هل مات أبو طالب كافرا كما يزعم أرباب الدين السّنى ؟

آحمد صبحي منصور Ýí 2010-05-17


أولا :
1 ـ من السيرة البشرية المكتوبة للنبى محمد عليه السلام نعرف أربعة من أعمامه : حمزة و العباس وأباطالب وأبالهب . نعرف بلاء حمزة وشجاعته قبل وبعد الهجرة و فى غزوة بدر ومقتله فى (أحد ). ونعرف أن العباس ظل فى مكة على دين قومه متمسكا بوظيفة بنى هاشم فى سقاية الحاج ، وأنه كان صديقا لأبى سفيان زعيم كفار قريش فى تلك الفترة ، وأنه حارب مع المشركين فى بدر ، وأنه سقط أسيرا ، وافتدى نفسه ورجع الى مكة وظل بها الى أن كان آخر من أسلم مع أبى سفيان قبيل فتح مكة. ونعرف أن أبا لهب كان أشدهم عداءا للنبى محمد الى درجة أنه مات من الحسرة بعد ان عرف هزيمة قومه فى بدر .

المزيد مثل هذا المقال :

كل ما ذكرته السيرة عن أولئك العمام يتسق مع بعضه ، ويخلو من التناقض ، ويبعث على الارتياح (التاريخى ) لدى الباحث التاريخى .
ولكن الباحث التاريخى يشعر بالأرق حين يرى تناقضا فى السيرة فيما يخص أباطالب .
نحن نعرف أن أبا طالب هو الذى كفل ابن أخيه اليتيم محمدا بن عبد الله ، وظل يرعاه ، وأن ابن أخيه محمد وقف الى جانب عمه أبى طالب حين تكاثر أولاده و ضاق به الحال فأضاف اليه ابن عمه عليا بن أبى طالب ورباه فى بيته ليرد جميل عمه ، وأن أبا طالب وقف الى جانب ابن أخيه محمد بعد أن صار نبيا مرسلا ، ودافع عنه بكل ما يستطيع برغم شيخوخته ، ورفض كل العروض من قريش بالتخلى عن ابن أخيه ، بل وتحمل مع ابن أخيه الحصار والجوع فى شعاب مكة. وأن أبناء أبى طالب قد أسلموا و ليس فقط ابن عمه على .
قد يقال أنه وقف الى جانب ابن أخيه بسبب القرابة و التعصب الهاشمى . ولكن هذا خطأ محض .
هذه الرابطة القوية التى جمعت أبا طالب بابن أخيه والتى صمدت امام أشد المحن لا يمكن أن يكون باعثها هو مجرد القرابة فى النسب لأن الاسلام وضع الانتماء القبلى فى قريش فى وضع بالغ الصعوبة ، وأثبت أن الانتماء الدينى أقوى من العصبية للقرابة . فهناك من الأمويين من أسلم وتحمل الاضطهاد ، مثل عثمان بن عفان . أبو سفيان أسلمت ابنته ( رملة الكبرى ) أم حبيبة وهاجرت وبعد موت زوجها تزوجها النبى محمد عليه السلام ، هذا بينما نجد حنظلة بن أبى سفيان يموت قتيلا كافرا يوم بدر ، ثم يكون يزيد ومعاوية من مسلمة الفتح .وهناك من الهاشميين من أصبح رأسا فى الكفر ضد ابن أخيه النبى محمد مثل ابى لهب ، بينما نجد الشاب حمزة يهب نفسه للاسلام فى تناقض تام مع أخيه الأكبر أبى لهب ، ثم نجد العباس يتوسط باحثا عن مصلحته بين هذا وذاك . ويستقيم مواقف أولئك جميعا مع اختياراتهم الدينية ، ولكن يثور القلق العلمى فى موقف ابى طالب .
تتناقض الروايات عن أبى طالب . تجعله الى جانب النبى محمدا هو وأولاده طيلة حياته ، ثم ينتهى بها الحال لتؤكد على موته كافرا رافضا أن يشهد بلا اله إلا الله وهو على فراش الاحتضار .رفضه الايمان بلا اله إلا الله برغم الحاح ابن أخيه يجعله كافرا عريقا وخصما عنيدا لابن أخيه ، وهذا يتناقض مع كل تضحيات أبى طالب السابقة . هناك خطأ ما فى تلك الروايات . ونحن هنا لنتعامل مع هذا الخطأ .
2 ـ يتحول الخطأ الى خطيئة ويتحول الكذب الى جريمة حين يصل الاجرام الى التعامل مع القرآن الكريم ، اى حين تتدخل الروايات التاريخية فى تحريف معانى الآيات لكى تؤكد على أن أبا طالب صمم على الموت كافرا برغم توسلات ابن اخيه محمد عليه السلام .
ثم تتحول الخطيئة والجريمة الى فضيحة مرفوعة الرأس والذيل عندما تظل تلك الأكاذيب جزءا من الدين السّنى تتمتع باعتقاد الناس ، فكل السنيين السلفيين يؤمنون بأن أبا طالب مات كافرا مصمما على الكفر رافضا أن ( يشفع له النبى محمد ).!
تعالوا بنا نستعرض هذا الافك السّنى ونناقشه .

ثانيا :
1 ـ جاء فى سيرة ابن هشام : ( 2 : 417 ): ( رجاء الرسول إسلام أبي طالب ، و حديث ذلك :
فقال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ والله يا ابن أخي ، ما رأيتك سألتهم شططا ؛ قال ‏‏:‏‏ فلما قالها أبو طالب طمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إسلامه ، فجعل يقول له ‏‏:‏‏ أي عم ، فأنت فقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فلما رأى حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ، قال ‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، والله لولا مخافة السبة عليك وعلي بني أبيك من بعدي ، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها ، لا أقولها إلا لأسرك بها ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فلما تقارب من أبي طالب الموت قال ‏‏:‏‏ نظر العباس إليه يحرك شفتيه ، قال ‏‏:‏‏ فأصغى إليه بأذنه ، قال ‏‏:‏‏ فقال ‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها ، قال ‏‏:‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ لم أسمع ‏‏.‏‏ )
الرواية هنا على قسمين بينهما فاصل زمنى ، الأول فى وقت النزاع بين النبى محمد وكفار قريش وفى حضور ابى طالب وزعامته،والثانى حين كان أبو طالب على فراش الموت . ومع وجود الفاصل الزمنى إلا أن الراوى الكاذب يزعم أن أباطالب رفض فى القسم الأول ان يشهد بالاسلام قائلا (‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، والله لولا مخافة السبة عليك وعلي بني أبيك من بعدي، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها ). هذا مع أنه فى وقتها كان فى كامل صحته وحيويته وليس عند الاحتضار .
ثم أين هو العار الذى يمكن أن يلحق أبا طالب وبنيه من بعده حين يجزع من الموت ؟ ليس فى أدبيات العرب الجاهليين الشعور بالخجل والعار عند الاحتضار ، ربما يكون العار عند الفرار فى الحرب أو خوف القتل ، ولكن ليس مطلقا عند الاحتضار .
ثم كيف يشعر أبناء أبى طالب بالعار لأن أباهم نطق بالاسلام عند موته ـ وهم مسلمون وقفوا مع ابن عمهم ومع أبيهم يدافعون عنه وعن دينه الاسلام ؟
ثم من هى قريش التى يتحسب لها أبو طالب أن تقول عنه هذا وذاك ؟ ربما يتحسب لرأى قريش شخص آخر يعبد ما توارثته قريش مثل العباس أو أبى لهب ، ولكنه لا يمكن أن يكون أبو طالب الذى وقف صامدا ضد قريش مؤيدا لابن أخيه وهو يدمر بالحجة و المنطق تراث قريش وأحلامها . ثم تلك الأكذوبة الكبرى : ( الشفاعة ).!
هناك أكثر من 150 أية قرآنية تنفى شفاعة البشر ومنها ما يؤكد للنبى محمد عليه السلام أنه ليس له من الأمر شىء وأن من حكم الله جل وعلا عليه يوم القيامة بالدخول فى النار فلن يستطيع محمد أو غيره إخراجه منها ..ومعظم هذه الايات مكية أى نزلت فى حياة أبى طالب ، ومنها آيات تجعل التشفع بالبشر من سمات الشرك الذى كان ( ولا يزال ) ساريا . هل بعد هذا نصدق أن خاتم المرسلين قال لعمه ‏‏:‏‏ ( أي عم ، فأنت فقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة ‏‏).
ونكتفى بهذا ولا نريد التوسع فى نقد الاسناد فى تلك الرواية الساقطة لأن ابن هشام صاحب السيرة قد أوجزها من سيرة ابن اسحاق ، وابن اسحاق كتب السيرة من ( دماغه ) زاعما أنه سمع من فلان وفلان كذبا وبهتانا .. وموعدنا معه فى بحث مستقل .

2 ـ وبعد السيرة نأتى للحديث و ( السّنة ) .
ويقوم الدين السّنى على دعامتين :
الأولى إفتراء حديث ونسبته للنبى على زعم أنه وحى ، وجزء من الاسلام .
الثانية : التلاعب بالآيات القرآنية الخاصة بالموضوع ، بتأليف روايات تؤول وتحرف معانى الايات أو تبطل المعنى بزعم النسخ التراثى . وهذا يتجلى فيما يعرف بأسباب النزول و التفسير .
ونبدأ بافتراء الأحاديث فيما يخص موضوعنا عن تكفيرهم لأبى طالب :
2 / 1 : جاء فى (صحيح ) مسلم حديثان رواهما الاستاذ أبو هريرة . أحدهما ، قال رسول الله لعمه أبوطالب : قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامه . قال : لولا أن تعيرنى قريش . يقولون : إنما حمله على ذلك . لأقررت بها عينك .فأنزل الله تعالى ( إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء ). والآخر قال رسول الله لعمه عند الموت : قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة ، فأبى ، قال فأنزل تعالى الأية ..
معلوم أن الاستاذ أبا هريرة وقت موت أبى طالب كان كافرا يعيش مع قومه من قبيلة دوس ، وظل هكذا الى أن أسلم بعد موقعة خيبر التى كانت فى سنة 7 من الهجرة ، اى هناك فارق زمنى قدره عشر سنوات بين موت أبى طالب واسلام أبى هريرة .
أى هى رواية ساقطة بكل المقاييس ، ولكن يؤمن بها السنيون السلفيون دون عقل أو علم أو هدى أو كتاب منير . إن العادة أن الاستاذ أبا هريرة كان يحشر أنفه فى كل شىء ويروى عن كل شىء ، فطبقا لأكاذيبه فإن خليله ( خاتم النبيين ) قد استودعه جرابين مملوئين أحاديث ، أفشى وأذاع ما فى الجراب الأول ، أما ما فى الجراب الثانى فلو أذاعه لقطع منه البلعوم .. وفيما بين جراب أبى هريرة و بلعوم أبى هريرة يرتكس السنيون السلفيون .. ولا يزالون ..

2 / 2 : عن تلاعبهم بآيات القرآن الكريم وتحريفهم معانيه ، فقد إنصبّ جهدهم على قوله جل وعلا (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )( التوبة 113 )، فألّفوا الحكايات وصنعوا الروايات وتناقلوها صاغرا عن صاغر عبر عنعنات مزورة وإسناد باطل لكى يؤكدوا أن أبا طالب مات كافرا .
ونأخذ بعض الأمثلة :
• جاء فى (أسباب النزول للنيسابورى ) : ( قوله تعالى : ( ‏ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ‏ ) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن حميرويه الهروي أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخزاعي حدثنا أبو اليمان قال‏:‏ أخبرني شعيب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال‏:‏ لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال‏:‏ أي عم قل معي لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وابن أبي أمية‏:‏ يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لأستغفرن لك ما لم أنه عنه . فنزلت ‏: ( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلَو كانوا أُولِى قُربى مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُم أَصحابُ الجَحيمِ‏}‏ رواه البخاري عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري‏.‏ورواه مسلم عن حرملة عن ابن وهب عن يونس كلاهما عن الزهري‏.‏
• أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري أخبرنا الحسن بن علي بن مؤمل أخبرنا عمرو بن عبد الله البصري أخبرنا موسى بن عبيدة قال‏:‏ أخبرنا محمد بن كعب القرظي حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون قال‏:‏ بلغني أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها قالت له قريش‏:‏ يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك من هذه الجنة التي ذكرها تكون لك شفاء فخرج الرسول حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر جالساً معه فقال‏:‏ يا محمد إن عمك يقول إني كبير ضعيف سقيم فأرسل إلي من جنتك هذه التي تذكر من طعامها وشرابها شيئاً يكون لي فيه شفاء فقال أبو بكر إن الله حرمها على الكافرين فرجع إليهم الرسول فقال‏:‏ بلغت محمداً الذي أرسلتموني به فلم يحر إلى شيئاً‏.‏
• وقال أبو بكر‏:‏ إن الله حرمها على الكافرين فحملوا أنفسهم عليه حتى أرسل رسولاً من عنده فوجد الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الله حرم على الكافرين طعامها وشرابها ثم قام في إثر الرسول حتى دخل معه بيت أبي طالب فوجده مملوءاً رجالاً فقال‏:‏ خلوا بيني وبين عمي فقالوا‏:‏ ما نحن بفاعلين ما أنت أحق به منا إن كانت لك قرابة فلنا قرابة مثل قرابتك فجلس إليه فقال‏:‏ يا عم جزيت عني خيراً يا عم أعني على نفسك بكلمة واحدة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة قال‏:‏ وما هي يا ابن أخي قال‏:‏ قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقال‏:‏ إنك لي ناصح والله لولا أن تعير بها فيقال‏:‏ جزع عمك من الموت لأقررت بها عينك قال‏:‏ فصاح القوم‏:‏ يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية ملة الأشياخ فقال‏:‏ لا تحدث نساء قريش أن عمك جزع عند الموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردني فاستغفر له بعد ما مات ، فقال المسلمون ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا ولذوي قراباتنا قد استغفر إبراهيم لأبيه وهذا محمد صلى الله عليه وسلم يستغفر لعمه فاستغفروا للمشركين حتى نزل ‏{‏ما كانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلَو كانوا أُولِى قُربى‏}‏‏.‏ ا ه )
• القرطبى :
• الآية رقم ‏(‏ 113 ‏)‏ : ‏{‏ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم‏}‏. روى مسلم عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال‏:‏ لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله‏)‏ فقال أبو جهل وعبدالله بن أمية‏:‏ يا أبا طالب أترغب عن ملة عبدالمطلب‏.‏ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم‏:‏ هو على ملة عبدالمطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أما والله لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك‏)‏ فأنزل الله عز وجل‏{‏ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم‏}‏ وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏{‏إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين‏}‏القصص‏:‏ 56‏]‏‏.‏ فالآية على هذا ناسخة لاستغفار النبي صلى الله عليه سلم لعمه فإنه استغفر له بعد موته على ما روي في غير الصحيح‏.‏ وقال الحسين بن الفضل‏:‏ وهذا بعيد لأن السورة من آخر ما نزل من القرآن ومات أبو طالب في عنفوان الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة‏.‏
• تفسير الكشاف للزمخشرى : ( ‏ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ‏{‏‏.‏ قيل‏:‏ قال صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب‏:‏ ‏{‏أنت أعظم الناس علي حقاً وأحسنهم عندي يداً فقل كلمة تجب لك بها شفاعتي ‏{‏فأبى فقال‏:‏ لا أزال أستغفر لك ما لم أنه عنه ‏{‏فنزلت‏.‏ ).

ثالثا :
1 ـ ومن السهل الرد على فحوى تلك الروايات بالنسق العام للأحداث نفسها طبقا لما جاء بالسيرة . لقد ظل أبو طالب يتحدى قريش للنهاية رافضا الترغيب والترهيب ، وفى أواخر حياته تحمل أبو طالب مع ابن أخيه عليه السلام قسوة الحصار و الجوع ، وانتهى الحصار ومات أبو طالب بعده مباشرة متأثرا به . هذا التدفق للأحداث وتتابعها وترتب بعضها على بعض يأتى منطقيا فى أن يظل أبو طالب الى آخر لحظة فى حياته مؤمنا بما كان يؤمن به محمد متمسكا بما كان يتمسك به محمد وكارها لما كان يكرهه محمد ، ومواليا لما كان يواليه محمد ومعاديا لما كان يعاديه محمد . ليس منطقيا أن يعانى أبو طالب فى شيخوخته الجوع و ويأكل أوراق الشجر بسبب تعنت قريش وفجورها ثم يحابى دين قريش رافضا رجاء ابن أخيه حسبما يقولون .

2 ـ ثم ..من هو قريب النبى الذى قيل عنه (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )؟
المعنى العام للآية الكريمة أنه لا يجوز ولا ينبغى للنبى و للمؤمنين أن يستغفروا ويطلبوا الرحمة و الغفران للمشركين الذين يعرفونهم حتى لو كانوا أقارب لهم ن من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم . الشرح للآية هو ترديد لها تقريبا . وهذا هو القدر الميسّر للذكر و المتاح لكل من اراد فهم الاية ببساطة .
وهناك درجات أعلى فى التدبر يكون فيها التعمق فى الفهم بالتعامل مع السياق القرآنى المباشر هنا بالتعامل مع الآيات كلها ، وهى تقول :(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ( التوبة 113 : 115). ثم بالتعامل مع السياق العام وغير المباشر ، كقوله جل وعلا : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) ( الممتحنة 4 :6 )
هذا بالاضافة الى التعامل مع السياق المباشر والعام غير المباشر فى مصطلحات ( المشركين ) ( ذوى القربى ) ( تبين ) ( أصحاب الجحيم ).
منهجنا فى هذا المقال البحثى القصير أن ننفذ سريعا للاجابة على السؤال العنوان (هل مات أبو طالب كافرا كما يزعم أرباب الدين السّنى ؟) .
وبنقد الروايات فى المتن وبعض السند تبين لنا أنها كاذبة حين تزعم أن أبا طالب صمم على الكفر ورفض الاعتراف بالاسلام عند الاحتضار .
ويتبقى لنا أن نتعرف ـ باختصار ـ على من هو قريب النبى المنهى عن الاستغفار له .
فى سلسلة لنا لم تنته ناقشنا فيها مفهوم الكفر والشرك السلوكى والعقيدى ، و المشرك والكافر هنا هو بالسلوك العدوانى والعقيدى أيضا ، بحيث يظل معاديا للنبى محاربا له دون هوادة الى أن يموت دون توبة . أى إن الفيصل فى الاية هى قوله جل وعلا (مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) ، أى من بعد ما تبين ووضح من سلوكه الظاهر العلنى عداءه للاسلام وللنبى محمد عليه السلام ، وأنهم شهود على هذا العداء ، وأنهم شهود على استمراره دون توبة من الكافر المعتدى الظالم الفاجر ، أى ظل بهذا حتى مات . وبعد أن تبين لهم حاله وبعد أن عانوا من إعتداءاته وفجوره واسرافه و بغيه وظلمه لا يصح لهم الاستغفار له . بهذا المقياس يكون لدى المؤمنين فى عهد النبوة صنفان فقط ممن يتبين لهم أنهم أصحاب الجحيم :
1 ـ الصنف الأول : هو وصف عام ينطبق على أناس كثيرين ممن عاش محاربا للاسلام ومات على ذلك ، وهم كانوا يعرفون أولئك الناس بالتعامل المباشر ، وبالتالى ممنوع الاستغفار لهم مهما بلغت قرابتهم .
2 ـ الصنف الثانى : وهو يتركز فى شخص وحيد مذكور بالاسم ، ومعه زوجته ، وهو أبو لهب عم النبى : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ).
أبو لهب هو عم النبى الذى تأكد وتبين أنه عدو لله جل وعلا ، وأنه من أصحاب الجحيم وفقا لما جاء فى سورة تذكر اسمه .
وبالتالى فأبو لهب وزوجه هم من أوائل المقصودين بقوله جل وعلا : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) .
وبالتالى أيضا فإن الاية الكريمة لا علاقة لها بأبى طالب حسبما نعرفه من السيرة النبوية البشرية .

أخر السطر :
السيرة البشرية المكتوبة منها الصحيح ومنها الزائف شأن أى كتابة تاريخية . ووظيفة الباحث أن يجلى الحقائق ما استطاع الى ذلك سبيلا.
والذى نراه أن الصراع بين السّنة و الشيعة ألقى بظلاله على شخصية أبى طالب فحاول السنيون تشويه سيرته ظلما وعدوانا بأن جعلوه يموت كافرا ..
والمضحك أن المقابل لأبى طالب وهو أبو سفيان جعلوه يموت مؤمنا ومجاهدا قد حضر موقعة اليرموك بزعمهم .
فهل يمكن لشيخ فى أرذل العمر يقترب من التسعين أن يشارك فى حرب طاحنة مثل اليرموك ؟ .

اجمالي القراءات 72403

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (18)
1   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الثلاثاء ١٨ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47894]

يعطيك الصحة يا دكتور كيف فتحت هالقوس مثل ما نقول بلهجتنا

السلام عليكم جميعا اهل القران الباحثين عن الحق الله معكم ان الله حق


هل الحديث الذي يقول ان ابا طالب يقف في ضحضاح من النار اي ان رجلاه فقط هي التي تكوى نظرا لوقوفه  مع الرسول و مساندته لابن اخيه


حتى الرمق الاخير ولكنه لم يشهد بشهادة الاسلام ولقد شاهدنا ذالك في مسلسل الرسالة----وظل متمسكا بعقيدة الشرك ولا اعرف


لماذا تمسك بها وهو مات محاصرا من اهله مضحيا من اجل ابن اخيه--


الرسول عليه السلام اراه الله تعالى مصير عمه (استغفر الله )وانا عن نفسي كنت اؤمن بذالك فلا داعي لان نستهزئ بما يعتقده عامة المسلمين


فنحن كنا مثلهم بل اللوم كل اللوم على الذي افترى الاحاديث واللوم على الذي اعطاه الله تعالى علما ولم يفرق به بين الحق والباطل


وهاهو الدكتور احمد شيخ ازهري قد فعلها والحمد لله وعندما وصلتنا سطوره افقنا والحمد لله اذ كنا في غفلة وكنا لا نقدر ان نكذب ما قيل


لنا بان كل ما نطق به الرسول هو وحي من الله تعالى -اللهم اهدي قومي وتب على عبادك اجمعين واقنا عذاب النار -امين


2   تعليق بواسطة   ميثم التمار     في   الثلاثاء ١٨ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47898]

تكفير وتسقيط سياسي

السلام عليكم


اعتقد ان مسالة تكفير ابي طالب  روجت في العصر العباسي لاضهار اني بني العباس افضل من بني ابي طالب خصومهم السياسين ولم تكن موجودة قبل ذلك حتى ان معاوية نفسه لم يطرحها في خلافاته مع علي.


ولو كان ابوطالب مشرك لفرق يبنه وبين زوجته فاطمة بنت اسد


اما حديث ابو هريرة فالمشكلة هنا ان ابا هريرة اصبح منقذ لكل من اراد ان يفتري ويكذب لكثرة احاديثه الموضوعة واحاديث المجاملة التي كان يخرجها من جعبته فهي راس ماله


 


3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ١٨ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47905]

بحث جديد وفريد من نوعه .

كعادته دائما استاذنا الدكتور -منصور -ما يضع الأسبقية فى إكتشافاته وقراءاته التاريخية مثلما يفعل دائما فى أبحاثه وكتاباته القرآنية .. ودائما ما يلفت نظر القراء إلى إستخدام العقل فى تحليل الأخبار التاريخية وعدم التسليم لها نقلاً كما فعل السابقين ...


وأنا شخصيا اتمنى من الله أن يكون (ابا طالب ) مات مسلماً ، وهذا علمه عند ربى ،  وإن كان غتير هذا فلا يهمنى كثيرا الجدال الدائر حول هذه النقطة فى كتب السابقين ...وليسمح لى بهذا الإستفسار ..


من المعروف أن إهتمت كل كتابات السابقين (سواء صحت ام لا) بتدوين أسماء ومناقب ومساوىْ  أوائل الصحابة والمسلمين ممن صحبوا الرسول .بما فيهم على بن أبى طالب نفسه وإخوته .فلماذا لم تشر أى من الكُتب صراحة إلى إسلام أبى طالب وجهره بإسلامه ،وربط دفاعه عن المسلمين بموقفه الإيمانى وليس  القلبلى العشائرى؟؟؟


فقد كتبوا عن كل شىء بالحق والباطل - عن آل ياسر ، ومُصعب ، وصهيب الرومى  وووو -فلماذا هذا التجاهل التام لتحديدهم لإسلام أبا طالب ؟؟ ولماذا لم يدعو الشيعة فى إقامة دولتهم إلى الرضا من آل أبى طالب ،بدلا من الرضا من آل محمد بن بن على ؟؟؟ ولماذا لم ينسبوا دولتهم وقت قوتها  وفتوتها وحكمهم معظم العالم الإسلامى  إلى (أبى طالب ) بدلا من (العلويين ) والفاطميين ،وهكذا ، مثلما فعل (العباسيون) ؟؟


وشكرا لسياتك على مثل هذه البحوث التنويرية القيمة التى تعيد للعقل المسلم مكانته ،وتُعيد الحق لأصحابه من مظاليم التاريخ .


4   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الثلاثاء ١٨ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47909]

استخلص من هذا البحث: القول بأن أباطلب مات كافرا هي فرية سنية + دليل عن شهادة الاسلام+دليل عن الشفاعة

بعد قراءة هذا البحث القيم الذي يعد الاول والفريم من نوعه منذ فجر الاسلام حيث يتناول الباحث الموضوع بكل حيادية وموضوعية دون التحيز لمذهب او فئة بعينها ولكن يحتكم لآيات القرآن الكريم فى نقد وتكذيب ما يقرأه من كتب التراث وهذا بالفعل ما نلمسه فى جميع كتابات الدكتور منصور نجد ان متحيزا لقول الحق متبعا لآيات القرآن الكريم دون نفاق او رياء او مجاملة لأحد وفى معظم الاحيان يكون ما يكتبه صادما لمعظم المسلمين عامتهم وعلماءهم بل أحيانا يكون ما يكتبه صادما لبعض كتاب اهل القرآن ورواد الفكر القرآني الذي يفضلون لغة اللين فى اظهار الحقائق ويقللون من فائدة المواجهات الصادمة للحقائق القرآنية وهذا قد يرجع أحيانا لخوف البعض من القلق وبعض الاتهامات .


أولا: ما فهمته هنا من خلال قراءة هذا البحث فيما يخص اتهام أبااطلب بأنه قد مات كافرا أرى وبكل وضوح أن هذه فرية سنية قد افتعلها اهل السنة لكي يشوهوا هذا الرجل الذي قد مات بالطبع قبل تقسيم المسلمين لمذهبين سنة وشيعة ولكن كما يعلم الجميع أن تلك الأحاديث وتلك الروايات الكاذبة قد كتبت بعد حوالى قرنين من الزمان أي بعد انقسام المسلمين لسنة وشيعة وظهور مؤيدين لهؤلاء ومؤيدين لؤهلاء وكذلك وجود أعدا للمذهبين وهنا وهناك فكان لزاما على كل فريق تشويه صورة الاخر لكى تظهر كل فرقة انها الفرقة الافضل عند الله او الفرقة الناجية وهذه أمنيات البشر منذ فجر التاريخ وسبقنا بها اليهود حيث قالوا انهم أبناء الله وأحباؤه وما يعنيني هنا أن السنة قد كتبوا وكذبوا أيضا فى رواياتهم التى خطوها عن أباطالب الذي وقف فى وجه عتاة قريش مع ابن اخيه فى سبيل الله وفى سبيل نشر دين الاسلام ولو انه وقف بواذع الاقرابة لوقف العباس وابا لهب وحمزة فهم أعمام الرسول كمثل أباطالب ولكنه كان يقف وقفة رجل مؤمن مدافع عن دين الله وأخيرا هي روايات مقصودة سنية يراد بها تشويه صورة هذا الرجل لأنه والد الامام على ابن ابي طالب امام الشيعة والمذهب الشيعي


ومع تقدم الزمن زادت وظهرت أحقاد السنة والشيعة على بعضهم البعض وظهرت كتابات كل فريق على الاخر فى السير وفى المناقب وفى سب أئمة كل فريق وذكر مناقب الفريق الاخر وهذا موجود ومعلوم ويعكس لنا دليلا قويا على صحة ما أذهب اليه أن ما يقال عن موت اباطال كفار هي فرية سنية بحتة والله أعلم ..


تابع......




 


5   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الثلاثاء ١٨ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47910]

استخلص من هذا البحث: القول بأن أباطلب مات كافرا هي فرية سنية + دليل عن شهادة الاسلام+دليل عن الشفاعة

يتبع ....


يتبع ......


ثانيا : الشيء الهام فى كل هذه الروايات السنية المنشأ والصنع أن متنها جميعا متفق فى شيء واحد ألا وهو شهادة الاسلام(لا إله إلا الله) من خلال قراءة هذا البحث وكما نحاول التعلم من الدكتور منصور دائما القراءة الناقدة لكل شيء عدا القرآن الكريم أرى أن جميع الروايات ذكرت فيها شهادة الاسلام التى كان يتمنى خاتم الانبياء والمرسلين أن ينطقها أباطالب كما يزعمون أن هذه الشهادة كانت خالية تماما من ( وأن محمدا رسول الله ؟أى كانت تنطق بالتوحيد وقول (لا إله إلا الله) فقط وهذه هي شهادة الاسلام ليس فيها زيادة أو نقصان والرواة والمحدثين ومؤلفى الاحاديث لم يقصدوا فى تلك الروايات جعل شهادة الاسلام (لا إله إلا الله) فقط ولكنها سقطت منهم سهوا ودون قصد لأنهم جميعا انهمكوا وانشغلوا بالهدف الاأهم والهدف الاول والاخير الذي من أجله شرعوا فى كتابة هذه الروايات وهو تشويه صورة أباطالب ومحاولة إقناع جميع المسلمين بهذه الفرية وقد نجحوا فى هذا ولذلك تناسوا جميعا   ووقعوا فى هذه السقطة التى توضح كذبهم وتناقض أحاديثهم مع بعضها البعض لأنهم فى أحاديث اخرى يريدون إقناع المسلمين أيضا أن شهادة الاسلام ليست لا إله إلا الله فقط ولكن هناك في تلك الاحاديث يكون المقصد مختلف ولأنهم يكذبون فيحن يكتبون يقصدون قضية بعينها يكذبون ويخطئون فى قضايا أخرى تكشف زيف ما يقولون وتوضح لكل صاحب عقل كذب وافتراء ما يفعلون هذه هى حقيقة علم الحديث والمحدثنين موضوع يحتاج قليل من العقل والمنطق لتظهر الحقائق جلية واضحة على أعين الجميع ... وكما يقولون فى المثل الشعبي المصري الكذب مالوش رجلين

 


6   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ١٨ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47915]

أتفق معك استاذ حداد ،ولكن :

شكرا أستاذنا الكريم (حداد) على هذا التوضيح ،وعلى هذه الإضافة الهامة .وأتفق معك فى أن الشيعة إختزلوا الدين الإسلامى فى تقديس (أبناء فاطمة الزهراء ) يرحمها الله ، ثم إختزلوه أكثر وأكثر فى (مقتل الحُسين) ... ولكن لا نستطيع أن نتجاهل مكانة (على بن أبى طاب ) نفسه عندهم ،أو على الأقل عند الأكثرية منهم ، فقد رفعه بعضهم فوق مرتبة النبوة ، بل وصل الشطط ببعضهم إلى تأليهة ، وليس لأنه زوج فاطمة بنت محمد -عليه السلام -فقط ، فقد كان عثمان بن عفان -يرحمه الله - زوجاً لبنتين من بنات النبى عليه السلام ، ولكن لأسباب حزبية وسياسية (وشيطانية ايضا) .


.المهم أن هُناك مكانة لعلى بن ابى طالب نفسه عند الكثير من الشيعة لأسباب أخرى غير مُصاهرة النبى ،أو نسبه له عليه الصلاة والسلام .ويبقى السؤال ، لماذا هذا التجاهل التام لأبى طالب فى ابسط حقوقه ،وهو أن يكون من المسلمين  الأوائل المعروفين؟؟؟


7   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ١٨ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47918]

أشكرك استاذ -خالد ، والموضوع مهم جداً.

شكرا استاذ خالد سالم -على الإضافة التفصيلية الجميلة ، والتى أتفهمها وأتفق معك فيها كُلية . ولن أعود إلى ما نتفق عليه بخصوص تضارب روايات أهل السنة  بعضها مع بعض ، وأهل الشيعة بعضها مع بعض ، وبينهما وبين بعض  كسنة وشيعة ، وتعارضهما وتضاربهما لآيات القرآن الكريم .


.. ولكن نحن أمام جريمة تاريخية سابقة  ، وتصفية معنوية لشخصية من أهم المدافعين عن الإسلام الأوائل ::


: فكيف تم ،ولمصلحة من وصلت درجة تجاهله ،وتجاهل إسمه من بين المسلمين الأوائل  إلى هذه الدرجة ،مع انه شخصية حقيقية دافعت عن رسول الإسلام دفاعاً مُستميتاً وآواه ونصره ورباه فى حجره قبل ذلك .


فنحن نعلم ان هناك رؤساء وملوكاً   سقط تاريخهم من تاريخ البشرية كأمثال 0معاوية بن يزيد بن معاوية --و- محمد نجيب - وغيرهم الكثير ... ولكن على الأقل ذكروا  بانهم كانوا ملوك أو رؤساء .. ولكن أن يصل التجاهل إلى درجة نفيه من قائمة المسلمين الأوائل ، فهذه جريمة تاريخية فظيعة ،تستحق  دراستها لإحقاق الحق وإرجاع الحق لأصحابه ..


وشكرا - استاذ خالد .


8   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الأربعاء ١٩ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47919]

اتفق معك يا دكتور عثمان : أن الموضوع مهم جدا وغريب جدا ومؤسف جدا وسياسي جدا وصاحب العقل يمييز!!!!

الدكتور عثمان العزيز : أتفق معك فى كل كلمة وفى كل رأي ذكرته فى تعقيبك الاخير فهى بافعل جريمة كبيرة جدا ومن وجهة نظرى هذه من أكبر الجرائم التاريخية فيما يخص تأريخ وكتابة التاريخ الاسلامي لأنه عندما يتم تجاهل رجل كهذا جاهد فى الله وووقف بجانب رسول الله وتحمل مواجهات قريش وما ادراك ما قريش إنكار كل هذه الأمور عليه لدرجة من الاجرام أوصلتهم لنفى الاسلام عنه فهذه بالفعل جريمة لا تغتفر وتوضح لكل غنسان عاقل كيف تلاعب هؤلاء المجرمون بدين الله لصالح السياسة والمصالح الشخصية والمذهبية وأن كل ما كتبوه كان لمصالح شخصية وتكفى هذه الجريمة لكى يفيق المسلمون من سباتهم الطويل ويعترفوا أن المؤرخون والمحدثون والرواة ضحكوا عليهم طوال هذا العمر بأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان فيجب على المسلمين البكاء على أنفسهم أولا ، والتفكر فى ما وقع بهم ثانيا .


صدقنى يا دكتور عثمان لقد صدمت صدمة كبيرة جدا بعد قراءة هذا البحث لأنى بكل بساطة صدقت فعلا أن أباطالب من الصعب أن يموت كافرا بعد كل ما فعله من أجل الاسلام وعلى الرغم أن اسلام ابا طالب او كفره لن ينفعنى او يضرنى كشخص ، ولكنه شيء تاريخيى له تأثير كبير جدا على مصداقية ما توارثناه من تاريخ طويل ملىء بالمتناقضات وموقف تاريخي من شأنه يظهر ما فعله أهل هذا التراث بعقول المسلمين على مر التاريخ أهمية البحث فى هذا الأمر هى لإظهار حقيقة أن القرآن وكفى مصدرا وحيدا للتشريع وأنه يجب أن نتعامل مع كلمة كتبها بشر على أنتها تاريخ وليست دين لأن التاريخ المكتوب بواسطة البشر فيه الصدق وأكثره الكذب لأن السياسة اختلطت به والمصالح الشخصية وهوى النفس تؤثر عليه وتؤثر على كتابته وصياغته وتدوينه فلا يمكن أن يكون نزيها ولا يمكن أن يكون حقا خالصا لوجه الله تعالى ولا يمكن أن نعتبره دينا لأنه كلام بشري لا يرقى لكلام الله جل وعلا فمن هنا أرى معك يا دكتور عثمان انها فعلا جريمة كبرى ورؤيتي هذه كما قلت سببها الحقيقيى هو الوصول للحق والبحث عن الحقيقة وليس هناك سبب أخر على الاطلاق حتى يقول قائل ماذا سنستفيد من البحث فى هذه القضية ..


 


9   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١٩ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47923]

أحبتى .. شكرا لكم جميعا وأقول

 1 ـ أتمنى من أخى الحبيب الاستاذ محمد الحداد أن يكتب  فى هذه الموضوعات الخلافية بين السّنة و الشيعة .لا أعرف إن كان الاستاذ الحداد شيعيا أو سنيا ، ولكن أعرف من كتاباته أنه نزيه ومحايد و يبغى الاصلاح . 


2 ـ بالنسبة لى فيما يخص موضوع ابى طالب ، فلم أقرأ عنه فى المصادر الشيعية ، ولا أزعم لنفسى التخصص الدقيق فى أصوليات التشيع  ، لأن تخصصى الدقيق هو فى السنة و التصوف تاريخا وعقائد وتراثا ، بالاضافة للقرآن الكريم . من هنا أعتذر لأخى الحبيب عن طلبه أن افحص الروايات المختلف فيها بين الشيعة و السنة فيما يخص السيدة فاطمة الزهراء . وأضيف لذلك بأن ما يشجعنى على بحث موضوع خاص بالنزاع الشيعى السنى أن يكون له أصل فى القرآن احتكم اليه ، كما هو الواضح هنا فى موضوع أبى طالب حيث أدخلوا الآيات القرآنية فكان واجبا الاحتكام للقرآن فى هذا الشأن ، بالاضافة الى مناقشة الروايات السنية نفسها لبيان فسادها. 


يختلف الأمر بالنسبة لموضع (فدك ) و السيدة فاطمة ،لأنه ليس فى القرآن إشارة لهذا ، وبالتالى ستكون المعركة بينهما مبارزة بالروايات التاريخية المصنوعة والمزورة والتى لا طائل من ورائها .


3 ـ. واتفق مع ما أشار اليه أخى محمد الحداد بأن القصة بدأت بلعن أبى طالب و تكفير أبيه منذ خلافة معاوية ، وشرح ذلك موجود فى سلسلة وعظ السلاطين ( مجموعة زياد ابن أبيه ) . ولم يتوقف اللعن سوى فى خلافة عمر بن عبد العزيز ثم عاد واستمر الى نهاية الدولة الأموية . وأعتقد ان الأمويين مسئولين فى فترة الرواية الشفهية عن التهميش التاريخى لنضال أخوة على بن أبى طالب فى مقابل التركيز على التأريخ لبنى العاص بن أمية الذين أسلموا بعد الفتح بينما كان بنو طالب من السابقين فى الاسلام . 


10   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الأربعاء ١٩ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47936]

أبحث عن السياسة ثم السياسة ثم السياسة ..

نعم لكي تفك كثيرا من رموز وطلاسم الكثيرمن الحوادث التاريخية فعليك بفهم السياسة ثم السياسة ثم السياسة .!! لقد قرأنا أن لعن علي بن أبي طالب كان من المعلوم بالدين بالضرورة في عهد بني أمية حيث كان القصاصين والمساجد يفعلون ذلك ، وكان أحد علامات الولاء للدولة الأموية هو لعن ابن أبي تراب (علي بن أبي طالب ) وبالتالي فإن بني أمية لم ينسوا التنكيل بأبي طالب نظرا لمواقفه  المشرفة مع ابن أخية وفي المقابل كونهم ممن كان يطلق عليهم الطلقاء أو مسلموا الفتح . وبالتالي كان لابد لهم أن يلوثوا ويحطوا من قيمة أبوطالب عم النبي عليه السلام وأبو خصمهم اللدود علي بن أبي طالب ..!! وكلنا يعرف ما فعله الأمويين مع الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب .. أي ان هذه السلالة من أبي طالب كانت مستهدفة للأغتيال الجسدي والمعنوي من قبل بني امية .. وهذا يفسر هذه الأخبار عن كون أبوطالب مات كافرا وتركيزهم على ذلك عن طريق عشرات الروايات ..


11   تعليق بواسطة   سوسن طاهر     في   الخميس ٢٠ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47940]

معركة المسلمين الأوائل مع مسلمي فتح مكة .

 ظلوا طيلة عمرهم يحاربون الإسلام ولم يدخلوا فيه إلا عندما أصبح له شأنا كما قال أبي سفيان .. وبسبب هذا الشأن دخلوا في الإسلام في فتح مكة  لكي يحصدوا الأرباح وكانت خطتهم أن يكونوا كما قالت هند بنت عتبة أم معاوية له ( ثكلتك أمك إن لم تسد قومك ) وبالتالي ليس لهم إلا أن يكونوا قوادا للجيش وعن طريق قريب لهم طيب القلب وهو عثمان بن عفان، وهو من أول من أسلموا فلقد إستغلوه في الوصول لهدفهم ،وعندما وصل عثمان بن عفان للحكم كانوا هم الحكام الفعليين للدولة الإسلامية وأصبحت الدولة الإسلامية تدار كما تدار الامبراطوريات حيث الظلم والفسق والمجون والقتل .. إنهم بني أمية بقيادة أبوسفيان وإبنه معاوية ... بالتالي كان حتما أن تدور معركة بين المسلمين الأوائل الذين قدموا التضحيات أمثال علي بن أبي طالب وغيره وبين هؤلاء التجار الذين أسلموا بهدف الحفاظ على مصالحهم وهذه المعركة كانت معركة فكرية حيث كان للأحاديث المنسوبة زورا للنبي دورا مهما فيها ، وأصبحت بالإضافة إلى ذلك معارك حربية قتل فيها معظم من وقف امام الأمويين وتمسك برأية وتم التخلص من زرية أبوطالب بالقتل أو بأشياء أخرى وإبعادهم عن طريق بني أمية .. لذلك فإننا يجب أن نقرأ تكفيرهم لأبوطالب في هذا الإطار ..


12   تعليق بواسطة   ميثم التمار     في   الجمعة ٢١ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47966]

مهلا استاذ عثمان محمد

السلام عليكم


اخي العزيز عثمان للاسف انت تردد الاتهامات السنية للشيعة وهي اتهامات سياسية من قال انا الشيعة رفعوا مقام علي على النبي ومن جعله اله هذا افتراء . ولدت شيعا وترعرعت شيعيا ورضعت حب اهل البيت من لبن امي ولم اسمع اي شيعيا قط يقول ان عليا افضل من محمد ولم ارى شيعا يقول ان عليا اله كما تدعي فمن اين لك هذا اتني ببرهان  وانا هنا لا اقول ان الشيعة على حق ولكن لديهم حق ان الشيعة كفكر تعرض للاضطهاد وكان كالتنظيمات السرية وما ينطوي على ذلك من السلبيات


اقدم عذري للدكتور احمد فيجب ان تكون تعليقاتنا في البحث المقدم وعدم الخروج في سجالات ولكن حمية الشيعة القديمة دفعتني  فتقبل عذري


 


13   تعليق بواسطة   رضا عامر     في   الإثنين ٣١ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48153]

لماذا الحيره

عزيزى الاستاذ الدكتور صبحى منصور المحترم والاخوه الاعزاء المشاركين بالحوار

السؤال هو (لماذا نقبل كل هذه الروايات المأخوذه من كتب السيره أو حتى نناقشها فى نفس الوقت الذى لانقبل الحديث جله أو كله). ثم أنه لا يوجد دليل فى القرآن الكريم على وجود هذه الشخصيات أصلا باستثناء (أبو لهب) وحتى هذا لا يمكن اثبات أنه عم ألرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

أخوكم   د. رضا عامر


14   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٣١ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48157]

اهلا د رضا عامر ، ولقد سبقت الاجابة على سؤالك كثيرا

 قلنا ان الاسلام فى عقيدتنا هو القرآن وكفى ، ولنا كتاب مشهور  ومنشور بهذا العنوان يحدد الموقف من السيرة المكتوبة للنبى بعد موته ، وانها ليست جزءا من الدين هى أو الأحاديث المسماة بالسنة . وبينما نرفض تماما الاخذ بالاحاديث لانها تتكلم فى التشريع و الغيبيات و الترهيب و الترغيب وهى موضوعات لا مجال للكلام فيه الا بالاسترشاد و الاقتداء و الاهتداء بالقرآن وحده ، فانه بالنسبة للسيرة ـ  و هى تاريخ ـ  فاننا نناقش رواياتها بمنهج البحث والنقد العلمى التاريخى ، وهو علم قائم بذاته ، له المتخصصون فيه . مع التأكيد أنه لا علاقة لهذه السيرة بالاسلام  ، لأنها مجرد تاريخ بشرى مثل اى تاريخ بشرى .ورواياته لو صحّت بالمنهج العلمى فهى اخبار او حقائق تاريخية تقبل الصدق و الكذب ، وحكمنا عليها بالقبول او بالرفض هو اجتهاد بشرى يقبل الخطأ كما يقبل الصواب . 


كررنا هذا الكلام كثيرا 


ونرجو ألا نضطر الى تكراره فلا وقت لدينا .!


 


15   تعليق بواسطة   رضا عامر     في   الثلاثاء ٠١ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48170]

عذرا يادكتور فلم أقصد اضاعة وقتك

ولكننى أرسلت تعليقا قصيرا جدا بالمقارنة بالتعليقات الاخرى. كما أننى أرى أن الخوض فى مثل قضية كيف سيحاسب الله سبحانه الناس وأيهم مؤمن وأيهم كافر هو عينه اضاعة الوقت  أليس حسابهم جميعا عند ربى. وشكرا على الرد


د رضا عامر


16   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأحد ١٤ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82826]

هل لانتماء الدينى أقوى من العصبية للقرابة؟


نحن نعرف أن أبا طالب هو الذى كفل ابن أخيه اليتيم محمدا بن عبد الله ، وظل يرعاه ، وأن ابن أخيه محمد وقف الى جانب عمه أبى طالب حين تكاثر أولاده و ضاق به الحال فأضاف اليه ابن عمه عليا بن أبى طالب ورباه فى بيته ليرد جميل عمه ، وأن أبا طالب وقف الى جانب ابن أخيه محمد بعد أن صار نبيا مرسلا ، ودافع عنه بكل ما يستطيع برغم شيخوخته ، ورفض كل العروض من قريش بالتخلى عن ابن أخيه ، بل وتحمل مع ابن أخيه الحصار والجوع فى شعاب مكة. وأن أبناء أبى طالب قد أسلموا و ليس فقط ابن عمه على .قد يقال أنه وقف الى جانب ابن أخيه بسبب القرابة و التعصب الهاشمى . ولكن هذا خطأ محض .

هذه الرابطة القوية التى جمعت أبا طالب بابن أخيه والتى صمدت امام أشد المحن لا يمكن أن يكون باعثها هو مجرد القرابة فى النسب لأن الاسلام وضع الانتماء القبلى فى قريش فى وضع بالغ الصعوبة ، وأثبت أن الانتماء الدينى أقوى من العصبية للقرابة . فهناك من الأمويين من أسلم وتحمل الاضطهاد ، مثل عثمان بن عفان . أبو سفيان أسلمت ابنته ( رملة الكبرى ) أم حبيبة وهاجرت وبعد موت زوجها تزوجها النبى محمد عليه السلام ، هذا بينما نجد حنظلة بن أبى سفيان يموت قتيلا كافرا يوم بدر ، ثم يكون يزيد ومعاوية من مسلمة الفتح .وهناك من الهاشميين من أصبح رأسا فى الكفر ضد ابن أخيه النبى محمد مثل ابى لهب ، بينما نجد الشاب حمزة يهب نفسه للاسلام فى تناقض تام مع أخيه الأكبر أبى لهب ، ثم نجد العباس يتوسط باحثا عن مصلحته بين هذا وذاك . ويستقيم مواقف أولئك جميعا مع اختياراتهم الدينية ، ولكن يثور القلق العلمى فى موقف ابى طالب .


 



17   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأحد ١٤ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82827]

ما الهدف من تشويه سيرة أبي طالب ظلما وعدوانا بأن جعلوه يموت كافرا؟


تتناقض الروايات عن أبى طالب . تجعله الى جانب النبى محمدا هو وأولاده طيلة حياته ، ثم ينتهى بها الحال لتؤكد على موته كافرا رافضا أن يشهد بلا اله إلا الله وهو على فراش الاحتضار .رفضه الايمان بلا اله إلا الله برغم الحاح ابن أخيه يجعله كافرا عريقا وخصما عنيدا لابن أخيه ، وهذا يتناقض مع كل تضحيات أبى طالب السابقة . هناك خطأ ما فى تلك الروايات . ونحن هنا لنتعامل مع هذا الخطأ .

2 ـ يتحول الخطأ الى خطيئة ويتحول الكذب الى جريمة حين يصل الاجرام الى التعامل مع القرآن الكريم ، اى حين تتدخل الروايات التاريخية فى تحريف معانى الآيات لكى تؤكد على أن أبا طالب صمم على الموت كافرا برغم توسلات ابن اخيه محمد عليه السلام .السيرة البشرية المكتوبة منها الصحيح ومنها الزائف شأن أى كتابة تاريخية . ووظيفة الباحث أن يجلى الحقائق ما استطاع الى ذلك سبيلا.

والذى نراه أن الصراع بين السّنة و الشيعة ألقى بظلاله على شخصية أبى طالب فحاول السنيون تشويه سيرته ظلما وعدوانا بأن جعلوه يموت كافرا ..والمضحك أن المقابل لأبى طالب وهو أبو سفيان جعلوه يموت مؤمنا ومجاهدا قد حضر موقعة اليرموك بزعمهم .فهل يمكن لشيخ فى أرذل العمر يقترب من التسعين أن يشارك فى حرب طاحنة مثل اليرموك ؟ .


ثم تتحول الخطيئة والجريمة الى فضيحة مرفوعة الرأس والذيل عندما تظل تلك الأكاذيب جزءا من الدين السّنى تتمتع باعتقاد الناس ، فكل السنيين السلفيين يؤمنون بأن أبا طالب مات كافرا مصمما على الكفر رافضا أن ( يشفع له النبى محمد ).!



18   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ١٤ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82833]

شكرا استاذة عائشة على تذكيرنا بالذى مضى


كالعادة تنقبين عن المقالات القديمة وتذكرينا بها على أمل أن ينتبه لها الأحبة القادمون للموقع . 

جزاك الله جل وعلا خيرا. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4980
اجمالي القراءات : 53,328,156
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي