

ونوادي الأطفال  (براعم السنه والجماعه) والجمعية الثقافيه والنوادي الرياضيه النسائيه منها والرجاليه والتعاونيات التجاريه وعند كل  زاوية في كل شارع أومرآب أو سوق أو أي تجمع  تجد  عبد الحميد كشك بصرخ، أو ولد سيدي  يحي ، وحينما تبدي أبسط امتعاض من ارتفاع صوت  أحدهم، يتمهك  المخرف المزعج والمتخلف الذي يشرف علي تلك المهزلة بالزندقه، والفسوق، ويظل وراءك  حتي تتوب إلي الله ،وتتوب إلي غيره، وتلتزم بتجنب أكل  لحوم (العلماء ) والدجاج..... وازدانت الشوارع الموريتانيه بشباب  يلبسون دراريع (اللبس التقليد الموريتاني) أو أثواب (دشاديش) قصيره  جدا لا تتجاوز الركب، طالقين العنان  للحاهم  حالقين شواربهم (مالك يري أن حلق الشارب كله وإعفاء اللحية في رأيه  مثلة).. يتبادر إلي ذهنك حينما تشاهد  أحدهم لأول وهلة وكأنك  تسير في ملعب إيطالي، لمصارعة الثيران  في القرن السابع عشر، وأنه أحد المصارعين وويل  لك إن لاحظ نظرة استغراب  في عيونك  فسيقطع منك الوتين ، أما إن لاحظ  أنك أليف شيئا ما فعليك بحمد  الله أ ن جعله في طريقك وحدث ولا حرج فسياخذك أخذ عزيز مقتدر  تعالي الله  علوا كبيرا ويكلمك عن ملاحم  الثغور، في أفغانستان، والشيشان، والبوسنه، والهرسك، واستبسال الشباب واستعدادهم  للشهادة، وابتسامهم  وقت خروج الأرواح إلي بارئها تحملها الملائكة  لتعود إليهم  في القبر، مع زفة الحوريات  اللواتي يهديهن  الله - والعهدة عليه - عوضا عن الحياة الفانيه (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم )  وهذ  في القبر!!!  فما بالك حين  تزف الآزفة ، فنحن  أهل  السنه والجماعه، موكل بنا ملك ياخذنا علي أجنحته إلي الجنة، ولا نمر علي حساب ، ونحن أول من يواقع  نساء الجنة، ونختار منهم مانشاء!!!!!  ويسرد علي مسامعك ستين حديثا ونصف كلها  في الحث علي إطلاق اللحيه، وتقصير الثوب ،وحلق الشارب، مخالفة لليهود والنصاري،  حتي تظن أنه بعمل ذلك  قد ضمنت فردوسا في الجنة بكامله   ...أما الجانب النسائي  منهم  فلا بد أن نستقبل النهار ... ولما استفحل أمرهم، وكثر تحرشهم، ومضايقتهم لخلق الله، فطن الأمن وبدأ  في التضييق بطريقته فهبت الجماعة للذود عن حماها،  وحصل التصادم في آخر القرن العشرين، وحلت النوادي والجمعيات ورجعت حليمة إلي عادتها القديمة، في حبك المؤامرات .... والطاغوت وكيت وكيت  وانقض عليهم الأمن في يوم ذي مسغبة  وعمل فيهم مالم يعمله الرشيد في البرامكه، فهرب من نجا منهم  من الإعتقال والتجأ  إلي ولي نعمتهم ( الهجرة والتكفير) في أعماق الصحراء، وأعلنوا الجهاد علي شعبهم، وأهليهم، ومازال الجهاد متواصل.

 

خاتمه

 

 

 والغريب في الأمر أن السلفيه  تشبه إلي حد بعيد معشر "الجن"  حيث فال الله  علي لسانهم   أن منهم الصالحون ومنهم مادون ذلك  فالتنظيمات السلفية في كل بلد،  تظل متماسكة، ومنخرطة في تنظيم ملتزم بالمبادئ الذي ابتدعها لنفسه، إلي أن يحصل تصادم، أوصدمة مع، أومن الأمن، ينفرط عقدهم وكل يأخذ بثلث حديث آحادي مرفوع، أومنصوب، أومقطوع، أوموصول، ضعيف، أو وضيع، منكر، أو معرف، مكبس، أومدلس، ثم يتأبط شرا و ينطلق مكفرا ،ساخطا، علي البقية، وهاؤلاء هم ( مادون) ولايلبث نتيجة للعصبية التي تعودها، أن يرتكب جريرة يقع بسببها في ورطة ، وحينها لا يري حرجا في اللجون  إلي( الصالحين، ويكون الصالحون قد أحكموا خطتهم حول ذلك النظام، وتظاهروا بالإنسجام،  مع المجتمع والتراجع  عن الأفكار الهدامه.... وتابوا وآبوا إلي الله مما ارتكبوا سابقا من إثم في حق المجتمع، ويبادر الصالحون لإنقاذه  بإقناع السلطة  بفتح باب  لنقاش الولاء والبراء وعقد ندوات للشباب  لإقناعهم بالتخلي عن الفهم الخاطئ  للدين ، أليسوا هم (الصالحون)  هم السبب .... فإلي متي ونحن  نطارد الرمية ونهمل الرامي  مثل الكلب.     

 

 

اجمالي القراءات 10250

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٠٦ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48266]

اهلا بك استاذ سامى ناصر

أهلا بك استاذ سامى ناصر .


وشكرا على هذه المقالة العظيمة عن التدين فى القرن الأفريقى الذى نجهل عنه الكثير والكثير ،ونتمنى أن نتعلم منكم أكثر وأكثر عن طبيعة تدينهم ، وهل سيمثل خطورة على الدول الأفريقية المسلمة ،مثلما الحال فى الصومال ،أم انه سيظل فى إطار التين الصوفى المسالم المُعتمد على الأولياء والأموات ممن يعتقدونهم من الصالحين فقط؟؟ كما نتمنى أن نعرف أيضاً عن المستوى العلمى العام فى هذه البلاد ،وإلى أى مسافة تقترب منه ،هل تقترب من مستوى المغرب العربى ، أم من المشرق العربى؟؟  وإلى أى مدى يستطيع الفكر القرآنى المناوشة الفكرية أو التواجد فيها؟؟؟


وشكرا لكم مرة أخرى .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2010-06-05
مقالات منشورة : 10
اجمالي القراءات : 89,660
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 15
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt